أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - محمود عباس: حين يتحوّل -الصمت الرسمي- إلى شبهة تواطؤ














المزيد.....

محمود عباس: حين يتحوّل -الصمت الرسمي- إلى شبهة تواطؤ


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاريخ الفلسطيني الحديث، اقترنت القيادة دومًا بروح التحدي والمقاومة، وبقدرة رمزية على تمثيل نبض الشعب وأحلامه. من ياسر عرفات ببزته العسكرية وكوفيته، إلى قادة ميدانيين واجهوا الرصاص بصدورهم، اعتاد الفلسطيني أن يرى في قيادته مرآة لغضبه وآلامه وآماله. غير أن تجربة الرئيس محمود عباس، بالنسبة لقطاع واسع من الفلسطينيين، تبدو انقطاعًا تامًا عن هذا الإرث، بل اختزالاً للقيادة إلى شكل إداري فارغ من المعنى.

صمت لا يُقرأ إلا بوصفه خنوعًا

أمام المجازر المتواصلة في غزة، ووسط مشاهد الخراب والدموع التي تُبث للعالم يوميًا، يغيب الرئيس. لا خطاب حاسم، ولا مبادرة سياسية جريئة، ولا حتى حضور رمزي في الميدان. هذا الصمت، في نظر كثيرين، لا يمكن تبريره بالحكمة السياسية، بل يُنظر إليه كأحد مظاهر التراجع الأخلاقي والسياسي في قمة الهرم القيادي.

لغة لا تليق برئيس شعب تحت الاحتلال

في لحظة وطنية حرجة، خرج الرئيس الفلسطيني ليصف حركة حماس، رغم الخلاف السياسي معها، بعبارات جارحة لا تليق بمقام الرئاسة، متجاهلًا توجيه أي خطاب مماثل تجاه الاحتلال ومسؤولي المجازر. هذا الموقف أثار استياء واسعًا، واعتُبر تأكيدًا على فقدان البوصلة الوطنية، وتماهيًا غير مبرر مع سرديات معادية لقضية الشعب الفلسطيني.

التنسيق الأمني: وظيفة بلا مشروع وطني

منذ سنوات، دافع الرئيس عباس عن استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل بوصفه "مقدسًا". وهو ما يعني، فعليًا، أن أجهزة الأمن الفلسطينية باتت تقوم بدور وظيفي في خدمة أمن الاحتلال، في ظل غياب مشروع تحرري فعلي. لقد تحولت السلطة، وفق هذا النهج، من كيان سياسي طامح إلى مؤسسة بيروقراطية تخدم بقاءها أكثر من خدمتها للمشروع الوطني.

السلطة تحت قيادة عباس: مؤسسات بلا روح

شهدت فترة حكم الرئيس محمود عباس تراجعًا واضحًا في الأداء المؤسسي والوطني، حيث باتت السلطة تدار بمنطق المكاتب لا منطق الميدان. غابت المبادرات الاستراتيجية، وانحسر دور المقاومة، بينما تنامى الفساد والمحسوبية، وتعمقت الفجوة بين الطبقة السياسية والواقع الشعبي.

قيادة فقدت القدرة على الإلهام

القيادة، حين تفقد قدرتها على الإلهام، وتتنكّر لمطالب الناس، وتتماهى مع نهج عقيم، لا تعود فقط عديمة الجدوى، بل تتحول إلى عبء. هذا هو الواقع، في نظر كثيرين، مع استمرار عباس في سدة الحكم، حيث أضحى عائقًا أمام تجديد المشروع الوطني، وعنوانًا لعجز مزمن عن مجاراة حجم التحديات.

الخاتمة: لا نهضة دون تجديد الشرعية

إن خروج فلسطين من مأزقها الراهن يمر عبر تحرير القرار الوطني من القيود البيروقراطية والفكر السياسي الجامد. الشرعية لا تُستمد من الاتفاقيات الدولية أو اعتراف العواصم، بل تُولد من الشارع، من صمود الناس تحت النار، من نضال الأسرى، ومن دماء الشهداء. المطلوب ليس فقط تغيير الأشخاص، بل استعادة روح القيادة التي تنبع من الشعب، وتُعبّر عنه بصدق وإقدام.

فلسطين، بكل تضحياتها، تستحق قيادة تليق بحجم جراحها، لا قيادة تكتفي بإصدار بيانات الشجب والانتظار خلف الأبواب المغلقة.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المستعمِر والمستعمَر: في نقد إمكان التفاهم – تعليق على ط ...
- حينما وجدتني فيكِ
- نسيتني إلى ان تلقفني الله
- سماءٌ تمشي على قدمين
- نزع سلاح حماس وحزب الله: طرح إعلامي أم مشروع إستراتيجي؟
- صوامع الألم
- كتاب : “حين أنجبت الريح طفلًا”
- أنا الذي حلم بي القدر ثم نسيني قصيدة من خمسة فصول نثرية
- الجهاد بين فرض العينية ورؤية الدولة: قراءة فقهية في ضوء الفت ...
- حين يصير القلب وطنًا
- التعريفات الجمركية في عهد ترامب: بين سيادة الاقتصاد الأمريكي ...
- قيامة الطين والنور
- ضعي قلبي بين يديكِ
- تجلِّيات العابر الأخير
- إمكانية التحديث والنهضة في اليمن بقيادة أنصار الله: بين السي ...
- التحديث في العالم العربي وإشكالية السيادة المنقوصة: بين العو ...
- نبوءة الضوء
- لغة الغيم
- تداعيات الحرب على غزة وعودة اليمن إلى الساحة الإقليمية: قراء ...
- لغة السحر


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظة وقوع أعنف هجوم روسي على كييف منذ أشهر
- في ظل التوتر مع باكستان.. نتنياهو يتصل بمودي ويكشف ما ناقشاه ...
- إعلام إسرائيلي: معارك ضارية تدور في شمال غزة وحديث عن كمين ق ...
- تفاعل واسع بعد استخدام محمود عباس تعبيراً -نابياً- في مخاطبت ...
- مقتل 9 أشخاص وإصابة 63 آخرين في غارات روسية ليلية على كييف
- تماثيل مسروقة ومخدرات في قبضة الأمن خلال مداهمة في جزيرة كري ...
- تدهور صحة الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو بعد جراحة معقدة ...
- بسبب منشوره حول نزع سلاح حزب الله .. لبنان يوبخ سفير إيران
- السفارة الروسية في لندن: العقوبات البريطانية الجديدة عدائية ...
- إعلام: واشنطن تسعى لإقناع موسكو بقبول حق كييف في امتلاك جيشه ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - محمود عباس: حين يتحوّل -الصمت الرسمي- إلى شبهة تواطؤ