فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 11:56
المحور:
الادب والفن
١
كلّمَا فكّرْتُ أنْ أهاجرَ إلىَ مدينةٍ أخْرَى لِأُكْملَ مسارِي،
تدْخلُ رأْسِي فكْرةٌ :
لماذَا لَاتهاجرِينَ خارجَ الْبلدِ،
وتهْجرِينَ الْمدنَ بِكلِّ حمولاتِهَا،
وتتنكّرِينَ لِذاتِكِ كمَا تنكّرَتْ لكِ صديقةٌ،
اعْتقدْتِ دوامَ صداقتِهَا،
ولنْ يغيّرَ دخولُ رجلٍ حياتَهَا مسارَ علاقتِكُمَا...؟
اُهْجرِي ذاكرتَكِ بِمخلّفاتِهَا الثّقيلةِ...!
٢
أعْقدُ الْعزْمَ
أجدُنِي واقفةً أمامَ
الْمرْآةِ:
هلْ أرْحلُ...؟
حقيبتِي الْيدويّةُ كسولةٌ
حقيبةُ السّفرِ أضاعَتْ قفْلَهَا
أمَّا حقيبةُ الظّهْرِ فقدْ أتْلفَتْ
شرائطَهَا...
٣
أجْلسُ أرْضاً أردّدُ:
"اللِّي تْلَفْ يْشَدْ لَارْضْ"
أدورُ حوْلِي :
أيْنَ الْأرْضُ الّتِي تشدُّنِي وأشدُّهَا...؟
الْوطنُ ليْسَ مجرّدَ مكانٍ
إنّهُ قيمتُكِ/
كرامتُكِ/
الْأمْكنةُ متوفّرةٌ
لكنْ هلْ توفّرُ الْكرامةَ...؟
٤
تسْبقُنِي ذاكرةُ الثّمانيناتِ ،
حينَ عُدْتُ منْ "هولنْدَا" تاركةً منْصباً فِي التّدْريسِ بِحجّةِ :
"قَطْرَانْ بْلَادِي ولَا عْسَلْ بْلَادَاتْ النَّاسْ"
أسْمعُ نبْضَ الْقصيدةِ ممْتزجاً
بِنبْضِي...
أعْرفُ :
أنَّ الْقرارَ كانَ بِيدِهَا قبْلِي...
٥
أشيرُ إلَى نصٍّ يتْبعُنِي
أفْرغُ شحْنةَ الْقلقِ والْغضبِ
منْ حقائبِي
وأسافر ُ فِي الْكلماتِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟