أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - محمود يصيح - كيف سأعانقك -؟














المزيد.....

محمود يصيح - كيف سأعانقك -؟


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" محمود عجور " ليس طفلاً فلسطينياً غزاوياً كباقي الأطفال ، فالطفولة في هذا العالم تقع تحت إرادة أصحاب القرار السياسي والمزاج المحاط بالمصالح السياسية أولاً ، وبعد ذلك لتذهب الطفولة إلى الجحيم ، ومن يحاول وضع رأس الطفل الفلسطيني على ركبة السياسي لكي ينام هادئاً ويغني له أغنية الساحرات والطيور والحيوانات اللطيفة ، أقول له استيقظ لأن الطفولة الآن تعيش في عالم شرس، في غابات متوحشة ، ولا مجال لتجميل التقارير ونشرات الأخبار التي تحمل صور الطفولة المقتولة ، الجائعة ، التائهة ، الوحيدة ، مئات الأطفال في قطاع غزة دون عائلات ، بعد استشهاد الآباء والأمهات , و ليس سراً أن نعرف أن هناك " الأطفال اللي فوق " و " الأطفال اللي تحت" عذراً من الكاتب المصري " نعمان عاشور " الذي كتب مسرحية " الناس اللي تحت " التي أحدثت ضجة في سنوات الستينات لأنها كشفت عن عمق مآسي الطبقة الفقيرة وطموحها للعيش بظروف أفضل ، لكن فعلاً.. لقد كشفت الحروب أن القوي يدوس على الضعيف وغالباً الضعيف في الحروب هو الطفل الذي لا يستطيع الهرب أو الاختباء أو الدفاع عن نفسه، ولا يعرف بعد ما معنى تزييف الشعارات ونفاق الخطابات وحقارة الخطط السياسية التي تؤدي إلى قتل شخصية الطفل قبل أن يواجه مرآة السنوات ويصبح شاباً له القدرة على اتخاذ القرار .
والأدهى حين تصبح " جمعيات الطفولة " عبارة عن مسارح تعرض أحلام الأطفال ورقصاتهم وحناجرهم التي تستيقظ بالغناء والكلمات الملونة بزهو السياسيين الذين يوفرون الحياة الكريمة لهم، ولكن خلف الكواليس هناك من يضع الأطفال في أقفاص تباع في أسواق الذل القهر والجوع والفقر.
لا أريد أن أفتح أبواب أرقام الأطفال الذي طوتهم صفحات الحياة في غزة وتحولوا إلى أرقام محاطة بالحسرة والوجع لأن الغياب قد وضع أمام كل اسم إشارة تحتوي على تساؤل يربط حزام الموت بقوة ليعلن أن هذا الرقم قد وضع في خانة النسيان ، أو الأطفال الذين يسيرون في الشوارع والطرقات المتربة ، الضيقة ، وبين أكوام الركام يبحثون عن بقايا عائلاتهم ، أو الأطفال الذين يقفون بالطوابير حاملين الأواني القديمة لعل أحدهم يشفق عليهم و يناولنهم وجبة طعام تسد رمقهم .
لكن الطفل " محمود عجور" حالة قد تدفعك إلى بئر عميقة ، مظلمة، حين يقول لك هذا الطفل الذي بترت يديه بصوت حزين صعقه ذهول اللحظة ودهشة الفراغ " كيف سأعانق ؟؟ " هذا التساؤل الذي يقفز من عينيه الحائرتين من واقع جديد لا يعرف كيف يلمسه، لا كفوف تصفق ولا أصابع تهمس للقاء والكتابة والمسح والشطب، لا بصمات تؤكد أنه القادر والموجود على خط الحياة . ويكبر السؤال المرتعش و يصعد إلى الواقع الذي يفتش عن " محمود" فلا يجد من يعتني به من مؤسسات أو جمعيات علاجية توفر له البديل عن ذلك البتر .
" كيف سأعانق؟ " و " كيف سأمشي ؟ " أسئلة تهرب الآن من مخادع الطفولة إلى صراخ المستحيل ، من طفولة البتر والفقدان والجوع والدمار ، رسائل وبرقيات إلى المقاعد الوثيرة التي يجلس عليها أصحاب القرار .
بين العيون المحدقة، المنخورة بالأحزان الصامتة وبين الأحلام المنسية التي دخلت في سبات، هناك طفولة غزاوية تم تسجيلها كطفولة عابرة في زمن وحشي، وستصبح غداً مجرد صوراً تذكارية لطفولة لم يبتسم لها القدر .
لقد قالها شاعرنا محمود درويش في قصيدة " جواز سفر "
" لم يعرفوني في الظلال
التي تمتص لوني في جواز السفر
وكان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور "

شوقية عروق منصور "



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة
- في غزة ... جمجمة بين الشيخ والرضيع
- بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل
- غزة .. جاء البريد بساع ولكن بغير بريد
- على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز


المزيد.....




- نعاه نجوم الفن في العالم العربي بكلمات مؤثرة.. وفاة الإعلامي ...
- فرق الإطفاء تسابق الزمن لإخماد حرائق الغابات في نيوجيرسي الت ...
- ترامب يكشف عن -محادثات- مع الصين ووزير خزانته: هناك أمل بعقد ...
- الأمير لويس نجل ولي العهد البريطاني يحتفل بعيد ميلاده السابع ...
- أبو مازن يشن هجوما لاذعا على -حماس-: -يا أولاد الكلب- أفرجوا ...
- نتنياهو يتوجه بطلب الدعم من دول مجاورة لإخماد الحرائق
- إعلام: كييف أفشلت اجتماع لندن بسبب وثيقة قدمتها إلى الدول ال ...
- الكويت.. اكتشاف أكثر من 1000 موقع لتعدين العملات المشفرة
- تونس.. بطاقة إيداع بالسجن في حق محام معارض بارز
- خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن حرب غزة والمساعدات الإن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - محمود يصيح - كيف سأعانقك -؟