أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين















المزيد.....

اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس استدعت مخابرات الإحتلال وزير شؤون القدس اشرف الأعور،وسلمته أمراً من قائد المنطقة الوسطى بحظر دخوله للضفة الغربية لمدة ستة شهور، تحت حجج وذرائع انه يدير انشطة للوزارة في القدس،وما نفذته مخابرات الإحتلال بحق الوزير اشرف الأعور،نفذته بسلسلة من الإجراءات العقابية بحق محافظ القدس عدنان غيث،فهو منذ عام 2018،ما بين منع مستمر لدخول الضفة الى اقامة جبرية وحبس منزلي واستدعاءات للتحقيق واعتقالات ،وكل ذلك يندرج تحت نفس الحجج والذرائع تنفيذ أنشطة للسلطة في القدس.

وبالإضافة للمحافظ والوزير،هناك عشرات المقدسيين يخضعون لعقوبات المنع من دخول الضفة الغربية ،منهم القائد الوطني عبد اللطيف غيث،حيث انه ممنوع من دخول الضفة الغربية منذ ثلاثة عشر عاماً ،رغم أنه تجاوز الثمانين من عمره،والناشط المقدسي ناصر ابو خضير وشادي المطور أمين سر حركة فتح في القدس وقائمة تطول.

وفي إطار التفنن في العقوبات وتضيق الخناق على المقدسيين،استحدث الإحتلال ومخابراته عقوبة منع التواصل لمجموعات من النشطاء أو العاملين في العمل المجتمعي مع بعضهم البعض،لأن في ذلك خطر على "أمن " الإحتلال.

رسائل الإحتلال من هذه الإجراءات العقابية، لمن يريد ان يستوعب او يقرأ او يحلل ، أنه في القدس لا سيادة غير السيادة الإسرائيلية،وهي لن تسمح بوجود مؤسسات مجتمعية فلسطينية،تقدم خدماتها في القدس،وهي تقوم بإغلاقها الواحدة تلو الآخر،والحجج والذرائع،إرتباطها بقوى واحزاب فلسطينية،او صلتها بالسلطة الفلسطينية،والمؤسسة التي لا يغلقها الإحتلال، يتعمد التضيق عليها بكل الوسائل، فإذا كان لديها موظفين من الضفة يحرمهم من الحصول على التصاريح للوصول الى أماكن عملهم،عدا الإستدعاءات والإعتقالات المتكررة،ومصادرة اجهزة وممتلكات وملفات تلك المؤسسات،واستهداف للعاملين فيها في شؤونهم الحياتية،وشهدنا في الفترة الأخيرة حملة شرسة على العديد من المؤسسات والمكتبات في القدس ،حيث جرى استدعاء بعض اعضاء الغرفة التجارية الصناعية في القدس ،وعدد من العاملين في وقفية القدس ،والعديد من الأندية،للتحقيق في مقر شرطة ومخابرات الإحتلال في القدس.

الإحتلال يمنع الأنشطة والفعاليات لتلك المؤسسات حتى لو كانت مخيمات اطفال أو اعمال اغاثية .

وكذلك يستهدف كل مظاهر وتجليات الوجود الفلسطيني في مدينة القدس،اقتحام ودهم وتفتيش واغلاق مؤسسات،حرب على التعليم والمنهاج،حيث تنشط بلدية ودائرة المعارف في تلك البلدية،بحملات تفتيش على المنهاج الفلسطيني،من خلال عمليات دهم للعديد من المدارس الفلسطينية التي تدرس المنهاج الفلسطيني،ولا تتورع عن القيام بتفتيش حقائب الأطفال،وترويعهم،وتهديد للمدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني بسحب تراخيصها ووقف تمويلها.

أما في جانب حرية الوصول لأماكن العبادة وأداء الشعائر الدينية، فنحن وجدنا الكثير من القيود المفروضة على وصول المؤمنين لأداء شعائرهم الدينية،سواء كانت اسلامية او مسيحية،وشهدنا تجليات ذلك في شهر رمضان الفضيل وفي عيد الفصح المجيد، فعدا المنع الذي طال عشرات الالاف من المؤمنين،فمن قيد لهم الوصول تعرضوا للقمع والتنكيل،وكنا نشهد ذلك على بوابات الأقصى،وشهدنا ذلك في ساحة كنيسة القيامة،حيث لم يتورع جنود الإحتلال عن ضرب رجال الدين من الرهبان،وتوجيه السلاح مباشرة الى وجه احد قادة الكشافة،وحشر المحتفلين في مسارات حديدية ضيقة ،في حين فيما يتعلق في الأقصى،استهدف الأسرى المحررين والصحفيين بالمنع من الدخول للأقصى،وكذلك المرابطين والمرابطات ونشطاء ورموز دينية ووطنية،وكان هناك حوالي تسعين أمر إبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة في الربع الأول من هذا العام .

وفي إطار الحرب على الوعي والثقافة،والتعليم والمؤسسات التعليمية الفلسطينية، كان قرار يمنع أي خريج مقدسي من جامعة فلسطينية كبيرزيت او بيت لحم او النجاح والخليل والأمريكية في جنين وبقية الجامعات الفلسطينية من العمل في التعليم في مدينة القدس،المدارس الحكومية التي تشرف وتسيطر عليها بلدية الإحتلال وكذلك المدارس الخاصة،دون حصوله على شهادة اكاديمية من جامعة اسرائيلية،وهذا يستهدف ضرب المؤسسات التعليمية الفلسطينية،وتفريغ الجامعات من طلبتها.

وكانت هناك هجمة على المكتبات والكتب،في إستهداف للوعي والثقافة،تحت حجج وذرائع وجود كتب تحريضية في تلك المكتبات،حيث طالت الحملة مكتبتين في البلدة القديمة،اغلقت احداها لمدة شهر وفرضت غرامة باهظة على الأخرى،وامتدت الحملة الى المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين،تلك المكتبة التي يؤمها الأجانب للحصول على مراجع علمية وثقافية،وتمت عملية المداهمة مرتين،واعتقل العاملين فيها.

علماً بأن مخابرات الإحتلال كانت قد استهدفت المؤسسات الثقافية في المدينة،مثل مركز "يبوس" الثقافي وبرج اللقلق وغيرها.

نحن ندرك بأن هذه الحرب المستعرة على المدينة التي يريد فيها الإحتلال ان يحسم سيطرته وسيادته عليها بشكل نهائي، فهو لا يتوقف عن اصدار وتشريع القوانين من اجل تضييق الخناق على المقدسيين،فأوامر الهدم وعمليات الهدم وتوزيع اوامر الهدم بحق بيوت المقدسيين لا تتوقف على مدار الساعة،ليصل رقم المنازل والمنشأت التي هدمت في القدس في الربع الأول من هذا العام الى 100 منزل ومنشأة،ناهيك عن القيود المشددة على رخص البناء،والتي ربما الإنسان المقدسي يصل الى القبر،قبل أن يحصل على رخصة للبناء،بالإضافة الى ان تكلفة أي رخصة في القدس لمنزل من 120 متراً مربعاً تصل الى 100 الف دولار امريكي،وثمن الشقة في القدس لا يقل عن 300الف دولار أمريكي،في وضع 78% من سكان مدينة القدس تحت خط الفقر،وهذا يعني دفع الإنسان المقدسي لنقل مركز حياته لخارج المدينة،بما يسهم في تفريغ المدينة من سكانها.

وماذا بعد..؟؟ القدس مقبلة على وضع كارثي ،والإحتلال يدخل المقدسيين في سلسلة من الأزمات المتلاحقة،ولا يعطيهم فرصة لإلتقاط أنفاسهم،ويضاف لذلك من اصاب المجتمع من التفكك المجتمعي والإحتراب العشائري والقبلي ،وكل ذلك يعمق من الأزمات الداخلية،ويحفر في "جدران" التماسك المجتمعي،حيث قضية تهديد السلم الأهلي والمجتمعي لا تقل خطورة،عن دور الإحتلال ،وهو الذي يعذي ذلك عبر ادواته المختلفة.

نعم الإحتلال يسعى لدمج المقدسيين في المجتمع والإقتصاد الإسرائيلي،وتجريده كل خصائص ومعالم وجوده،فهو لا يكتفي بتهويد الأرض،بل يعمل على "أسرلة" الإنسان وهو الأخطر،وشعارات الدعم والصمود للمقدسيين،تبقى مجرد " ببروغندا"، يطلقها منتفعين ومرتزقة ،وهم بعيدين عن ارض الواقع وما يعانيه المقدسيين ويتحملونه،في حين الدعم العربي والإٍسلامي،ليس أكثر من كذبة كبرى،فقط يستغل لتشكيك المقدسيين بعضهم ببعض .

المدينة مقبلة على ايام صعبة وعصبية،وليس امام اهلها سوى الصمود والثبات والرباط،،والرهان على إمكانياتهم الذاتية،وعلى الخيرين من ابناء شعبنا،ولا مناص ولا خيار امامهم سوى وحدتهم،بكل مكوناتهم ومركباتهم السياسية والمؤسساتية والمجتمعية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف حرب ونصف تفاوض
- لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
- نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟


المزيد.....




- CNN من منزل الرسام الروسي تحصل على أول لمحة عن لوحة ترامب ال ...
- بعد وفاة البابا: الإرث وملامح المستقبل
- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: تصفية سياسية أم محاكمة ع ...
- ترامب يقوم بجولة شرق أوسطية تشمل السعودية وقطر والإمارات من ...
- -حماس- تدعو الأردن إلى الإفراج عن موقوفي -خلية الصواريخ-.. و ...
- بدل السمك.. أعداد كبيرة من الأفاعي السامة تعلق في شباك صياد ...
- -وفا-: حركة -فتح- دعت -حماس- إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب ...
- وزراء الكابينيت يناقشون توسيع الحرب على غزة وتحديد مهلة نهائ ...
- لماذا يؤجل الرجال الذهاب للأطباء حتى تتفاقم الأعراض؟
- صورة ترامب تتسبب بإقالة قائدة عسكرية أميركية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين