أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس دولة فاشلة















المزيد.....

رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس دولة فاشلة


علي طبله
مهندس معماري، بروفيسور في الهندسة المعمارية، باحث، كاتب وأديب

(Ali Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رد على تعقيب السيد لبيب سلطان بخصوص ردي السابق، واورد تعليقه الاخير في نهاية ردي هذا، كم اتمنى ان نتحلى بأساليب النقاش المقبولة علمياً ومجتمعياً، وليس لي ما أناقشه لاحقاً مع السيد لبيب:

السيد لبيب سلطان المحترم،

تحية طيبة وبعد،

أشكر لك مرة أخرى اهتمامك ومداخلاتك النقدية، والتي، رغم حِدتها، تعكس قلقًا حقيقيًا على الواقع العراقي ورغبة في تفسير أزماته. وأسمح لنفسي بتقديم هذا الرد العلمي التوضيحي على مجمل النقاط التي أثرتها، مستندًا إلى الوثائق والمصادر المتاحة، دون الوقوع في التبسيط أو الانزلاق إلى الشخصنة أو المناكفة.

أولًا: هل “العلّة داخلية بحتة”؟

منهجكم في تحليل الواقع العراقي يختزل المأساة إلى الداخل فقط، ويفترض وكأن العراق دولة ذات سيادة مكتملة، قادرة على اتخاذ قراراتها بحرية منذ 2003. هذا الافتراض، مع الأسف، يتجاهل السياق البنيوي لنظام ما بعد الاحتلال. فالدستور، والاقتصاد، والمؤسسات، وحتى الأمن، جرى تصميمها – لا انتخابها أو التفاوض حولها – تحت إشراف مباشر من الحاكم المدني الأميركي بول بريمر، الذي أقر في مذكراته بأنه “أنشأ نموذجًا لما أرادته الولايات المتحدة، لا ما أراده العراقيون”.¹

ثانيًا: المقارنة مع كوريا وسنغافورة وماليزيا… هل هي علمية؟

طرحك بأن بلدانًا ككوريا وسنغافورة وماليزيا “نجحت في ظل الإمبريالية” يفتقر إلى الدقة التاريخية والسياقية. كوريا الجنوبية على سبيل المثال، خضعت لنموذج “الرأسمالية الموجهة” تحت حماية أمنية واقتصادية أمريكية مشروطة، مع دعم سياسي لأنظمة ديكتاتورية عسكرية (مثل نظام بارك شونغ هي)، مقابل الالتزام الكامل بتوجهات الحرب الباردة.² ماليزيا وسنغافورة، كذلك، استفادتا من موقعهما الجغرافي والمرحلة الاستراتيجية في صراع النفوذ مع الصين، ولم تخرجا من الهيمنة المالية الغربية – بل تكيفتا معها دون أن تكونا نموذجًا ديمقراطيًا مثاليًا.

فهل العراق – الذي غُزي وسُرّح جيشه ودُمر اقتصاده – كان في ذات الموقع؟ أم أنه خضع لنموذج “الإفقار المحكوم”، لا “النمو المحكوم”؟

ثالثًا: وثائق الفساد والعقود – ليست ادعاءات مؤدلجة
• عقود النفط: تقارير مثل Global Witness لعام 2023 تُبيّن بوضوح أن عقود الخدمة في العراق تحرم الدولة من إدارة الإنتاج وتسعير النفط، بينما تمنح الشركات الأجنبية الأرباح الصافية العالية دون تحمل المخاطر التشغيلية.³ هذه ليست “مقولات سوفياتية” بل وثائق مؤسسات بحثية بريطانية.
• مشاريع الكهرباء: برقيات ويكيليكس (2009) ذكرت بوضوح أن السفير الأميركي كريستوفر هيل حذّر حكومة المالكي من التعاون مع سيمنس دون مشاركة أميركية، بدعوى الشفافية.⁴ فلماذا إذًا لم يُفتح تحقيق شفاف بأسباب فشل الكهرباء إن كان الفساد داخليًا فقط؟
• الأموال المجمدة: بحسب تقرير The Intercept (2020)، فإن صندوق تنمية العراق DFI يخضع عمليًا لرقابة وزارة الخزانة الأمريكية، وتُستخدم أدوات مثل الـSWIFT system لإعاقة صرف الأموال إذا ما اعتُبر أن الحكومة العراقية لا تلتزم بالشروط الأمريكية.⁵

رابعًا: من المسؤول عن إفشال الدولة؟

عندما نحمّل الاحتلال المسؤولية، لا نبرئ الطبقة السياسية الفاسدة، بل نشرح السياق الذي أنجبها. هل جرى اختيار نوري المالكي أو أي رئيس وزراء بعده خارج التوافق الأميركي-الإيراني؟ أليست واشنطن نفسها هي من كانت “ترعى التوافق الشيعي-السني-الكردي” لضمان نظام محاصصة يضعف الدولة المركزية؟ وهذا ليس رأيي، بل ورد نصًا في شهادة ريان كروكر، السفير الأميركي في بغداد أمام مجلس الشيوخ عام 2010.⁶

خامسًا: العيب في التحليل المؤدلج أم في تبرئة القوى الكبرى؟

اتهامي بأنني أكرر خطاب الميليشيات والحكومات الطائفية لا يصمد أمام النص الذي أقدّمه: فقد حمّلت هذه الأحزاب وميليشياتها والقوى الإقليمية كامل المسؤولية في خدمة المشروع التفتيتي – ولكن ضمن منظومة إمبريالية حاضنة. وكما قال سلافوي جيجك: “الخضوع لنظام رأسمالي تابع يُنتج طبقات فاسدة محليًا، لكنها نتاج طبيعي لقوى السيطرة العالمية”.⁷

ختامًا: هل نحن “نلصق التهم بالإمبريالية”؟

كلا. نحن نحلّل التناقضات الطبقية والدولية التي تشكّل بنية السلطة التابعة في العراق. ولأننا ماديون جدليون حقًا، لا نقبل سردية “الفساد كقدر داخلي”، بل نقرأه بوصفه أداة سياسية لإدامة التبعية ونهب الموارد.

مع التحيات،

د. علي طبله



الحواشي:
1. Paul Bremer, My Year in Iraq: The Struggle to Build a Future of Hope (New York: Simon & Schuster, 2006).
2. Ha-Joon Chang, Kicking Away the Ladder: Development Strategy in Historical Perspective (London: Anthem Press, 2002).
3. Global Witness, “Iraq’s Oil: Trouble Below the Surface,” 2023.
4. WikiLeaks Cable 09BAGHDAD2659, “US embassy pressure on electricity deals,” December 2009.
5. The Intercept, “The U.S. Quietly Blocked Millions in Iraqi Funds,” February 2020.
6. U.S. Senate Committee on Foreign Relations, Hearing on Iraq’s Future, April 2010.
7. Slavoj Žižek, Violence: Six Sideways Reflections (New York: Picador, 2008), p. 72.
—————————————————————————————————————-

واليكم تعقيب السيد لبيب:
لم اجد سببا للرد عليكم كون منهجكم لاقامة القضية خاطئ من اساسه فهو يماثل طرح الميليشيات والنظم الديكتاتورية بوضع مصائب بلدنا على الخارج وليس امورنا الداخلية.الفرق بينهم وبينكم انهم يريدون التغطية على فسادهم وتدمير الدولة وانتم سببكم ايديولوجي بحت لاعلاقة له بالواقع والدليل هو ان بلدانا مثل كوريا والهند وماليزيا وسنغافورة وعشرات البلدان اختطت حكوماتها طريق التنمية والديمقراطية وتحولت لبلدان صناعية ومستقرة تحت رعاية العولمة ونفس الامبريالية التي تنسبون لها مايجري في العراق من تدمير وفساد ومنه تغطية لهم ، وواقعا فطروحاتكم مقولات سوفياتية مؤدلجة ل تحاول تلبيس الواقع بالجاهزات من المقولات المؤدلجة ..والمنهج المادي يقول العكس اذا كنتم ماديين حقا
الغرب يطالب العراق بالشفافية وانهاء الفساد بتهريب وتبييض الاموال للميليشيات وايران وممارسة الفساد الداخلي وهو فعلا ماطلبه من كوريا وماليزيا وسنغافورة والبرازيل ان تتحول نظمها لدول ديمقراطية قانونية كي تأتي لها الاستثمارات الصناعية والشركات وهذا ماحدث فما بالكم ترددون نفس ما تردده حكومات وميليشيات ومافيات الفساد...انها اميركا والغرب سبب الفساد



#علي_طبله (هاشتاغ)       Ali_Tabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على تعليق الرفيق صباح كنجي على مقالة -نقد ذاتي للخطاب الي ...
- رد علمي ماركسي على ملاحظات السيد طلال الربيعي على مقالة: الع ...
- رد على تعليق السيد صباح البدران: هل أسقط الحزب الشيوعي العرا ...
- اللّينينيّة بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دروس من التج ...
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الاول
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الثاني
- مختصر لسيناريوهات واستشراف لمستقبل العراق:
- تفكيك الطائفية كمنظومة للهيمنة: نحو تحليل ماركسي بديل
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- مَلَكَةُ الجَمَالْ: ثَلاثِيَّةُ الوَرْدَةِ التي لا تَذْبُلُ
- نبوءة - في السياسة
- اللينينية بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دراسة مقارنة ب ...
- رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العر ...
- رد على تعليق الدكتور لبيب سلطان حول مقالة: “العراق ليس دولة ...
- العصبيات والطائفية في العراق – تفكيك الأعداء وصناعة الصراع ا ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً.. والشعب وحده ...
- -العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً.. والشعب وحده ...


المزيد.....




- ترامب: -القرم ستبقى مع روسيا- في مقترح السلام.. وزيلينسكي يت ...
- تدهور حاد بعلاقات البلدين.. إليك ما نعلمه عن التوتر الحاصل ب ...
- وزير النفط الإيراني: موسكو وطهران تبحثان بناء منشآت نووية جد ...
- السويد تشدد الرقابة على المتفجرات
- زاخاروفا: روسيا تحمي العالم من النازية الجديدة
- استدعاء جديد للناشط أحمد دومة أمام نيابة أمن الدولة: استمرار ...
- كأس اسبانيا- برشلونة يسعى للرباعية وتكريس تفوقه على الريال
- الجيش اللبناني يتخذ تدابير أمنية استثنائية على أثر الاشتباكا ...
- عناصر من -الدعم السريع- يسلمون أنفسهم للجيش السوداني (فيديو) ...
- ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء المرشد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس دولة فاشلة