أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد إلى الرفيق د. حسين علوان حسين - حول دور الحزب ومهام اليسار العراقي














المزيد.....

رد إلى الرفيق د. حسين علوان حسين - حول دور الحزب ومهام اليسار العراقي


علي طبله
مهندس معماري، بروفيسور في الهندسة المعمارية، باحث، كاتب وأديب

(Ali Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 07:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول دور الحزب في تشرين، ومهام اليسار العراقي في المرحلة الراهنة

الرفيق العزيز د. حسين علوان حسين
تحية رفاقية صادقة

أشكركم بامتنان على التفاعل العميق مع مقالة “اللّينينيّة بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية”، وعلى كلماتكم المشجعة والتوصيات التي تستحق الوقوف عندها. إن إشارتكم إلى غياب قيادة الحزب الشيوعي العراقي عن انتفاضة تشرين ونتائج ذلك، تمثل نقدًا شجاعًا لا بد من أخذه على محمل الجد في أي مراجعة مسؤولة لتجربة الحزب ومآلات الحراك اليساري الأوسع في العراق.

أولاً: بشأن غياب قيادة الحزب عن تشرين

لا شك أن عدم ارتقاء قيادة الحزب إلى مستوى لحظة تشرين 2019 كان تقصيرًا تاريخيًا.
فرغم مشاركة رفاق الحزب في الساحات، وانخراط منظماته الشبابية والفردية، إلا أن الحزب – كتنظيم – لم يتبنَّ الانتفاضة كـ”لحظة مفصلية” في تاريخ الصراع الاجتماعي، ولم يمارس دورًا تنظيميًا حاسمًا في توجيهها أو تأطيرها أو حماية مسارها من الاختراق.

وقد تسببت هذه المفارقة في أن تُملأ الفراغات بقيادات غير متجانسة – بعضها وطني، وبعضها طفيلي – ما سمح لاحقاً بتدجين الانتفاضة، ومن ثم ركوب موجتها من قبل أطراف السلطة ذاتها. وهنا تتقاطع قراءتك، رفيقي العزيز، مع حقيقة تاريخية مؤلمة: أن انتفاضة تشرين انتهت – جزئياً – إلى إنتاج حكومات لا تختلف جوهرياً عن المنظومة التي خرجت الجماهير لإسقاطها.

وهذا يفتح سؤالًا مركزيًا يجب أن يكون جوهر أي تقييم يساري اليوم:
ما الذي حال دون أن يكون الحزب أداة جماهيرية حقيقية قادرة على قيادة انتفاضة وطنية واسعة؟

ثانيًا: حول شعار المرحلة

شعاركم المقترح:
“إسقاط المحاصصة والتبعية للأجنبي يؤمّن العيش الكريم لكل العراقيين”
هو شعار قوي، مباشر، يجمع بين الوطني والطبقي، ويقدّم صيغة تعبئة يمكن الاشتغال عليها. لكن نجاح مثل هذا الشعار مشروط بأمرين:
1. تجذيره في الواقع المعيشي اليومي (من كهرباء، وظائف، صحة، تعليم)، كي لا يبدو مجرد تعبير سياسي عام.
2. ربطه بأفق تنظيمي نضالي، لا يكتفي بالتحشيد، بل يبني أدوات ضغط فعلية (مثل ما أشرتم إليه: الاعتصام، الإضراب، التنسيق القاعدي).

شخصيًا، أرى أن الشعار المقترح يصلح كـ”محور تعبئة”، لكن ينبغي أن يُرفق بـخطاب تفصيلي يُوضّح العلاقة بين “المحاصصة” و”البطالة”، وبين “التبعية” و”الفقر”، حتى لا يُختزل إلى صيغة أيديولوجية لا تصل إلى وعي الجماهير.

ثالثًا: بشأن العصيان والإضراب

دعوتكم إلى الاعتصامات الجماهيرية والإضراب العام هي طروحة ثورية في الشكل، لكنّ نجاحها يتطلب بنية تنظيمية تحتية غير متوفرة حتى اللحظة.
الشارع العراقي أثبت قدرته على الانتفاض، لكننا – كيسار – لم ننجح بعد في بناء:
• لجان أحياء مستقلة.
• نقابات حقيقية تتجاوز الاختراق الحزبي.
• تنسيقيات ميدانية تعبّر عن مصالح الطبقة العاملة والمهمّشين.

بالتالي، من دون هذا الإعداد، قد تتحول دعوات العصيان إلى شعارات فضفاضة، أو في أسوأ الأحوال، تُوظف من أطراف إصلاحية تسعى لاحتواء الحراك بدل توجيهه.

رابعًا: المرجعيات التي أوردتموها

أقدّر كثيرًا إحالتكم إلى مقالاتكم القيّمة، خاصة:
• تطور سلطة البرجوازية الطفيلية في العراق
• لا يمكن إصلاح العملية السياسية دون التخلص منها

وهذه أعمال تُظهر وضوحًا في فهم العلاقة بين السلطة الطبقية والهيمنة السياسية. وقد بات من الضروري أن تُعاد قراءتها الآن، في ظل انسداد أفق الإصلاح، وتصاعد الدعوات إلى بناء مشروع سياسي بديل حقيقي، لا يكتفي بالشعارات، بل يعيد تعريف العلاقة بين الحزب والجمهور.



خاتمة: اليسار أمام نقطة انعطاف

لا نحتاج اليوم إلى “تكتيكات انتخابية”، ولا إلى تكرار أخطاء التحالفات المبهمة. نحتاج إلى يسار يعيد صياغة نفسه من القاعدة، لا من القمة. يسار يعترف بأخطائه، يتصالح مع واقعه، ويخرج من دور “المثقف المراقب” إلى دور “الفاعل الجماهيري”.

تحيتنا لكم، رفيقنا، على مساهمتكم الصادقة، ونتطلع إلى أن يستمر هذا النقاش، لا كترف نظري، بل كمسار من أجل استعادة الصوت اليساري في العراق الممزّق، المرهق، لكنه غير الميت.

مع التقدير والاعتزاز،

د. علي طبله
———————————————————-

واليكم تعقيب د. حسين علوان حسين

الرفيق الكبير الأستاذ الدكتور علي طبلة الهمام المحترم
تحية حارة
أشد على أيديكم، رفيقي العزيز. لقد كانت نتائج عدم قيادة حشع لانتفاضة تشرين كارثية ليست فقط على الانتفاضة نفسها، بل وعلى مجمل الحراك الوطني، وهو ما افضى إلى قيام الوزارتين المتعفنتين للكاظمي والسوداني للعب بمقدرات ومكتسبات وسيادة العراق. حصل هذا رغم أن حشع كان المبادر للحراك الشعبي منذ عام 2012. تشخيصكم لمعوقات الحراك اليساري في الصميم .
أقترح أن شعار هذه المرحلة يجب أن يكون:
اسقاط المحاصصة والتبعية للأجنبي يؤمّن فرص العمل (او العيش الكريم) لكل العراقيين .
ويتم توجيه النضال الجماهيري على كل السبل المتاحة لتطبيقه، وأهمها الاعتصامات الشعبية المؤدية إلى الاضراب الجماهيري العام الذي يفرض شروطة على الطغمة الحاكمة. .
لقد ناديت بهذا منذ عام 2016، داخل حشع وهنا، في مقالي:تطور سلطة البرجوازية الطفيلية في العراق من 1980 إلى الآن
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516255
ومقالي:
لا يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق دون التخلص منها
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=523288
فائق التقدير والاعتزاز



#علي_طبله (هاشتاغ)       Ali_Tabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس ...
- رد على تعليق الرفيق صباح كنجي على مقالة -نقد ذاتي للخطاب الي ...
- رد علمي ماركسي على ملاحظات السيد طلال الربيعي على مقالة: الع ...
- رد على تعليق السيد صباح البدران: هل أسقط الحزب الشيوعي العرا ...
- اللّينينيّة بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دروس من التج ...
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الاول
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الثاني
- مختصر لسيناريوهات واستشراف لمستقبل العراق:
- تفكيك الطائفية كمنظومة للهيمنة: نحو تحليل ماركسي بديل
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- مَلَكَةُ الجَمَالْ: ثَلاثِيَّةُ الوَرْدَةِ التي لا تَذْبُلُ
- نبوءة - في السياسة
- اللينينية بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دراسة مقارنة ب ...
- رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العر ...
- رد على تعليق الدكتور لبيب سلطان حول مقالة: “العراق ليس دولة ...
- العصبيات والطائفية في العراق – تفكيك الأعداء وصناعة الصراع ا ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً.. والشعب وحده ...


المزيد.....




- معجزةٌ استغرقت قرابة 7 عقود.. لم شمل شقيقات بعد 67 عامًا من ...
- الأدنى بين الرؤساء الأمريكيين منذ 1945... لماذا تراجع تأييد ...
- مرسيدس تستعد لاستخدام نظام التوجيه السلكي في سيارات 2026
- ما هو البديل عن حماس في حال تخليها عن حكم غزة؟
- كوريا الشمالية تدين نشر قاذفات أمريكية في اليابان
- الولايات المتحدة.. سيدة تواجه خطر الترحيل بسبب تطبيق هاتفي
- ويتكوف سيشارك في مفاوضات إيران النووية
- زعماء العالم يتوافدون إلى روما لتوديع البابا فرنسيس (صورة)
- الاحتلال يعتقل أسرى محررين واقتحامات لمدن وقرى بالضفة
- البنتاغون يقرّ بتحسن قدرة الحوثيين على إسقاط المسيرات الأمير ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد إلى الرفيق د. حسين علوان حسين - حول دور الحزب ومهام اليسار العراقي