أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهينة الرويلي - سلاف فواخرجي: فنانة تواجه العاصفة بثبات… حين يصبح الصدق تهمة














المزيد.....

سلاف فواخرجي: فنانة تواجه العاصفة بثبات… حين يصبح الصدق تهمة


جهينة الرويلي

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


في زمن صار فيه الحياد موقفًا متطرفًا، والاستقلال جريمة، والاختلاف خيانة، تقف الفنانة السورية سلاف فواخرجي اليوم في عين عاصفة لا تهدأ، تتعرض لحملة شرسة، تُشَن عليها من منصات إعلامية وسياسية ومجتمعية، بعضها يحمل راية الثورة، وبعضها الآخر يقتفي أثر الأنظمة القديمة في اجتثاث الأصوات الحرة.

جذورها: من اللاذقية إلى دمشق… امرأة من طين هذه الأرض

وُلدت سلاف فواخرجي في مدينة اللاذقية الساحلية عام 1977، في بيت يقدّر الثقافة والمعرفة. والدها، رغم أنه لم يكن ناقدًا سينمائيًا كما أُشيع، كان محبًا للسينما والفن، ووالدتها الكاتبة ابتسام أديب، زرعت فيها بذور اللغة والخيال، لتنشأ في بيئة تعشق الكتاب والقصيدة، وتؤمن بأن الفن ليس ترفًا، بل ضرورة.

درست في جامعة دمشق – كلية الآداب قسم الآثار، لتجمع بين عشق التاريخ والهوية، وبين شغفها المبكر بالمسرح. لم تأتِ إلى الفن من بوابة الشهرة، بل من باب المعرفة والحب.

مسيرة فنية ذهبية… المرأة التي تقمصت التاريخ والوجدان

بدأت سلاف رحلتها الفنية في تسعينيات القرن الماضي، وتحوّلت سريعًا إلى واحدة من أبرز نجمات سوريا والعالم العربي. أعمالها لم تكن مجرد أدوار، بل محطات في ذاكرة المشاهد العربي:
• في “كليوباترا”، قدّمت الملكة التاريخية بشخصية قوية، معاصرة، تفكر وتحب وتحكم.
• في “حسيبة”، سلّطت الضوء على المرأة السورية في زمن التحولات الكبرى.
• في “أسمهان”، نقلت لنا صوت امرأة فريدة مزجت الفن بالحب بالمأساة.
• في “أولاد القيمرية” و”الولادة من الخاصرة”، كانت مرآة للواقع السوري الجريح.

امتدت تجربتها إلى المسرح والسينما والإخراج، وحازت على جوائز عربية ودولية، من بينها تكريمات في القاهرة ودمشق وتونس، تقديرًا لتمثيلها الواعي والصادق.

الإنسانة قبل الفنانة… سلاف التي لم تتخلَ عن أحد

بعيدًا عن الأضواء، كانت سلاف حاضرة في كل مبادرة إنسانية تدعم المنكوبين والمهجرين. تكفلت بتأمين سكن لعائلات نازحة، وساهمت في حملات إغاثية طبية وتعليمية. لم ترفع شعارًا سياسيًا، بل رفعت يدها للمحتاجين، ودعمت زملاءها من الفنانين بصمت وكرامة، دون أن تبحث عن شكر أو تصفيق.

الاستهداف: من النقابة إلى التهديد بسحب الجنسية

منذ سنوات، كانت سلاف واضحة في موقفها: ضد العنف، ضد الفوضى، ومع الإنسان. لكنها عبّرت أيضًا عن رأيها في الأحداث السورية بلغة نزيهة، ووصفت ما يجري بوجهة نظر قد لا يتفق معها الجميع، لكنها لم تدعُ أبدًا للقتل أو الكراهية أو التحريض.

ورغم ذلك، تتعرض اليوم لحملة إعلامية تتهمها بالخيانة، وشُطب اسمها من نقابة الفنانين السوريين، وتداولت وسائل إعلام نية سحب جنسيتها السورية، وإقصاؤها من برنامج الدراسات العليا في جامعة دمشق حيث كانت تتابع دراستها في الأدب.

كل هذا دون دليل، دون محاكمة، دون حتى منبر يُسمع فيه صوتها.

صوت سلاف… أم صوت سوريا التي نحلم بها؟

ما تتعرض له سلاف ليس مجرد استهداف شخصي، بل هو رمز لما يجري في سوريا: خنق الكلمة، إقصاء المختلف، ومعاقبة من لا يتبع القطيع.

كيف نطالب بوطن حر، ونحن نكمم أفواه من يقول “لا”؟
كيف نحلم بعدالة انتقالية، ونحن نمارس الإقصاء باسم الثورة؟
كيف نقبل أن يُهان من رفض أن يكره؟

سلاف ليست ضحية فقط، بل شاهدة على مرحلة، وصوتٌ يجب أن يُحترم، حتى لو اختلفنا معه.

الخاتمة: سلاف لا تُلغى

الذين يحاولون إلغاء سلاف، لا يفهمون شيئًا عن الفن، ولا عن الوطن. فالفنان الحقيقي لا يُشطب، لأنه في قلوب الناس. وسلاف باقية، لأنها لم تكن يومًا صوت سلطة، بل صوت امرأة سورية، حرة، تعرف أن الصمت أحيانًا خيانة.



#جهينة_الرويلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...
- كيف كسر فيلم -سينرز- القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت ...
- سيمونيان تكشف تفاصيل مذكرة التفاهم بين RT ووزارة الإعلام الع ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT Arabic توقع مذكرة تفاهم مع وزارة ...
- كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟
- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهينة الرويلي - سلاف فواخرجي: فنانة تواجه العاصفة بثبات… حين يصبح الصدق تهمة