أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد .. الحرام الحلال والحرام الحرام














المزيد.....

حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد .. الحرام الحلال والحرام الحرام


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الاستاذ العزيز سالم مشكور
في البحث الحرفي عن الفساد, أنواعه, درجاته واسبابه,علينا أن لا ننظر إلى الأمور من خلال عين الود أو عين الكراهية لأننا عند ذلك نُضَيِّع المعنى ونُضَيِّع أنفسنا معه.
واعلن أنك كنت من أوائل الذين حاربوا الفساد بعد سقوط نظام الطاغية صدام حينما كنت تدير -الحرة عراق- واتذكر أنني نقلت لك في أول لقاء لي معك في واشنطن اعجاب العراقيين بدورك الاعلامي وزدت على ذلك بقولي أنهم لن يترددوا لاختيارك بأعلى المناصب في أول دورة انتخابية.
ثم إزددنا تقارباً في أثناء وجودنا سوية في المجلس الثقافي العراقي حيث كان دورك كالعادة مميزاً ومفيداً.
وأراني فرحت حينا رأيت اسمك في قائمة المشاركين في الحوار حول مطبوعي المنشور قبل اسبوع على صفحة التواصل والذي حمل الجملة التالية : (كان العراق يبحث عن منتشلين فإذا به لا يحظى سوى بنشالين). أما تعليقك فكان مختصراً : (للاسف استاذ جعفر. حكم عصابة النشالين السابقة انتج لنا جيلاً من النشالين على كافة المستويات).
إني اشاركك كراهية النظام السابق وربما لا تشاركني كراهية النظام الحالي, غير أني حينما أتعرض إلى فساد النظامين, السابق والحالي, لا أريد ذم هذا لحساب ذاك وإنما أريد التعرض الحِرَفي لاجل تحديد طبيعة الفساد في كلا النظامين.
وأزعم أن بمقدوري تحديد الفرق بين الفسادين بجملة واحدة:
بالنسبة للنظام السابق كان هناك (فسادٌ للنظام) أما بالنسبة للنظام الحالي فهناك الأن (نظامٌ للفساد).
نحن إذن أمام نوعين مختلفين من الفساد وليس مثل ما إفترضتهما كونهما انتاجاً سياقياً لبعضهما البعض, وهذا الاختلاف ناشئ نتيجة للفرق بين طبيعة النظامين:
نظام صدام حسين, الذي جعل الدولة ملكاً له, كان ضيق كثيراً من رقعة الفساد, لأن الذي كان يسرق من خزينة الدولة كان كمن يسرق من جيب صدام حسين, ولهذا لم يكن صدام يتسامح مع السارق, لكنه مع ذلك كان يهب -المكرمات- من الخزينة التي استولى عليها.
هذا كان على مستوى المسؤولين في الدولة من قيادات حزبية أو وزراء أو مدراء عامين أو ما شابه على المستويين العسكري أو المدني.
حينما أنتجت الحروب والحصار حالات من الفوضى والجوع والقهر وسقوط النماذج كان متوقعاً أن ينتشر الفساد بشكل أفقي وهو الذي أسميه هنا (الحرام الحلال)
أما الفساد العمودي "على مستوى المسؤولين" فقد ظل هو الفساد (الحرام الحرام), إلا على أغلب أعضاء العشيرة الحاكمة, وكان الذين يمارسونه من غيرها يتعرضون إلى أقسى العقوبات لأنه يندرج في خانة خيانة صدام نفسه.
دعك من مسألة الشَعب الذي عاش ضنك الحروب العاتية والحصار الطويل لأن البقاء على قيد الحياة, والأجور التي لم تكن تتجاوز في الغالب أكثر من ثلاثة دولارات شهرياً, دفعت الغالبية للبحث عن (الحرام الحلال) وحينها لم تكن الرشوة على سبيل المثال استثناءً وإنما كانت هي القاعدة.
وحينما سقطت النماذج, ممثلة بصدام وأولاده, صار سهلاً على كثيرين أن يمارسون (الحرام الحلال).
أما النظام الحالي فقد اختلف عن النظام السابق لكونه من الناحية البنيوية نظام محاصصة وزع الدولة, بكل ما فيها من وظائف ومقدرات, على الفصائل الحاكمة, سنية كان أم شيعية, عربية كانت أم كردية أم تركمانية, ثم قام زعماء هذه الفصائل بتوزيع جزء من هذه الأموال (الحرام الحرام) على أهاليهم وأتباعهم وذلك لغرض شراء الضمائر.
إذن يا صديقي, الفسادين اللذين نتحدث عنهما لا يَمتان إلى بعضهما بصلة كما أشار حضرتك وذلك لاختلاف بنْيَتِهما التحتية اللتيْن التي أنجبتا كل فساد على حدة,).
وبهذا أنا لا أقول أن النظام السابق لم يكن فيه فساد (طبعاً عليك أن تستثني مرحلة ما قبل استيلاء صدام على السلطة والخزينة فلقد كانت مرحلة واعدة) وإنما أقول أن فساد النظام اللاحق لا صلة له من حيث الجوهر بفساد النظام السابق, لأن الفسادين يختلفان تبعاً للبنية السياسية التي أنجبت كل واحد منهما.
ولهذا قلت إن فساد نظام صدام حسين كان "فساد في نظام", حيث تمركز ذاك الفساد (الحرام الحرام) بصاحب النظام وأهله وعشيرته, أما مع النظام الحالي فالنظام نفسه هو (نظام للفساد) وليس (نظام فيه فساد) حيث توزعت الدولة حصصاً على الشركاء الفاسدين.
هل عمرك يا صاحبي سمعت بدولة تُباع وزاراتها في المزاد السياسي, وتكون الوزارة الفلانية ملكاً لوزيرها وحزبه وعائلته.. وهكذا دواليك.
مرة أخرى .. علينا أن نبتعد عن معادلة عين الود أو عين الكراهية لأننا لسنا هنا في سباق بين "العينيْن". وإنما نحن نحاول العثور على تفسير حقيقي لحالة الفساد الحالي. وسوف نزيد الطين بلة لو أننا حاولنا تبرير الفساد الحالي كونه إمتداد للفساد السابق, لأننا سنعطي الحق لمن يسمعنا لكي يقول :
قد أوافقكم على أن الفساد الحالي هو استمرار للفساد السابق, ولكن دعوني اسألكم .. لماذا جئتم بديلاً له ؟؟!!



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة من سبعة سطور .. (العراقي السوري .. الصورة والمرآة)
- طوفان الأقصى وما أدراك ما طوفان الأقصى
- العقائدي السايكوباث
- الطائفية التقدمية
- أصحاب الحناجر المريضة
- الدولة المدنية والدولة العًلمانية
- ماسك والإسلام
- زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان
- العقاري في خدمة السياسي وليس العكس
- وطني حبيبي الوطن الأكبر
- إن هما اجتمعا معا خربا معاً
- في ضيافة المدافع / بغداد الأنبار رايح جاي (2)
- في ضيافة المدافع ... من بغداد إلى الأنبار رايح جاي
- ترامب في الحالتين
- دمشق - بغداد ... رايح جاي
- لحين يثبت العكس
- مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)
- الطائفية ... مدخل بسيط لمشكلة معقدة
- صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصه ...
- الديموكتاتورية


المزيد.....




- فيديو متداول لقيام -داعشي- بأعمال تخريب في كنيسة بإيطاليا.. ...
- من هم أبرز المرشحين لخلافة منصب البابا فرنسيس.. مراسل CNN يت ...
- البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات شهر مايو ال ...
- خبير إسرائيلي: لبنان لا يزال ضعيفا للقيام بخطوة جريئة نحو ال ...
- بوتين: هناك قوى في الغرب تسعى الآن لاستعادة العلاقات مع روسي ...
- بنعبد الله يستقبل وفداً روسياً برئاسة السيد فياتشيسلاف كارتو ...
- أمريكا - جامعات تتحد لمواجهة سياسات ترامب تجاه التعليم العال ...
- غزة.. مجاعة واستهداف للعمل الإنساني
- ترامب يجري محادثة هاتفية مع نتنياهو
- إعلام عبري يكشف تطورات جديدة لمقترح وقف حرب غزة لـ 7 سنوات


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد .. الحرام الحلال والحرام الحرام