أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - نظرة على حياة الدكتور كاظم رجوي: ضحية إرهاب الدولة














المزيد.....

نظرة على حياة الدكتور كاظم رجوي: ضحية إرهاب الدولة


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 24 من أبريل (نيسان) عام 1990، شهد تاريخ النضال من أجل حقوق الإنسان في إيران ومقاومة هذا الشعب يومًا عصيبًا ومأساويًا. ففي ذلك اليوم، استشهد الدكتور كاظم رجوي، الحقوقي البارز والمدافع الأمين عن حقوق الإنسان، بالقرب من مقر الأمم المتحدة في جنيف، على يد فرقة اغتيال أوفدتها طهران. لم تكن هذه الجريمة خسارة فادحة لحركة المطالبة بالعدالة في إيران فحسب، بل كشفت مرة أخرى عن الوجه العنيف والإرهابي للنظام الحاكم على الساحة الدولية. الدكتور كاظم رجوي، الذي وهب حياته الثرية للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني المسلوبة والمطالبة بدم ضحايا القمع والتعذيب، استُهدف بوابل من الرصاص الحاقد وهو في قمة مظلوميته وبراءته.

حياته وتعليمه: تأسيس مدافع عن حقوق الإنسان
ولد كاظم رجوي وترعرع في كنف عائلة مناضلة ومحبة للحرية. وبإصرار وذكاء منقطع النظير، اجتاز أعلى المستويات الأكاديمية في مجالي القانون والعلوم السياسية في أعرق جامعات فرنسا وسويسرا، وحصل على ست شهادات دكتوراه في هذه التخصصات. إن إتقانه لأسس القانون والسياسة جعله شخصية واعية وصاحبة رأي في قضايا حقوق الإنسان. لكن المعرفة الأكاديمية وحدها لم تكن كافية بالنسبة له؛ فروحه الحرة وشغفه العميق لتحرير الشعب الإيراني من الظلم والاستبداد دفعاه إلى ساحة النضال السياسي. وكان خبر اعتقال شقيقه مسعود رجوي واحتمال إعدامه في عام 1971 نقطة تحول جذرية في حياته غيرت مسارها بالكامل.

السعي لإنقاذ شقيقه من الإعدام وبدء حركة دولية
عقب سماع نبأ اعتقال شقيقه ومحاكمته واحتمال صدور حكم الإعدام بحقه، سخر الدكتور كاظم رجوي كل طاقاته وإمكانياته لإنقاذ حياته. وبإقامة اتصالات مع لجان حقوقيين دولية ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان وكنائس، أطلق حملة دولية واسعة للضغط على نظام الشاه. ووفقًا لصحيفة "ليبرته" السويسرية، تدفق سيل من رسائل الاحتجاج إلى طهران، وفي نهاية المطاف، أثمرت جهود الدكتور كاظم الدؤوبة عن تخفيف حكم الإعدام الصادر بحق مسعود رجوي إلى السجن المؤبد. لم يكن هذا الانتصار مجرد دليل على حب الدكتور رجوي وتفانيه تجاه شقيقه، بل كان بمثابة الشرارة الأولى لنضال لا هوادة فيه من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران. لقد استطاع بمفرده أن يحرك العالم ضد الظلم والاستبداد وأن يصبح مهندس صرح الدفاع الشامخ عن حقوق الإنسان في إيران.

دور الدكتور كاظم رجوي بعد الثورة المناهضة للشاه
عقب انتصار الثورة المناهضة للشاه في عام 1979، عاد الدكتور كاظم رجوي إلى إيران، وفي عام 1980 عُين سفيرًا لإيران لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف. لكن سرعان ما استقال من منصبه بعد أن شهد الطبيعة الاستبدادية والقمعية لنظام الخميني، وكرس كل طاقاته وحياته لدعم حركة المقاومة المشروعة للشعب الإيراني. كان هذا القرار تعبيرًا عن التزامه العميق بمبادئ الحرية والعدالة ورفضه القاطع لأي شكل من أشكال الديكتاتورية.

نشاطاته الدولية في فضح جرائم نظام الخميني
بعد استقالته من منصب السفير، شن الدكتور كاظم رجوي نضالًا لا يلين ضد نظام الخميني على الساحة الدولية. وعبر عقد المؤتمرات الصحفية والمشاركة الفعالة في المحافل الدولية وإلقاء الخطابات التنويرية وعقد اللقاءات مع ممثلي ووفود الدول المختلفة، فضح الجرائم المروعة التي ارتكبها هذا النظام. كما قدم وثائق وأدلة دامغة تدين ممارسات التعذيب والإعدام والقمع التي يمارسها النظام ضد معارضيه، وكشف عن طبيعته القروسطية واللاإنسانية أمام العالم.

دوره البارز في الدفاع عن حقوق مجاهدي خلق وضحايا النظام
لعب الدكتور كاظم رجوي دورًا فريدًا لا يُضاهى في الدفاع عن حقوق مجاهدي خلق الإيرانية وغيرهم من ضحايا نظام الخميني. فقد كرس حياته للمطالبة بدم الشهداء ودعم السجناء السياسيين، وبذل جهودًا مضنية لجذب انتباه المحافل الدولية إلى الوضع المتردي لحقوق الإنسان في إيران. وأسفرت جهوده في نهاية المطاف عن إصدار العديد من قرارات الإدانة لنظام إيران في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.

اغتياله: جريمة سياسية ومثال على إرهاب الدولة
لم يكن اغتيال الدكتور كاظم رجوي بالقرب من مقر الأمم المتحدة في جنيف مجرد جريمة شنيعة، بل كان مثالًا صارخًا على إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام الإيراني. لقد كشف هذا العمل الإرهابي عن يأس النظام وعجزه أمام صوت الدكتور رجوي المطالب بالحق والعدالة. وقد قوبل هذا الاغتيال بإدانة دولية واسعة، وكشف مرة أخرى عن الوجه الإرهابي للنظام أمام العالم.

إحياء ذكراه ومكانته في تاريخ المقاومة
لقد خُلد الدكتور كاظم رجوي بحق في تاريخ المقاومة الإيرانية باعتباره "شهيد حقوق الإنسان العظيم". وسيظل اسمه وذكراه مصدر إلهام للمناضلين من أجل الحرية والعدالة في إيران. إن جهوده الدؤوبة وتفانيه الذي لا مثيل له واستشهاده المظلوم يمثل نموذجًا يحتذى به لجميع أولئك الذين يناضلون من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية في إيران.

إرثه ورسالته لنضال اليوم
إن إرث الدكتور كاظم رجوي لا يقتصر على الماضي فحسب، بل يحمل رسالة لنضال الشعب الإيراني اليوم. لقد علمنا أنه لا ينبغي السكوت على الظلم والاستبداد، وأنه يجب الوقوف بكل قوة للدفاع عن الحقوق المسلوبة حتى آخر قطرة من دمائنا. سيظل اسمه وذكراه منارة تضيء طريق النضال من أجل الحرية والعدالة في إيران.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة الخيارات المفروضة على طهران!
- خامنئي وحرسه وخطهم الأحمر؟!
- انشقاقات في طهران: خلافات حادة حول التفاوض مع واشنطن!
- النظام الإيراني في مأزق التهديدين الداخلي والخارجي
- النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد!
- مأزق استراتيجي: عجز النظام الإيراني عن استيعاب الحقائق!
- محادثات تعري النظام الإيراني حتى من ورقة التوت!
- التفاوض مع النظام الإيراني جهد بلا جدوى!
- موجة إعدامات في إيران؛ هل هو الخوف أم الضعف؟
- استرضاء ومسايرة النظام الإيراني.. أكثر من مجرد خطأ سياسي!
- المسمار الأخير في نعش نظام ولاية الفقيه في لبنان!
- مرحلة مصيرية للنظام الإيراني لا مفر منها!
- نظام إيران على حافة الهاوية!
- سياسة الاسترضاء حاليا مثل الأوکسجين لنظام يختنق!
- يجب معاقبة النظام الإيراني على دوره في سوريا وبلدان المنطقة!
- النظام الإيراني يقترب من حافة الانهيار
- خامنئي يقول إن لبنان واليمن يظلان -رمزين للمقاومة-!
- تبدد أسطورة -إيران تصبح سوريا-
- حقوق الإنسان بين السياسة والعقوبات: نظام السجون في إيران
- سقوط دكتاتور سوريا؛ نهاية العمق الاستراتيجي لنظام إيران!


المزيد.....




- ترامب لزيلينسكي: السلام أو خسارة البلاد
- الجزائر تقتني مروحيات -وايلدكات- المضادة للغواصات
- ترامب: التعامل مع زيلينسكي أصعب مما توقعته
- سجن عسكري أمريكي 7 سنوات لبيعه بيانات عسكرية لدولة أجنبية
- مسؤولة روسية ترد على مقترح أمريكي بشأن نقل ملكية محطة زابورو ...
- السعودية تقر اتفاقية تسليم المطلوبين مع المغرب
- عشرات القتلى والإصابات بينهم صحفي في غارات إسرائيلية على قطا ...
- وزير الخارجية الإيطالي يستبعد قمة لترامب مع قادة الاتحاد الأ ...
- أكبر قضية مخدرات.. موقع مصري يكشف تفاصيل تحركات شبكة -الزعيم ...
- تسجيل 184 هزة ارتدادية في أعقاب زلزال ضرب إسطنبول بقوة 6.2 د ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - نظرة على حياة الدكتور كاظم رجوي: ضحية إرهاب الدولة