أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثير في الساحة الدوليه














المزيد.....

عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثير في الساحة الدوليه


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة تعكس استمرارية الدبلوماسية العُمانية الهادئة، جاء اللقاء الأخير بين سلطان عمان، ميثم بن هيثم، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليؤكد أن السلطنة تسعى إلى تعزيز دورها كوسيط دولي محايد. بعيدًا عن أي صخب إعلامي، تواصل عُمان إرساء قواعد سياستها الخارجية على مبدأ الحياد والتمسك بمواقفها التقليدية التي ساعدتها على بناء شبكة من العلاقات المتوازنة مع كل من إيران والغرب والسعودية. وقد ظهرت هذه السياسة بوضوح في الوساطة العُمانية بين إيران وأمريكا، التي أظهرت السلطنة في صورة "الوسيط النزيه" في ملف شديد الحساسية.

الانتقال إلى ملفات إقليمية جديدة كان أمرًا طبيعيًا في سياق تلك السياسة، حيث تجد عُمان نفسها الآن أمام فرصة كبيرة للتوسع في أدوار وساطية جديدة، مثل الملفين اليمني والسوداني. ففي اليمن، التي لطالما كانت السلطنة عنصرًا رئيسيًا في تقارب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، يمكن لعُمان أن تعزز موقعها كحلقة وصل محورية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي. أما السودان، فيُعد الملف الأكثر تعقيدًا وتغيرًا في المنطقة حاليًا، ما يعكس التحديات التي قد تواجهها عُمان في التوسّع في دورها الوساطي. بالرغم من ذلك، فإن عُمان تستفيد من موقفها المحايد، والذي يمنحها قدرة على أن تكون طرفًا مقبولًا من كافة الفرقاء في هذا النزاع.

أما في الساحة الدولية، فقد أصبح التركيز منصبًا على المفاوضات الإيرانية الأمريكية، إلى جانب التطورات المستمرة في قضية غزة. وكما يبدو، فإن عُمان تتخذ خطوات مدروسة لمواكبة هذه التفاعلات الكبرى. ورغم أن المفاوضات الإيرانية الأمريكية قد لا تقدم "تنازلات" واضحة من قبل واشنطن، إلا أن هناك تخفيفًا في سقف الشروط التفاوضية بما يسمح لإيران بالحصول على بعض المكاسب الاقتصادية والسياسية. وفي هذا السياق، يُعد الدور العماني في المساعدة على تقليل التوتر في هذه المفاوضات عنصرًا رئيسيًا.

العمق السياسي للدور العماني يظهر في قدرتها على قراءة المواقف بدقة، والتعامل مع التحولات الإقليمية بما يخدم مصالحها السياسية والمصالح الإقليمية والدولية. في هذا الصدد، يمكن القول إن عُمان نجحت في بناء "جسر تواصل" بين الشرق والغرب، وهو ما يتيح لها أن تكون طرفًا مؤثرًا في تسوية العديد من الأزمات الإقليمية.

الانعكاس على الدور القطري:

لطالما كانت قطر لاعبًا أساسيًا في وساطات الشرق الأوسط، وخاصة في قضايا مثل الملف السوري، الليبي، والسوداني. كانت قطر تُعتبر من أبرز الوسطاء في حل الأزمات، بفضل علاقاتها المتميزة مع العديد من الأطراف، بما في ذلك حركات المعارضة وحكومات إقليمية ودولية. لكن اليوم، يبدو أن الدور العماني بدأ يتزايد تدريجيًا، لا سيما في ظل نجاح السلطنة في تمتين علاقاتها مع قوى كبرى مثل روسيا والصين، فضلاً عن تحركاتها النشطة في قضايا إقليمية مثل اليمن والسودان.

عُمان تتبنى أسلوبًا هادئًا في وساطتها، بعكس الأسلوب القطري الأكثر انخراطًا وتوجهًا نحو لعب دور أكثر علانية في حل النزاعات. في الوقت نفسه، يبقى الدور القطري مؤثرًا، لكن الوجود العماني المتزايد قد يعيد تشكيل الساحة الدبلوماسية في المنطقة، حيث تتراجع قطر شيئًا فشيئًا عن الواجهة المباشرة، بينما يبرز الدور العماني في الأزمات التي تتطلب نوعًا من "الحياد الناعم" والقدرة على التفاوض بين الأطراف المتنازعة.



تتمتع عُمان بموقع استراتيجي يجعلها قادرة على التفاعل مع كافة القوى الكبرى في العالم، سواء كانت تلك القوى إقليمية أو دولية. ولكن رغم القدرات الدبلوماسية التي تمتلكها، لا يمكن لعُمان أن تتحرك بمعزل عن الأبعاد السياسية المحيطة بها. فهي بحاجة إلى تنسيق جهودها مع دول أخرى مثل الصين وتركيا، لضمان أن تكون جزءًا من تحالفات وساطة قوية تؤثر في مسار الأحداث الإقليمية.

في سياق المفاوضات الإيرانية الأمريكية، إذا نجحت عُمان في توظيف دورها في تخفيف التوترات، قد تشهد المنطقة تحولًا إيجابيًا في ملفات مثل العراق، لبنان، وسوريا، حيث يمكن لعُمان أن تساهم في توفير "البيئة الآمنة" التي تتيح الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة الحوار. المناخ الدولي الراهن يشير إلى أن الاستقرار الإقليمي سيعتمد بشكل كبير على قدرة الوسيط على فهم التوقيت جيدًا واستغلاله لصالح الجميع.

ختامًا، عُمان أمام فرصة ذهبية لتثبت قدرتها على التحول إلى لاعب مؤثر على الساحة الدولية، ليس من خلال الهيمنة، بل من خلال القدرة على تسيير الأمور بهدوء، بلورة التسويات، وتقديم حلول مستدامة لأزمات طالما كانت تبدو مستعصية.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...
- قمة بغداد القادمة بين رهانات الأستقرار وتحديات الأقليم
- الغارات الأمريكية على اليمن. حرب على الأرهاب ام هي تصفية حسا ...
- زيلينسكي يتهم بوتين بالخداع
- بين الواقع والطموح هل ينجح محمد شياع السوداني بتحقيق ولاية ث ...
- أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو
- المحيط العربي وتأثيره الأيجابي في الخارطة السياسية في العراق
- ماذا وراء النحركات العسكريه الأمريكية بين سوريا والعراق؟
- العلاقات اللبنانية السورية الجديدة الى أين وكيف ذلك
- مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط
- الترهيب والترغيب ودورهما في تحقيق الديمقراطية وأصلاح المجتمع ...


المزيد.....




- نهاية تنظيم -إخوان الأردن- رسميًا بعد 80 عامًا من النشاط -ال ...
- عباس: حماس تمنح إسرائيل ذريعة الحرب
- إجراء إيراني لافت في المنشآت النووية تحت الأرض
- في مقدمتها الأوضاع في غزة... عاهل الأردن يبحث مع ولي العهد ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يدعو العراق إلى الحياد الإقليمي
- ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام ويهاجم زيلينسكي
- ألمانيا: ترحيب بالاستثمارات القطرية وسط تحذيرات من الركود
- الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ تهجيرا قسريا في غزة وتسوّقه كهجرة ...
- بيسكوف: روسيا مستعدة للتفاوض مع أوروبا حول شراء الغاز الروسي ...
- الهند تعتزم تجميد معاهدة تقاسم مياه مع باكستان


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثير في الساحة الدوليه