ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
“نحفر بأيدينا قبورنا
وننشد السلام الوطني”
نحن لا نعيش حالة من التخلف فحسب، بل نعيش حالة إنكار لهذا التخلف، بل واحتفاء به، كما لو كان فضيلة أو إرثاً حضارياً يستحق الفخر. لم نعد فقط في ذيل الأمم، بل نحاول أن نجرَّ العالم معنا إلى الخلف، وكأننا نخاف أن يبقى أحد خلفنا فيكشف عجزنا.
نحن لسنا فقط غارقين في حفرة عميقة، بل نرفض حتى فكرة وجود الحفرة. نمارس الحفر كأننا نبني طريقًا إلى النور، بينما نحن في الحقيقة نحفر طريقنا إلى أعماق الظلام. والأنكى أننا نُكذّب من يصرخ من الأعلى، نحقره، نحتقره، نبصق عليه… لكن البصاق يرتد علينا، يلطخ وجوهنا، ونحن نصفق لهذا الارتداد، ونسميه بطولة.
هذا ليس فقط تخلفًا. إنها ثقافة كاملة مبنية على الإنكار، على تبرير الفشل، على شيطنة المختلف، على تقديس الرداءة وازدراء النجاح، خصوصًا إذا جاء من خارج “القطيع”.
الأسوأ من كل ذلك؟ أننا نظن أنفسنا على صواب. نُنشئ أجيالاً تعتقد أن السقوط نصر، وأن الموت في الحفرة شهادة، وأن من يتسلق الحافة خائن وعميل وطابور خامس ،فنعمل على شيطنته باسم الدين
فيبادر شيوخنا بالفتاوى المقولبة ، مثل ، كافر ومرتد وخارج عن الملة ، الى اخر النعوت البغيضة التي تؤدي جميعها لقطع الروؤس.
هل من مخرج من هذا المأزق ؟
الجواب . نعم . يوجد مخرج ، كحل أبتدائي،
للخروج من هذا المأزق (الحفرة ) التي كلما مر عليها الزمن ازدادت عمقا وظلاما ،
والحل بسيط ومتدرج وبثلاث خطوات فقط،
ان عقدنا العزم على ان نكون .
اولا : ان نعترف اننا في مأزق وجودي .
ثانيا : ان نوقف الحفر تحت اقدامنا .
ثالثا : ان نبدأ بطمر ما حفرناه سابقا .
وعند البدء بهذه الخطوات سيبدأ العد التراجعي لكافة خيباتنا .
فهل من حي ؟ .
ابو يوسف الغريب .
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟