أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات














المزيد.....

افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


في فيلمها القصير الروائي "هنا وهناك" . توجد حالة غنائية شديدة التأثير علي المشاهد حيث اغنية احمد عدويه زحمة. فيكون الانطلاق الدرامي والصورة من الاغنية، لذا يكون المونتاج شديد الغنائية مما يؤدي إلي حالة تأثير حسي قوية، فالغناء وخاصة أهمية عدوية يترك تأثيرا ساحرا لفيلم المخرجة سارة عبد العزيز والذي أشرف عليه المخرج علي بدرخان ..
مشاهد متنوعة دون حوار وشخصيات ولكن الانطلاق والصورة يكون من مشاهد القبور والتي تكتظ بالجبانات والقبور ثم التحول الي مشاهد لكرة قدم وراقصة ومشاهد اخري متنوعة. حالة تجريبية غير معقدة ولكنها بسيطة بس تعطي عمق جماليا وشاعريا لحالة الإنسان في الوجود من الازدحام وعدم تحديد ذاته منفردا. فالازدحام وعدم الخصوصية تكون حتي بعد الموت من كثرة المقابر..
تستبدل سارة عبد العزيز الشخصيات الدرامية بتركيب لقطات متنوعة لتعبر دراميا عن المعني مع أغنية عدوية لذا يكون السياق تيارا جارفا من الحركة فاللقطات رصد لحركة مباشرة في الواقع دون تصوير وايهام في المشهدية. انما لقطات مباشرة ولكنها رغم ذلك تعطي روحا درامية وروائية للفيلم كأنها شخصيات مصورة ومكتوبة..
هناك كثافة بصرية للمشاهد واللقطات حيث لا ترتاح العين في الانتقال من لقطة الي لقطة لأن اللقطات مختلفة ولكنها تصب في معني واحد. وذلك يجعل أذهاننا تشتعل بين اللقطات لذا يعتبر. المونتاج ذهنيا خالصا.. ولا نشعر بالاطالة طول العشر دقائق مدة الفيلم فهناك إمتاع بصري وشجاعة وجرأة من المخرجة سارة في طرح هذه التجربة السينائية الفريدة التي تنقلنا الي مشروع سينمائي حقيقي لم ينل حقه من الشهرة ...
يعبر الفيلم أيضا عن روح ذاتية دفينة في اللقطات حيث نشعر أن المشهدية تعبر عن شعور المخرجة نفسها بمعني الازدحام، وهو معني وجودي عن عصرنا الحالي من تشيؤ الإنسان حسب فلاسفة مدرسة فرانكفورت أو عالم الصورة وموت الإنسان عند فلاسفة ما بعد الحداثة، وهذا ينقلنا الي تصورات فلسفية ولكنها ليست حاضرة بقوة ولكن الفيلم يشيرنا إليها حتي بخجل وحياء وهو تملص جيد حتي لا يحمل الفيلم فلسفيا دون داعي...
وايضا الذاتية مفيدة حتي يكون للفيلم روح ويكون صانعه جزء من الفيلم ولكن ليس الي حد السيطرة المطلقة علية. خاصة أن الفيلم يأتي في إطار التركيب والتجريب واللعب الحر مع الصورة والدراما فهو أيضا ما بين الروائي والتسجيلي، وهو تداخل حميد بين أكثر من نوع للفيلم وتجربة جيدة لمخرجة كانت وقت صنع الفيلم في سن صغير وقت دراستها للسينما ....
يحرضنا الفيلم دائما علي الشعور بالحركة والموسيقي والتناغم لتوليد المعني والشعور الجمالي . حيث اختلاف المشاهد عن بعضها وقراها وتنوعها يجعل هناك احساس بالطرب ...
وتم عرض الفيلم في المانيا في مدرسة السينما وايضا عرض اربع سنوات متتاليه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب .. ويتميز هذا الفيلم بالطابع الجماهيري، ورغم أنه من الافلام الطليعية، وهو ايضا يحتمل أكثر من قراءة متعددة، ونال الكثير من الاستحسان من الجماهير والمتابعين، بجانب أن هناك صعوبة في تصنيفه ما بين التسجيلي التجريبي، والتجريبي الموسيقي، والتسجيلي الروائي، او حتي روائي قصير.
وهناك الفيلم الثاني وهو "احلام المساء"، والذي اصدر عام 2003، وكعادتها سارة عبد العزيز المخرجة التي لم تأخذ حقا بعد بظهر بعد التورية الشعرية في هذا الفيلم، حيث يبدأ بقصيدة واغنية عبد الحليم حافظ "تخونوه"، لذا تظهر الشاعرية الموسيقية واللقطات المختلفة كما ظهر في فيلمها هنا وهناك وكما ذكره المقال .. بجانب عرض بعض القصائد الشعرية ممكن يساهم في زيادة طبقات الشعر.
وفي الفيلم لقطات. في الشارع ومزاحمة للمعني، تركيب اللقطات. بعناية.. العشوائية في الصورة واللقطات تعبر لنا عن سينما كانط وطبيعة العقل. حيث العقل الإنساني تركيبي يفهم بصورة جدلية. وواقعية وليس شيئا محددا، وهو ما. نراه. حيث تتابع. اللقطات برشاقة لتلمس الذهن والمشاعر الإنسانية..
وتأتي اللقطات في جدلية متناقضة بين بعضها البعض وتأتي اغاني عبد الحليم حافظ لتعبر عن تجريبية موسيقية بين معاني كثيرة منها الفقر والطبقة الاعلي. ويأتي الليل وغموضه في مصطلحي احلام المساء.. حيث تتداخل الشخصيات بلا رفق داخل طبقات الموسيقي واللقطة اللاحقة..
لا يمكننا القول بأسلوب أوضح أن هناك معني ثابت أو صيرورة الصورة.. إنما احلام المساء بلا نهاية وتحديد وهي حكايات الشارع العادية.. واذا كان تصنيف الفيلم ما بين الروائي القصير و التسجيلي والتجريبي الشاعر كما هو فيلم هنا هناك نري هناك نواحي تعبيرية في الاسلوبية حيث المونتاج تعبيريا فيكون هناك تأثير تعبيري علي النواحي التجريبية الشاعرية والسرد الموسيقي...
تتكاثر الموضوعات في اللقطات في الليل والمساء ولكن الموضوع يرجع ويعود وهو توليد المعني من باطن اخر فاللقطات المعينة تظهر مرة واحدة أو فجأة لتمثل اللقطة مونتاجا في حد ذاتها بجانب أنها جزء من السرد الموسيقي...
تأتي زوايا التصوير واتجاهاتها متوازنة لتعطي روحا مرحة وبعدا جماليا وهي تتلاعب بالاعلي تعبيرا عن الاحلام والاسفل تعبيرا عن الواقع والجانب تعبيرا عن الحالة النفسية والمتابعة والزاوية العادية لرصد القطة كما هي فأصبح التصوير يسير في لغة سينمائية لوحده ومعبرا تشكيليا ذهنيا أيضا ...
خيال الظل بين اللقطات في الليل حيث الأمر يصبح مثل المخيلة فاللقطات تتحول إلي حلم رغم أنها رصد لصور الواقع.. ولكن ترتيبها واختلافها وتصادفها يضعنا أمام حياة ليلية مليئة بالحيوية والاتجاه نحو الصورة الجمالية.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصرات عن أهمية السيميائي كريستيان ميتز في نظرية الفيلم
- انواع النقد بين الغابات والنظرية المتعددة
- دراسات ومصادر حول الفرنسي السينمائي كريستيان ميتز
- ملامح التفكير الناقد في كتاب في التربية لبرتراند رسل
- شاعرية التكرار في الخطاب السينمائي
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ...
- سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”
- ماركو بيلوتشيو بين الشعر الهادئ وجماليات السينما الايطالية
- لوكا برزاي.. القاتل المحترف في “الأب الروحي”
- ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي
- كريستيان ميتز ضد البلاغة ومبادئ الشعر في السينما
- كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...
- اضاءات وشذرات في فلسفة كانط
- اسطورة الغائب والكرامات لدي خيري بشارة بين التشريح الانثروبو ...
- المراحل التاريخية الاربعة لفلسفة الجندر او النسوية الغربية
- صور الحياة وتحليل المعني في اللغة عند الفيلسوف النمساوي لودف ...
- الشاعر محمد حربي يقابل الاكاديمي المتعطل احمد نبيل حبسة في ب ...
- تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة ...


المزيد.....




- فيلم -Sinners- يحطم توقعات صناعة السينما
- من 41 دولة.. 200 رئيس نقابة ينددون بإبادة غزة أمام الممثلية ...
- الفنان اليمني كمال شرف يحصل على جائزة الفن الثوري الإسلامي ا ...
- مبادرة -بالعربي-: خطوة لإحياء اللغة العربية كمحرك للإبداع وا ...
- فضيحة جديدة لميغان ماركل.. اتهامات بالسرقة الفكرية في مسلسل ...
- واسيني الأعرج: المثقفون السوريون وضعوا اللبنة التي فضحت المظ ...
- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات