أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماركوس عياد جورجى - صباح الخير يا أمريكا... من أتلانتا الغارقة في ديون الفساد، أحييكم














المزيد.....

صباح الخير يا أمريكا... من أتلانتا الغارقة في ديون الفساد، أحييكم


ماركوس عياد جورجى

الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنويه: " أتلانتا الغارقة " لا تشير إلى المدينة المعاصرة في ولاية جورجيا، بل هي استعارة رمزية تُحاكي أسطورة "أتلانتس" الحضارة القديمة التي غرقت، للدلالة على سقوط حضارة الحلم الأمريكي تحت وطأة الفساد والديون.
________________________________________
هنا، حيث لا تُشرق الشمس إلا على واجهات البنوك، ولا تهب الريح إلا لتبعثر فواتير الكهرباء غير المدفوعة.
هنا، في قلب الجنوب الذي كان يومًا ما مهدًا للحلم الأمريكي، لم يبقَ من الحلم سوى ديون متراكمة، وابتسامات زائفة على وجوه الساسة.
في "أتلانتا الغارقة"، المدينة التي حلمت أن تكون بوابة العالم الجديد، تتهاوى المكاتب العقارية، وتئنُّ المستشفيات من نقص التمويل، بينما تتكاثر سيارات الرفاهية أمام قصور المسؤولين.
أيها السادة، لم نعد نصغي لـ"نغمة الحرية"... بل لصدى الفساد وهو يقتحم الموازنات، ويبتلع ما تبقّى من أمل.
يتقمص الثنائي المرح، ماسك وترامب، دور القديس الذي يتتبع آثار أقدام القراصنة، ليلتقط ما سقط منهم سهواً على الطريق.
يتظاهران بالبحث عن حلول، وهما يعلمان يقينًا أن الحل لا يكمن في جمع الفتات، بل في فتح كروش القراصنة وانتزاع الذهب المفقود لسداد ديوننا واستعادة مجد أمة تتآكل.
لكن لا، لن يفعلا شيئًا من هذا.
ففي داخل كلٍّ منهما قرصان، يحتضن جزءًا من كنز أمريكا الضائع، ويتمسك به كما يتمسك الغريق بخشبة نجاة، ولو كانت مكسوّة بدماء المساكين.
في تلك البلاد الموحلة، حيث تختلط أوراق الدولار بالطين، نجد ما لا يقل عن ٦٠ مليار دولار تُنزف سنويًا من جيوب دافعي الضرائب نحو جامعات احترفت فن التهام الأموال تحت لافتة "البحث العلمي"، بينما تمارس البحث عن منافذ فساد أكثر مما تمارس أي علم.
لا يغرنكم ما تفخر به الجامعات من إنجازات، فكل ما ترونه سوف ينهار في لحظة واحدة، حين تمتنع أتلانتا عن سداد ديونها، أو حين يتوقف الدائنون عن إقراض المدينة الغارقة، خوفًا على أموالهم من أن تبتلعها الحيتان ساعة تقذفهم الأمواج على شواطئ الدول المهلهلة.
وفي النهاية، تُفاجئنا أوروبا "الاشتراكية" التي طالما سخرنا من نموذجها، بأنها تصدّر لنا ما قيمته ١٢٠ مليار دولار من الأدوية، بينما نكتفي نحن بتصدير البترول والغاز...
عذرًا، سيدي الرئيس، لقد فشلت في حلّ المشكلة، بل فشلت حتى في الاعتراف بأنك جزء منها.
سيدي الرئيس، لن تستطيع محاربة التنين الصيني، ولن تقدر على التفاهم مع أصدقائك الأوروبيين، فالشعب غارق في الفساد، والكل يتكسب منه على حساب مستقبل هذا البلد.
كل من له نفوذ لن يتخلى عنه من أجل وطن لا يعنيه مستقبله.
عليك بالشجاعة... وأن تبدأ بالجامعات.
فالمليون دولار التي اقتطعتها من المعونات المقدمة لدولة إفريقية لن تسدد ديوننا، بل ستخسرنا أصدقاءنا.
أما المليون دولار التي ستنقذها من كروش قراصنة الجامعات، فهي الخميرة التي تفيض بينبوع ماء لا ينضب.
فأنت لم تدخل المعركة، بل جلست على حافة الخندق تُصفّق لمن سرق البنادق، ثم قلت لنا: "العدو أقوى منا".
أي حلم هذا الذي نعيشه؟
حلم أمريكي؟ أم كابوس صنعته أيدينا وسوّقناه للعالم على أنه "الحرية"؟
ثم نأتي إلى السؤال الجوهري:
هل يُقدّم رؤساء الجامعات إقرارات ذمة مالية علنية، كما يفعل نواب الكونغرس؟
سؤال بسيط، لكنه كفيل بأن يُسقط ورقة التوت عن مؤسسات تتغذى على خزائن الدولة باسم "البحث"، بينما تحيط نفسها بجدران الصمت.
كيف لجامعة تلتهم أكثر من 200 مليون دولار سنويًا من أموال الشعب، أن تُحصّن نفسها ضد أي محاسبة؟
كيف تمنع موظفيها من البوح بأي شبهة فساد أو تمييز أو ظلم داخل جدرانها؟
كيف يتسنّى لها أن تنسج علاقات عامة وثيقة مع المدعي العام وأعضاء الكونغرس والقضاة؟
كيف يصبح الحكم، في قضايا الفساد الجامعي، هو ذاته من يتلقى دعوات العشاء ودرع "التكريم" على منصات قاعات المحاضرات؟
لقد تحولت الجامعة — هذا الهيكل المقدس الذي كنا نظنه ينبوعًا للمعرفة — إلى حصن منيع للفساد، وإلى ساحة صامتة تعجّ بالطمع، تلتهم الموارد كما يلتهم السراب عطش الصحراء.
لا منٌّ يفيض، ولا سلوى تُمنح.
بل أصبحت الجامعة صحراء مقحلة، تنهش كل ما هو حي، وتبتلع الأمل قبل أن يولد.

طبيب بشرى وطالب دراسات عليا فى الفيزياء والهندسة الطبية



#ماركوس_عياد_جورجى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتى إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى: حان الوقت لكى تصب ...
- رسالتى إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى: حان الوقت لكى تصب ...
- الروشتة المعجزة لعلاج الكورونا من مرض الانسان
- الكنيسة والدولة فساد داخل فساد
- فى ذكرى 25 يناير افتكروهم
- البابا تواضروس الثانى وسياسة - ولعوا فى الإنجيل- 2
- البابا تواضروس الثانى وسياسة - اولعوا فى بعض - 1
- ما سر العداء بين الديكتاتور والعلم؟
- كم تبلغ ثروة المشير؟
- سيادة المشير أشير عليك بالرحيل
- علماء فى خدمة الإنسانية
- الشعب المصرى المتعصب. شكرا
- الدور يا طنطاوى الدور ....الدور يللى عليه الدور
- طنطاوى يكشف عن وجهه الديكتاتورى
- شاطر يا طنطاوى بس ما يقع إلا الشاطر
- هل هى صفقة بين الجيش والسلفيين؟
- الجيش يلعب بالنار
- سيادة المشير هل الجيش هو الله حتى لا يخضع للمساءلة؟
- سيدى الرئيس لا يشرفنى أن تكون أبى
- أيها المسلمون إلى متى تعرجون بين الفرقتين؟


المزيد.....




- عمرها نحو 3 آلاف عام..الإمارات تعلن عن اكتشاف أول مقبرة تعود ...
- تراجع حاد للأسهم الأمريكية بعد انتقادات ترامب المتكررة لرئيس ...
- مصر.. فيديو لفتاتين ترقصان داخل مترو الأنفاق والداخلية تتخذ ...
- قتلى وجرحى بالعشرات جراء سقوط شاحنة في واد بجنوب باكستان
- كوريا الجنوبية تطلق قمرا اصطناعيا للاستطلاع العسكري
- صحيفة: واشنطن تطالب بحرية وصول Amazon و Walmart إلى السوق ال ...
- نائب من -خادم الشعب-: الموارد المعدنية ليست ملكا للشعب الأوك ...
- بوتين يُعلن عن استعداده لخوض محادثات سلام مباشرة مع أوكرانيا ...
- أسرى فلسطينيون سابقون: -نبقى في غزة لتأكلنا الكلاب ولا نعود ...
- 100 يوم على رئاسته.. ترامب يقلب النظام العالمي رأسا على عقب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماركوس عياد جورجى - صباح الخير يا أمريكا... من أتلانتا الغارقة في ديون الفساد، أحييكم