أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن















المزيد.....

-هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 17:16
المحور: الادب والفن
    


منذ العصور القديمة، حدثت حالات حرق للكتب مرارا وتكرارا لأسباب دينية أوسياسية أو أخلاقية. يعتبر التدمير أو الحرق للكتب المقدسة حالة متطرفة . تعكس حرق الكتب الحديثة ديناميكية خاصة بسبب الصراعات بين العالم الغربي والإسلامي وبروز اليمين التطرف في أوروبا ، وأصبح الشخص الذي يحرق القرآن علنا يحضى على أقصى قدر من الاهتمام من الاعلام أو والسوشيال ميديا ويحقق تأثيرا عالميا من خلال استفزازه ، وتسلط وسائل الأعلام الأضواء عليه . في الوقت الحالي، هناك موجة من السخط من قبل الدول الإسلامية في التركيز على السويد، حيث تسببت ثلاثة حالات حرق للقرأن مؤخرا في ضجة كبيرة . في يناير، أضرم متطرف يميني سويدي النار في نسخة من القرآن. بعدها أحرق عراقي بعض صفحات القرآن أمام مسجد ستوكهولم الكبير .فيلم "‏‏هستيريا‏‏" الذي عرض لأول مرة عالميا في مهرجان برلين السينمائي ( قسم بانوراما ) هذا العام للمخرج الألماني المولد " محمد عاكف بويوكاتالاي" تناول حريمة حرق القرآن في موقع تصوير فيلم ألماني يروي قصة حقيقية لحادثة جريمة كراهية ألمانية ضد المهاجرين المسلمين ، جريمة عنصرية وقعت في ألمانيا عام 1993 في سولينغن الذي أدى إلى وفاة خمسة لاجئين أتراك ثلاثة منهم أطفال. في هذا الفيلم تعامل المخرج الألماني المولد التركي الأصول "محمد عاكف بويوكاتالاي" المجتمعات الغربية مع عقيدة الإسلام والمسلمين . أول ظهور للمخرج " بويوكاتالاي" كان في فيلمه الروائي الطويل ( أوراي) الحائز على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان برلين السينمائي لعام 2019 ، وتناول حكاية رجل تركي مسلم مدان سابق يحاول إعادة ترتيب حياته ، سواء مع زوجته أو مجتمعه الإسلامي و يكافح من أجل تحقيق التوازن بين معتقداته وضعفه البشري بعد خطأ مؤسف .
في بداية القصة ، يتم أعلام المخرج السينمائي ييغيت (الممثل المسرحي والسينمائي سركان كايا) ومنتجته ليليث (مرة أخرى نيكوليت كريبيتز الرائعة التي بدأت مهرجان برلين هذا العام بدورها في فيلم الأفتتاح - الضوء) ، إكتشاف القرآن المحترق من‏ قبل المتدربة إليف (الذي تلعبه ببراعة الممثلة التلفزيونية والسينمائية ديفريم لينغناو) ، والتي تواجه مشكلة أخرى أيضا في أضاعة مفاتيح شقة صانعي الفيلم ، وتتشابك مجموعة منفصلة من ألاحداث التي ستصطدم في النهاية بحرق القرآن لخلق عاصفة كاملة من الكوارث . في مجموعتهم ( كادر الفيلم) - يمكنهم الجلوس ومواجهة القضايا التي أثارها أحد الكومبارس في الفيلم ( مجيد ) مع زملائه اللاجئين سعيد (مهدي مسكر) ومصطفى (عزيز تشابكورت) ، أو يمكنهم تحميل المسؤولية إذا جاز التعبير على المتدربة الشابة ( مساعدة المخرج) إليف وغسل أيديهم من الجدل . بعد أن فقدت مفاتيح شقة ليليث وييغيت في طريقها إلى هناك - التي يمكن علاجها بسهولة من قبل صانع أقفال ، تواجه إليف قلقا أكبر بكثير عندما تختفي أشرطة التي تتضمن لقطات حرق القرآن وعليها أن تتذكر من جاء وذهب من الشقة والنظر في جميع الدوافع المحتملة التي قد يضطر إليها الناس لأخذ الأشرطة ، بما في ذلك مدراء الانتاج الذين يمكنهم خسارة يومين من عمليات إعادة التصوير التي تشتد الحاجة إليها مع مطالبة التأمين .
يختار صانعوا الفيلم تجنب الصراع ، بينما يقررون ما يجب فعله بفيلمهم . هل سيرضون لضغوط وزارة الثقافة الألمانية التي تلقت معلومات حول حرق القرآن؟ ، أم سيمضون قدما في فيلمهم الأصلي؟ .‏ بينما تقود المتدربة إليف الجميع إلى المنزل ، كلهم مرهقون في نهاية يوم مشحون عاطفيا ، تدرك أنها فقدت مفاتيح منزل المخرج ليليث وييغيت . يعترف بيوكاتالاي في حديثه للصحافة عن الفيلم وما جذبه اليه : " ‏‏تخيل أنك تفقد مفتاحك وتتلقى مكالمة من شخص يدعي أنه عثر على مفاتيحك. بسعادة غامرة ، تشارك عنوانك ، وتنتظر بفارغ الصبر أن يعيدها الغريب ... لكنه لا يظهر أبدا‏‏" ، ويكمل حديثه : "‏‏الآن ، هناك ، شخص ما يحمل مفتاحك ، ويعرف أين تعيش ، ويمكن أن يدخل منزلك في أي لحظة. هذا الشعور بالضبط ، كان هذا الضعف، و هو الشرارة الأولية للهستيريا ‏‏".
يبدأ فيلم "هستيريا" (2025) بمخرج سينمائي يصنع فيلما يهدف إلى إظهار تضامنه مع المسلمين ضحايا التمييز في مجتمع ألماني أحرق منازلهم . وهو نفس المشروع الذي كان من المخطط أن يصبح بادرة حسن نية وعفو اجتماعي وتصالح بين السكان المحليين والمسلمين . يقوم مخرج ألماني من أصل تركي بتصوير فيلم يركز على هجوم حريق متعمد وقع في سولينغن بألمانيا عام 1993 ، عندما أحرقت مجموعة من النازيين الجدد منزلا وقتلت خمس نساء تركن بداخله. وهي واقعة حقيقية ، ولإعادة إنشاء هذا المشهد ، إستعان المخرج بمجموعة من المهاجرين الأتراك للعمل كومبارس في الفيلم ، أعاد بناء المنزل في استوديو وأضرم النيران فيه. في المشهد الأخير الذي يلتقطه عندما يبدو أن كل شيء قد انتهى بشكل سليم، يرى أحدهم أنه في إعادة مشاهدة الحدث حرق القرآن كتاب الإسلام المقدس . تنهار هذه المقدمة حول اقتراح سينموغرافي احتفالي ، تعبر النوايا الحسنة إلى قفص الاتهام أو الإساءة أو الإهمال أو الجهل لناتج عن الافتقار إلى التعاطف ، ستبدأ حالة من الهستيريا في الإشتعال داخل موقع التصوير، بدءا من بطلة الرواية لفقدان المفاتيح ثم تستمر مع بقية المشاركين في مشروع الفيلم .
ثم ينطلق نقاش أخلاقي كبير وعقائدي بين العاملين في الفيلم . من هنا يحاول المخرج الألماني التركي عاكف بناء نمط أخلاقي غامض في سيناريو مجزأ . الشيء التالي سيكون الاعتراف بالصراع الرئيسي . وهكذا تبدأ الرحلة إلى سلسلة من الأخطاء الفادحة ومن خلال سيناريو تقوضه الحدة الاجتماعية والمعتقدات المقدسة . تفقد المساعدة ( أليف ) مفاتيح منزل المخرج ، وتتلقى رسالة هاتفية من شخص وجدها ، وتبدأ في بالقلق وبالجنون ، وكل هذا يؤدي إلى سلسلة من التشابكات الغامضة المرتبطة بحالات اختفاء وتهديدات أخرى - وكاميرات أمنية وأجهزة إنذار - توتر الموقف بين الأبطال وكوادر العمل داخل الأستديو . التوتر الذي يكشف بشكل غير مباشر عن النوايا والرموز الحقيقية لكل منها ، حيث يشار إلى الرجل الذي يتصل بإليف باسم "الغريب". ليقول إنه عثر على مفاتيحها وعندما يتم اكتشاف الخسارة والخطر الناجم عن ذلك أخيرا ، فإن قرارأيغيت باستعادة الأمان يحول منزلهم إلى سجن ، سجن قد يكون من المستحيل الهروب منه .
وراء كل لهب تكمن حقيقة أكثر قتامة
لا يعرض المخرج القرآن المحترق، ولا يوجد الفعل بالحرق ولا حتى عندما يتم العثور عليه ، حتى اللقطات للحريق غير واضحة ، فقط في مشهد نرى بقايا القرآن المتفحمة . على الرغم من فعل حرق القرآن غير مقصود في السرد ، لكنه يصبح محفزاً سرديا ومن ثم سبباُ لمجموعة من الإنفجارًا والتداعيات المجتمعية . وهذا يتطلب حساسية كبيرة للتعامل مع مثل هذا الموضوع الاستفزازي . عندما يتم العثور على قرآن محترق في موقع تصوير فيلم، يدخل موقع التصوير إلى منعطف مظلم ويدخل فريق العمل في حالة من الاضطراب تقع إليف المتدربة البالغة من العمر 24 عامًا في مرمى الاتهامات، فتنخرط في لعبة خطيرة من الأسرار والأكاذيب، فتجد نفسها في قلب قضية شائكة ومعقدة . يسمح المخرج عاكف لشخصياته "بالحرية" في التعبير ثم يعرضهم لموقف يسقطون فيه قناعهم من تلقاء أنفسهم . فكرة الحريق رمزية. ينظر "محمد عاكف بويوكاتالاي" إلى الفكرة كحدث يصعب علاجه أوتبريره . وبشكل ما أراد المخرج أن يخبرنا : " يمكنك إنقاذ نفسك من النار ، لكن أغراضك أو ملابسك ستكون دائما مشربة برائحة الدخان الكريهة ". اليمين الألماني المتطرف الذي يناطح ويضرب رأسه ضد الأصولية الإسلامية ، على الجانب الآخر ، مسألة فهم وتفسير دين عمره آلاف السنين هي أيضا موضوع رئيسي للمخرج الألماني – التركي " محمد عاكف بويوكاتالاي" في ‏‏الهستيريا . في مقابلة مع المخرج تحدث عن الفيلم قائلاُ :" الهستيريا هي استمرار لمناقشتي حول تمثيل وسائل الإعلام، وخاصة في المساحات المشحونة سياسيًا وعاطفيًا للخطاب، مثل تلك التي نمر بها جميعًا في الوقت الحالي ، في حين حاولت من خلال فيلمي الأول "أوراي" تأكيد حقي في وجهة نظري الذاتية حول حياة المسلمين في ألمانيا خارج عالم الصور المعتاد، لكن فيلم(الهستيريا) يتمحور حول المسؤولية والتحديات في إنتاج صور "الآخرين" في ظل العلاقات الطبقية الاجتماعية القائمة وهياكل السلطة سواء من قبل أولئك الذين يخلقون الصور أو من قبل أولئك الذين يصبحون صورًا ،وكيف تؤثر الصور علينا كمجتمع، لدرجة أننا لم نعد قادرين على التواصل مع بعضنا البعض".

فيلم يقدم المزيج القاتل من الاشتباكات الثقافية
إن حرق نص مقدس بالتاكيد أمر استفزازي ، ولكن ماذا يمثل داخل السرد ؟ . لا يتعلق الأمر بفعل الحرق نفسه ، ومن الواضح أنه حادث عرضي جو مشحون ، بل يتعلق بالقصد والتفسير أيضًا وهذا هو بالضبط ما يحركه حرق القرآن الكريم - إنه محفز سردي، انفجار يفسره الجميع بشكل مختلف . المقصود هو أن نفس الرمز يمكن أن يمثل شيئًا متناقضًا تمامًا للأشخاص الذين يتم تربيتهم اجتماعيًا بطرق مختلفة تمامًا ، بالنسبة لكل منهم، يرمز القرآن الكريم المحروق إلى رمز مقدس ، محملاً برموز والتعاليم الدينية والثقافية وسياقاتهم التاريخية، أضافة الى الروحانية والقدسية والصدمات الشخصية والأساطير وتاريخ الأسرة والرغبات والمخاوف لكون الأمر يتعلق بالرموز، وحرق القرآن الكريم هو رمز وقيمة عظيمة أيضاً . البعض يُنظَر إلى حرق القرآن الكريم باعتباره علامة على الغطرسة الغربية تجاه الثقافات الأخرى، واستمراراً للموقف الاستعماري الذي يرمز إلى كراهية الإسلام أو الهجوم عليه وتوجيه سهام النقد اليه . على الجانب الآخر ، يعتبر البعض عملية حرق القرآن الكريم هو أيضاً رمز لحرية التعبير ، تاريخياً، ناضل الغرب من أجل حرية التعبير لقرون من الزمان، وطور اعتقاداً راسخاً في حرية التعبير المطلقة والمقدسة تقريباً ، وهذا يتعارض مع الاعتقاد الديني بأن القرآن الكريم هو كلمة الله ويقف فوق كل شيء . وفجأة تصطدم نظرتان للعالم، وفي هذا التقاء يحدث الانفجار والجحيم . لقد هزت أعمال الحرق العمد وجرائم الكراهية الأخيرة في ألمانيا والسويد العالم، ونشاهد كيف تؤثر هذه الأحداث على موضوعات الفيلم ، إن هذا الفيلم يخلق بالفعل جواً كامناً من التهديد ، وهو تهديد حقيقي، حيث أن الخطاب العنصري والاستعارات والصور المرتبطة به . هستيريا الفيلم نموذجا مصغرا يريد استحضار لحياة المهاجرين واللاجئين المسلمين .
الفيلم يقدم فرضية مزعجة وحديثة للغاية حول هذا المزيج القاتل من الاشتباكات الثقافية والاختلافات بين الواقع والخيال والاعتبارات حول نوايا صانعي الأفلام . يبدأ نقاشه المهم والثري حول دور الفن في الثقافة والمجتمع وتأثيره في التحولات السياسية والاقتصادية وسط بحر من المتغيرات العالمية ، ربما أراد المخرج الألماني تنسيق الأثارة لصنع أطاراً جيدا لتأطير سرد القصة . ولكن في مرحلة معينة يبدو الفيلم أكثر وعيا( من خلال مشاهد التصوير و ألاضاءة ) ، ومن المؤسف أن المشاكل التي يطرحها واقعية وحساسة ومثيرة للاهتمام منذ البداية. يعطي ييغيت إجابة ذكية حول مشاكل أفلام مثل أفلامه التي "تهدئ ضمير الأوروبيين وشعورهم بالذنب". لكن المخرج يتمسك بفكرته ونظرته الى هذا الاشتباك الثفافي والفكري والعقائدي . تشاهد المتدربة إليف مقاطع فيديو لمظاهرات عنيفة في بلدان أحرق فيها شخص ما القرآن ويخشى على حياته . على الجانب الآخر ، يضيع سيناريو كاتالاي الكثير من الوقت في التفاصيل شبه الاستقصائية لأدلة الشرطة حول حوداث حرق القرأن أو الرسوم الكاريكاتيرية عن الرسول محمد . يجب القول إن انتقاله من النقاش الذكي إلى العدوان الفظ يعكس بأكثر من طريقة ، الطريقة الحالية للتعامل مع هذا النوع من الصراع. لا أحد يستمع إلى الآخر، والرأي الآخر مفقود ، والجميع يعتقد أن من يعارضهم يكذبون أو لديهم دوافع خفية ويبدو أن الطريق إلى الهاوية أمر لا مفر منه . ‏‏هنا هل ترسم‏‏ الخط الفاصل بين الفن‏‏ والاستفزاز غير المبرر‏‏؟، يسأل اللاجئ مصطفى (عزيز تشابكورت) مساعدة المخرج إليف (ديفريم لينغنو) : " هل تحتاجين إلى مثل هذه الفضيحة الاستفزازية لفيلمك؟". مصدر انزعاجه: أحرق الثنائي المخرج والكاتب المصحف في أحدث أفلامهما .

عن أهمية الحوار والشجاعة اللازمة لتكوين روابط حقيقية رسالة الفيلم المهمة
صنع المخرج هذا الفيلم، كأداة لتحدي العنصرية وتعزيز الحوار حول الهوية الثقافية ، وسيكون الجانب الأكثر أهمية هي الإنسانية المطلقة و الخالية من كليشيهات الضحية أو الجاني ، إن تصوير تعقيد الوجود البشري بكل جوانبه سيساعدنا على إدراك أن الحكم على الشخص أمر مستحيل، لأن كل فرد هو نتيجة لبيئته الاجتماعية وتنشئته الاجتماعية . تقدم الأفلام والأدب والفن معًا ثروة من وجهات النظر والحقيقة، وتعلمنا الثقة في قدرة حقيقتنا المطلقة وكونيتها ، وعلى هذا الأساس يكون دور الفن في تحدي العنصرية وتعزيز الحوار مهماً ورسالة عظيمة . يطرح الفيلم سؤالاً ملحًا: كيف يمكننا التحدث والاستماع إلى بعضنا البعض في عالم من الآراء المتباينة والتعصب والحقائق المجزأة؟ . أرى هذا الشريط السينمائي يعرض مساحة سينمائية لمواجهة الخوف والانقسام واستكشاف إمكانات الثقة وقبول الرأي الآخر ، في عالم يتميز بالأزمات والاغتراب والتطرف ، يذكرنا فيلم ؟ هستيريا " بقوة الحوار والشجاعة اللازمة لتكوين روابط حقيقية . تكشف أحداث" الهستيريا عن سرد متوتر ومتعدد الطبقات يتمحور حول المتدربة (إليف) البالغة من العمر 24 عاما في موقع تصوير الأفلام، والتي تجد نفسها عالقة في شبكة من الفوضى والمواقف نتيجة الى حرق القرآن الذي أدى إلى تعطيل الإنتاج . تسقط المتدربة في مرمى النيران ، وتنجذب ( مساعدة المخرج ) إليف إلى لعبة خطيرة من الأسرار والاتهامات والأكاذيب. يتلاعب مخرج إستفزازي مثل الألماني محمد عاكف بويوكاتالاي بفكرة ( الفيلم داخل الفيلم ) وهو غني بالتقلبات غير المتوقعة. الفيلم انعكاس ثاقب على قوة الصور وديناميكيات الإدراك والإسقاط والهستيريا المجتمعية.‏ يتعمق في موضوعات الحقيقة والأكاذيب والعنصرية ، ويفسر بكونه قراءة عميقة للتعددية المعقدة للسكان الذين يشكلون دولا مثل ألمانيا وأعراق وقوميات ومذاهب وأديان متنوعة . إن البصيرة القائلة بأن الصدمة التي عانت منها موجة سابقة من المهاجرين المسلمين لا يمكن تقييمها بالكامل من خلال الأمواج بعد عقود أمر واقعي. لا يمكن لفيلم داخل فيلم أن يقترب من تقريب القوى الضخمة مثل النيوليبرالية ، التي تغتصب وتبصق الإسلاموفوبيا والعنصرية كنفايات منهجية.
محمد عاكف بويوكاتالاي مخرج ومنتج (من مواليد 1987) هو صانع أفلام ومنتج تخرج من أكاديمية الفنون الإعلامية في كولونيا ، وقد نال أول أفلامه كمخرج "أوراي" استحسانًا دوليًا وفاز بجائزة أفضل فيلم أول في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2019، في عام 2020 شارك في تأسيس شركة فيلم فاوست مع المنتج كلاوس هيرزوج رايشل ، ومنذ ذلك الحين، أثبتت الشركة نفسها كقوة إبداعية في السينما الأوروبية، حيث تنتج أفلامًا وثائقية حائزة على جوائز ، تشمل الإنتاجات البارزة فيلم "الحب والمارك الألماني والموت" للمخرج جيم كايا وفيلم "نداء صفارات الإنذار" للمخرجين ميري إيان جوسينج ولينا سيكمان .
يشارك في الفيلم الممثل ( مهدي مسكار) الذي مثل شخصية ( سعيد ). تعود أصوله لعائلة مغربية ، في عام 1995 انتقل إلى باريس في سن الخامسة عشرة، ظهر لأول مرة في السينما في فيلم المخرج فرانسوا أوزون " في المنزل " . فاز مهدي مسكار بجائزة أفضل ممثل في مهرجان ماكس أوفولس السينمائي . كما جسد دور مجيد الممثل التركي ( نظمي كيريك ) ، المولود عام 1976 في ديار بكر، مسيرته الفنية في جمعية الثقافة الرافدينية، حيث عمل في المسرح والرقص منذ عام 1993 . وعلى الرغم من الظروف السياسية الصعبة والسجن المتكرر، واصل عمله بعد إطلاق سراحه . في عام 1996، انتقل إلى إسطنبول وعمل في فرقة المسرح جيانا نو . ظهر كيريك لأول مرة في فيلم "رحلة إلى الشمس" للمخرج يشييم أوستا أوغلو عام 1999، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة الملاك الأزرق وجائزةعن فيلم السلام في مهرجان برلين السينمائي الدولي تشمل أعماله السينمائية الأخرى إنتاجات معترف بها دوليًا مثل "كيلومتر صفر"، والذي رشح عنه لجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان .
الفيلم يقدم نظرة عامة على الاستفزازات ضد الطوائف الدينية والتعامل مع التجديف في أوروبا . إنه نقاش أخلاقي كبير يندلع في فيلم المخرج الالماني لا يزيد عن عشر دقائق عن حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام راسخة في ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي . في المجتمعات الديمقراطية، من المهم التسامح مع الآراء غير المرغوب فيها، حتى لو كانت تؤذي المشاعر الدينية . ومع ذلك، فإن هذا يثير مرارا وتكرارا مسألة ما هي التصريحات النقدية أوالساخرة المسموح بها حول المعتقدات وكيف يتعامل المجتمع معها. في النهاية ، الفيلم نظرة عامة على الاستفزازات ضد الطوائف الدينية والتعامل مع التجديف في أوروبا .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم البلجيكي ( غير شرعي ) يطرح قضية الأبعاد القسري للمهاج ...
- إستكشاف تأملي مذهل بصريا للفناء والصداقة يجسدها فيلم- الغرفة ...
- الفيلم الوثائقي -بين الثورات- محاولة الربط بين الثورتين في ك ...
- -إن شاء الله ولد- فيلم يدين ما يرتكبه المجتمع ضد الأرامل
- ‏ -الخرطوم-فيلم وثائق تجريبي يلتقط بشكل مؤثر مأساة الحرب في ...
- -غزة تنادي- فيلم يكشف لنا وجهاً آخر للمعاناة الفلسطينية
- - حافة التمرد- فيلم يفضح الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية
- -النظام-.. فيلم يجسد رحلة إلى القلب المظلم لأعماق أميركا
- ذاكرة مدينة يوثقها الكاتب العراقي سلام أمان في رواية - أبناء ...
- صرخة إمرأة بوجه العنف المنزلي في فيلم - الحُكم -
- -كعكتي المفضلة-.. حكاية امرأة وحيدة تخوض ثورتها في خريف العم ...
- فيلم - بيدرو بارامو-، مناورة للحظات سريالية من تخيل لرؤية أل ...
- - لا أزال هنا- فيلم برازيلي يعيد إحياء جراح الديكتاتورية
- فيلم - الباص الأخير- تأمل في الحياة والحب والالتزامات تجاه ا ...
- فيلم - العذراء الحمراء - يروي القصة الحقيقة للثورية العبقرية ...
- فيلم - لي - إعادة اكتشاف فترة مظلمة في التاريخ من خلال عدسة ...
- الفيلم الوثائقي -غزة، قطاع الإبادة - يوثق الإبادة الجماعية ف ...
- رحلة البحث عن الجذور والهوية في الفيلم الوثائقي - الإيراني - ...
- فيلم - قطار الأطفال - يحمل رسالة عظيمة عن أهمية الجذور والرو ...
- فيلم - عدوي ، أخي - وثائقي يكشف ضحايا حرب الثمان سنوات بين ا ...


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT Arabic توقع مذكرة تفاهم مع وزارة ...
- كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟
- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...
- شم النسيم: ما هي قصة أقدم -عيد ربيع- يحتفل به المصريون منذ آ ...
- فنانة أرجنتينية تستذكر ردة فعل البابا الراحل على لوحة بورتري ...
- لوحات تتحرك.. شاهد كيف بدت هذه الأعمال الفنية التفاعلية في د ...
- سعيد البقالي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ضيف ...
- جورج كلوني يثير الجدل باعتراف حول زواجه من أمل علم الدين
- الأديب نزيه أبو نضال.. أيقونة أدبية وسياسية أثرت المشهد العر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن