أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - أزمة الكادر السياسي في العراق مقاربة نقدية في ضوء فكر ديمتروف















المزيد.....

أزمة الكادر السياسي في العراق مقاربة نقدية في ضوء فكر ديمتروف


عبدالله سلمان
كاتب وباحث

(Abdallah Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضمن سياق فهم إشكالية ضعف الكادر السياسي التنظيمي في الواقع العراقي لا سيما في صفوف المعارضة و بالاستناد إلى فكر جورجي ديمتروف كأداة نظرية ومنهجية لإعادة بناء الحركة السياسية على أسس أكثر صلابة وفعالية . تستهدف هذه القراة الإسهام في النقاش السياسي والتنظيمي عبر مقاربة نقدية ترتكز على الواقع وتستلهم الدروس من التجارب الثورية العالمية.

ما نراه في الساحة العراقية والمعارضة بشكل خاص من تدهور في اللغة السياسية وضعف في الفهم السياسي والذي جعل كثيرًا من القوى السياسية تفكر في جمع الأعداد لا النوعيات دفعنا لتقديم هذه المقاربة في محاولة للإجابة عن سؤال جوهري كيف نعيد الاعتبار للكادر السياسي الفاعل في بيئة اختلط فيها الغث بالثمين؟
واقع الكادر في العراق ازمة بنيوية وسلوكية
يعاني المشهد السياسي العراقي من تدهور واضح في نوعية وكفاءة الكوادر سواء في السلطة أو المعارضة لأسباب بنيوية وتاريخية متراكمة منها الانقطاعات المتكررة في العمل السياسي بسبب السياسات الشمولية وغياب ثقافة التنظيم و ضعف التعليم والتثقيف السياسي وانعدام التجربة الميدانية وتُفاقم هذه الأزمة سلوكيات فردية ضارة أبرزها النرجسية والغرور وحب الظهور وهي عوامل تنخر أي جهد جماعي وتحوّل العمل السياسي إلى ميدان للمنافسة الشخصية لا للنضال الجماعي .
كما برزت ظاهرة الكادر الإعلامي المصطنع حيث يستخدم بعض الأشخاص أموالهم لشراء فرص إعلامية لتقديم أنفسهم كقادة سياسيين مستفيدين من إعلام مشبوه يفرض أسماء لا تمتلك تجربة تنظيمية ويمارسون الخداع و التضليل الإعلامي ونشر أوهام لغرض فرض رؤى غير واقعية بينما يغيب عن الواجهة الكوادر الصادقة والفاعلة
من جهة أخرى ، كما ان كثير من الكوادر السياسية يتنقلون بين تنظيمات المعارضة دون رؤية واضحة أو مواقف ثابتة ما يعمّق من أزمة الثقة داخل التنظيمات ويكرّس حالة الانتهازية السياسية بدل الالتزام المبدئي .
القطيعة مع الجمهور وانعدام الثقة
تُعدّ أزمة الثقة بين الجماهير العراقية والمعارضة واحدة من أبرز مظاهر الخلل السياسي في البلاد. فقد تكرّست على مدى سنوات حالة من الفتور بين الطرفين حيث لم تعد المعارضة قادرة على إقناع الناس بصدقيتها أو جدارتها بقيادة مشروع تغيير حقيقي. وهذا الانفصال العميق لم يأتِ من فراغ بل هو نتيجة تراكمات أبرزها هشاشة الكادر السياسي الذي يمثل المعارضة وافتقاره إلى لغة جماهيرية نابعة من هموم الناس اليومية وعدم قدرته على توظيف هذه الهموم لخدمة المشروع التحرري.
في ظل هذه الهشاشة أصبحت بعض من المعارضة في نظر شرائح واسعة من الشعب تكرارًا باهتًا لسياسي السلطة ولا تختلف عنها في السلوك أو الخطاب بل ربما تتفوق عليها في الفوضى والانقسام. كما بات يُنظر إليها بريبة وسخرية على اعتبارها مجرد واجهة انتفاعية لا مشروعًا وطنيًا تحرريًا.
لقد لعب ضعف الكادر المعارض وغيابه عن الميدان الاجتماعي وضعف لغته السياسية وانفصاله عن الشارع دورًا حاسمًا في هذه القطيعة. فبدلًا من أن يكون حاملًا لمشروع تغيير جذري يستجيب لطموحات الناس بات الكادر يعيد إنتاج نفس أنماط الفشل والتكلس التي اعتادها الشارع.
إن استعادة ثقة الناس ليست ممكنة دون إعادة بناء الكادر لا بوصفه مجرد معارض او حزبي بل بوصفه حاملًا لفكرة ومنظومة قيمية وأخلاقية وسياسية قادرًا على تمثيل وجدان الناس ومخاطبة واقعهم وتطلعاتهم بلغة صادقة ومؤثرة.
ديمتروف وتوصيات بناء الكادر
يقدّم جورجي ديمتروف في كتابه الكادر منظورًا عميقًا لبناء الطليعة السياسية ويقولعلى الحزب أن يخلق كوادره لا أن ينتظرهم من العدم والكادر الجيد يُبنى بالممارسة والتوجيه لا بالانتظار والتمني. يعتبر ديمتروف الكادر مهما في التنظيم السياسي بوصفه انه الذهب الحقيقي للحزب ويرى ديمتروف أن الكادر ليس حالة فردية طارئة بل عملية بناء متواصلة تتطلب التربية والتوجيه و التجربة الانضباط والمحاسبة كما يؤكد على أن الكادر لا ينفصل عن قاعدته الشعبية بل يتجذّر فيها .
مقترحات عملية من وحي ديمتروف
استلهام فكر ديمتروف لا يعني العودة إلى نماذج حزبية كلاسيكية بل توظيف خبرته لبناء كادر فاعل مثقف ميداني أخلاقي يمكنه تمثيل شعبه وحركته السياسية ومن هنا يمكن اقتراح الخطوات التالية :
١ إعادة الاعتبار للتثقيف السياسي كأولوية تنظيمية ( القراٌة والبحث )
٢ فتح فضاءات للممارسة الميدانية والتدريب الجماعي
٣ كسر النخبوية والانغلاق التنظيمي لصالح التواصل مع الشعب باخلاق عالية
٤ تشجيع النقد الذاتي ومأسسة المحاسبة الداخلية.
يجب على التنظيمات الجادة أن تنظم ندوات ثقافية وفكرية لكوادرها تدمج بين مفاهيم السياسة والفكر النقدي وأخلاق التعامل المجتمعي وتطوير لغة الخطاب السياسي في الاعلام فوعي الكادر ليس ترفًا بل سلاحًا نوعيًا في معركة التغيير.
إن حركات تحرر شعبية خاضت حروبًا قاسية مثل الصين وفيتنام كانت تمارس التثقيف السياسي والمجتمعي بشكل متوازي مع الكفاح المسلح لأنهم أدركوا أن الوعي هو السلاح الذي لا ينفد.
ليست أزمة الكادر مجرد تفصيل إداري أو مسألة تنظيمية ثانوية بل تمثّل جوهر أي مشروع تحرري يسعى للتغيير الجذري. فالكادر هو حامِلُ الفكرة والوسيط الحيّ بين النظرية والتطبيق بين الحلم السياسي وواقع الجماهير وبدونه تتحول الشعارات إلى ضجيج وتغدو المشاريع رهينة الورق.
إذا أرادت المعارضة العراقية أن تكون بديلًا حقيقيًا للنظام القائم فعليها أن تبدأ من نقطة البدء من بناء الكادر أي من إعادة بناء الذات التنظيمية على أسس من الوعي والصدق والكفاءة والانخراط الجاد في هموم الناس. فالتغيير لا يتحقق بالرغبة فقط بل بالأدوات القادرة على حمله ومجابهة تحدياته وعلى رأس هذه الأدوات الكادر المؤهل المنتمي والمبادر والخلوق باللغة والسلوك.
# جورجي ديمتروف (1882–1949) هو قائد شيوعي بلغاري وأحد أبرز المنظرين في الحركة الشيوعية العالمية خلال القرن العشرين.
# جورجي ديمتروف، "الكادر". منشور ضمن مؤلفات مختارة صادرة عن دار التقدم، موسكو، أو ترجمات عربية متداولة ضمن أدبيات الأحزاب الشيوعية في العالم العربي. النسخ غالبًا متوفرة بصيغة رقمية ضمن أرشيفات الأحزاب أو المواقع الماركسية.



#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)       Abdallah_Salman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولية المعارضة العراقية
- بريطانيا. راعية النظام الطائفي في العراق ومخططها لتدجين المع ...
- بريطانيا.. راعية النظام الطائفي في العراق وأساليبها في تدجين ...
- الزمن الجميل: بين السردية التاريخية والتعايش المجتمعي
- قرأة في القانون والفقه الدستوري
- تعريف كتاب الديمقراطية في العراق بين النظرية والتطبيق
- الانتخابات الامريكية ووسائل ادارة النفوذ في العالم
- من احتلال بغداد الى دمــار غزة
- السطو الاعظم
- المقترح الامريكي لانهاء العدوان على غزة لماذا الان ؟
- تعريف كتاب العلمانية منهج فكري ام عقيدة دينية (رؤية تحليلية ...
- تحت وطأة التحديات فشل استراتيجية الردع في الشرق الأوسط
- تجاوزات الاعلام الغربي ، استخفاف واستغفال مواطنيهم
- اشكالية الانسان في الاعلان العالمي لحقوق الانسان
- للانتصار وثبة وفرح
- مسرحية التبادل تمثيل امريكي هابط
- بلينكن واكاذيب امريكا المتجولة
- قراءة في المشروع الامريكي – البريطاني في تكوين شرق اوسط جديد ...
- محمد شياع السوداني وبناء عالم افتراضي
- مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية


المزيد.....




- بينهم إيطاليان وآسيوي وأفريقي وأمريكي... من هم أبرز المرشحين ...
- فانس يلتقي مودي فيما تسعى الهند لإبرام اتفاق تجاري مع الولاي ...
- -نيويورك بوست-: ترامب قد يحضر جنازة البابا فرانسيس
- تركي آل الشيخ يكشف هوية ثاني أغلى مذيع عربي بعد المصري عمرو ...
- هل يغير ضغط الداخل أهداف نتنياهو في غزة؟
- -حماس-: جريمة هدم المنازل في الضفة تكشف فاشية الاحتلال وتستد ...
- ترامب يشيد بأداء هيغسيث لمهامه وسط فضيحة -سيغنال-
- ملك السعودية وولي عهده يعزيان في وفاة البابا فرنسيس
- -خاتم الصياد-.. لماذا يدمر خاتم البابا بعد وفاته؟ (صور)
- البيت الأبيض يرد على تقارير عن البحث عن بديل لوزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - أزمة الكادر السياسي في العراق مقاربة نقدية في ضوء فكر ديمتروف