أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد يحيى عبيد - البرناسية، قداسة الفن















المزيد.....

البرناسية، قداسة الفن


عماد يحيى عبيد
محام ، كاتب وناشط حقوقي وسياسي مستقل

(Imad Yhya Obeid)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


في دورتها الأولى عام 1901منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب لشاعر فرنسي شبه مغمور اسمه (رينيه سولى برودوم 1839-1907) بينما كان المنافس الأهم على هذه الجائزة أحد أهم الكتاب العالميين الروسي (ليو تولستوي 1828- 1910)، هذا الفوز أثار لغطا واستفز النخبة المثقفة عالميا، وعلى الفور بعد اعلان الجائزة تظاهر أكثر من أربعين أديبا وفنانا سويديا أمام مقر الجائزة منددين بقرار لجنة التحكيم ومنتصرين لتولستوي، ثم كتبوا له رسالة جماعية كاعتذار يبجلونه وينعون ما آلت إليه نتيجة الجائزة المجحفة.
في تقرير لجنة التحكيم التي فوّزت (برودوم) جاء: (تقديرًا لمجمل أعماله الشعرية التي تعبر عن تكوينه الخاص، ما يعطى دليلًا على المثالية النبيلة، والكمال الفني، ومزيجا نادرا من صفات القلب والعقل)، والحقيقة أن السبب الأساسي لتفويز (برودوم) هو ميل لجنة التحكيم إلى الأدب البرناسي، ولأن (برودوم) كان الشاعر المدلل لدى جماعة البرناسيين، فقد وقع الاختيار عليه في خطوة تعتبر من أولى ظواهر التحيز في منحى هذه الجائزة المثيرة.
في تلك الفترة كان المذهب البرناسي ما زال فتيا، فقد ظهر كحركة أدبية عام 1870 في فرنسا، كردة فعل وحركة مناهضة للمذهب الرومانسي أولا، وللحركة الذاتية والاشتراكية في الأدب ثانيا.
المذهب البرناسي أو ما اصطلح على تسميته مذهب الفن لأجل الفن (الفن للفن) أسسه الشاعران الفرنسيان (تيوفيل غوتيه 1811-1872) و (الكونت دي ليسيل 1818- 1894) اللذان روجا لهذا المذهب الذي يدعو إلى اعتبار الفن غاية في حد ذاته وإلى الامتناع عن استعماله وسيلة لعلاج القضايا الاجتماعية والسياسية، ومن تصريحات (تيوفيل غوتيه) قوله: "على الشاعر أن يرى الأشياء الإنسانية وأن يفكر فيها من خلال نظرته الخاصة دون أية مصلحة اجتماعية أو مذهبية".
يعود سبب التسمية إلى جبل بارناس الذي يقع وسط اليونان، ووفقا للميثولوجيا التاريخية فإن هذا الجبل أسبغت عليه هالة التقديس لأن ربات الغناء الملهمات للشعراء والموسيقيين كنّ يسكنّه.
لقد ظهرت مقولة (الفن للفن) أول ما ظهرت على لسان الفيلسوف الفرنسي (فكتور كوزان 1792- 1867) في محاضرة ألقاها في السوربون عام 1818، أي قبل ظهور المذهب البرناسي، وتلقفها فيما بعد عراب البرناسية (تيوفييل غوتييه) معلنا غاية هذا المذهب بقوله: "الفن ليس وسيلة بل هو غاية، وكل فنان يهدف إلى ما سوى الجمال ليس بفنان"، ويرى (الكونت دي ليسيل) "عالم الجمال هو مجال الفن الوحيد، غايته في ذاته، وليس الجمال خادما للحق، لأن الجمال يحتوي على الحقيقة الإلهية والإنسانية"، فالفن لدى البرناسيين لا يحكم عليه من حيث الخير والشر ولا الصح والخطأ، وإنما يحكم عليه من حيث الجمال والقبح، وبعد ظهور المذهب البرناسي درج قول على ألسنة أربابه (الرومانسيون أنزلوا الشعر إلى الأرض، والبرناسيون أعادوه إلى قمة جبل بارناس بعيدا عن الأرض ومشكلاتها التافهة).
ظهرت هذه الحركة في فرنسا بجلاء بعد نشر ديوان شعري متسلسل يحمل عنوان (البرناسي المعاصر) عام 1871 تضمن قصائد مختلفة لشعراء هذا المذهب، منهم: (تيوفيل غوتيه والكونت دي ليسيل وورينيه سولي برودوم – السابق ذكرهم) ومعهم (خوسيه ماريا دي أي هريرديا 1803-1839) و(تيودور دي بانفيل 1823-1891) و(ألبرت ميرات 1840-1909)، كما حوى الديوان قصائد للشاعر (شارل بودلير 1828-1867) حيث انتقوا من أشعاره ما يتوائم مع الإنموذج الجمالي البرناسي واحتسبوه سدنة هذا المذهب عليهم، ربما لأنه نادى بالفوضى الجنسية والتلذذ بمباهج الدنيا.
قام هذا المذهب على إجلال الفن واعتباره الغاية القصوى لأي عمل إبداعي، فالفن غاية بحد ذاته وليس وسيلة للتعبير عن الآراء والمعتقدات، وتجلت الفكرة خصوصا في الشعر بجعله فنا موضوعيا غايته استخراج الجمال من مظاهر الطبيعة وإضفاءه على الحياة رافضا التقيد سلفا بأي فكر أو عقيدة أو أخلاق.
أهم القواعد والرؤى التي أعتمد عليها هذا المذهب كما يراها سدنته ترتكز على جعل الفن حالة امتاعية عالية تثير المشاعر وتلهب الأحاسيس ليرتقي الإنسان بذوقه إلى معالي الجمال، فالفن الجيد يحقق السعادة الإنسانية عن طريق الامتاع وليس التعليم، فالتعليم له علومه وسبله الأخرى، لذلك لابد من تحطيم القديم والموروث وبناء العالم الجديد الخالي من العقائد والأخلاق الكابحة للتطور الجمالي، فاهتم أنصاره بالأساليب المبتكرة والأشكال الجديدة والاعتناء بالديباجة والبيان الناصع المشرق وتجنب الركاكة والإسفاف وانتقاء الألفاظ والابتعاد عن الغلو في وصف المشاعر الإنسانية وتأوهاتها وتصنعها، فوجدوا في الشعر اليوناني القديم منهلهم الأصيل، فأهملوا المضامين التوجيهية والتربوية (التعليمية) متمسكين بمقولتهم الخالدة (إن الحياة تقليد للفن وليس العكس)
يُرجع بعض النقاد أن الأصول الفلسفية لهذا المذهب ظهرت قديما منذ أيام الفيلسوف اليوناني المعلم الأول (أرسطو 384-322 ق - م)، الذي هاجم التوجه التعليمي والأخلاقي للشعر منتقدا أستاذه (أفلاطون 427-347 ق – م) الذي كان يرى أن الشعر خادم للفلسفة الأخلاقية والإرشاد التعليمي، في حين ينحو أرسطو خاصة في كتابه النقدي (الشعر) معبرا عن رؤيته لهذا التوجه، فاهتم ببناء الصورة، وركز على الطبيعة كملهمة للإبداع والجمال.
وبعد سيطرة الكنيسة وتعاليمها تراجع الدور الجمالي للفن بعد أن استحوذ الدور التعليمي وتبجيل القيم الأخلاقية واللاهوتية على أغراض الأدب والفن، ومع ذلك سنعثر على مناصرين لمذهب الفن الجمالي ومن أهم هؤلاء القديس (أوغسطنيوس 354-430 م) الملقب بـأبن الدموع، الذي هجر المسيحية إلى المانوية ثم عاد إلى المسيحية متأثرا بسيرة القديس (انطونيوس الكبير 251-356 م)، ففي كتابه (النظرية المسيحية) يؤكد على "المتعة الفنية التي تذوقها في الأسلوب الأدبي الذي كتبت به الأناجيل"
في القرن السابع عشر عاد الوهج لفكرة الجمال الفني على يد الشاعر والمسرحي الفرنسي (بيير كورني 1606-1684) الذي رأى "أن الهدف الأساسي للشعر المسرحي هو المتعة الفنية"، وتبعه في ذلك شعراء المدرسة الرومانتيكية (وردز وورث 1770-1850) و(بيرس بيش شيلي 1792-18228) وأقطاب المدرسة الرمزية (شارل بودلير 1821-1867) و(ستيفان مالارميه 1842-1898).
ويرى الباحثون في هذا المذهب (البرناسي) أنه استقى رؤاه الفلسفية من المدرستين الوضعية والتجريبية، حيث أن هاتين الفلسفتين تدعوان إلى خروج الإنسان من حدود ذاته إلى المعرفة الحقّة المستقيمة، فمعرفة الحقائق هي المعرفة المثمرة القادرة على تجاوز الفردية المفرطة في أناتها.
أيضا لم يقف البرناسيون عند فلسفة ثابتة يأخذونها برمتها، بل كانوا يقتنصون الآراء والأفكار من فلسفات شتى ويستثمرونها في دعم حججهم ومبادئهم، فأخذوا من الفلسفة المثالية وخاصة من طروحات (هيجل 1770-1830) و(كانط 1724-1804) ما يتوافق مع مذهبهم، ولاسيما ما طرحه (كانط) في فلسفة الجمال " الحكم الجمالي يمتاز بخصائص أولها: أنه يصدر عن رضا من الذوق لا تدفعه إليه المنفعة، وثانيها: أن الجمال تقومه الأذواق محسوسا، دون حاجة إلى أفكار مجردة، وثالثها: أن كل شيء له غاية تدرك أو يُظن وجودها فيه إلا الجمال فإننا نحس بمتعة أمامه تكفينا عن السؤال عن الغاية منه، ورابعها: أن الحكم الجمالي ذاتي ابتداء ولكنه موضوعي في التصوير"
فمن مزيج تلك الرؤى الفلسفية والإبداعات التي جاد بها هؤلاء الأوائل اقتبس مؤسسو المذهب البرناسي أفكارهم وطوروها في نظريتهم التي خلصت إلى أن الفن قيمة جمالية عليا يجب ألا تعرقلها أو تستغرقها المثل الأخلاقية والدينية التعليمية، كي يبقى الفن لأجل الفن هو الصبغة التي توسم المنجز الإبداعي للإنسان الخلاق. ودافع عنه مؤيدوه دفاعا مستميتا حتى لا يستخدم الفن في الأغراض النفعية المؤقتة، ومن مقولاتهم "على الشعر ألا يهتم بمطالب الحياة المادية المعاصرة إذ لا بد من القطيعة الكاملة بينه وبين الدهماء".
من شعر (تيوفيل غوتيه) في قصيدة (سمفونيا بالمجور البيضاء) نقرأ:
"هو تحنين قباتهن البيض
نشاهد في أقاصيص الشمال
عل الرين القديم نساء بجعات
وهن يسبحن مترنمات على الشاطئ
أو أنهن يعلقن على بعض الأغصان
الريش الذي يكسوهن
ويدعن جلدهن يلمع ويتلألأ
وهو أشد بياضا من ثلج ريشهن"
ينقل لنا الشاعر صورة النساء البجعات السابحات على نهر الرين، فهذا المقطع يستغرقه الوصف دون إضفاء أية مشاعر ذاتية عليه، فجمالية الوصف كتصوير حسي جعله أشبه بصورة فوتغرافية أو لوحة طبيعية.
وسنقرأ تكرارا لحالة الوصف لنفس الموصوف لدى (رينيه سولى برودوم):
"ودون جرس أو جلبة
ودون مرآة البحيرات العميقة والساكنة
تضرب البجعة أمواج الماء بجناحيها
الشبيهتين بسعفتي نخيل
وتنزلق، وريش منكبيها يبدو وكأنه ثلج إبريل"
فالبحيرة صافية كمرآة وجناحا البجعة كسعفتي نخيل وبياض الريش كبياض الثلج، أيضا الصور هنا خالية من المشاعر ومن ذات الشاعر وخاضعة للوصف الحسي فقط.
البرناسية في الشعر العربي.
لم يظهر المذهب البرناسي لدى الشعراء العرب كمذهب مستقل كالرومانسية أو الكلاسيكية أو الواقعية، ولم يأتلف الشعراء العرب ضمن جماعة برناسية لها تسميتها ووجودها كجماعة الديوان أو أبولو أو التموزيين، إلا أننا سنعثر على شذرات شعرية خجولة وصفت بالبرناسية وظهرت بصورة عفوية وليست قصدية، فيوسم أحد النقاد قصيدة للشاعر (عمر أبو ريشة 1910-1990)، (في معبد كاجوراو) بالصبغة البرناسية حين يصف فيها تمثالا:
ومراهق مستسلم /// لقياد غانية عوان
رد الربيع لها، فرفّت /// طلعة وزهت ليان
أهوت عليه فاكتسى /// بالياسمين الخيزران
وتمهلت، لا وهجها /// فانٍ ولا الينبوع فان
ونقرأ للشاعر السوري المصري (خليل شيبوب 1892-1951) قصيدة بعنوان (النور والحياة) انتهج فيها مسار المذهب البرناسي يقول فيها:
إذا الشمس أرسلت النور لاحت /// كنبع عقيق تدفق ماء
ما البدر في الليل إلا لجين /// يذوب سناً وينير سناء
فشمس الصباح عقيق يسيل /// ونحن دعونا العقيق ذكاء
وما النور إلا الحياة فهذا /// رآه صباحا وذاك مساء
وعليه فإننا لا نجد في الأدب العربي شاعرا برناسيا صرفا اعتنق البرناسية كمذهب وبنى عليه ودافع عنه، كما فعل الشاعر السوري (أورخان ميسر 1914-1965) بوصفه شاعر سيريالي عُرف بهذا المذهب ونظّر له، وقد نجد نصوصا وسمت بالبرناسية لتشابهها مع متطلبات هذا الفن ربما عن قصد أو غير قصد، وسنعثر على قبسات انتسبت إلى هذا المذهب لدى شعراء مهمين كـ (الياس أبو شبكة 1903-1947) و (سعيد عقل 1912-2014) و (أمين نخلة 1901-1976)، ويرى بعض النقاد أن المذهب البرناسي ظهر لدى الشعراء العرب بصيغة أخرى حين جسدوه في الحب في رسم الأنموذج الجمالي المتخيل على أسس جمالية جسدية ثائرة، فمنهم من يرى حضورا للصورة البرناسية في شعر نزار قباني في الحب والغزل كما في قصيدته (أثواب)
"أين الزمان وقد غصت خزائنها
بكل مستهتر الألوان معطور
فثم رافعة للنهد ... زاهية
إلى رداء بلون الوجد مسعور
إلى قميص كشف الكم، مغتلم
إلى وشاح، هريق الطيب، مخمور"
لكن نسبة شعر نزار العشقي للمذهب البرناسي تخالف منظور البرناسيين الغربيين الذي يرى عدم طغيان المشاعر والوجدانيات على الصورة الطبيعية الصرفة.
وبقي المذهب البرناسي غربيا صرفا ويكاد يكون فنا كماليا محدود الدعاة والأنصار في الأدب والفن العربي.
غير أن هذا المذهب لاقى انتقادات جارحة ومتهجمة شنها عليه النقاد والفلاسفة المناهضين لفكرته، واعتبروه انحرافا كبيرا عن الحياة الواعية العاقلة، وعلى رأسهم الناقد الشاعر الإنكلوأمريكي (تي أس إليوت 1888-1965) الذي اتهم أصحاب هذه النظرية بالخطأ وقصر النظر وأن "غاية الشعر والنقد تلزم كل شاعر وناقد أن تكون الكتابة ذات نفع اجتماعي". أما اللاهوتيون فقد نعتوا البرناسية بالوثنية وأنها في رفضها للقيم الدينية كجوهر للفن والأدب تفرغ الأدب من مضمونه الروحاني، فالجمال في رأيهم تكامل أخلاقي بين الشكل والمضمون، واستطرد النقاد في مهاجمة هذه الحركة الشعرية مبشرين بزوالها وأيلولتها إلى العقم لخلوها من النسغ الحي الذي يضمن بقائها، فهي لا تتجاوب مع خفقات القلب ومطالب الوجدان، تنقصها رعشة الحياة، فقصائد شعرائها تشبه الصور الفوتوغرافية بل إنها تصور مشهدية بلاستيكية خالية من الدفق الشعوري والخلجات الدافئة.
يجدر الذكر أن البروز الأكبر لهذا المذهب تجلى في الشعر خاصة ولم يتأصل في الأجناس السردية، فالرواية مثلا لا يمكن أن تكون عملا فنيا جماليا بحتا خاليا من الأفكار والمشاعر والرسالة المعرفية، وكذلك القصة، فبقي الشعر هدفا لهذا المذهب، وتأثر به الفن التشكيلى وابتدع له رواده من التشكيلين خصائص مختلفة، مع التركيز على فكرة التلقي للعمل الفني ليشعر المتلقي بالمتعة والجمال، فالفنان التشكيلي يبدع لأجل الابداع، وعليه الغرق والتأمل والتعامل مع العمل كظاهرة حسية لا واقعية، ويجب أن يصل بالمتلقي إلى حالة التعاطف الرمزي مع العمل الفني إلى درجة الاندماج، كما يجب أن يحقق العمل الفني متعة بصرية ويتجاوز الأطر الأكاديمية والتعليمية، ومن أبرز الفنانين التشكيلين البرناسيين الأمريكي (جيمس أبوت 1834- 1903) والفرنسي (مارسيل دوشامب 1887-1968) والروسي الأوكراني (فلاديمير تاتلين 1885-1963).
مازالت البرناسية معتمدة كمصطلح نقدي للشعر أكثر من حضورها الحقيقي كظاهرة لم تصل إلى حد تسميتها بالمدرسة، وقد اضمحلت كجماعة لها استمراريتها وأقطابها المشتغلين على التنظير لها وتطورها والتمسك بها، لكنها بقيت كفكرة موجودة في الاجتراحات الشعرية المشتتة في نصوص الشعراء، ليس عربيا فحسب بل على المستوى العالمي بعد أن اندمجت أفكارها ورؤاها في مدارس وظواهر جديدة اشتغلت على الفن والجمال من مناظير أخرى، فضلا عن ظهور أشكال شعرية جديدة تتصادم في تشكيلها وبنائها مع الأفكار البرناسية، فقصيدة النثر التي تعتمد على اللغة المتداولة وموضوعاتها اليومية الحياتية والمجانية، لا يقبل بها البرناسيون بل أوجدوا لها مبتكرا جديدا متحللا من قواعد سوزان برنار فأصبحنا أمام تجنيس جديد لها، وكل هذا لا يصادر على البرناسيين الاعتراف بتقديسهم للفن وسمو الجمال وغائية المتعة وصولا إلى لذة السعادة، والتعالي عن مجانية الكتابة لتكون نخبوية على مستوى المبدع والمتلقي.



#عماد_يحيى_عبيد (هاشتاغ)       Imad_Yhya_Obeid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الأديب بين الانحياز والتحيز
- النصوص الدستورية وحقوق المرأة السورية
- الإعلان الدستوري السوري، خطوات إلى الوراء
- الديمقراطية وشرعنة الديكتاتورية
- العرب خيمة وسوق
- بين مدينة إفلاطون وإمارة ميكافيللي


المزيد.....




- كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟
- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...
- شم النسيم: ما هي قصة أقدم -عيد ربيع- يحتفل به المصريون منذ آ ...
- فنانة أرجنتينية تستذكر ردة فعل البابا الراحل على لوحة بورتري ...
- لوحات تتحرك.. شاهد كيف بدت هذه الأعمال الفنية التفاعلية في د ...
- سعيد البقالي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ضيف ...
- جورج كلوني يثير الجدل باعتراف حول زواجه من أمل علم الدين
- الأديب نزيه أبو نضال.. أيقونة أدبية وسياسية أثرت المشهد العر ...
- دار النشر -إكسمو- تطلق سلسلة كتب -تاريخ الجيش الروسي-
- قبل نجاح -Sinners-.. مخرج وبطل الفيلم يتحدثان عن علاقتهما ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد يحيى عبيد - البرناسية، قداسة الفن