فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 11:27
المحور:
الادب والفن
يتسلّلُ النّوْمُ خارجَ الْغرْفةِ
يسْحبُ منَ النّهارِ
ضجيجَهُ
لِيسْهرَ فِي علْبةٍ ليْليّةٍ
دونَ ضجيجٍ ...
يقْدحانِ أصابعَ النّهْرِ
ويشْربانِ حانةَ الصّمْتِ
لَايزْعجُهُمَا جنْدبٌ
أوْ صرْصورٌ أوْ نقيقٌ
يبْحثُ عنْ لحْظةِ متْعةٍ...
أخذْتُهُ منْ يديْهِ
عدْتُ بهِ منَ الْبابِ
رأَى غرْفتَهُ احْتلَّهَا
الْأرقُ ...
الْأرقُ /
رفيقٌ يحبُّ الْهدوءَ
يعْقدُ هدْنةً معَ أحدِهِمْ
راقتْهُ
رفْقةُ ظلامٍ
لَايفْرزُ ظلاًّ
يتحدّثُ معَ ذاتِهِ
والصّمْتُ ...
يلْتقِي بياضُهُ معَ سوادِ اللّيْلِ
يصْنعانِ
شمْعةً
ونغماً ...
لَايهْتمّانِ بمَا يحْدثُ داخلَ
الْغرفِ الْمغْلقةِ
أوْ خلْفَ الْغرفِ السّرّيةِ...
يخْفِي الْمفاتيحَ
يشْربُ الْممْنوعاتِ
يدخّنُ الْقلقَ
ويزْدردُ لعْنةَ الْحبِّ
حينَ يفْشلُ فِي اسْتدْراجِ الْقمرِ
لِيضيءَ قلبَهُ...
لَايهْتمُّ بِدبيبِ النّمْلِ
أَوْ بِصرْخةِ بومٍ
ولَا بِعواءِ ذئْبٍ
أوْ ترنّحِ سكّيرٍ
أتْعبَهُ النّهارُ بِكلْفةِ
الْعيالِ...
النّوْمُ /
جاسوسٌ يسْخرُ منْ :
ضعافِ الْبصرِ
وضعافِ الْحركةِ
الّذينَ يسْتسْلمونَ لهُ
دونَ مقاومةٍ...
منْ نساءَ ينْتظرْنَ
أوْلادَهَنَّ
خوْفاً منْ فخِّ النّساءِ اللّيْلِياتِ...
إنَّهُ سلْطانُ الْأضّواءِ
يهْتكُ الْعوْراتِ
يكْسرُ فناجينَ الْحظِّ
يجْبرُ الدّخّانَ علَى الْإعْترافِ بِشخْصياتِ الْمدْمنينَ:
هلْ همْ منْ فصيلةِ الدُّونْجْوَانْ
أمْ منْ مصّاصِي الدّماءِ...؟
هلْ همْ ثعابينُ الْمالِ الْمرْصودِ
فِي كنوزِ الْجنِّ...؟
أمِ الْمغْضوبُ عليْهِمْ فِي جمْهوريّةِ "أفْلاطونَ "...؟
أوِ الْمفْصولونَ
لِأنَّهُمْ لمْ يحقّقُوا مشاهدةً عاليةً
فِي التِّيكْ تُوكْ
ولَاتْرَنْدَاتٍ مثيرةً...
اللْيْلُ /
بوليسٌ سياسيٌّ
يقْبضُ علَى الْأسْرارِ
بِحكْمةٍ
ويبْدأُ حرْبَهُ معَ النّهارِ
لِلْإقْرارِ بِحقيقةِ
الْأخْبارِ ...
فهلْ يحبُّ اللّيْلُ الشّعراءَ
فيكْرهُهُمُ النّوْمُ
ويسْتدعِيهُمُ الْأرقُ
لِحفْلةِ الرّقْصِ
بِالْكلماتِ علَى إيقاعِ
الْكلماتِ ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟