أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - دمج الأمن في التعليم: استراتيجية النظام الإيراني لقمع وعي الشباب














المزيد.....

دمج الأمن في التعليم: استراتيجية النظام الإيراني لقمع وعي الشباب


عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة تكشف عن عمق الخوف الذي يسيطر على النظام الإيراني من يقظة الجيل الجديد، وقّع وزير التربية والتعليم علي رضا كاظمي، وقائد قوى الأمن أحمد رضا رادان، اتفاقية رسمية في طهران تهدف إلى دمج الأجهزة الأمنية ضمن المنظومة التعليمية. هذا التحرك، الذي جاء خلال مؤتمر وطني لمسؤولي الثقافة والشؤون الاجتماعية، يعكس استراتيجية النظام لتحويل المدارس إلى ساحة جديدة في معركته ضد الوعي والتمرد، في محاولة يائسة للسيطرة على عقول الشباب.

سياق الاتفاقية وسياسة القمع
الاتفاقية ليست مجرد إجراء إداري، بل جزء من سياسة استراتيجية تستهدف كسر تأثير الشباب الذين قادوا انتفاضات نوفمبر 2019 وسبتمبر 2022. هذه الانتفاضات، التي عبّرت عن رفض الشباب للقمع والتمييز والاستبداد، شكّلت منعطفًا تاريخيًا في مواجهة النظام الدكتاتوري الديني. الطلاب والنساء، الذين تصدّروا الاحتجاجات، أظهروا جرأة غير مسبوقة، مما دفع النظام إلى مواجهتهم بالعنف الدموي، والآن، إلى محاولة السيطرة على عقولهم من خلال التعليم.
وزير التربية علي رضا كاظمي، في تصريحات تكشف عن تماهيه الكامل مع الأجهزة القمعية، أعلن: "أنا جندي بفخر تحت إمرة القائد رادان"، مؤكدًا أن "مهمة التعليم هي مهمتكم". وأشار إلى خطط لمراجعة جذرية للمناهج الدراسية، ترتكز على "الثوابت الدينية، وثقافة الصلاة، والقيم القرآنية"، في محاولة لتحويل التعليم إلى أداة لترويج العقيدة الرسمية. كما شدد على دور الوزارة في نقل "الثقافة والمعتقدات والقيم" إلى الأجيال الجديدة، معتبرًا أن أزمات البلاد ثقافية، ومحمّلاً الناس مسؤولية ما وصفه بـ"فشل ترسيخ ثقافة الاستهلاك الصحيح".
من جانبه، أكد رادان أن المدارس هي أداة مركزية في توجيه المجتمع، مشيرًا إلى أن الطلاب هم "الهدف الأول للعدو". واستذكر تجنيد الطلاب خلال الحرب الإيرانية-العراقية، قائلاً: "لقد أرسلنا الشهداء من المدارس إلى الجبهات". كما حذّر من "مافيا لاختطاف العقول" عبر المنصات الافتراضية، مؤكدًا أن المدارس هي الحقل الأنسب لتنفيذ "المهام التربوية-الأمنية".

أهداف الاتفاقية ومخاطرها
وفقًا لوكالة "بانا"، تهدف الاتفاقية إلى "تعزيز التعاون التعليمي والثقافي والاجتماعي"، و"رفع الوعي العام"، و"الحد من الأضرار الاجتماعية". لكن هذه العبارات البيروقراطية تخفي مشروعًا خطيرًا يهدف إلى خنق الوعي وإخضاع عقول الشباب لسلطة ولاية الفقيه منذ الطفولة. الاتفاقية تمثل امتدادًا لمحاولات سابقة لأسلمة التعليم وتوسيع النفوذ العقائدي للنظام باستخدام الأدوات الأمنية والدينية.
دمج الأجهزة الأمنية في التعليم يعني زيادة الرقابة على الطلاب، وتغيير المناهج لتعزيز الولاء للنظام، وتحويل المدارس إلى مراكز للدعاية بدلاً من التعليم. هذا التحرك يهدد بتقويض أي فرصة لتطوير تفكير نقدي أو إبداعي لدى الجيل الجديد، مما يعزز الانقسام بين النظام وشعبه.

مقاومة جيل رقمي متحرر
رغم هذه الإجراءات القمعية، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن النظام يواجه جيلاً رقميًا متحررًا، نشأ على الوعي والرفض، ولم يعد يُخدع بشعارات المقاومة الزائفة أو ثقافة الشهادة القسرية. الشباب الإيراني، الذي يتطلع إلى حياة كريمة وحرة، أظهر في انتفاضاته الأخيرة أنه لا يخشى القمع، وأن إرادته لن تُكسر بسهولة.
الصدام بين نظام رجعي متكلّس وجيل يمتلك الوعي والطموح لم يعد قابلاً للتأجيل. المدارس، التي يحاول النظام تحويلها إلى ساحات للقمع، أصبحت أيضًا ساحات للمقاومة. عقول الشباب، التي يسعى النظام للسيطرة عليها، هي الميدان الحقيقي لمعركة مستقبل إيران.

خاتمة
الاتفاقية بين وزارة التربية وقوى الأمن تكشف عن استراتيجية النظام الإيراني لمواجهة تهديد يقظة الشباب من خلال دمج الأمن في التعليم. لكن هذه السياسة، التي تهدف إلى خنق الوعي، لن تنجح في كسر إرادة جيل يمتلك الجرأة والطموح لتغيير واقعه. المعركة على مستقبل إيران تجري الآن في عقول الشباب وفي ساحات المدارس، حيث يدرك النظام أن خسارته هناك ستكون نهائية. الشباب الإيراني، بوعيه ورفضه للقمع، هو الأمل في بناء مستقبل حر وعصري.



#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّ ورطات النظام الإيراني!
- تقرير إيران القضائي لمفوضية حقوق الإنسان: محاولة يائسة لتبري ...
- أکثر من 3 عقود من الکذب والخداع!
- النظام الإيراني: مهندس عدم الاستقرار واللاأمن في المنطقة؟!
- کذبة سلمية البرنامج النووي للنظام الإيراني!
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- زراعة الموت والکراهية بدأ في إيران وسينتهي بها!
- إيران من قبضة الواقع إلى أفق المستقبل!
- العصا النارية التي ستحرق النظام الإيراني!
- إيران.. إستعراض نظري بوجه تهديد وجودي!
- مؤتمر ميونيخ الأمني: ملتقى استراتيجي وأصوات المقاومة الإيران ...
- الشعب الإيراني يواصل انتفاضته والنظام يترنح!
- سقوط الاسد خطوة أولى لإرساء الامن والسلام في المنطقة
- النظام الإيراني في مستنقع الأكاذيب والتناقضات!
- مؤتمر باريس: لحظة فارقة لدعم المقاومة المنظمة في إيران
- تحويل النظام الإيراني للأموال إلى حزب الله يثير الجدل في بير ...
- إسقاط النظام الايراني ليس مستحيلا!
- البرنامج النووي للنظام الإيراني على مفترق طرق
- سقوط بشار الأسد: زلزال سياسي داخل النظام الإيراني؟!
- الحجاب الإجباري: قانون مثير للجدل وتداعياته؟


المزيد.....




- بعد إشهار إفلاسها.. انخفاض عدد فروع مطاعم -تي جي آي فرايديز- ...
- -فخ صنعه إيلون ماسك-.. تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية مع ا ...
- جيل غزة المفقود: 96% من أطفال القطاع يشعرون باقتراب الموت بس ...
- إغلاق القصر الرسولي بعد وفاة البابا فرانسيس
- بعد تأكيد رحيل دي بروين- نجمان آخران قد يغادران مانشستر سيتي ...
- الجامعة العربية تؤكد دعمها للبنان وتطالب بحصر السلاح بيد الد ...
- وزير الداخلية التونسي: بلادنا ليست أرض توطين ولا حارسا للفضا ...
- الكرملين يعلق على أهمية عقد -قمة روسيا والدول العربية- في مو ...
- -إكسبريس-: تشديد العقوبات على روسيا تحول إلى فشل لأوروبا
- تونس.. الاعتداء على سائحة أوروبية بآلة حادة والسلطات تعتقل ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد محمد - دمج الأمن في التعليم: استراتيجية النظام الإيراني لقمع وعي الشباب