رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 07:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تعلمنا من دروس تكرار مواسم الجفاف وتحكم دول التشارك المائي بحصص العراق المائية والزيادة الكبيرة للسكان حسب الإحصاء الأخير، وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة نتيجة تغير المناخ وهي واضحةً من المنظورين الحكومي والمجتمعي وحتى من المنظور الدولي. لذا هذا لا يعتبر الدرس الأول لان دول التشارك المائي لا يتردّدون في الحديث عن مقايضة الماء بالنفط سعيًا وراء أهداف اقتصادية تخدمهم فقط، ولا يتخلّون عن هذه الأهداف مع شديد الأسف مهما تسوء الأمور المائية في العراق وهي دولة مصب. اما الدرس الثاني فهو ان دول المنبع تستخدم المياه بسهولة وبُسر كورقة مساومة عندما يُحقّق لها ذلك مكاسب اقتصادية ومالية قيّمة، كما تفعل كل مرة ينهار اقتصادهم. أما الدرس الأخير، فان من يعتقدون بان اية صفقاتٍ دون ضمان حصص العراق المائية بشكل عادل ومنصف، فأنها لا تؤدّي سوى إلى تقويض سيادة البلد، أو ما يُعَدّ هيبة الدولة، وتفكك نسيجه الاجتماعي ثم يحمّلون العراقيين مسؤولية العواقب لسوء ادارتهم للموارد المائية، كما اتّضح من موافقة العراق على مذكرات تفاهم لمدة عشرة سنوات على أساس انها ضمانة لعدم حرمان العراق من حصصها المائية القانونية.
لذا، لا يحتاج العراق اليوم إلى تعاطي مسكنات ليعي أن الوثوق بالوعود الشفاهية دون توقيع اتفاقيات ملزمة غالبًا ما يكون فكرةً سيّئة. وهذا ما تثبت صحته أكثر عندما تأتي الوفود من دول التشارك المائي إلى العراق وتستهلّ تصريحاتها بتوجيه إسراع العراق على فتح أبواب الاستثمار لشركاتهم، غافلين عن حقيقة أن العراق اصبح الدولة الاكثر هشاشة بسبب تحكمهم بحصص العراق المائية دون مراعاة القوانين الدولية وحسن الجيرة وان تكون المصالح مشتركة وليس لطرف واحد. كذلك، في وسع المسؤولين في العراق أن يروا بوضوح أن دول المنبع سمحوا بتصحر أراضي العراق بسبب التحكم في الاطلاقات المائية الى نهري دجلة والفرات، وهذا انتهاك واضح وصريح للاتفاقيات التي تنظم الأنهار الدولية المتشاركة بين أكثر من دولة، ولا يقبلون التفاوض بشأنها بل الاكتفاء بمحادثات وهذه المحادثات لا تغني ولا تسمن من جوع. وبما أننا نستخدم هنا مصطلحاتٍ تتعلّق بالمفاوضات واحقاق الحقوق، فربما يكون المغزى الحقيقي أن دول التشارك المائي لا يريدون ببساطة أن يتعاطوا مع مثل المصطلحات.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟