أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - العنوان صرخة النص الأولى














المزيد.....

العنوان صرخة النص الأولى


بسمة الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


ووجهه الذي لا يُنسى
في الأدب عامة، والقصة القصيرة جداً على وجه الخصوص.

إنّ أول ما تراه العين من الأدب، ليس فكرته ولا منطقه، ولا صوره ولا خياله، بل هو عنوانه، ذلك الاسم الصغير الذي خُلِق ليكون مفتاحاً لعالم كامل، وجرساً يُقرع على أبواب الروح لتهيئ نفسها لاستقبال الفكرة.

فإن أحسن الأديب اختياره، كان كالسطر الأول من الوحي، أو كالإشارة التي تعلن عن قادمٍ لا يُستهان به، وإن أساء، ضاعت هيبة النص وإن كان فيه من الكنوز ما يُغني عن ألف عنوان.

فالعنوان ليس لفظاً يُختصر في كلمتين، بل هو مرآةٌ تُظهر سرّ الحكاية كلها، ونغمةٌ تُؤسس لموسيقى النص، وهو روحٌ مبثوثة في ظاهر الاسم، تسري إلى باطن الفكرة كأنها خيط النور في أول الفجر.

هو البداية التي لا يُستهان بها، والقبلة التي يقبلها القارئ قبل أن يذوق جسد النص.

وفي القصة القصيرة جدّاً، تلك الومضة التي تشبه ومضة البرق، أو تنهيدة القلب، أو ومضة الحنين في لحظة صمت.
يغدو العنوان أشد أهمية، بل لعله يصبح فيها نصف النص، أو أكثر؛ فالقصة حين تضيق مساحتها وتشتد كثافتها، يحتاج القارئ إلى مفتاح يفتح به باب المعنى، وهذا المفتاح هو العنوان.

وما أبلغ القصة حين يكون عنوانها مرآتها، تضيء بها الفكرة، وتمنح القارئ ومضة من البصيرة قبل أن يتورط في الحكاية!
وإننا لنقرأ قصة قصيرة جدّاً، لا تزيد على ثلاثة أسطر، ولكن عنوانها يوقظ فينا ألف شعور، ويجعلنا نعيد قراءتها مرات، لنفهم كيف تسلل المعنى الكبير في رداء الكلمات القليلة.

إن العنوان في الأدب، كالعنوان في الروح؛ فكما يحتاج القلب إلى اسم ينادي به الحبيب، يحتاج النص إلى اسم يعرف به القارئ طريقه إليه.

وكما أن للطفولة وجهاً، وللحزن نبرة، وللحب نظرة، فإن للنص الأدبي اسمه، واسمه هو عنوانه.
وأن تسمية ابن الفكرة باسمٍ لا يليق بها، يضيع المغزى ويشتت القارئ ،فالأسماء هي رسلٌ أمينة للمعاني.

ولذلك، كان الأدباء العظام يختارون عناوينهم بدقة متناهية وحرص شديد، لا اعتباطاً ولا عبثاً، بل بحدس المحبة، وحدّة الشعور، ورهافة الذوق.

فالاسم الجميل في الأدب، إنما هو وعدٌ بالجمال، وإعلانٌ عن عظمة ما سيأتي، وإشارة تدلّ على أنّ هذا النص، لم يُكتب عبثًا، وإنما صيغ ليُبقى، ويُذكر، ويُخلّد في الذاكرة.

ختاماً:
تسمِّية النص كما يسمى قلب المحبوب، فإنّ القلوب التي تُحسن التسمية لا تضلُّ الطريق أبداً..



#بسمة_الصباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجاز بين الحقيقة والحنين
- ندم
- مفترق الكرى
- من إلاكَ قصيدة
- محمود البريكان بين العزلة والتأمل الجزء الاول
- الرواية بين القمع والحرية
- نقاء
- سراب
- رؤية نقدية لقصيدة كاظم حسن سعيد ابو مسلم الخرساني الزهروي
- محمود البريكان بين العزلة والتأمل
- حار القصيد
- عربية أنا
- قراءة نقدية لنص روح في علبة سردين
- تراتيل العشق الأزلي
- ربما
- آيات الحب
- عناقيد الأماني
- صغيرة مشاغبة
- العشق البدائي
- حلم جميل


المزيد.....




- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...
- لحظة محرجة في البيت الأبيض.. مترجمة ميلوني تفقد السيطرة ورئي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - العنوان صرخة النص الأولى