أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد مبارك علي - وتعثر باص الانتفاضة















المزيد.....

وتعثر باص الانتفاضة


محمد مبارك علي

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 20:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من إعداد طالب صحراوي باحث بموقع الرباط





إهداء
الى كل من أمن بفكرة البوليساريو بثقلها السياسي
الى اولئك الذين سقطوا دفاعا عن العهد والوعد
الى من لازال يقاوم في زمن التكالبات والتراجعات
الى رفاقنا المعتقلين الطلبة الصحراويين

مقدمـــــة:

إن خير ما نستهل به هذا العمل المتواضع هو قولة " من لا يقرأ الواقع ويتسلّح بالفكر، لن يقود إلا نحو الفوضى. كتلك الفوضى التي نعيشها الان التي دفعت بنا كحاملي لمشعل الولي لإعداد هذه الورقة البسيطة بعد تأمل نظري عميق للواقع المأزوم, والمشحون, بالتطاحنات والتضاربات والتجاذبات الناتجة عن الاستهدافات المتكررة لسفراء قضية الشعب الصحراوي من طرف النقيض الرئيسي نظام الاحتلال المغربي
ان الغاية من هذا العمل البسيط هو اغناء النقاش الطلابي,واستفزاز العقل الصحراوي للاجتهاد وتقديم اجابات علمية لواقع إطار الطلبة الصحراويين. في أفق تصحيح المسار واجتثاث كافة المرضيات التي تعيق الفعل الوطني السليم.
إن هذه الورقة سنتناول من خلالها مفهوم الطلبة الصحراويين , وأهدافهم والعثرات التي تعترض سبيلهم في تأجيج الانتفاضة من داخل المداشر المحتلة كهدف أسمى لكل ثوري أمن بحتمية الاستقلال التام واستكمال السيادة الوطنية على أرض الصحراء الغربية بحدودها التاريخية. لنعالج بذلك موضوع الطلبة الصحراويين من عدة زوايا:
 السياق التاريخي
 التحليل الإيديولوجي
 التحديات الميدانية
 الأسباب الداخلية والخارجية التي أدت إلى عدم تحقيق النجاح الكامل في هذا الإطار.


أولا من هم الطلبة الصحراويين؟
الطلبة الصحراويين هم جزء من حركة التحرر الصحراوي التي تطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره, وهم يشكلون شريحة هامة في الحركة التحريرية الصحراوية التي تسعى لتحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي. مما جعلهم أمام تحديات كبرى ويتمثل التحدي الأساسي في الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، الذي تحول إلى معركة مفتوحة من أجل الاستقلال عبر المقاومة الشعبية, فمن أدوار الطلبة الصحراويين في الصراع أنهم جزء أساسي من هذا الكفاح ضد الاحتلال، وقد لعبوا دورًا محوريًا في تجسيد أبهى تجليات المقاومة من خلال الحركة الطلابية في الجامعات ، سواء في الصحراء الغربية المحتلة او في مخيمات العزة والكرامة أ وفي أراضي الشتات...فعلى مر السنوات كانت الجامعات المغربية، خاصة في الرباط ومراكش وأغادير تمثل نقاط تجمع رئيسية للطلبة الصحراويين الذين يعبرون عن دعمهم لقضية الصحراء الغربية.
ثانيا ماهي أهداف الطلبة الصحراويين ؟
1. التمسك بالحق في تقرير المصير: بحيث يُعتبر هذا المبدأ أساسًا في نضالهم. و يُطالب الطلبة الصحراويون بأن يتم تنظيم استفتاء يشمل كل الصحراويين في الداخل والخارج، لتحديد مستقبلهم.
2. إظهار الهوية الثقافية: الطلبة الصحراويون يسعون للحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للشعب الصحراوي من خلال التعليم والمشاركة الثقافية، ومحاربة محاولات طمس هذه الهوية من قبل الاحتلال المغربي.
3. دعم جبهة البوليساريو: الطلبة الصحراويون يدعمون جبهة البوليساريو ضد الاحتلال المغربي، ويشجعون على تعزيز التنسيق بين الطلبة في الداخل والخارج.
ثالتا ماهي أبرز أنشطة الطلبة الصحراويين؟
شهدت الجامعة المغربية على مر التاريخ احتجاجات ضد الاحتلال المغربي من بينها الفعاليات الثقافية والتوعية بحيث يقوم الطلبة الصحراويون بالعديد من الفعاليات للتعريف بالقضية الصحراوية، وتخليد للذكريات الوطنية سواء من خلال الندوات الفكرية من داخل الجامعة المغربية،و الدردشات التواصلية،و الفعاليات الثقافية تُبرز الهوية الصحراوية ومطالبة الشعب الصحراوي بالاستقلال.والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية في فترات مختلفة كالوقفات الاحتجاجية امام المحاكم والسجون المغربية تضامننا مع المعتقلين السياسيين والمشاركة في استقبالات المعتقلين السياسيين والانخراط في الحركات الاجتماعية التي تخدم الصراع الطبقي من داخل الصحراء الغربية كحراك المعطلين الصحراويين نموذجا
ماهي التحديات التي تواجه الطلبة الصحراويين ؟
 يواجه الطلبة الصحراويون في الأراضي المحتلة قمعًا شديدًا من قبل السلطات المغربية، حيث يتم متابعة العديد منهم، ويتم اعتقالهم، وتعريضهم للتعذيب بسبب مشاركتهم في الأنشطة المناهضة للاحتلال.
 التحديات الإيديولوجية والسياسية: بسبب الاختلافات السياسية داخل المجتمع الصحراوي، يعاني الطلبة الصحراويين من انقسامات إيديولوجية المختلفة، مما قد يضعف قدرتهم على التنسيق والتحرك بشكل جماعي.
 الضغط من الدول المضيفة: على الرغم من الدعم الدولي الواسع لقضية الصحراء الغربية، يواجه الطلبة الصحراويون في بعض الدول الضغوط بسبب العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مما يعقد إمكانية العمل السياسي والنضالي بشكل حر.
ماهي أهمية الطلبة الصحراويين في المستقبل؟
يظل الطلبة الصحراويون جزءًا أساسيًا من الحراك السياسي في القضية الصحراوية، فهم لا يمثلون فقط شريحة مؤثرة داخل مجتمعهم، ولكنهم أيضًا قادرون على أن يكونوا دعاة للنضال السلمي مع تزايد دعم المجتمع الدولي لقضيتهم، وزيادة الوعي العالمي بشأن قضية الصحراء الغربية، فإن الطلبة الصحراويين سيستمرون في لعب دور محوري في الحركات الطلابية العالمية وفي إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى العالم.

اشكالية الانتفاضة بالمداشر الصحراوية.
إن الشعب الصحراوي على مر العقود قد خاض معركة مستمرة ضد الاحتلال المغربي، مستندا في ذلك على الحقائق التاريخية والشرعية الدولية التي تؤكد على حقه في تقرير مصيره. فمن أهم القوى التي كان يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز المقاومة وخلق تحولات سياسية هم الطلبة الصحراويون. لكن رغم التضحيات الكبيرة التي قدمونها، شهدت المعارك التي قاموا بها فشلًا في التأجيج والتوسع. بحيث نجد مجموعة الأسباب من بينها
 السبب الأول: الانعزال عن الجماهير الشعبية فالطلبة الصحراويون غالبًا ما كانوا منعزلين عن الجماهير الشعبية، حيث كان التركيز منصبًا على الفعل الطلابي داخل الجامعات فقط، دون إشراك الفئات الأوسع من المجتمع الصحراوي في الداخل والخارج. فبذلك فشلوا في بناء شبكة جماهيرية واسعة. لأن الانتفاضة لا يمكن أن تنجح إذا لم يكن هناك اتصال دائم وواقعي مع القواعد الشعبية. وهذا يضعف القدرة على التأثير في الشارع الصحراوي، ويجعل الحركات الطلابية تبدو نخبوية ومعزولة عن باقي فئات الشعب.
 السبب الثاني: الاختراق الأمني والمراقبة : فمن أهم العقبات التي واجهت الطلبة الصحراويين كانت المراقبة الأمنية القمعية المكثفة من قبل السلطات المغربية داخل الجامعات وفي الأماكن العامة. فالأجهزة الأمنية المغربية استخدمت أساليب متقدمة لاختراق الحركات الطلابية، وزجّت بالعناصر الموالية للنظام داخل هذه الحركات. مما أدى هذا إلى انقسامات داخلية وإلى تقليل فعالية الحركات الطلابية في تنظيم وتوجيه التظاهرات بشكل منسجم.
 السبب الثالث: الصراعات الإيديولوجية والتكتيكية غالبًا ما كانت هناك صراعات إيديولوجية بين الطلبة الصحراويين، مثل تلك الموالية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب جبهة البوليساريو، والطلبة الاخرين التي تميل إلى أفكار سياسية أخرى أو حتى تلك التي تتبنى مناهج نضالية مختلفة. فهذه الصراعات أضعفت الوحدة، وأثرت سلبًا على قوة التنسيق بين هذه المجموعات، مما جعل من الصعب توحيد الرؤية والعمل المشترك على أهداف محددة وواقعية.
 السبب الرابع: التحديات الخارجية والانعزال الدبلوماسي على الرغم من أن الصراع الصحراوي لا يزال يحظى بدعم دولي نسبي، فإن الانعزال الدبلوماسي للطلبة الصحراويين وعدم القدرة على كسب دعم المجتمع الدولي بشكل قوي، قد أثّر على قدرة الطلبة على إيصال رسالتهم بشكل فعال إلى العالم الخارجي. لذلك واجهوا صعوبات في بناء تحالفات استراتيجية على المستوى الدولي، مما جعلهم في كثير من الأحيان في موقع دفاعي بدل أن يكونوا في موقع الهجوم، خاصة في ظل الضغط السياسي والاقتصادي المغربي في المحافل الدولية.
 السبب الخامس: ضعف التنسيق بين الداخل والخارج الطلبة الصحراويون الذين يدرسون في الجامعات بالخارج غالبًا ما كانوا في وضع معزول عن الداخل الصحراوي، حيث كان من الصعب عليهم التنسيق مع الحركات الميدانية أو الشعبية داخل الصحراء الغربية بسبب الحدود السياسية والرقابة الشديدة. التنسيق بين الميدان الداخلي والمقاومة في الخارج كان يواجه عراقيل لوجستية وسياسية، ما جعل التنسيق بين المجموعات الطلابية في الجامعات وبين المقاومة الشعبية ضعيفًا، وبالتالي لم يتمكنوا من دفع الانتفاضة بشكل شامل.
 السبب السادس: محدودية الدعم الشعبي المحلي والدولي على الرغم من التضامن الدولي مع القضية الصحراوية، إلا أن الدعم الشعبي المحلي في الأراضي الصحراوية المحتلة لم يكن دائمًا في نفس المستوى من القوة. لقد كانت هناك محاولات من الاحتلال لتقسيم الجهود الصحراوية، وهو ما أدى إلى إضعاف دعم الشارع الصحراوي بشكل عام وأيضا، كانت الضغوط السياسية والدبلوماسية على الدول التي تدعم القضية الصحراوية، مثل الجزائر وبعض الدول الأوروبية، تشكّل عقبة في توفير الدعم اللازم والمستمر للمجاهدين الصحراويين.




في الأخير إن فشل الطلبة الصحراويين في تأجيج الانتفاضة يعود إلى مزيج من الأسباب الداخلية والخارجية التي تتعلق بعدم التنسيق، المراقبة الأمنية، الصراعات الإيديولوجية، والانقسامات السياسية. لذلك، فإن أي محاولة لتقوية النضال الثوري الصحراوي يجب أن تقوم على تحقيق الوحدة بين جميع القوى السياسية والشعبية، زيادة التنسيق بين الداخل والخارج، وتطوير استراتيجيات جديدة للتضامن الدولي و الضغط السياسي على القوى الاحتلالية.



#محمد_مبارك_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف علقت الفصائل الفلسطينية على مخرجات اجتماع المجلس المركزي ...
- إيطاليا: صدامات في تورينو بين الشرطة ومتظاهرين في الذكرى الـ ...
- فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي: لا جدوى من الحوار الاجتماعي ...
- توحيد نضالات العمال حول مصالحهم الطبقية المستقلة شرط لتطورها ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 601
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
- الجبهة الشعبية تؤكد على ضرورة المشاركة الواسعة في يوم 25 نيس ...
- تركيا.. انتظار للمؤتمر العام لحزب العمال
- ماتيو زوبي -كاهن الحزب الاشتراكي- الذي يرأس مجلس أساقفة إيطا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد مبارك علي - وتعثر باص الانتفاضة