طوفان الأقصى 564 – بوفاة البابا، يفقد الشعب الفلسطيني أحد أهم المدافعين عنه

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية *

كيتلين جونستون
كاتبة صحفية وناشطة سياسية أسترالية

21 أبريل 2025

توفي البابا فرانسيس بعد أن استغل خطاب عيد الفصح بالدعوة للسلام في غزة. لا أعلم من سيختار الكرادلة خلفا له، لكنني أعلم يقينًا أن هناك عمليات استخباراتية عابرة للحدود جارية لضمان اختيار شخص أكثر دعمًا لإسرائيل. ربما كانوا يعملون على ذلك منذ أن بدأت صحته تتدهور.

من يقرأ مقالاتي منذ فترة يعرف أن موقفي من الكنيسة الكاثوليكية يمكن وصفه بالمعاداة الصريحة بسبب التاريخ العائلي المرتبط بانتهاكات الكنيسة الجنسية تحت قيادة الكاردينال بيل**. لكن بالنسبة للبابوات، كان هذا البابا لائقًا. كان فرانسيس من أبرز المنتقدين لجرائم إسرائيل الجماعية في غزة، حيث دعا إلى تحقيق في ادعاءات الإبادة الجماعية، وندّد بقصف المستشفيات وقتل العاملين في المجال الإنساني والمدنيين. كان يتصل هاتفيًا كل ليلة بالرعية الكاثوليكية الوحيدة في غزة خلال الهجوم الإسرائيلي، حتى مع تدهور صحته.

بمعنى آخر، كان يمثل مشكلة علاقات عامة لإسرائيل.

آمل أن يتم اختيار إنسان آخر رحيم لقيادة الكنيسة، لكن هناك بالتأكيد قوى تعمل لتحقيق نتيجة مختلفة الآن. لا يوجد نقص في الرجال السيئين الذين يمكن اختيارهم لهذا المنصب.

**( الكاردينال جورج بيل (George Pell) كان أحد كبار المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية وأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل بسبب اتهاماته بارتكاب انتهاكات جنسية وتورطه في التستر على جرائم أخرى داخل الكنيسة. عُين رئيس أساقفة ملبورن ثم سيدني، قبل أن يصبح كاردينالًا عام 2003. شغل منصب وزير المالية في الفاتيكان (2014-2019)، مما جعله أحد أقوى الشخصيات في الكنيسة. اتُهم بالتعدي الجنسي على أطفال في أستراليا، حيث أدين عام 2018 وحُكم عليه بالسجن، لكن المحكمة العليا الأسترالية نقضت الحكم لاحقًا عام 2020 لـ"عدم كفاية الأدلة". توفي في 10 يناير 2023-ZZ).
---
إسرائيل ترفض عرض حماس لتحرير الرهائن مقابل وقف دائم للحر

صرح المتحدث باسم بنيامين نتنياهو، عومر دوستري، لقناة 12 الإسرائيلية يوم السبت بأن أي اتفاق مع حماس لتحرير جميع الرهائن هو أمر غير مقبول للحكومة الإسرائيلية، لأنه يتطلب التزامًا بسلام دائم.

قال دوستري في المقابلة:
"في الوقت الحالي، لا يمكن أن يكون هناك اتفاق واحد لأن حماس لا تقول: تعالوا خذوا رهائنكم وينتهي الأمر ، بل تطلب إنهاء الحرب."

هذا يأتي في وقت تقدم فيه حماس عرضًا لإعادة جميع الرهائن، ووقف حفر الأنفاق، ووضع أسلحتها جانبًا مقابل وقف دائم لإطلاق النار. وهذا هو ما ترفضه إسرائيل باعتباره غير مقبول.

لم تكن الهولوكوست في غزة أبدًا بهدف تحرير الرهائن. أصبح هذا واضحًا منذ أن بدأت إسرائيل بقصف المناطق التي يعيش فيها الرهائن بشكل مكثف، وأصبح الأمر أكثر وضوحًا مع الوقت. ففي الشهر الماضي، أوضح نتنياهو أن إسرائيل تنوي تنفيذ خطط التطهير العرقي التي وضعها ترامب للمنطقة حتى لو استسلمت حماس بالكامل.

عندما يقول ممثلو واشنطن إن "الحرب" في غزة يمكن أن تنتهي إذا أطلقت حماس الرهائن ووضعت أسلحتها، فهم يكذبون. يكذبون لضمان استمرار الإبادة الجماعية.

عندما يقول المدافعون عن إسرائيل "أطلقوا الرهائن!" ردًا على انتقادات الجرائم الإسرائيلية، فهم يكذبون. يعلمون أن الأمر لم يكن أبدًا متعلقًا بالرهائن. يكذبون لمساعدة إسرائيل على ارتكاب المزيد من الفظائع.

لم يكن الأمر أبدًا عن الرهائن. ولم يكن أبدًا عن حماس. ما كان واضحًا منذ اليوم الأول هو التطهير العرقي للفلسطينيين من أرضهم. هذا كل ما في الأمر.
---
الجيش الإسرائيلي يحقق مع نفسه... ويبرئ نفسه!

بعد إعدام 15 عاملاً طبيًا في غزة، والكشف عن كذبهم حول الحادثة، قام الجيش الإسرائيلي بالتحقيق مع نفسه وأرجع المجزرة إلى "إخفاقات مهنية" و"سوء فهم عملياتي"، دون العثور على أي دليل على إنتهاك مدونة الأخلاق الخاصة به.

من الجنون التفكير في كل التحقيقات الصحفية التي كشفت هذه الفظيعة، فقط لتقول إسرائيل:
"نعم، اتضح أننا ارتكبنا خطأً، لا حاجة لمزيد من الإجراءات، شكرًا لحلفائنا على أحدث شحنة من القنابل."
---
حصيلة هجوم ترامب الإرهابي على ميناء وقود في اليمن ترتفع إلى 80 قتيلاً و150 جريحًا

مرة أخرى، لم تحاول الولايات المتحدة حتى الادعاء أن هذا كان هدفًا عسكريًا. قالوا إنهم استهدفوا هذه البنية التحتية المدنية الحيوية لإيذاء المصالح الاقتصادية للحوثيين.

من يعارض الحرب حقًا لا يدعم ترامب. ومن يدعم ترامب ليس معاديًا للحرب حقًا.

ما زلت أتلقى تعليقات تقول إن عليّ أن أكون أكثر لطفًا مع مؤيدي ترامب لأنهم حلفاء محتملون في مقاومة الحرب، وهذا بالنسبة لي أمر سخيف للغاية. عمّ يتحدثون؟ مؤيدو ترامب، بحكم التعريف، يدعمون الآن الشخص الأكثر مسؤولية عن الفظائع الحربية التي نراها في الشرق الأوسط. القول بأنهم حلفائي هو بنفس مستوى السخافة التي كان سيكون عليها القول إن مؤيدي بايدن كانوا حلفائي العام الماضي، إلا أن أحدًا لم يكن أحمقًا بما يكفي ليقول ذلك.

إذا كنت ما زلت تدعم ترامب في أبريل 2025 بعد كل جرائمه الوحشية في غزة واليمن، فنحن على طرفي نقيض. قد تعتقد أنك على جانبي لأنك تعارض الحرب نظريًا، لكن عندما يحين وقت التطبيق، يتضح أنك ستوافق على أي مجازر عسكرية جماعية مهما كانت شريرة، طالما نفذها جمهوري. نحن لسنا حلفاء، بل أعداء. أنت تقف مع أكثر المحاربين وحشية في العالم الآن، وأنا أريد أن يفشل جانبك.
---
يقول الناس: "إنهم المسلمون!" أو "إنهم اليهود!"
لكن الحقيقة هي: لا، إنهم الأمريكيون.
الإمبراطورية التي تتمحور حول الولايات المتحدة هي المسؤولة عن معظم مشاكل عالمنا.
ويقول هذا الكثير عن مدى قوة آلة الدعاية الإمبريالية، بحيث إن هذا الأمر ليس واضحًا لعدد أكبر من الناس.

*****
بورتريه

البابا فرنسيس (88 عامًا) يموت بعد ساعات من تحية حشود عيد الفصح

تاشا خير الدين
كاتبة صحفية مستقلة ومحللة سياسية، ومؤلفة مقيمة في تورونتو، كندا.

21 أبريل 2025

البابا فرنسيس، البابا الـ266 للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وُلد باسم خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس بالأرجنتين. توفي صباح اليوم الاثنين في مقر إقامته بدار القديسة مارتا بالفاتيكان عن عمر يناهز 88 عامًا.

جاء هذا النبأ المحزن، الذي أُعلن عنه قبل الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، بعد يوم واحد فقط من ظهور البابا – الذي كان يتعافى من التهاب رئوي حاد وإقامة طويلة في المستشفى – على شرفة كاتدرائية القديس بطرس يوم أحد الفصح، حيث قدم بركة "أوربي أت أوربي" (للمدينة [روما] والعالم)، بينما قرأ أحد مساعديه الخطاب. ثم استقل سيارته البابوية وحيّى الحشود في ساحة القديس بطرس لأول مرة منذ دخوله المستشفى – في ما أصبح آخر ظهور علني له.

عُرف باسم "بابا الشعب"، وتميز حبريته بالتزامه الطويل بالعدالة الاجتماعية، وهو ثمرة تجربة شخصية: حيث كان فرنسيس، ابن مهاجرين إيطاليين، يعمل حارسًا، وحارسًا لنادي ليلي، وفنيًا كيميائيًا، ومعلمًا للأدب قبل أن ينخرط في الكهنوت. كانت بساطته وتعاطفه مع المحرومين سِمَتين بارزتين في مسيرته الدينية، مما مثّل تحولًا عن النهج المحافظ الذي اتبعه سابقاه يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر.

انضم بيرغوليو إلى رهبانية اليسوعيين عام 1958، وسيم كاهنًا عام 1969. وبعد أن نال الثناء لعمله مع أفقر الأبرشيات في بوينس آيرس، تم تعيينه رئيس أساقفة المدينة عام 1998، ثم رُقّي إلى رتبة كاردينال عام 2001. وفي مارس 2013، صنع بيرغوليو التاريخ كأول بابا من اليسوعيين وأول بابا من أمريكا اللاتينية، متخذًا اسم "فرنسيس" تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي، شفيع الطبيعة والفقراء.

كرئيس للكنيسة، حافظ فرنسيس على نهجه المتواضع، مفضلًا عدم ارتداء الحلل البابوية التقليدية الفاخرة. وحوّل ساحة في الفاتيكان إلى "قصر للفقراء" لاستضافة المشردين، الذين وصفهم بـ"نبلاء الشوارع". وعمل على جعل الكنيسة أكثر شمولًا، حيث منح أدوارًا رئيسية للنساء وأفراد مجتمع الميم، بل ودعا حتى أشخاصًا متحولين جنسيًا إلى الفاتيكان. كما دعم التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، وأصدر المنشور البابوي "لاوداتو سي" عام 2015، الذي دعا فيه البشرية إلى الاعتناء بـ"البيت المشترك".

دافع فرنسيس أيضًا عن حقوق المهاجرين، معلنًا في 2024 أن "صدّ المهاجرين خطيئة كبرى". وفي الأشهر الأخيرة، انتقد علنًا تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس حول مفهوم "أوردو أموريس" (نظام الحب في الكنيسة الكاثوليكية)، الذي استخدمه فانس لتبرير سياسات ترحيل الرئيس دونالد ترامب. لكنه التقى لفترة وجيزة بفانس يوم الأحد لتبادل تحيات عيد الفصح. وكتب فرنسيس رسالة إلى أساقفة أمريكا قال فيها: "إن نظام الحب الحقيقي الذي يجب تعزيزه هو ذلك الذي نكتشفه من خلال التأمل الدائم في مثل السامري الصالح ، أي التأمل في المحبة التي تبني أخوة مفتوحة للجميع دون استثناء".

وضعت مواقف فرنسيس أيضًا في صراع مع التيارات المحافظة داخل الكنيسة. وكان من أكثر قراراته إثارة للجدل إلغاء قرار بنديكتوس السادس عشر الذي كان يعطي أولوية للقداس باللغة اللاتينية، مما أبرز انقسامًا ظهر منذ الستينيات حول ما إذا كان يجب ترجمة القداس إلى اللغات المحلية، وهو ما خشي المحافظون أن يضعف الرسالة التقليدية للكنيسة. ورغم أن فرنسيس عيّن كاردينالات من الجنوب العالمي أكثر من أي بابا سابق، إلا أن بعضهم لم يشاركه آراءه التقدمية: ففي 2023، انتقد عدد من الأساقفة الأفارقة علنًا منحه بركات لأفراد من مجتمع الميم.

بطرق عديدة، كان فرنسيس بابا عصره – وهذا العصر، مثل حياته، قد انتهى الآن، مُطفئًا نورًا تقدميًا في العالم. وسيبدأ مسؤولو الفاتيكان الآن تقديم واجب العزاء الأخير للبابا في كنيسة سانتا مارتا، يليهم عامة الشعب، قبل أن يُدفن فرنسيس ويُعقد المجمع الكنسي لانتخاب خليفته.
*****
معلومات تهمكم
عن مواقع روسية بتصرف

*من سيكون البابا الجديد للفاتيكان؟*

110 من أصل 138 كاردينالًا انتخابيًا تم تعيينهم من قبل البابا فرنسيس (برغوليو). وقد اختار أشخاصًا من المناطق الطرفية، خاصة من إفريقيا وآسيا.

لذلك، فإن احتمال أن يكون البابا الجديد شخصًا ذا توجه إصلاحي مرتفع نسبيًا. لكن لا يجب استبعاد المحافظين — فقد يلعب "عامل ترامب" دورًا مهمًا.

هؤلاء هم أبرز ثلاثة مرشحين لمنصب البابا الجديد:

1. الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان.
- لديه مسيرة دبلوماسية طويلة.
- دعا بنشاط إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا.
- قادر على توحيد التيارات المحافظة والليبرالية في الكنيسة.
- يُعتقد أن رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني تدعمه بشكل غير رسمي.
- استقبله البابا فرنسيس في المستشفى مؤخرًا.

2. الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، رئيس أساقفة بولونيا.
- يُعتبر "الخليفة الروحي" للبابا فرنسيس بسبب آرائه التقدمية.
- المبعوث الخاص للبابا إلى أوكرانيا.
- زار موسكو في أكتوبر الماضي.

3. الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي، من الفلبين.
- يمكنه الاعتماد على دعم المصوتين من "المناطق الطرفية".

من المرجح أن يختار البابا الجديد اسم فرنسيس الثاني.

*نبوءة غريبة*
مع وفاة البابا فرنسيس، يتذكر الكثيرون نبوءة تقول إنه آخر بابا في التاريخ. هذه النبوءة تعرف بـ"نبوءة القديس ملاخي" عن البابوات الـ112، وهو أسقف من أيرلندا الشمالية.

كتب ملاخي رؤيته عن مستقبل البابوات بعبارات قصيرة باللاتينية، تتنبأ بمصيرهم حتى نهاية العالم. وفقًا للتفسيرات الحديثة، فإن البابا فرنسيس هو آخر البابوات، حيث أشارت النبوءة إليه باسم "بطرس الروماني"، وقالت إنه سيرعى خرافه وسط محن كثيرة، ثم تأتي نهاية روما ويبدأ الحساب الأخير.

لكن ما يبعث على بعض الطمأنينة هو أن الكثيرين يعتبرون "نبوءة ملاخي" مزيفة، إذ نُشرت لأول مرة في القرن السادس عشر (بعد 500 عام من وفاة ملاخي) في كتاب للراهب البلجيكي أرنولد دي فيون، الذي زعم أنه وجد مخطوطة الأسقف الأيرلندي في دير نقلت من روما.

وبينما كانت النبوءة دقيقة إلى حد ما في وصف البابوات الذين حكموا قبل عام من نشر الكتاب (1590)، إلا أن هناك العديد من التناقضات مع الأحداث اللاحقة.

*****

*اخيرا*
*علاقة الراحل مع بوتين وروسيا وموقفه من الحرب في أوكرانيا*

*كيف كان موقف البابا فرنسيس تجاه روسيا وبوتين؟*

يمكن وصف موقف البابا فرنسيس تجاه روسيا بأنه موقف حسن النية. فقد التقى رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاث مرات: في أعوام 2013، 2015، و2019. خلال المحادثة الأولى، كان أحد المواضيع الرئيسية هو التسوية السورية. أهدى بوتين للبابا فرنسيس أيقونة والدة الإله فلاديمير، بينما قدم البابا في المقاوم لوحة من المايوليكا تصور حدائق الفاتيكان.

أثناء اللقاء الثاني، ناقش الزعيم الروسي والبابا الوضع في أوكرانيا، وخاصة العلاقات بين الطوائف الدينية في البلاد، فضلاً عن ضرورة خلق أجواء حوار لتهدئة الوضع في دونباس. أهدى البابا فرنسيس لبوتين ميدالية تحمل صورة ملاك السلام الذي "يفوز بكل الحروب ويدعو الناس للمصالحة". في المقابل، قدم الرئيس الروسي عدة مجلدات من "الموسوعة الأرثوذكسية" ولوحة تصور كاتدرائية المسيح المخلص.

أما اللقاء الثالث، فقد تم خلال زيارة بوتين لإيطاليا واستمر الحديث حوالي ساعة. لم يتم الإفصاح عن تفاصيله في الصحافة. وفقًا للتقاليد، تم تبادل الهدايا: قدم البابا للرئيس الروسي نقشًا يعود للقرن الثامن عشر يصور ساحة القديس بطرس، بينما أهداه بوتين أيقونة للرسولين بطرس وبولس، بالإضافة إلى قرص فيلم "الخطيئة" للمخرج أندريه كونشالوفسكي، وهو عمل سينمائي روسي-إيطالي.

في مارس 2023، صرح البابا فرنسيس في مقابلة مع صحيفة "لا ناسيون" بأن الرئيس الروسي شخص مثقف ويتقن عدة لغات، ويمكن مناقشة الأدب معه. قال البابا: "إنه (بوتين) مثقف. زارني ثلاث مرات كرئيس دولة، ويمكن التحدث معه على مستوى رفيع... تحدثنا ذات مرة عن الأدب. إنه يتحدث الألمانية والإنجليزية بطلاقة. هذا أمر ثقافي. الثقافة شيء مكتسب وليست مهنة أخلاقية. هذان شيئان مختلفان".

*كيف رد البابا فرنسيس على بدء الحرب*

أعرب البابا فرنسيس عن شعوره بالمرارة إزاء بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا، لأنه وجد نفسه بين شعوب يحبها بصدق. وقد دعا رئيس الكنيسة الرومانية مرارًا إلى تسريع حل النزاع. في أكتوبر 2022، طالب بوتين بـ"وقف دوامة العنف والموت"، حتى من أجل شعبه نفسه. بالإضافة إلى ذلك، حث البابا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن يكون منفتحًا على المقترحات الجادة للسلام.

في فبراير 2024، رد البابا فرنسيس على مقابلة بوتين مع الإعلامي الأمريكي السابق في قناة فوكس نيوز، تاكر كارلسون. ونقل كلمات فرنسيس رئيس الاتحاد العالمي للطوائف القديمة، ليونيد سيفاستيانوف، الذي تحدث شخصيًا مع البابا. وأيد البابا موقف الزعيم الروسي بشأن استعداده للحوار حول النزاع في أوكرانيا.

وقال سيفاستيانوف: "البابا فرنسيس شاهد المقابلة، وهو يرحب بموقف فلاديمير بوتين المستعد للمفاوضات ويفهم كل مخاوف الزعيم الروسي بشأن أمن البلاد. يدعو البابا الغرب إلى الاستماع إلى كلمات بوتين وبدء المفاوضات مع روسيا دون أي شروط، حيث يجب مناقشة جميع الشروط على طاولة المفاوضات".
وأكد أن البابا رأى في تصريحات الزعيم الروسي رغبة في بناء عالم آمن مشترك. علاوة على ذلك، وفقًا لسيفاستيانوف، أشار البابا إلى أنه مستعد لتقديم بنية الفاتيكان التحتية لإجراء مفاوضات بين موسكو وكييف.

من جانبها، أعلن الكرملين أنها لا تعترض على مشاركة الكرسي الرسولي في تسوية النزاع.

*ماذا قال البابا فرنسيس عن روسيا وأوكرانيا؟*

كان البابا فرنسيس أول بابا في التاريخ يلتقي بزعيم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. ففي فبراير 2016، التقى في هافانا، كوبا، مع البطريرك كيريل.

مواقفه من الصراع في أوكرانيا:
- في ربيع 2022، اقترح البابا أن تحمل فتاة أوكرانية وفتاة روسية الصليب خلال مسيرة صليب الفاتيكان، مما أثار غضبًا واسعًا لدى الأوكرانيين.
- في مايو 2022، قال إن سبب الصراع قد يكون
"نباح الناتو على باب روسيا"، مما أثار جدلًا كبيرًا.
-في أغسطس 2022، أدان اغتيال داريا دوغينا، ابنة المفكر الروسي ألكسندر دوغين.
لكن مع استمرار الحرب، تغيرت لهجته:
- انتقد روسيا والبطريرك كيريل.
- قال إن تزويد أوكرانيا بالسلاح "مقبول أخلاقيًا".
ومع ذلك، في أغسطس 2023، ظهر عبر الفيديو في **اللقاء الكاثوليكي الروسي للشباب** في سانت بطرسبرغ، ووصف الحضور بأنهم "ورثة روسيا العظيمة، أمة الإنسانية والثقافة الرفيعة".
وفي مارس 2023، دعا أوكرانيا إلى "الشجاعة لرفع العلم الأبيض والتفاوض"، قائلًا:
"قد تشعرون بالخجل، ولكن كم عدد الضحايا قبل أن تنتهي الحرب؟"
أثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة، مما دفع الفاتيكان إلى التوضيح أن البابا لم يقصد الاستسلام، بل "هدنة شجاعة عبر التفاوض".
خلاصة:
مواقف البابا فرنسيس كانت متقلبة بين الدعوة للسلام والانتقادات لروسيا، مما أثار ردود أفعال متباينة من الطرفين.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات