أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - سأظل مسلما وسأظل يساريا














المزيد.....

سأظل مسلما وسأظل يساريا


عبدالله جاد

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان د. إبراهيم صقر رحمه الله رجلا دمث الأخلاق يقف بصدق مع ما يظنه الحق وإلى ذلك كان رقيق الحاشية يأبى إلا ان يقدم لطلبته الذين يتبعونه إلى مكتبه لسؤاله عما غمض عليهم في المحاضرة بعض المثلجات وعرفت فيه هذه العادة حتى أني كنت عندما تتوق نفسي لشئ من هذه المثلجات أتعمد سؤاله في مادة العلاقات الدولية وخاصة عن كتابK. J Holsti... مشاهدة المزيد الذي كان أثيرا لديه فيدعوني إلى مكتبه وأظفر بزجاجة ميراندا وكنت أبتسم عندما يقول لي "انظر زملاءك وكيف يعيشون وأنت ربما لا تغير هذا البلوفر الذي ترتديه" لأني تجاوزت هذا النمط من التفكير من أيام الثانوية نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجهي عندما ردت الزميلة عزة جوابا ظنته مُسكتا عندما استغربت كلام البرادعي عن السيارة والفيلا لكل مواطن عندما نعيش الديمقراطية فقالت بأن البرادعي ربما أراد تحقيق العدالة الاجتماعية أو إعادة توزيع الثروة نفس مقولة إعادة توزيع الثروة وجدتها في برنامج الجبهة الشعبية الديمقراطية للتغيير وهي عبارة جذابة فلا شك ان إعادة توزيع الثروة تعني زيادة نصيبي أنا الأقل نصيبا منها لكني أظنها بلا مبالغة تصطدم مع الفطرة لماذا إعادة توزيع الثروة و ليس زيادة الثروة وأن يكون لكل نصيبه العادل منها لماذا ثقافة الندرة ؟ إن الله تعالى خلق الأرض وقدر فيها أقواتها سواء للسائلين ( بالكسب الحلال و ليس للمستغلين ) إن هذا التفكير أثر للنزعة المادية الدنيوية secular materialistic وهي نزعة مدمرة لكل فكر إنساني إيثاري غيري صحيح وجد مفكرون بذلوا أرواحهم لخدمة الطبقات المطحونة برغم أنهم ولدوا ميسورين لكن التفكير الرشيد بالحساب الدنيوي يقول إذا كان الدنيا هي البداية والنهاية بحيث يكون الطبعي أن المادي " لم يرد إلا الحياة الدنيا " فلماذا يجاهد من أجل كرامة الإنسان ومنع استغلاله حتى لربما فقد حياته ؟ أليس الأجدى السعي ليكون جزء من آلة الاستغلال أو على الأقل الرضا بالميسور ولو كان قليلا فهو على أي حال أفضل من مغامرة الجهاد؟ أما الفكر الإيماني فيضع الأمور في نصابها الصحيح عندما يقرر وجود الآخرة فتصبح حياة الإنسان كما عبر إقبال أبلغ تعبير نقطة في حياة ممتدة قبل الميلاد وبعده حتى ما بعد يوم الدين فيجاهد الإنسان ليحارب الظلم ولو لم يبلغ مقصده لأنه كما صور الشهيد سيد قطب أجير عند الله تعالى يسأل عن الأجر و لا يسأل عن نتيجة العمل! كما يضع هذا الفكر توازنا دقيقا عندما يستلهم قول الله تعالى " ليتخذ بعضكم بعضا سخريا" لكنه لا يتوقف حتى يكمل " ورحمة ربك خير مما يجمعون" إن الناس يتفوتون في الملكات والمواهب والقدرات والمركز الاجتماعي الذين وجدوا أنفسهم فيه وهذا أمر طبعي لكن الإسلام لا يسعى أبدا لاستدامة هذا التفاوت بل فتح سلم العمل وقرر الضمانات أن يكون العمل وحده هو معيار التفاضل والكسب المشروع الحلال هو شرط الملكية والمعيار النهائي والحقيقي الذي يضبط الأمور والميزان الذي يضبط سائر الموازين الأخرى هو " ورحمة ربك خير مما يجمعون" فهي الغاية النهائية للجماعة المسلمة فالابتعاد عن رحمة الله علامة بوار العمل وضلال السعي وحرمة الكسب وهو أمر خطير لذلك كان هم آبائنا وأجدادنا ألا يطعموا أبناءهم حراما وكان فخر الواحد منهم لا أنه عمل في خدمة الأمير كذا و لا أن حرفته أشرف من حرفة أخرى بل أنه لم يستبح حراما بل لم يقارب شبهة في كسب ماله.
إن البعد عن هذا الفهم المستقيم وعن رؤية هذه الغاية هو الذي يفسر شطط الفكر المادي حتى ليسأل ما الملكية ويبادر بالإجابة الملكية سرقة بل وقد يرى أن الملكية هي الخطيئة الأولى التي ارتكبها الإنسان ويرى المادي تفاوت رهيبا وظلما مريرا فلا يقبل بغير التسوية بين الناس ويعدها مساواة ! أو قد يسعى لابتكار الحلول العجيبة بناء على افتراضات أعجب مثل جون رولز.
لا نريد اشتراكية الفقر و لا اشتراكية الحقد بل اشتراكية العمل والجهد والعرق



#عبدالله_جاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبديد النص : الجابري قارئا لابن خلدون
- منهجية التغيير في الفكر العربي من وعي الهوية إلى تجديد الذات


المزيد.....




- أوكرانيا تصر على موقفها بشأن -سلامة الأراضي-
- عباس وحماس.. وحدة الصف في مهب الانقسام
- شويغو: سيتم تطهير كامل أراضي كورسك في المستقبل القريب
- نتنياهو: النظام الإيراني يشكل تهديدا وجوديا للبشرية بأكملها ...
- ما بين -50% و65%-.. واشنطن تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصي ...
- البيت الأبيض: الصين بحاجة إلى إبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمرك ...
- كنيسة القيامة.. وداع البابا فرنسيس
- القاهرة.. ندوة حول علاقات موسكو وواشنطن
- إعلام: خطة ترامب للسلام تشير إلى فشل محاولات عزل روسيا
- محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاد - سأظل مسلما وسأظل يساريا