أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الحق الأيراني في الأستخدام السلمي














المزيد.....

روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الحق الأيراني في الأستخدام السلمي


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد المفاوضات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة حراكًا دبلوماسيًا متزايدًا، تُعد روسيا أحد أبرز الفاعلين فيه، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي والصين. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني مؤخرًا لتسلّط الضوء على الدور الروسي الفاعل في المباحثات، معتبرًا أن موسكو تلعب دورًا مهمًا ليس فقط في تسهيل الحوار، بل في ضمان عدم انزلاق المفاوضات نحو طريق مسدود.

رسائل سياسية عميقة من طهران إلى موسكو

الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى موسكو، حاملاً رسالة مباشرة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حملت في طياتها أكثر من دلالة. فهي تعكس أولاً الخصوصية في العلاقات الإيرانية الروسية، وثانيًا، حجم التنسيق الذي أصبح ضروريًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، خصوصًا مع التصعيد الأميركي الغربي تجاه موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، ومع رغبة طهران في تقوية موقعها التفاوضي.

الدور الروسي بين الحياد والتقاطع الاستراتيجي

لا يمكن وصف الدور الروسي في الملف النووي الإيراني بأنه مجرد "وسيط تقليدي". فموسكو تمتلك علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع طهران، ومصالح مباشرة في استمرار برنامج إيران النووي للأغراض السلمية. على سبيل المثال، التعاون الروسي في بناء وتشغيل محطة بوشهر النووية يُعد من النماذج الناجحة في التعاون النووي السلمي بين الدول.

كما أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن دعم بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي من دون شروط جديدة، تضع روسيا في موقف المدافع عن حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية مدنية، في مقابل محاولات بعض الدول الغربية فرض قيود تتجاوز الاتفاق الأصلي لعام 2015.

هل تسهم روسيا في نجاح المفاوضات؟

يُحتمل أن يؤدي الدعم الروسي إلى تسهيل التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة، خاصة إذا نجحت موسكو في لعب دور "موازن" بين تشدد واشنطن ومطالب طهران. هذا الدور يتعزز مع ازدياد التنسيق الروسي الإيراني في ملفات أخرى، مثل سوريا ووسط آسيا، مما يُكسب العلاقة الثنائية مزيدًا من العمق والثقة المتبادلة.

ومع ذلك، لا يخلو الدور الروسي من التحديات، خصوصًا مع محاولات أمريكية وأوروبية لتقليص النفوذ الروسي في هذه المحادثات، تماشيًا مع سياسة العزل التي تُفرض على موسكو منذ بداية الحرب الأوكرانية. وهو ما قد يُفسّر بعض التأخير أو الغموض في مسارات المفاوضات.

شوكة في أعين خصوم موسكو؟

لا يمكن تجاهل البعد السياسي الأوسع للدور الروسي، فنجاح موسكو في لعب دور إيجابي في هذا الملف يُعد بمثابة رسالة دولية على بقاء روسيا لاعبًا لا غنى عنه في القضايا الكبرى، وهو ما تراه بعض الدول الغربية تهديدًا لرغبتها في تهميش روسيا دوليًا. من هنا، يصبح التقدم في الملف النووي الإيراني ليس مجرد مسألة إيرانية، بل ساحة اختبار للتوازنات الدولية الجديدة.

الخاتمة

باختصار، الدور الروسي في المفاوضات النووية الإيرانية يتجاوز كونه دورًا تكميليًا، بل هو عنصر جوهري يمكن أن يساهم في تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي إذا ما أُحسن توظيفه. إيران ترى في موسكو حليفًا استراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه في تثبيت حقها في تطوير برنامج نووي سلمي، بينما ترى روسيا في هذا الملف فرصة لإثبات قدرتها على التأثير في المعادلات الدولية، حتى في ظل محاولات العزل والتهميش.

إن نجحت موسكو في تحقيق تقدم فعلي، فقد يكون ذلك نقطة تحول ليس فقط في الملف النووي الإيراني، بل في شكل النظام الدولي وإعادة ترتيب موازين القوى على الساحة الدبلوماسية العالمية.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...
- قمة بغداد القادمة بين رهانات الأستقرار وتحديات الأقليم
- الغارات الأمريكية على اليمن. حرب على الأرهاب ام هي تصفية حسا ...
- زيلينسكي يتهم بوتين بالخداع
- بين الواقع والطموح هل ينجح محمد شياع السوداني بتحقيق ولاية ث ...
- أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو
- المحيط العربي وتأثيره الأيجابي في الخارطة السياسية في العراق
- ماذا وراء النحركات العسكريه الأمريكية بين سوريا والعراق؟
- العلاقات اللبنانية السورية الجديدة الى أين وكيف ذلك
- مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط
- الترهيب والترغيب ودورهما في تحقيق الديمقراطية وأصلاح المجتمع ...


المزيد.....




- فيديو متداول لفرار مُصلين من مسجد عند وقوع زلزال تركيا.. هذه ...
- الجزائريون يطالبون رئيسهم بعدم السفر إلى العراق
- خبير يكشف سبب عدم تأثر منطقة شمال غرب سوريا بزلزال اسطنبول ا ...
- الرد بالمثل .. موسكو تمنع 21 برلمانيا بريطانيا من دخول روسيا ...
- مسابقة فريدة من نوعها في مدرسة روسية للأطفال
- دونيتسك.. RT ترصد عمل قوات الاقتحام
- حزب -التضامن الأوروبي- الأوكراني يطالب زيلينسكي بتوضيح تفاصي ...
- المثنى العراقية تشهد وفاة ثانية يشتبه بإصابتها بالحمى النزفي ...
- باكستان تلغي 800 ألف بطاقة إقامة لأفغان وأكثر من 100 ألف غاد ...
- بمناسبة الأسبوع العالمي للتطعيم.. يبقى اللقاح أهم سلاح ضد ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الحق الأيراني في الأستخدام السلمي