أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - إضاءات حول المعتزلة















المزيد.....

إضاءات حول المعتزلة


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخ الانسانية كله مؤثث بأفكار المنتصرين. ومن مآسي العرب والمسلمين أن الماضي بكل ثقله يبرك على الحاضر ويتحكم فيه. ولذلك ظلت قضايا الحكم والعقل والحرية محكومة بالماضي، وغالبا ما يقررها الموتى بدل الأحياء.

دأبت على النقاش مع الشباب. ولاحظت فقرا كبيراً بخصوص اطلاعهم على التراث الفكري الإسلامي. ولعل أغلبهم لا يعرف من المعتزلة سوى الإسم. وهذا يجعلهم في مواجهة صعوبات كبيرة لفهم عديد القضايا المطروحة في أيامنا. والتي يحتدم الاشتباك الفكري والسياسي بشأنها منذ معركة صفين.

لذلك سأحاول في هذا النص تبسيط هذا الصراع وباختصار شديد حتى أسهل على الشباب تبين طبيعته وملامحه. وربما أنجح في حث بعضهم على القراءة والبحث الكافي لفهم أعمق.

بين أنصار العقل، وأنصار النقل في البداية كانت السياسة. بعد الحرب بين الخلافة الراشدة وإمارة دمشق المعروفة بحرب صفين، ظهرت نزعات سياسية وأفكار حجاجية قادها الخوارج ضد الأمويين. ففي حين قال الأمويون بالجبرية. بمعنى أن هذا الحكم من الله. والحاكم لا يساءل ولا يعترض عليه. كانت المعارضة التي سمت نفسها "الشراة" تقول بنفي القدر. وعبارة الشراة تعني أنهم اشتروا الجنة بأرواحهم. وهم الذين سيطلق عليهم خصومهم اسم "الخوارج" لاحقاً. هؤلاء قالوا بنفي القدر. ومقولة نفي القدر ستتبعها مقولات أخرى ويتطور الجدل الفكري المقترن بالصراع السياسي حتى يصل إلى قضية خلق القرآن، وقضية العدل، وطبيعة الكون ... الخ

هكذا كانت بدايات المعتزلة. ثم سيتواصل الصراع الفكري السياسي بالتوازي مع تواصل حركة الترجمة، حيث ترجمت الفلسفة اليونانية والفلسفة الهندية. ومع المأمون على وجه الخصوص ستتدفق الأفكار لتصبح هنالك حركة ثقافية حقيقية وجذرية واسعة يقودها المعتزلة.

والحقيقة أن الرأي الشائع حول ربط ازدهار الفكر بالعصر العباسي هو رأي غير دقيق. والأرجح أنه بدأ في العصر الأموي. فمثلا المؤرخون يتحدثون عن شخص إسمه عمر المقصوص. وهو مدرس معاوية بن يزيد بن معاوية، المكنى ب"معاوية الثاني"، وهو حفيد معاوية بن أبي سفيان، ويقال أنه شاب مثقف، ولم يكن يرغب في تحمل أوزار الخلافة ومشاكلها. فاستقال بتأثير من أستاذه عمر المقصوص الذي كان علمه قضايا كثيرة -كما يروي ابن عبري- مثل قضية نفي القدر. وقضية نفي القدر تعني أن الإنسان مخير. وهي أخطر مقولة سياسية لأنها تفضي إلى أن الحاكم مسؤول عن أفعاله وسياسته وليست قدرا من الله. فرسخ عمر المقصوص في عقل الشاب معاوية الثاني قناعة كون هذه الخلافة ليست ملكا لك. وعليك أن تكون عادلا وخادما ومرشدا للناس لا مسيطرا عليهم... الخ. فظهر إلى الناس وأعلن تنحيه عن الخلافة.

بعد استقالته، قتل أستاذه بسبب أفكاره. ويقال أنهم قصوا أطرافه. فسمي بالمقصوص.

بعد ذلك كان من المفترض أن يتولى الخلافة خالد بن يزيد بن معاوية المتوفي سنة 86 هجرية، ولكن تحت ضغط المروانيين، تخلى عن الخلافة، وذهب مذهب أخيه، إذ اهتم بترجمة كتب الفلسفة والكيمياء، وقاد حركة فكرية عارمة. ودليل ذلك أن إسمه ورد في أكثر من موضع في كتب التاريخ كأحد أهم عناوين حركة الترجمة في ذلك العهد.

بعده، جاء غيلان الدمشقي الذي أعدمه هشام بن عبد الملك سنة 105 هجرية، مباشرة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز.
وغيلان الدمشقي كان يؤمن بأن قضية السلطة يجب أن تحسم بالبيعة لا بالوراثة. ويؤمن بالعدل وتوزيع المال، حتى أن عمر بن عبد العزيز كلفه بالإشراف على بيت مال المسلمين. فقام باقتطاع جزء من أموال الأمراء الأمويين، ولذلك حقدوا عليه وقتلوه بعد وفاة عمر.

كذلك اليزيد بن الوليد بن عبد الملك الذي سمي باليزيد الناقص، لأنه أنقص من عطايا آل أمية لفائدة عامة الناس..

تحدث المؤرخون أيضاً عن جعد بن درهم الذي قتل بسبب إيمانه بنفي القدر وبخلق القرآن. ويروي ابن النديم في كتاب الفهرس، أنه كان مسجونا بالكوفة. فسار بعض من أهله إلى الخليفة هشام بن عبد الملك يطلبون إطلاق سراحه فقال لهم: "أمازال حيا؟". فلما بلغ ذلك أمير الكوفة خالد بن عبدالله القصري، خاف وأعدمه يوم عيد الأضحى، وأشهر إعدامه حتى يصل الخبر إلى الخليفة بسرعة. حيث قال: "أنتم ضحوا بضحاياكم، وأنا أضحي بجعد بن درهم".

كل هذه الأحداث الدموية مثلت إرهاصات سياسية، وقواعد فكرية متينة لظهور المعتزلة.

لماذا تسمية المعتزلة؟
الأرجح أن المعتزلة هم تواصل للصراع الناجم عن حرب صفين. يعني هم أولئك الذين سموا أنفسهم "الشراة" و"أهل التوحيد"، و"أهل العدل". وسماهم خصومهم ب"الخوارج"، فشاعت تسمية الخصوم وسادت لدى المؤرخين. كذلك سيفرض عليهم إسم "المعتزلة" دون اختيارهم.

لقد نشأت هذه التسمية في لحظة التفكير في تأسيس طرح جديد. ففي مسجد البصرة، كان هنالك مجلس الحسن البصري المتوفي سنة 110 هجرية. وقع خلاف في ذلك المجلس حول قضية أهل الكبائر، فيما كانوا سيخلدون في النار أم لا، وما هو حكمهم. ولما أصبح الجدل متشنجا، تجنب بعض التلاميذ حضور المجلس، ومنهم واصل بن عطاء المتوفي سنة 131 هجرية، وعمر بن عبيد المتوفي سنة 144 هجرية، وركنوا للتفكير في تلك القضية وغيرها من القضايا الشائكة المطروحة آنذاك. فيقال أن أستاذهم الحسن البصري قال: "اعتزلنا واصل وعمر". فسموهم "المعتزلة".

من الواضح أن حركة المعتزلة نشأت كحركة سياسية ثورية بالأساس. إذ كان هؤلاء الشباب يفكرون بالثورة قبل الثورة العباسية، وقبل العلويين، حتى أنهم كانوا على صلة بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وبابن عمه عبد الله بن الحسن بن الحسن. وشاركوا بكل الاحتجاجات والانتفاضات فطوردوا في كل مكان، وهكذا أصبح عندهم رسل على امتداد بلاد الخلافة، وكسبوا أنصارا في اليمن، في دمشق، وحتى في الهند والصين، علاوة على العراق. فكانوا بمثابة الحركة السياسية المنتشرة في كل مكان. بحيث كلما ثاروا في منطقة يأتيهم الصدى والتضامن من أقاليم أخرى...

لما جاء العباسيون سنة 132 هجرية، أصبح المعتزلة حركة فكرية أكثر منها سياسية.
وسبب ذلك أن أبا جعفر المنصور أيام نضاله السري ضد الأمويين، كان محتميا بالبصرة في بيت عمر بن عبيدة أكبر شيوخ المعتزلة في ذلك الوقت. فلما سقط الأمويون، وتولى أبو جعفر المنصور الخلافة قرب إليه ذلك الرجل المعتزلي الذي احتمى به، واقترح عليه الوزارة وسلمه الختم. ولكن عمر بن عبيدة رفض ذلك. وقال للخليفة: "إرفع علم الحق، يأتيك أهله". بمعنى أن قضية الحكم قضية منهج وليست مسألة أشخاص. بالضبط كما يركز اليسار اليوم على برنامج السلطة وعلاقته بمصالح المواطنين، بغض النظر عن إسم رئيس الحكومة وحزبه.

والأرجح أن هذا الرجل الذي هو أحد كبار المعتزلة، هو الذي غير مسار المعتزلة من حركة سياسية، إلى حركة فكرية/سياسية من خلال اختياره لعب دور المثقف المصلح الناصح للخليفة دون التورط بالحكم.
أما بخصوص مساندته النقدية لأبي جعفر المنصور، على الرغم من وجود شخصيات أخرى مهمة معروفة بالاعتزال وبمواقفها السلبية من العباسيين، فيبدو أن ذلك راجع لعلاقة الصداقة القديمة التي ربطت بين الرجلين.

ولذلك، مباشرة بعد وفاة عمر بن عبيدة سنة 144 هجرية، اندلعت ثورة الأخوين محمد النفس الزكية بالمدينة، وأخوه ابراهيم النفس الزكية بالبصرة. فخرجت المعتزلة على العباسيين سنة 145 هجرية بقيادة ابراهيم الرحال. ولقد اعترف أبو جعفر المنصور بذلك حين قال: "لقد خرجت علينا المعتزلة بعدك يا ابن عبيدة"..

الثورة الأولى على العباسيين جعلت المعتزلة يتوسعون بمقولاتهم ويتجذرون كحركة. فانتقلت من الكلام إلى الفلسفة. وستنجب هذه الحركة الفكرية مفكرين وعلماء كبار أمثال أبي هذيل العلاف المتوفي سنة 221 هجرية بسامراء، وثمامة بن الأشرس المتوفي سنة 215 هجرية، وآخرون اهتموا بالمنطق والفيزياء والطب وبكل مجالات العلوم العقلية.

ثمامة بن الأشرس هذا، ومعه عديد شيوخ المعتزلة وعلماء الكلام، كانوا حول المأمون في خرسان قبل الثورة. وكان المأمون يقيم مناظرة فكرية كل يوم ثلاثاء. فلما جاء هذا الأخير إلى بغداد واستلم السلطة، أعلن تبنيه لأفكار المعتزلة، وأهمها فكرة خلق القرآن. بمعنى أن القرآن ليس "قديما موجودا في اللوح المحفوظ وكل أمور الدنيا مرتبة بشكل مسبق" كما تقول السلفية التي مثلها أهل الكلام آنذاك. بل القرآن مخلوق لإدارة مصالح العباد المتغيرة. وهذا بطبيعة الحال له علاقة بالخلاف حول قضايا أخرى خطيرة، مثل قضية طبيعة الوحي: هل كان كلاما أو ايحاء أو مناما أو إحساسا؟ وقضية تأويل الرسول للوحي وتحويله إلى كلمات. وبناء على هذا التأويل طرح موضوع مكانة العقل في تأويل القرآن،،، وهذه قضايا سترتكب بشأنها المذابح في عهد الحنابلة.

إذن، يبدو أن المأمون كان فعلا متأثراً إلى حد كبير بالمعتزلة. وسيقترن صراعه الفكري الايديولوجي مع السلفية بصراعه السياسي المباشر معهم.
فمن المعلوم أن المعتزلة وقفوا على الحياد في الحرب بين الأمين والمأمون إبني هارون الرشيد. ومن المعلوم أيضا حسب الروايات، أن بغداد بعد الثورة شهدت فوضى عارمة لسنوات قليلة . وفي ظل ضعف السلطة وعجزها على حماية الناس، ظهرت السلفية التي سميت ب"المطاوعة". وخرجت على المأمون بالرايات حتى استقوت. وصارت تطالب بالخلافة.
ولوقف تلك الفوضى. وإنهاء تمرد المطاوعة، شجع المأمون أفكار المعتزلة. وقد كان صاحب ثقافة ودراية واسعة. ولذلك شهدت فترة حكمه (198 ه - 218 ه) ازدهارا فكريا غير مسبوق. وحتى في قضية الحكم كان المأمون نفسه مفكرا، فحاول أن يملأ تلك الأجواء بما يشبه الإيديولوجيا المنسجمة مع الفكر المعتزلي لتوجيه الدولة، بدليل أنه لم يورث الحكم لابنه، بل أعطى ولاية العهد للإمام الرضا. ومن بعده أخوه المعتصم لم يورث السلطة لابنه. ولا الواثق من بعدهما أعطى ولاية العهد لابنه.

بحيث يمكن القول أن المعتزلة مع المأمون حاولت التأسيس للدولة العقلانية، حيث ردت الاعتبار للإدراك العقلي في كل الأمور، وأصبحت بذلك ايديولوجيا ثورية في السياسة بحيث ضربت تقليد توريث الحكم. وفي الدين حيث اتجهت اتجاها عقليا، فقالت بخلق القرآن، وهي الفكرة التي نزعت عن النص الديني معنى القداسة وأخضعته للنظر العقلي. ومن هنا تحرر العقل من حدود الشرع. ونشأت العلوم العقلية خارج نسق العلوم الشرعية. فلم يبق مع المعتزلة أي طابو وأي موضوع لم تطله المساءلة في عهد المأمون. ذلك العهد الذي تميز بحركة ثقافية مزدهرة في الأدب والفكر والفلسفة وبدايات الأسئلة العلمية.

ولاحقا، في ظل الدولة البويهية -التي أعادت تقريب المعتزلة لأن البويهيين هم زيديون. والزيدية في الأصل كانت حركة معتزلية-. وسيظهر القاضي عبد الجبار المتوفي سنة 425 هجرية والذي أطر فكر المعتزلة الفلسفي في كتابه "الأصول الخمسة". فاكتملت نظرية التكليف وإدراك القرآن بالعقل مع هذا الفيلسوف المعتزلي الكبير.
وبما أن العقل أصبح أساس الإدراك، فقد كان من الطبيعي أن تطرح أسئلة الوجود خصوصا بعد التأثر بالفلسفة اليونانية حتى أن قضية حركة الكون، و"الشكل الكري للأرض"، والجاذبية، وسقوط الأجسام (مقارنة سقوط الريشة بسقوط التفاحة) كما كانوا يقولون بالضبط. وعلاقة الكتلة بالسرعة .. كانت محل جدل بين العلماء. إلى أن توصلوا إلى مبدأ "توالد الأجسام بطبيعتها"، أي دون تدخل الله المنزه، وإن تدخل فهو لا يتدخل خارج طبيعتها لأن "الله حكيم" ...
كل هذه الأمور كان يناقشها علماء المعتزلة ثمانية قرونا قبل نيوتن وغاليلي وغيره من علماء الأنوار الأوروبية.

لقد كانت أفكار المعتزلة تؤكد على القوانين الثابته التي أقام عليها الله حركة الكون وانسجامه، ضربا للأساطير والخرافات والمعجزات والإيمان بالجن والمداواة بالسحر وكل ضروب الشعوذة التي مازالت تسحق المسلمين إلى اليوم. وكانت أفكارهم أساس نهضة حضارية عقلية وعلمية مهدت لظهور الفلسفته العقلية مع ابن رشد الذي اضطهد وأحرقت كتبه، وبذلك تم تحطيم إمكانيات النهوض وانتصار العقل عند المسلمين .

للأسف الشديد تم القضاء على المنزع العقلي بالقضاء على المعتزلة الذين تعرضوا إلى مذابح مروعة على يد الحنابلة التكفيريين. وانتصر بذلك الفكر الظلامي الخرافي والنقلي، وعطل الاجتهاد ومنعت الأسئلة، وخذل العقل لقرون طويلة. وعمت "الكرامات" الصوفية و "الأولياء الصالحين"، وقدس الجهل وكل ضروب الدجل. ودخل المسلمون في قرون الظلم والظلام إلى أن أيقظتهم مدافع أروبا آواخر القرن السابع عشر.

وعلى امتداد قرنين من الصراع ضد المستعمر المتعاون مع تركة التخلف الحضاري، نجح أحفاد المعتزلة في تأسيس دول "عقلانية" ودفعوا في اتجاه الانخراط في العصر، من خلال المدرسة العصرية وتبني منظومة القيم الكونية الحديثة. ولكن مشروع التحديث ضرب وتم إفشاله. وسرعان ما عاد الحنابلة من جديد، حاملين أفكارهم وسيوفهم الحاقدة بأيادي أحفادهم التكفيريين من وهابيين وإخوان مسلمين لغلق طريق التحرر والتقدم.

إن تمجيد الحنابلة الجدد للماضي ودعوتهم لإقامة دولة الخلافة، هو نوع من التحيل على العباد والافتراء على الماضي. فليس في الإسلام نظرية للحكم على الإطلاق. وليس هنالك نظام حكم إسمه الخلافة. والشواهد على ذلك عديدة:
أولاً، لقد حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم نواة دولته المدنية في المدينة المنورة على أساس المواطنة وليس على أساس التمييز الديني. إذ عاش في ظلها اليهود والصابئة والمشركون إلى جانب محمد وأنصاره والمهاجرون. وقد ورد في المادة الثانية من دستور المدينة الذي وضعه الرسول، وهو ما يعرف بالصحيفة:
"إن الموقعين على هذه الوثيقة هم أمة واحدة من دون الناس".. وفيها تفاصيل مذهلة، من نوع "إن آل فلان (يهود) إذا تم الاعتداء عليهم، سندافع عنهم..."
وبعد موته صلى الله عليه وسلم، ترك الأمر شورى بين المسلمين.
أما أبو بكر فقد خص خليفته بالتعيين المباشر.
وبعد مقتل عمر، تم تعيين عثمان من قبل ستة من الصحابة وسابعهم عبد الله بن عمر.
ولما قتل عثمان، تم اختيار علي على أساس بيعة واسعة.
فيما تولى معاوية السلطة بتحكيم السيف.

وهنا نلاحظ أن شكل تولي الحكم كان مختلفا اختلافا تاما بين خلفاء الرسول وأصحابه ورفاق رسالته، والأولى باتباع سنته. وهو الدليل القاطع على عدم وجود نظرية واضحة في الحكم.

ولو كان هنالك "دولة الخلافة" التي يتوهمها الاسلاميون اليوم، ويحرقون أوطان المسلمين ويسفكون دماءهم من أجلها، لكان القرآن واضحا في مسألة الحكم، ولأنزل الله بحكمته آية صريحة تحسم مسألة نظام الحكم، مثلما حسمت قضايا أخرى أقل شأنا بصريح النص. ولتجنبت الأمة اغتيال ثلاثة أرباع خلفاء النبي المبشرين بالجنة. وكل أنهار الدماء التي سالت منذ ذلك العهد الى اليوم.

أما ما تسمى بدولة الخلافة الإسلامية التي تلت مرحلة الإسلام الأول، فهي عبارة عن سلسلة من الصراعات والمذابح والدم والحرق والتمثيل بجثث عامة الناس وخاصتهم وعلمائهم.

ليون: 24 أكتوبر 2017



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثار الدّعاية -الإسرائيلية- في الخطاب اليومي
- حول العبارة الخاطئة المنسوبة لكارل ماركس -إياكم والمساومة عل ...
- في إنكار دوغمائية اليسار
- الأزمة السياسية في تركيا وصراع البرجوازية الحاكمة
- وثيقة موجهة إلى رئيس الجمهورية: من الغضب إلى الفعل، ومن الخط ...
- عنوان الحرب هو التطهير العرقي. وليس استرداد الرّهائن
- زلزال سياسي في تركيا: بين اهتزاز شرعية أردوغان وصعود المعارض ...
- دعوة للارتقاء بالنّقاش وإخراجه من دائرة القدح العشوائي.
- مَن يقود الشرق الأوسط، لا بدّ له من السيطرة على سوريا
- سوريا في بيئة ملتهبة بالصراعات الدولية والإقليمية
- وتستمر المعركة بين الدم والغطرسة
- مفاعيل الإبادة الجماعية، وبداية تفكك الأبارتهايد الصهيوني
- المعارضة التونسية ستندثر إذا لم تُعيد تعريف نفسها وتتصالح مع ...
- مسار تغيّر النظام الدولي ودلالات صعود اليمين المتطرّف في فرن ...
- اليسار يحتاج تنظيما جديدا
- سوق التّجارة بمعاناة اليهود في أزمة كساد خانقة.
- نهاية رواية مُزوّرة!
- إسرائيل، مشروع مُفتَعَل
- طوفان الأقصى، ضربة في مقتل.
- الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في الحرب على غزة


المزيد.....




- ترامب: -القرم ستبقى مع روسيا- في مقترح السلام.. وزيلينسكي يت ...
- تدهور حاد بعلاقات البلدين.. إليك ما نعلمه عن التوتر الحاصل ب ...
- وزير النفط الإيراني: موسكو وطهران تبحثان بناء منشآت نووية جد ...
- السويد تشدد الرقابة على المتفجرات
- زاخاروفا: روسيا تحمي العالم من النازية الجديدة
- استدعاء جديد للناشط أحمد دومة أمام نيابة أمن الدولة: استمرار ...
- كأس اسبانيا- برشلونة يسعى للرباعية وتكريس تفوقه على الريال
- الجيش اللبناني يتخذ تدابير أمنية استثنائية على أثر الاشتباكا ...
- عناصر من -الدعم السريع- يسلمون أنفسهم للجيش السوداني (فيديو) ...
- ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء المرشد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - إضاءات حول المعتزلة