أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - إرادة الله














المزيد.....

إرادة الله


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس لدي مشكلة مع معتقدك الدين. معظم افراد عائلتي واصدقائي من المؤمنين. الذي انتقدته هنا هو هيمنة الدين ليس على كل حياتك بل على فكرك وعقلك. اذا كان عقلك مفتوحا يمكنك قراءة التالي.
في الاعظمية تقاطعَ في نهاية الشارع الذي كان يسكن فيه بيت عبدالسلام عارف في بدايته، تقاطعَ شارعٌ آخر كان فيه من جهة موازيا لبيتنا بيت يحي الجدة ومن جهة اخرى كان يسكن فيه رجلا مقعدا في اواسط الاربعينيات من عمره وكانت تدفع زوجته كرسيه المتحرك.
كان هذا الرجل ودودا لطيفا يتوقف للحديث معنا ونحن في سن المراهقة ويلقي علينا بعضا من ابيات الشعر التي نظمها او نظمها غيره. تخرّج من كلية الحقوق وعمل محاميا الى ان اصابه مرض اقعده. زوجته كانت الى حد ما ذات شخصية قوية لكنها لم تكن عدائية. لم تنجب وكانت تقول لنا إن هذه ارادة الله.
في تلك الايام كانت (ولا زالت) الصحف تنشر بعض اعلانات الولادات العائلية تبدأ بجملة (رزقنا الله بمولود ...). ماذا تعني هذه الجملة؟ هل تعني انك لم تفعل شيئا وانك كنت تشرب القهوة مثلا ورزقك الله بمولود او مولودة، عالطاير؟ مريم واحدة تكفينا ام هناك مريمات بالمليارات من الذكور والاناث؟
احد اصدقائي الاطباء كان يشرح مرة لاحد اصدقائه الكروموسومات التي تحدد جنس المولود ذكرا ام انثى. رد عليه صديقه (يمعود، اذا الله ارادلك بنت ينطيك بنت وإذا الله ارادلك ولد ينطيك ولد) وكأن الله يمتلك مستودع فيه مليارات من البنات والاولاد يوزعهم كما يشاء. كانت زوجة صديقي الطبيب هذا (وهو من المؤمنين) عاقرا انجبت ولدين من خلال ما يُعرف بأنابيب الاختبار. مسكينة تلك المرأة المعظماوية التي لم تعش في فترة كان من الممكن علاج عقرها طبيا من خلال الادوية او الانابيب المختبرية. هل ادركت ان (إرادة الله) الساكنة ابديا في عقلك اصبحت تقل وتقل بتقدم العلوم و إن (ارادة الله) هذه من اختراعك او اختراع الآخرين الذين غرسوها في عقلك منذ الصغر؟ هل تدرك انك اذا استمريت بالتفكير بهذه الطريقة فأنك تقول ان الله لا شغل يشغله سوى تقرير اي أمرأة ستلد او تكون عاقرا او اي رجل سيكون مخصّبا او عاقما وإن الله لا شغل يشغله سوى تقرير جنس من تنجبه انت وزوجتك من خلال العملية الجنسية؟ أنت وليس غيرك من يسخّف اداء الله.
لو ادركت انك انت تملك مصيرك وإدارة حياتك (صلّي وصمْ وحجْ كما تشاء) فإن حياتك ستتغير لأن جهدك وعملك وسلوكك هو الذي يقودك الى النجاح او الفشل. الله لا يوزع الارزاق من مستودع لانهاية له.
عندما ينشأ الطفل عندنا لا يسمع إلا (هذا حلال وذاك حرام) وإذا فعل (كيت وكيت) فإن الله سيعاقبك حرقا بالنار في جهنم وكأن الله ساديٌ مجرم مثل هاينرخ هملر.
قبل اكثر من 10 سنوات شاهدت بالصدفة فيلما كارتونيا للاطفال على قناة آرته الفرنسية-الالمانية. الفيلم الكارتوني هذا كان يشرح للاطفال نظرية التطور لدارون. هل عرفتم لماذا بعد ان ينشأ هذا الطفل يخترع العلاجات الطبية والابداعات التكنولوجية والعلمية؟ هل عرفت لماذا يتطورون ولماذا تتقهقرون؟



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترمب وارهاب الجامعات مع نبذة تاريخية
- عبقريات ترمپ في الاقتصاد والسياسة
- الكاريزما وترمب والانتخابات الاميركية
- من يخلق الاساطير الدينية؟
- الدين والتخويف من العقاب
- تشريع قانوني لنكاح الاطفال
- العراق : ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- نقد قراءة د.غسان العطية لاسباب عدم حل القضية الفلسطينية
- آلة الكذب الصهيونية والحرب على غزة
- الخرافة وصورة مع رونالد ريغان
- العواصف والزلازل والامطار بين المعرفة والعقل الديني
- من اوهام العقل العربي: وهم الحرب الاهلية الاميركية القادمة
- الهوس الديني
- امثلة من الحضارات والمعتقدات، ايضا بين الدين والعلم
- العودة الى التزمت الديني والمتعلمين من المتدينين
- وفي الليلة الظلماء يُفتقد ريمون شكّوري
- حاسوب الكم، عرب وين طنبورة وين
- اللصوصية الادبية
- غياب القدرة على التفكير عند القطيع
- كيف يضحك الدعاة المسلمون على عقولكم؟


المزيد.....




- بو الغيط: اللجنة العربية الإسلامية المعنية بغزة تعتزم القيام ...
- عضو بمجلس النواب الأردني: حظر جماعة الإخوان ضروري لحفظ الأمن ...
- نقل نعش البابا فرانسيس إلى داخل كاتدرائية القديس بطرس
- بعد المنع ومصادرة الأموال.. قرار أردني جديد بشأن الإخوان الم ...
- من قلب الجامعات الأميركية أصوات يهودية ترفض حماية ترامب
- الأردن يحظر أنشطة جماعة الإخوان -المنحلة-.. ويغلق مكاتبها
- الأردن.. قرارات رادعة بحق الترويج لـ-الإخوان-
- فيديو.. مداهمة مقرات الإخوان بالأردن وكشف -خطة المتفجرات-
- الأردن يحظر رسمياً جماعة الإخوان المسلمين
- حاخام يهودي متشدد يهاجم مصر: المفتاح في أيديهم


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - إرادة الله