يونس

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 00:59
المحور: الادب والفن
    

1- بحر الحياه
كبر الطفل فرنسيس , الذى ولد على الفطره, وكبر معه الخوف من الدنيا والأخرين. لقد ادرك ان قدراته محدوده للغايه وعلمه قليل ببحر الحياه , فبحث عن انتماء أقل شمولا من الأنسانيه العامه وأكثر تحديدا وألتصاقا ببيئته. نصحه من حوله ان يكون ذو هويه يهوديه فيكون نصرانى يهودى ويلتزم بالوصايا العشر التى حفظها عن ظهر قلب... والنبى ابراهيم هو من سمانا مسلمين على دين الفطره , لكننا لانتبع حنفيه ابراهيم ولانعرفها..فنسئل كما سئل الأعرابى رسول الله عن الأسلام فقال له: شهاده أن لا اله ألا الله وان محمد رسول الله , اقامه الصلاه , ايتاء الزكاه ,صوم رمضان, وحج البيت اذا استطعت..فقال الأعرابى للرسول: والله أفعل ولا أزيد ثم أنصرف..لم ينتظر الرجل ان يسمع قول الرسول لأصحابه: أفلح ان صدق. ومعظمنا يتبع اسلام الأعرابى (اليهودى) ولا نفهم تعقيب الرسول بأن الفلاح مرتبط بصدق النيه وان اذان الصلاه يدعونا الى الفلاح بالصدق.

2- مش لايق عليا
شب فرنسيس عن الطوق واصبح مسئولا عن نفسه , خرج من بيئته او قبيلته بالسفر كرحاله هنا وهناك او السمع وقراءه تجارب الأخرين وأكتشف ان النصرانيه اليهوديه وميكنه الوصايا العشر مش لايقه عليه وبدأ فى داخله حيره وصراع بين ما هو نصرانى منفتح على الجميع وماهو يهودى كاماكبنه. لقد أصبح غير قادر على العيش هكذا وخلاص..
ونحن فى القرآن نجد ان أول أمر للرسول هو أقراء باسم ربك الذى خلق. ومع القراءه وأطلاعك على تجارب الأخرين فى الحياه الكبيره ستبدأ فطره الأسلام الشامله فى النضوج وتجد ان أسلام الأعرابى (اليهودى) المعلمن بأداء الفرائض الخمسه مش لايق..أن أخطر انواع العلمانيه هو علمنه الدين والأسلام وتفريغه من قيمه الفلاح بالصدق وألغاء التدبر والتفكير. أن الأسلام العلمانى شئ مريح جدا وسهل الأنتشار مع الجماهير العريضه حيث تفكير القطيع , هاأصلى واخد عشر حسنات وليس لألتقائك مع خالقك, ها أصلى للجنازه ليس لتذكر الموت ولكن كى احصل على قراطين ذهب فى الجنه وأذا داومت على ذلك سأصبح أغنى من قارون فيما بعد, سأحج حتى يغفر لى ماتقدم من ذنبى ما تأخر وأحصل على حسنات قدر جبل عرفات, سأدعو فرنسيس للأسلام ليس لأنى أحب له الخير لكن كى أدخل الجنه بغير حساب ومن غير المرور على النار أو النجاه من ضمه القبر , وبالطبع أذا لم يسلم فرنسيس ومنعك من كل تلك العطايا ستكفره وربما تقتله..
أن علمنه الدين وتسطيحه بميكنه الطقوس هى أحدى الذيول الهامه للعلمانيه الكامله وهم اول اتباع الدابه..فأحترس من ذلك..

3- يونس
ان طوفان الفتاوى الذى نعانى منه ما هو ألا نتيجه طبيعيه لعلمنه الأسلام وتسطيحه. ياشيخ شيخه: انا نسيت وسلمت فى صلاه العصر بعد ثلاث ركعات, ياترى هاخد عشر حسنات ولا سبع حسنات ونصف. وللعجب تجد الشيخ شيخه المعروف بالتزمت والراديكاليه ورفض التجديد, ماسك الموبيل أو يمثل انه يستخدم لابتوب وهو ببحث للسائل عن أدق أجابه وفتوى سلفيه .هل رأيت الشيخ الشعراوى ماسك غير كتاب القران الكريم؟؟ ويشرح من الذاكره التى أكرمه الله بها ويختم بالله أعلم. التسطيح بعلمنه الدين يؤدى الى التشدد وربما التطرف وستجد نفسك غرقت فى الميكنه والتقمك حوت العلمانيه ودابته اللعينه. هذا لأنك تتعجل العائد و تتحرك كالشيخ شيخه بكمبيوتر لحساب الحسنات التى سيعطيها الله لك بأداء الفرائض وأسانيد شرعيه: لقد أفتقدت الصدق والصبر أيضا.

4- فكم لله من لطف خفى!!
اذا بحثت عن الله بصدق وصبر , فسيجدك وتجده , سيأتيك قبس من ألطافه الخفيه التى لا تعد ولا تحصى , أما طرق الله فى الوصول اليك فهى لاتعد ولاتحصى. قد يكون فى كتاب تقرأه أو يسر اتى من بعد عسر أو موت عزيز لديك وفراقه أو حلم والهام من الله.. تأكد ان الله سيجدك ويخرجك من بطن الحوت كما أخرج يونس أذا داومت على الأستغفار بالله لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين..
لفد انتهى الوحى بخاتم الأنبياء لكن ألطاف الله والهاماته لاتنتهى ولاتعد ولا تحصى...

https://www.youtube.com/watch?v=rSHv6W5zx1k&ab_channel=NaguibSho

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات