أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايليا أرومي كوكو - في السَّرْحُ أقرع الشردن !














المزيد.....

في السَّرْحُ أقرع الشردن !


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 17:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في السَّرْحُ أقرع الشردن !
تعد مرحلة الطفول والصبافي هيبان من أمتع وأجمل مراحل العمر . وقد تتشابة هذه المرحلة العمرية لدي كل الاطفال الذين نشأوا وتربوا في جبال النوبة في كل زمان ومكان . فهي المرحلة التي تتميز بالبرائة والشقاوة معاً وفي وقت واحد . بل يصعب ويستحيل فهم ان يكون المرء شقياً وبرئياً في آن . لكن الطفولة تتيح الفرصة لكل انسان ان يعيش النقيضين بتفاصيلها وتداعياتها والنواقص بقبول وتسامح ورضي من الجميع . ويكبر الاطفال ببرائتهم وشقاواتهم وينسون كل شيئ كان في غمارة الحياة . هذا بينما تظل ذكري أجمل ايام العمر عالقة بالذهان تستدعيها الذاكرة من حين لحين مهما كانت سعيدة او تعيسة فهي تبقي ذكري جميلة علي كل حال .
ايام كنا نلهو ونلعب نجري ونركض ثم نتعارك نتشاغب ونتشاجر نضرب بعضنا بالعصي والحجارة ضرباً مبرحاً . واحيان نستخدم ثمار الدوم الناشفة الكوسترل والنيم . في كثيرة من الاحيان نصيب صديقنا بجرح مؤلم دامي فيبكي ونبكي معه كاننا جميعنا تأذينا أصبنا وجرحنا فتألمنا وبيكنا. لكننا في وقت وجيز نضمد جراح المصاب منا ثم نكفكف دموعه دموعنا ونعود للعبنا كما لم يكن شيئاً ابداً قد حدث بيننا .
اتذكر ونحن رعاة صغار نخرج الي سرح البهائم من العنزات والضأن وبعض الابقار لمن يمتلكون الابقار . وكان حتي من لايملكون لا بقرة ولا عنزة واحدة مثلي يخرجون للسرحة مع الذين يملكون والكل يسرح بمن فيهم من لا غنزة له كأنه يملك مئة بقرة . الجميع يتشاركون هنا الحلب واقتسام الحليب وشربه او أكل اللحوم عند الذبح . نعم كنا نخرج جميعاً للسرح او الي النفير في المرازع والحقول. وعندما نسرح ونمرح في اللهو واللعب والمطاردة ننسي عملنا وتضيع منا البهائم وتدخل المزارع والحقول وتضر بالزروع . وفي كثير من الاحيان يهجم علينا أصاحب تلك الحقول بسياط النيم ويتم جلدنا جلد غرئب الابل من طرف . وقد لا يكون لك ناقة او بقرة ولا حتي ثغلية عنزة لكنك تكون قد أوسعت شبعت ضرباً وجلد .
في العصريات كنا نعود طريقنا الي البيوت فبعضنا تكون كل غنمه معه واخرين يعودون بدونها فيبتدأون في سؤال كم من يقابلهم . يا فلان انت ما لقيت غنمي ويا علان انت ما شفتي بقرتنا الخضراء او غنمايتنا الصفراء وكنا مصابين بعمي الالوان. بعدها يتجتمع كل الصبيان في ميدان الكبير ميدان طيارة ليبدأوا في الصراع او لعب كرة القدم و شليل وينو أكلو الدودو اوالصلص ريثما تأتي العنزات او البقرات التي رتعت وشعبت في الجباريك والحقول . او ربما يقودها أصحاب أحد تلك الحقول التي رتعت فيها الي زريبة عمك كنده ميت . فيتدخل الاطفال الاشقياء المشاغبين بين من يقودها بغرض اخذها منه عنوة قبيل ايصالها الي الزريبة . وهنا تدور المطاردات فر وكر بين الاطفال ومن يقودون بهائمهم وفي الغالب يغلب الاطفال الاشقياء بأنتزاع كل او بعض بهائمهم قبل ايداعها في زريبة الهوامل . فأن لم يتمكنوا من ذلك فالجلد والضرب هو مصيرهم المنتظر وربما الحرمان من الغداء والعشاء الا من رحم أابائهم . وهذا ما يجعل الاطفال والصبيان يشمرون عن سواعد جدهم مجتهدين لأنتزاع أغنامهم قبيل ايصالها الي زريبة هوامل عمي كنده ميت !
مع ساعة الغروب تتسلل كاللص الي البيت متجسساً وصول الغنم قبلك . فتتأكد انها رجعت بسلامتها وهي شبعانة تريانة بدونك . تتردد ما بين الدخول والصدود ثم المبيت عند أحد أصحابك تفادياً للعقاب . فتدعوك أمك الحنونة بالدخول بعد أن أمنت لك ان والدك لن يجلدك الليلة بشرط ان تعده بأنك لن تكرر الجرم . في صباح اليوم التي يدللونك لشرب الشاي ان وجد وقضاء بعض المراسيل ومن ثم تناول الفطور الكارب استعداداً للخروج الي السرحة . لكنك في دواخلك تقول مردداً لهم في قلبك يا : ( يا ساعي وين الراعي ) . لتكرر نفس السيناريو بنفس الوتيرة ان بوجه جديدة ودواليك !



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات من في حق القائد الراحل يوسف كنده كوكو
- هل من مغيث للفاشر ؟
- كن لنفسك انيساً
- سيناريو تقسيم السودان هل بات مسئلة وقت ليس الا ؟
- الابيض تحت رحمة القصف العشوائي لا أمان في أي مكان !
- ترمب يرسخ سلام الأقوياء الذي يسلب الضعفاء !
- زيليسنكي يسجل هدفه الاول في مرمي ترمب بصفعة القرن
- في السياسة : لا اصدقاء ولا أعداء دائمين بل مصالح مشتركة
- أزمة رسوم الشهادة السودانية تهدد مستقبل طلاب كردفان
- التحية والمجد لشعب غزة وفلسطين الابي
- هل يوقف ترمب الحرب في السودان؟
- أوقفوا الحرب العبثية !
- الحرب العبيثة تطال الاسقف تومبي ترلي بوجهها الاثني البغيض !
- لبنان يحترق العالم في صمت مريب يتفرج !
- ذكري 7 الأيدولوجيا والتكنولوجيا في الحروب
- لمن الغلبة الأيدولوجيا أم التكنولوجيا في الحروب ؟
- عشية 7 أكتوبر: هل نحجت حماس أم فشلت إسرائيل ؟
- من الذي أخترق حزب الله ؟
- اسرائيل وايران تضعان الشرق الاوسط علي سطح صفيح ساخن !
- عندما يختبيئ الامام الفقيه خامنئي !!!


المزيد.....




- -نحن مهددات بالموت-.. مأساة النساء الحوامل في مخيمات شمال سو ...
- في عقدها التاسع وترفض التخلي عن سيفها، قصة الأم المحاربة الت ...
- كيف تنفق أغنى امرأة في العالم ثروتها البالغة 101 مليار دولار ...
- أحمد كريمة يرد على الهلالي: الحجاب ثابت والمواريث ليست -ماسو ...
- كيف تنفق أغنى امرأة في العالم ثروتها البالغة 101 مليار دولار ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة بالبيت بعد التحديث 2025.. شروط الق ...
- 6 حكايات يروي أصحابها ما يحدث داخل المعتقلات الإسرائيلية
- 14 منظمة حقوقية تدين وقائع القتل خارج نطاق القانون لشابين ف ...
- برلمانية تحذر من شبكات التهريب: يستغلون النساء المطلقات لتهر ...
- -الفتاة المعجزة- الصينية.. نجت من سقوط -لا يصدق-


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايليا أرومي كوكو - في السَّرْحُ أقرع الشردن !