عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 16:42
المحور:
الادب والفن
يكتبُ علي إسماعيل الغوّار، ويُغنّي سعدون جابر:
"نِذْرِنْ لَخَيْطِ عيوني لَمَّنْ يِرِجْعون"..
أي:
"قسماً
سأُغلِقُ جِفنَ العينِ بالإبرةِ والخيطِ
إلى أن يعودوا".
مع ذلك..
فإنّهُم لن يعودوا.
لا فائدةً من التعاملِ مع "الفقدان" بهذهِ الطريقة.
سينتهي بكَ الأمرُ إلى "خياطةِ" كُلِّ المنافذِ إلى الضوءِ.. دونَ أن يكونَ ذلكَ شرطاً "كافياً" لعودةِ من تَعشَقُ و تُريد.
ستقومُ بكُلِّ سذاجة بـ "خياطةِ" كُلِّ الطرقِ المؤدِّيَةِ إلى الخُذلان، وستبقى مخذولاً مع ذلك، وإلى الأبد.
اغلِق ما شئتَ من الأبوابِ في وجهِ العالَم، والذي تنتِظَر أن يطرقَ البابَ عليك، لن يفعلَ ذلكَ أبداً.
بل أنّ المُفارقةَ المريرةَ في هذا كُلِّه، هو أنّكَ سـوف "تُخَيِّطُ" و "تَسُدُّ" كُلّ "الثقوبِ" الغائرةِ في روحك، لكي لا ترى غيرَ من نَذَرتَ نفسكَ لتراه، ولا تُبصِرُ غيره، بينما من عافَكَ يعيشُ ويرى ويتذوّقُ كُلَ شيء، وكأنَّ شيئاً لم يحدث.
لا يسري ذلكَ طبعاً، لا على الفُقدانِ بالموتِ، ولا على فُقدانِ الهَجرِ الجميلِ (حيثُ يُجبَرُ المحبوبُ على هجرِ المُحِبِّ قسراً وعُنوة).
من تمَّ فقدانهم بهذه الطريقة، لن يجعلوكَ أعمى.
عدا هؤلاء..
لا تنتِظِر ذلكَ الذي لن يأتي أبداً.
ارفَعَ الخَيطَ عن الجِفن
وأضحكَ طويلاً على نفسِكَ
وإيّاكَ إيّاكَ أن تَذرَف دمعةً واحدةً على كُلِّ صغيرٍ، أو "زغيرون"، لا يستَحِّقُّ ذلك.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟