أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - مقاطعة الصدر للانتخابات: احتجاج أم استراتيجية لتغيير اللعبة السياسية ؟














المزيد.....

مقاطعة الصدر للانتخابات: احتجاج أم استراتيجية لتغيير اللعبة السياسية ؟


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظلّ التطورات السياسية المتسارعة في العراق، تبرز مقاطعة التيار الصدري للانتخابات البرلمانية المقبلة كواحد من أبرز العوامل التي قد تُحدث تغييراً في المشهد السياسي العراقي. فبعد أن كان التيار بزعامة السيد مقتدى الصدر القوة الأكبر في البرلمان السابق، أصبح قرار المقاطعة صدمةً للكثيرين، مما يطرح تساؤلات حول تداعيات هذا القرار على العملية الانتخابية، وتوازن القوى، ومستقبل الحكم في العراق.
خلفية المقاطعة وأسبابها .
قرر التيار الصدري مقاطعة الانتخابات المقررة في عام 2025، وذلك بعد سلسلة من التطورات السياسية التي شهدتها الساحة العراقية، أبرزها:
1. الانسحاب من العملية السياسية : بعد فشل تشكيل حكومة أغلبية كما كان يطمح الصدر، وتصاعد الخلافات مع تحالف ( الإطار التنسيقي) المدعوم من إيران، قرر التيار الانسحاب من البرلمان في 2022، ثمّ أتبع ذلك بمقاطعة الانتخابات.
2. رفض (المحاصصة الطائفية ) : يرى الصدر أن النظام السياسي القائم فاسد وغير قادر على الإصلاح، وأن المشاركة فيه تعني استمراراً للأزمات.
3. الضغط الشعبي : يعتمد الصدر على قاعدته الجماهيرية الواسعة، ويبدو أنه يريد استخدام المقاطعة كوسيلة للضغط على الخصوم وإثبات أن شرعية النظام مرتبطة بقبوله.
تداعيات المقاطعة على الانتخابات .
إذا تمّت المقاطعة فعلاً، فستكون لها آثار كبيرة على العملية السياسية، أبرزها:
1. تغيير خريطة القوى البرلمانية :
كان التيار الصدري الحاصل على أكبر كتلة برلمانية في انتخابات 2021 (73 مقعداً )، وبغيابه، ستُعاد توزيع المقاعد الشيعية لصالح القوى الأخرى، مثل (الإطار التنسيقي) (تحالف دولة القانون وحلفائه)، مما قد يعزز نفوذ الأحزاب الموالية له.
2. انخفاض نسبة المشاركة :
يمتلك الصدر قاعدة شعبية كبيرة، خاصة في المدن الجنوبية مثل النجف والبصرة وبغداد، وقد يؤدي مقاطعته إلى عزوف جماهيره عن التصويت، مما يُضعف مصداقية الانتخابات ويُقلل من شرعيتها.
3. تصاعد الاحتجاجات وعدم الاستقرار :
قد يستخدم الصدر أسلوب الضغط الجماهيري عبر التظاهرات أو الاعتصامات، كما حدث سابقًا، مما قد يُعمّق الأزمة السياسية ويُعطّل تشكيل الحكومة.
4. تعزيز نفوذ القوى الموالية لإيران:
في حال غياب الصدريين، قد تزيد هيمنة (الإطار التنسيقي) على البرلمان، مما قد يُبعد العراق أكثر عن التحالفات العربية والسُنية، ويعزّف التوجه نحو المحور الإيراني.
هل ستنجح المقاطعة؟ :
رغم أن المقاطعة قد تُضعف المشاركة وتُغيّر نتائج الانتخابات، إلا أن نجاحها يعتمد على عدة عوامل:
• رد فعل الجماهير الصدرية : هل ستلتزم بالمقاطعة أم ستشارك رغماً عن القيادة؟
• موقف القوى الأخرى : إذا استغلت الأحزاب المنافسة الفرصة لاجتذاب ناخبين صدريين، فقد تُقلل من تأثير المقاطعة.
• الدور الدولي والإقليمي : قد تتدخل دول مثل إيران أو الولايات المتحدة لضمان عدم انهيار العملية الانتخابية.
السيناريوهات المحتملة
1. استمرار الأزمة السياسية : إذا أدت المقاطعة إلى برلمان ضعيف ومقسّم، فقد يتجدد الشارع الغاضب، ويعود الصدر كقوة ضغط خارج المؤسسات.
2. تغيير موقف الصدر: قد يتراجع التيار عن المقاطعة في اللحظة الأخيرة إذا حصل على ضمانات بإصلاح النظام الانتخابي أو تقليل نفوذ إيران.
3. تعطيل الانتخابات: في حال تصاعد الاحتجاجات، قد تُؤجل الانتخابات إلى حين تحقيق تسوية سياسية.
الخلاصة ..
مقاطعة التيار الصدري للانتخابات ليست قراراً عابراً، بل هي استراتيجية سياسية قد تُعيد رسم الخريطة البرلمانية وتُغيّر موازين القوى. لكنّ نجاحها غير مضمون، خاصة إذا لم تترجم إلى حراك شعبي واسع. في النهاية، تبقى الانتخابات رهاناً ديمقراطياً، والمقاطعة قد تُضعفها، لكنها قد تكون أيضاً صفعةً للنظام القائم لدفعه نحو الإصلاح. والسؤال الأكبر: هل سيدفع العراق ثمن هذه المعركة السياسية بمزيد من التدهور الأمني والاقتصادي؟



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية كيس الفئران: السرّ المظلم في حكم الشعوب عبر الفوضى!
- بين (بغدادة) و(متبغدد).. أسرار أناقة بغداد التاريخية في الله ...
- نيكولو مكيافيلي الرجل الذي فهم القوة أكثر من أي أحد ..
- شاي بالياسمين على الطريقة العمانية .. مفتاح التفاوض مع إيران ...
- الصلاة مع المرشد أتم.. والتجارة مع ترامب أدسم ..
- على من ترتل مازاميرك يا داود ؟
- إيران والغرب.. من الموت لأمريكا إلى رئيس السلام – هل تغيرت ا ...
- من علم الأجيال كيف يمسكون القلم قبل أن يمسكوا الحجر؟
- سوريا إلى ما قبل الصفر.. قرار أمريكي يطيح بالشرعية الدولية ل ...
- الشرق الأوسط في عهد ترامب الجديد .. استقرار أم فوضى ؟
- مطالب عادلة ونظام تعليمي على المحك.. معلمو العراق في إضراب ش ...
- من الريف إلى الحرم.. كيف أثّرت الهجرة العشوائية على هوية الن ...
- بين المطرقة والسندان.. كيف يريد الكونغرس الأمريكي تحرير العر ...
- هل تُشعل واشنطن المواجهة مع إيران؟.. حاملة طائرات نووية أمري ...
- تداعيات الفوضى الخلاقة: تحليل لواقع العراق السياسي والاقتصاد ...
- البروباغندا الأمريكية ودورها في الحرب على العراق 2003
- من وراء قطر غيت ؟.. لعبة استخباراتية أم فساد داخل الكيان الإ ...
- العار أصبح ترنداً .. معركة الحياء في السوشيال ميديا ..
- ضربة استراتيجية تشلّ (هاري ترومان) وتُغيّر قواعد اللعبة
- الطبيعة أم التطبع: أيهما يغلب في الآخر؟


المزيد.....




- قصف أوكراني يعرقل سحب جثث عسكريين أوكرانيين من ساحة القتال ب ...
- تحذير علمي.. مواد كيميائية في المنتجات المنزلية قد تعيق نمو ...
- Oppo تطرح أحدث هواتفها بسعر منافس
- فوائد بالجملة وآثار جانبية قاتلة.. الجوز البرازيلي سلاح ذو ح ...
- عالمة روسية تبتكر خوارزمية جديدة تميز بين النصوص المكتوبة من ...
- الغارديان: الاتحاد الأوروبي يدرس تفعيل المادة السابعة ضد هنغ ...
- فون دير لاين: الدول تصطف في طابور للعمل مع الاتحاد الأوروبي ...
- تمرين مشترك لبحريتي روسيا وبنغلاديش في المحيط الهندي (صور)
- سبب غير متوقع للصداع الصباحي
- خرافة الكوليسترول.. هل حقا هو العدو الأول للقلب؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - مقاطعة الصدر للانتخابات: احتجاج أم استراتيجية لتغيير اللعبة السياسية ؟