ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 08:39
المحور:
الادب والفن
لَا خُبْزَ فِي الْخَيْمَةِ..
لَا شَايَ..
لَا مَاءَ..
لَا هَوَاءَ..
لَا سُكَّرَ..
ثَمَّةَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمِلْحِ. ضَعْهُمْ عَلَى الْجُرْحِ وَانْسَ فِكْرَةَ أَنَّ الْخُبْزَ الْأَبْيَضَ لِلْيَوْمِ الْأَسْوَدِ، وَانْسَ أَنَّكَ فِي جَحِيمٍ يُدْعَى غَزَّةَ تَحْيَا.
𗡂■
أَكَانَ حُلْمًا أَمْ كَابُوسًا حِينَ رَأَيْتُنِي
بِأُمِّ عَيْنَيَّ مُسَجَّاةً فِي نَعْشٍ،
وَالْمُجَنْزَرَاتُ مِنْ حَوْلِي تَحْصُدُ مَنْ تَبَقَّى مِنْ أَهْلِي،
وَرَائِحَةُ الْبَارُودِ تَخْنُقُ أَنْفَاسِي،
وَالْأَرْضُ تَنْزِفُ دَمًا قَانِيًا،
وَصَدَى صُرَاخِ الْأَطْفَالِ يُمَزِّقُ رُوحِي.
وَالْأَشْلَاءُ تَتَطَايَرُ كَكُرَاتِ الثَّلْجِ فِي الْفَضَاءِ.
أَكَانَتْ فَزَّاعَاتُ الْحُقُولِ تَئِنُّ تَحْتَ بَسَاطِيرِ الْجُنُودِ،
وَالنَّخِيلُ يَنُوحُ عَلَى أَرْضٍ يَبَابِ، أَمْ هُيِّئَ لِي!!
أَكُنْتُ فِي الْفِرْدَوْسِ أَمْ فِي الْجَحِيمِ أَمْ فِي غَزَّةَ،
حِينَ رَأَيْتُ مَا رَأَيْتُ، فَتَلَعْثَمَتِ الْكَلِمَاتُ فِي فَمِي،
خَارَتْ قُوَايَ وَتَسَاءَلْتُ:
أَأَنَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ أَمْ مِنَ الْقَهْرِ قَضَيْتُ..!!!
هَلْ مِنْ بَصِيصِ أَمَلٍ فِي هَذَا الظَّلَامِ الدَّامِسِ أَمْ أَنَّ الْأَمَلَ صَارَ عَاطِلًا عَنِ الْأَمَلِ؟!
𗡃■
((لستُ رقمًا))
لَسْتُ رَقَمًا،
لا.. لَسْتُ رَقَـمًا،
لِتُحْرِقُـوا جسدي وأَنا حَـيَّـةً..!
طِفْلَةٌ أَنَا،
لِيَ اسْـمٌ وَوَجْـهٌ وَهُـوِيَّـةٌ.
لي وَطَـنٌ
اسْـمُـهُ غَـزَّة
ينزفُ غصَّةً تلوَ غصَّة.
طِفْلَةٌ أَنَا
ألا يَحِـقُّ لِي أَنْ أَحْـيَا
أَتَـنَـفَّـسُ
أَحْـلُـمُ
كَـبَـاقِي أَطْـفَـالِ الْـعَـالَـمِ؟؟
أَلَـيْسَ لِيَ الْـحَـقُّ
فِي أَنْ أَحْـيَا،
أَنْ أَتَـنَـفَّـسَ هَـوَاءً نَـقِـيَّـا..!!
أَيُّ ذَنْـبٍ اقْـتَـرَفْـتُـهُ
لِـتخنقوا طُـفُـولَـتِي
وَأَنَا حَـيَّـةٌ؟
أَيْـنَ إِِنْـسَـانِـيَّـتُـكُـمْ؟
هَلْ مَـاتَـتْ فِي قُـلُـوبِـكُـمُ
الرَّحْـمَـةُ؟
هَلْ أَصَـابَـكُـمْ طَـرَشٌ
فَـلَـمْ تَـعُـدْ آذَانُـكُـمْ
تَسْـمَـعُ صَـرَخَـاتِـنَا
والأَنَّة..؟!
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟