سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 13:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بداية قيام نظام الملالي فقد إعتمد هذا النظام ولازال على إستخدام الدين کوسيلة من أجل خداع الشعب الايراني وشعوب العالمين العربي والاسلامي من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، واللافت للنظر، إن النظام يسعى دائما لإظهار نفسه بأنه نظام عادل ومنصف وإن سياساته تعتمد على أساس ديني وهذا"على حد زعمهم" مايجعلها شرعية، ولکن ولأن هذا النظام متماه في کذبه وخداعه ودجله وإنه قد قام بتوظيف الدين کوسيلة من أجل تحقيق غاياته فإن أمره يفتضح يوما بعد يوم.
مع المفاوضات الجارية بخصوص البرنامج النووي والتي هرع إليها النظام بعد تمنع مفتعل وجلس رغما عنه الى طاولة المفاوضات، فإن الجدل والنقاش في أوساط النظام المختلفة محتدم حول هذه المفاوضات التي تجري مع الولايات المتحدة التي هي بحسب مسميات النظام"الشيطان الاکبر" والذي حرم خميني التفاوض والجلوس معها، وهنا تبرز ظاهرة لا يمکن تجاهلها بسهولة وهي ظاهرة"الخداع الديني" التي تفضح طبيعة وأصل معدن النظام الردئ وکيف إنه يستخدم الدين من أجل التغطية على وجهه البشع.
وجهات النظر والآراء المتضاربة لعدد من خطباء الجمعة والمسؤولين الدينيين، تظهر بوضوح كيف يتم الاستناد إلى النصوص الدينية بصورة انتقائية ومتناقضة في آن، تارة لرفض التفاوض مع أمريكا وتارة لتأييده، وفقا لمتطلبات اللحظة السياسية وليس لمبدأ ديني ثابت. فبينما صرح علم الهدى، ممثل خامنئي في مشهد، بأن "القيادة لا ترى شرعية في التفاوض استنادا إلى القرآن"، أشار أحمد خاتمي في خطبة الجمعة إلى أن "المفاوضات من أوامر القرآن". أما خطيب جمعة تبريز، فقد أضاف بدوره أن "عدم التفاوض هو أمر قرآني"! هذه التناقضات لا تعكس اجتهادا دينيا، بل تظهر بشكل صارخ استخدام الدين كأداة سياسية دعائية لا أكثر.
والمثير للسخرية هنا إن کبير الدجالين والمتاجرين بالدين في هذا النظام أي الملا خامنئي قد سبقهم جميعا بهذا الصدد فأعلن قراره الحاسم بالرفض القاطع لإجراء المفاوضات مع الولايات وهو الامر الذي طفق قادة النظام ووسائل إعلامه لفترة يقومون بإجتراره بإنتظام، ولکن وبعد أن تزايدت حدة التهديدات الامريکية عاد الملا خامنئي ليتملص من موقه الحاسم هذا ويبدأ بالادلاء بتصريحات ومواقف غير واضحة وتتسم بالضبابية والغموض کأن يعلن بأن لايٶيد المفاوضات وفي نفس الوقت لا يقف ضدها، بل إن الانکى والادهى من ذلك إن نظام الملالي بحسب تصريح لأحد مسٶولي هذا النظام، قد حاول سرا التواصل مع ترامب قبل إنتخابه، وهو يفضح الحقيقة البشعة جدا لهذا النظام من أجل المحافظة على نفسه وإنه ليس هناك ومبادئ أو قيم لهذا النظام أمام همه الاکبر في البقاء في السلطة، وإن الدين مجرد غطاء دأب على إستخدامه من أجل تحقيق هذا الهدف.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟