أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - المثقف و القطيع














المزيد.....

المثقف و القطيع


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 11:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مؤسف حال من يمكن وصفه بالمثقف الخارج عن القطيع ، لا هو قادر على أن يكره الناس و لا أن يحبهم ، لا أن يوافقهم "في غيهم" و هذه ميزة "مثقف القطيع" الأبرز التي يكاد يرفعها إلى مصاف قدس أقداس الثقافة و حتى الحياة ، و لا أن يخالفهم أو بالأحرى أن يحاربهم كما يحاربوه و لا أن يتمنى لهم ما يتمنون له أو على الأقل أن يسعى جاهدًا و جادًا لهزيمة القطيع و تفريقه …
يا أمة من سفاه لا حلوم لها —— ما أنت إلا كضأن غاب راعيها
تدعى لخير فلا تصغي له أذنًا —— فما ينادي لغير الشر داعيها
هكذا وقف المعري أمام "أمته" حائرًا في أمره و أمرها ، و هو ذات الرجل الذي قال : فلا هطلت علي و لا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلاد
لكن وقت المعري كان أيسر مما جاء بعده ، فبغداد التي كان يرفل سلاطينها في نعيم لا مثيل له و لا حتى ربما في جنان محمد و غيره ، و برهان ذلك هي تلك الكنوز التي أذهلت فاتح بغداد المغولي لدرجةٍ أن الأسطورة تقول أنه قد أمر بحبس آخر الخلفاء العباسيين مع كنوزه ليموت جوعًا و عطشًا بينها ، كان أهاليها مستسلمين لقدرهم و سيدهم بينما كانوا يقضون أوقاتهم و هم يقتتلون فيما بينهم ، شيعة و سنة ، و إذا لم تستعر تلك النار جاء الحنابلة و الأحناف ليذبح بعضهم بعضًا … ماذا كان بمقدور المثقف الخارج عن القطيع أو الرافض للقطيع أن يفعل و هو يرى جحافل المغول تقترب و من حوله من الحمقى يسجدون لسارقهم و يختصمون و يقتل بعضهم بعضًا في سبيل خرافات لا تنفع بل تضر … إذا صح ما سجل من موقف نصير الدين الطوسي و ما نقله مثلًا ابن تيمية عن علاقة الرجل بهولاكو و نصيحته له بقتل الخليفة العباسي الأخير و ما قاله عنه تلميذ الأخير ابن القيم من أنه شفا قلوب الملحدين من دماء الفقهاء و القضاة و المحدثين و استبقى الفلاسفة و المنجمين و الطبائعيين ( القائلين بأولوية الطبيعة ) و عمل على استبدال مساجد و مدارس "العلماء" بمرصده المشهور في مراغة حيث درس حركة الأجرام السماوية و نقض نظرية مركزية الأرض الأرسطية بما عرف بمزدوجة الطوسي و التي يعتقد أنها ساهمت في وضع كوبرنيكوس لنظريته في مركزية الشمس و التي طورها بعده غاليليو و كانت فاتحة لظهور العلوم الحديثة ، و يقال أيضًا أن الرجل قد قال بأن المادة قابلة للتحول لكنها غير قابلة للاختفاء و كان الطوسي أول من ألف في علم المثلثات ؛ و تسمى اليوم الفوهة الصدمية القمرية في نصف كرة القمر الجنوبية باسمه و هناك أيضًا كوكبًا باسمه و مرصدًا في اذربيجان و جامعة في إيران بينما لا يحضر اسم ابن تيمية و ابن القيم إلا في عمليات الذبح الفردية و الجماعية و لا تستخدم "نظرياتهم" و أفكارهم إلا في تبرير الذبح و الدهس و القتل و السبي و التكفير على الهوية و في ملاحقة كل ما هو عقلاني و إنساني … نعود إلى مثقف زماننا الخارج عن القطيع ، الذي يرفض خرافات القطعان المتخاصمة و هو يرى تلك القطعان تذبح بعضها بعضًا في سبيل عائشة و زينب و الحسين و يزيد ، و هو لا يدري ، هل يضحك أم يبكي ، هل يعمل على تعجيل مصائب تلك القطعان التي تجلبها هي على نفسها أم ينزوي في صومعته تلك التي عاش فيها زرادشت نيتشه عقودًا قبل أن يدفعه ثقل اكتشافاته للنزول إلى بني البشر ليذكرهم أن الله قد مات و بموته سيولد الإنسان الأعلى



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة
- عن الحكومة السورية العتيدة
- من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
- مجزرة حماة في نسختها الجولانية
- في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
- الخطاب القديم الجديد للسلطة السورية و شبيحتها
- من أبو يائير و حسن زميرة إلى أبو محمد الجولاني
- و عادت دمشق أموية
- الجولاني كبطل ايروتيكي لجمهور مخصي جنسياً و إنسانياً
- الرفاق في يسار النصرة
- الجولاني ، حافظ الأسد الجديد ، ماذا بعد
- عن الصراع اليوم في مجتمعاتنا
- ملاحظات عن الوضع في سوريا
- الديمقراطيون السوريون لا يريدون الديمقراطية
- سوريا : مات الملك ، عاش الملك
- سوريا و القطيع و الهبل
- ما يحدث اليوم في سوريا
- البشرية كقمة التطور الطبيعي المأساوية
- ترامب كعنوان لأزمة العالم
- عن إعلان عواصم الشرق ، أي شرق جديد


المزيد.....




- بباقة ضخمة من البصل وسمكة -فسيخ-.. لبلبة تشارك متابعيها احتف ...
- تسريب خطط عمليات اليمن في -دردشة سيغنال-.. كيف رد وزير الدفا ...
- السعودية.. ضبط مواطن لتحرشه بحدث والأمن العام يُشهر باسمه
- صورة مؤثرة لصبي فلسطيني بُترت يده بغارة إسرائيلية تفوز بجائز ...
- بالأرقام: 11 ألف مفقود لا يزالون تحت أنقاض المنازل والمباني ...
- إيران: الجولة المقبلة من المحادثات النووية ستُعقد في سلطنة ع ...
- الصين تحذّر الدول المتفاوضة مع واشنطن: لا تمسّوا مصالحنا
- وفاة البابا فرنسيس
- بسبب ترامب.. تراجع أعداد السائحين الأجانب إلى الولايات المتح ...
- الكشف عن أول كتاب إلكتروني قابل للطي


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - المثقف و القطيع