أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصهيوني














المزيد.....

لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصهيوني


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الجنوب اللبناني مجرد جغرافيا حدودية، بل هو مرآة دقيقة لصراع أكبر يتقاطع فيه المحلي بالقومي، والسيادي بالتاريخي. فحين تتمدد أطماع العدو الإسرائيلي من القدس إلى الليطاني، وحين يُهمّش الحق الفلسطيني في دوائر القرار الدولي، يصبح سؤال حماية لبنان أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

في زمن تتكثف فيه التحولات الإقليمية والتطبيع يُقدّم كخيار واقعي، يبقى لبنان، بجراحه وانقساماته، في مواجهة مصيرية مع مشروع لم يتوقف يومًا عن محاولة إعادة رسم الخريطة. فهل نمتلك بعد ما يكفي من الوعي والسيادة لندرك أن حماية الجنوب هي في جوهرها حماية لفلسطين... وللبنان معًا؟


منذ اللحظة الأولى لتأسيس الكيان الإسرائيلي، تموضع لبنان، من خلال نخبه السياسية والفكرية المناهضة للاستعمار، في خندق القضية الفلسطينية. لم يكن ذلك نابعًا من حماسة عاطفية أو شعارات قومية مجردة، بل من إدراك عميق لطبيعة المشروع الصهيوني التوسعي، الذي لم يكن يستهدف فلسطين وحدها، بل يطمع في كل جغرافيا الجوار، ولبنان أحد أبرز هذه الجبهات.

في الخمسينيات والستينيات، لعبت القوى القومية واليسارية اللبنانية دورًا مركزيًا في دعم القضية الفلسطينية، معتبرة أن نكبة فلسطين ليست حادثًا معزولًا بل مقدمة لسلسلة من التحولات البنيوية في المنطقة. هذه الرؤية ما لبثت أن تأكدت مع توالي الاعتداءات الإسرائيلية، من قصف الجنوب إلى اجتياح بيروت، وصولاً إلى الحرب المفتوحة عام 2006.

من الناحية الجيوسياسية، لم تكن أطماع إسرائيل في لبنان خفية. فالأرشيف الإسرائيلي، كما أظهرت دراسات منشورة (ينون، 1982)، يكشف رغبة دائمة في الوصول إلى مياه الليطاني، بل وتصورًا لمستقبل "مفكك" للبنان على أساس طائفي يتيح للكيان الإسرائيلي التمدد بأقل كلفة استراتيجية. هذه الرؤية تتكامل مع ما كتبه دايان وغيره من جنرالات إسرائيل حول أهمية "تحريك الحدود الشمالية" لضمان أمن إسرائيل.

في المقابل، اصطدمت كل محاولات ترسيخ عدالة القضية الفلسطينية — ومن ضمنها حماية السيادة اللبنانية — بعقبات دولية متكررة. فالقرارات الأممية، من 194 إلى 242، ظلت دون تنفيذ فعلي، إما بسبب الانحياز الأمريكي الذي استخدم الفيتو عشرات المرات، أو نتيجة استهتار إسرائيل بالشرعية الدولية، مستفيدة من غطاء غربي ثابت.

وجاءت إدارة ترامب لتؤكد هذه المعادلة؛ عبر "صفقة القرن" التي كرّست واقع الاحتلال، وأسقطت موضوع حق العودة، وأعادت رسم حدود النفوذ الإسرائيلي استنادًا إلى رؤية أحادية، تجاهلت ليس فقط الفلسطينيين بل كل المحيط العربي. هذا التوجه أعاد طرح المسألة اللبنانية في قلب المعادلة: فماذا لو قررت إسرائيل – بدعم غربي – تصفية حساباتها الجغرافية في الجنوب اللبناني تحت ذرائع "أمنية"؟

من هنا ينبثق السؤال المركزي: من يحمي لبنان؟
في ظل انهيار داخلي، وغياب استراتيجية وطنية شاملة، وتحوّل عربي نحو التطبيع، يبدو لبنان مكشوفًا أكثر من أي وقت مضى. المقاومة لا تزال قائمة، لكنها دون مشروع سياسي موحد، تصبح عرضة للتوظيف أو العزلة.

إن الحماية، في هذا السياق، لا تقتصر على الردع العسكري، بل تتطلب إنتاج وعي سيادي جديد، يعيد الاعتبار للدولة باعتبارها الضامن الوحيد للاستقرار، ويرسم خطوطًا حمراء تُجمع عليها المكونات اللبنانية، دون مواربة أو مساومة.

فلبنان، كما فلسطين، لا يمكن عزله عن المعركة الكبرى ضد مشروع إقليمي استعماري مستمر. وكل تراخٍ أو انقسام داخلي ليس سوى خدمة مجانية تُقدّم لهذا المشروع.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا
- حكومة تنظيم الإنهيار وإدارة الفوضى والإنتخابات النيابية
- ذئاب السلطة والقطيع المطيع
- كأننا نطف خرجت من بين الذل والرذائل
- أين الغرباء؟؟؟
- نص عربي مشوه لزمن مشوه
- لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)
- حسن مراد من البقاع إلى كل لبنان...(غد أفضل يتوهج) حضورا
- اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الل ...
- عودة بني قينقاع وترميم حصن خيبر
- بين ثورة الحسين وعبدالناصر...وعجل يزيد
- مجزرة الحرم الإبراهيمي...حلقةفي سلسلة المذابح والدم المباح
- حريري(المستقبل)يواجه بعناد غير مبرر مراد(غد أفضل)لطائفة بحجم ...
- حسن مراد...صقر بقاعي لغد أفضل


المزيد.....




- ترامب: -القرم ستبقى مع روسيا- في مقترح السلام.. وزيلينسكي يت ...
- تدهور حاد بعلاقات البلدين.. إليك ما نعلمه عن التوتر الحاصل ب ...
- وزير النفط الإيراني: موسكو وطهران تبحثان بناء منشآت نووية جد ...
- السويد تشدد الرقابة على المتفجرات
- زاخاروفا: روسيا تحمي العالم من النازية الجديدة
- استدعاء جديد للناشط أحمد دومة أمام نيابة أمن الدولة: استمرار ...
- كأس اسبانيا- برشلونة يسعى للرباعية وتكريس تفوقه على الريال
- الجيش اللبناني يتخذ تدابير أمنية استثنائية على أثر الاشتباكا ...
- عناصر من -الدعم السريع- يسلمون أنفسهم للجيش السوداني (فيديو) ...
- ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء المرشد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصهيوني