أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟















المزيد.....

من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 04:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد مسيرة الرباط حول ما يسمى الربيع الأمازيغي، برزت شعارات ضد التوجه الحزبي الإسلاموي، وسارع البعض بتسميته صراع "أمازيغي إسلامي" ودعى إلى التشبث بالهوية الإسلامية للمغرب، وربط الحدث بالصراع العربي الصهيوني، في سابقة خطيرة لتحريف الصراع الحقيقي للشعب المغربي ضد السياسات الاقتصادية الطبقية التي تم تتويجها بالتطبيع.
ما يسمى تنسيقية اكال/ تنسيقية الأرض المكون الأمازيغي المنظيم لهذه المسيرة، والتي تأسست بدعم من رئيس الحكومة اخنوش، بهدف مواجهة حركة الفلاحين الفقراء بالجنوب التي تناضل من أجل الحق في الأرض، الماء والثروات الطبيعية، وتنظمها النقابة الوطنية للفلاحين لمواجهة السياسات الفلاحية الطبقية، المتجلية فيما يسمى "البرنامج الوطني للمغرب الأخضر"، الذي أتى على اليابس والأخضر وتم بواسكته نهب صندوقه المخصص لصغار الفلاحين الذي يقدر بمبلغه 50 مليار درهم، تم صرفه في دعم الملاكين العقاريين الكبار بمجال الزراعة الرأسمالية المتجه للتصدير، على حساب استغلال الأراضي الجماعية للفلاحين الفقراء الذين تحولوا إلى عمال زراعيين يتم استغلالهم في الضيعات الكبرى في شروط شبيهة بالعبودية، واستنزاف المياه الجوفية وحرمان الفلاحين الصغار منها، من أجل تصدير الحوامض والبواكر إلى أوروبا بأسعار زهيدة.
لعبت هذه التنسيقية دورا انتهازيا في تحريف نضالات الفلاحين الفقراء مما أثارت أنظار بعض اليساريين بوزارة الفلاحة والمياة والغابات، معتقدين عن وعي أو غير وعي أنها حركة جماهيرية وجب دعمها، وهي تشكلت أساسا من الجمعيات والتعاونيات التابعة لحزب أخنوش يجود عليها بهامش من أموال صندون التنمية القروية، وتلعب دورها في الدعاية الانتخابية لحزبه، ويعتبر عصيد أحد نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية المقرب من اخنوش أحد ركائز هذه التنسيقية عند ولادتها والمتزعم لمسيراتها، وكان قبل -لك حاضرا في جل الندوات التي ينظمها أحزاب يسارية معتبرينه منظرا ديمقراطيا.
هذان الشخصان يلتقيان حول استغلال مسألة الأمازيغية كل منهما حسب مصلحته في ذلك، ويلتقيان في الدعاية للتطبع علانية قبل التوقيع عليها من طرف الدولة، مما صبغ الحركة الأمازيغية بكل ما يتعلق بالتطبيع والصهيونية بالمغرب، حتى تحول الأمازيغ بالنسبة لبعض القوميين إلى أعداء القضية الفلسطينية وداعمي الصهيونية.
هذان الشخصان استلهما ما تتعرض له الأمازيغية من التهميش والإقصاء منذ 1956 فيما يسمى حكومات حزب الإستقلال، وعلى هامشها تشكل صراع ثقافي بين عرب فاس وأمازيغ سوس بركزه أكادير، نشأ هذا الصراع قبل الاستقلال الشكلي بين ما يسمى علماء فاس بقيادة علال الفاسي وعلماء سوس بقيادة المختار السوسي، واستلهم عصيد هذا الصراع القديم لتغذية أنشطته الأمازيغية الثقافية في أوساط الأمازيع باللبوادي والمدن، مما أهله باستغل تنسيقية أكل للبروز كمناضل ميداني يزعم المسيرات ويطلق التصريحات، كل ذلك بدعم من أخنوش الذي يتهيأ لرئاسة الحكومة، مما حول عصيد إلى أيقونة النضال الأمازيغي في أوساط الشباب يعتبرونه مفكرا من كبار فلاسفة الأنوار في القرن 21.
أخنوش يعمل داخل منظومة الدولة منذ التسعينات من القرن 20 بفضل ما ورثه من أبيه من رأسمال مالي تجاري في مجال الطاقة البترول والغاز، لم يمارس يوما العمل السياسي إلا لما تم اختيارته الدولة قبل حكومة التناوب ضمن ما يسمى مجموعة 24، التي تشكلت للحفاظ على الاقتصاد التبعي للرأسمال وتنمية مصالح الملاكين العقاريين الكبار، وثم انتخاب أخنوش رئيسا للمجلس الجهوي لسوس ماسة، وبعد ذلك وزيرا للفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، ورأى في طموحات عصيد الانتهازية عونا يساهم في تطويع الأمازيغ المعزولين بالجبال والمدن الكبرة، واستقطبه لبلورة الطرح الأمازيغي في حزبه الفاقد للأساس الأيديولوجي، وأصبح عصيد منظرا لحزب ليبرالي تبعي مهيكل أساسا من صلب الملاكين العقاريين الكبار بسوس.
عصيد التحق بنشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية الذين أسس أول جمعية البحث والتبادل الثقافي بجامعة فاس في 1967 وهو ما زال طفلا، وهم من قدماء تلاميذ المعهد الإسلامي بتارودانت الذي أسس المختار السوسي، والتحق بمكتبها الوطني كاتبا عاما ثم رئيس لها بالرباط في أوساط التسعينات، وهي من بين الجمعيات الثقافية الأمازيغية التي الجامعة الصيفية بأكادير، التي أعلت مطلبية دسترة الأمازيغية في 1994، في نفس السنة التي تشكلت فيه مجموعة 24 الاقتصادية، وأصبح جل نشطاء هذه الجمعيات أعضاء بالمعهد الأمازيغي بعد الاعتراف بدسترة الأمازيغية.
في هذه المرحلة لم تشكل الحركة الأمازيغية نقيضا ل"ألإسلام السياسي"، لكن عصيد اتخذ في نقد كتابات عبد السلام ياسين موضوعا لكتاباته، امتدادا لنقد ما يسميه نشطاء الثقافة الأمازيغية "العروبيون القادمون من الأندلس" وأساسا من حزب الاستقلال، لكن لما تحولت الجامعة الصيفية إلى ما يسمى الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعات، أصبح هدفها بالجامعات الصراع ضد الحركة الماركسية اللينينية وحركة الصحراويين، وشكلت اغتيالات الطلبة بمكناس والرشيدية في 2007 أقصى هذا الصراع.
شكلت حركة 20 فبراير مناسبة لبروز الحركة الثقافية الأمازيغية بالشارع في صراع مع الحركة الأصولية، مما جعل بعض التنظيمات اليسارية تتحالف مع طرفي الصراع الأمازيغي الأصولي، لكن الماركسيين اللينينيين رغم بروزهم في بعض المناطق حافظوا على شعاراتهم الخاصة، وانتهت احتجاجات حركة 20 فبراير بدستور مارس وحكومة العدالة والتنمية، وتحول الصراع من الشارع إلى الحكومة بين بنكران وأخنوش.
هكذا تحول الصراع من الشارع إلى الحكومة بعد حراك الريف الذي تم قمعه واعتقال وإدانة نشطائه بعقوبات حبسية ثقيلة في 2017، مما دفع بعض نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية بالريف أن تلجأ إلى أوروبا لاستمرار أنشطتها، وخفت حدة صراعها ما الحركة الماركسيية اللينينية بالجامعة، ومع صعود حكومة أخنوش وحلفائه جاء دور الأصولية لتبرز في الشارع خاصة في التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية، لكن بحمل ثقيل وهو توقيع حزبهم على التطبع، مما شكل لديهم أزمة في مسيرات التضامن بين الانتماء إلى حزب مطبع والمشاركة في مسيرات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
لكن ما يسمى الربيع الأمازيغي الذي يباركه بعض الماركسيين وجد في مسيرة الرباط مناسبة لإبراز صراع جديد مع الأصولية، صراع من أجل إعطاء الشرعية للتطبيع عبر الحركة الثقافية الأمازيغية التي لا تخفيه بدعم من أخنوش، والعدالة والتنمية التي تحاول إخفاءه بالهروب إلى الأمام باسم أعضاء الحزب غير مسؤولين، لكن المعضلة أن هناك من أعطاه حجما كبيرا، بتسميته الأمازيغ ضد الإسلام لتمويه الشعب أن هناك صراع حول الهوية الإسلامية للمغرب التي تهددها الأمازيغية، وكلا الطرفين مع التطبيع من أجل حماية حكومة التطبيع.
لكن ما لا يمكن استساغته هو أن بعص المحسوبين على الماركسية عن وعي أو غير وعي انساقوا حول هذا الصراع المصطنع، لقد حانت نهاية فترة حكومة تطبيق التطبيع الذي صادقت عليه حكومة برئاسة حزب "إسلامي"، من أجل تأكيد أن الإسلام ليس له عداء ضد الصهيونية، وحكومة تطبيق بنود التطبيع تعتمد على الحركة الثقافية الأمازيغية التي تجهر بالاعتراف بالكيان الصهيوني، وكلا الحزبين المتصارعين حول رئاسة حكومة التطبيع المقبلة لديهما حرج كبير مع الجماهير خاصة بعد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
هذان الحزبان لا يختلفان إلا في التسمية والانتماء المذهبي أما هدفهما واحد وهو تكريس التطبيع في جميع مجالات الحياة بالمغرب، وهما معا يتسمان بصفة مشتركة وهي تكريس السياسات اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية الشعار المركزي للحركة الماركسية اللينينية، هكذا تحول الصراع من الجامعة إلى الشارع في حركة 20 فبراير وتركيزه في حراك الريف، ليستقر بالحكومة بين الحزبين.
لقد تم احتواء الاحتجاجات الجماهرية بالقوة والقمع والاعتقالات من طرف حكومتي الحزبين، من أجل تمرير السياسات الاقتصادية الطبقية عبر برامجهما الكارتية على الشعب المغربي، وتكريسها بصيغة جديدة قديمة عبر احتواء احتجاجات الجماهير وتفويت الفرصة عليها لتحقيق مطالبها، هكذا تمت بلورة صراع هامشي يسمى بين صراع "الأمازيغية والإسلام"، لتحريف الصراع عن طريقه الصحيح.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الصديق منعم المساوي
- ضد خرافة كوكب الصين
- ما مصير المفاعلات النووية الإيرانية بعد الاتفاق عمان..؟
- العالم في حاجة ماسة إلى ستالين
- تجاوزات المحاكم والنيابة العامة في حق الفلاحين الفقراء بالمغ ...
- عن سياسات ترمب التخريبية وأحلامه المزعجة
- تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها
- البتي برجوازي واختزال النظرية انتهازيا
- الفكر البتي برجوازي وإخفاقات الأجيال الثلاثة بالمغرب
- عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية
- سمفونية سقوط عروش العرب
- كيف تسود فكر القاهر ويسيطر..؟
- ماذا يربط بوتين بترمب..؟
- إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة
- ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
- ماذا يجري في العالم..؟
- قائد ثورة الريف والماركسية ممارسة
- عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
- النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة


المزيد.....




- بيان الملتقى الوطني الأول للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب ...
- -قوتنا كوكبنا-.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة ...
- للمرة الرابعة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- للمرة الثالثة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- ما هو يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل؟
- تل أبيب.. الشرطة تتدخل بعنف ضد متظاهرين مناهضين لنتنياهو وتع ...
- خمس سنوات من اعتقال مروة عرفة
- “تعرض للإعياء في محبسه”.. اليوم الـ 52 من إضراب علاء عبد الف ...
- الجيش التركي يدمر مغارة لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق ...
- رسالة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر من الجبهة المغربية لدعم فل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟