أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - أُفكّرُ بهذا














المزيد.....

أُفكّرُ بهذا


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


الدبابةُ الخَرِبةُ في الطريق.
الجيادُ القتيلةُ في ذاكرةِ السجين.
أصابعُ النيونِ المُحترقةُ، ... ولا مكانَ لها في الحاوية.
الأسنانُ بعدَ انتهاءِ طلبةِ الطب من التدرّبِ عليها.
البقعةُ السوداءُ في قاعِ سجادةٍ لم تُجفّف جيدًا
بعدَ سهرةِ الأمس.
شَعْرُ القططِ في زوايا الكَنَبِ البعيدة.
الأتربةُ على أرضيّةِ المقاهي.
البارمانُ والكأسُ في يده
قبلَ اعتبارِها الأخيرة.
المعلوماتُ في ورقٍ مُلقى
لخللٍ في الطباعة.
الدمُ في ملابسِ القتيل.
الجيناتُ الانتقائيةُ في مختبراتِ الهندسة،
الخوارزمياتُ التي لا تعترفُ بالبراكين
إلا ككودٍ برمجي.
الحوائطُ المُفخّخةُ بالقنابل.
البيوتُ التي تخرقُ خاصرتَها العظام.
السحقُ المتواصلُ الذي صارَ هُويّة.
التكلّسُ الذي يزحفُ دونَ أن يُثيرَ القلق.
الخيامُ وأعراضُ الزائدةِ الدوديّة.
الطيورُ التي تطلبُ هدنةً كي تُغني.
الرئة التي تتذكر رائحة الحرب أكثر من رائحة الورد.
القصائد التي تموت قبل البنادق.
القلب الذي مثل ماكنة تصوير معطوبة
يكرر مشاهد الفقد
الحروبُ القديمةُ التي تخرجُ من الخارطةِ
ومن الكتبِ الدينيّة...
إلى المدن،
والجنود، والموتى.
الأغطيةُ الباردة.
الرغبةُ التي لم تَعُد تشتعلُ
بالكلام، ولا باللمس،
ولا بالاحتكاكِ معَ الذاكرة.
المعاصي التي لم تَعُد أكثرَ من استمناءٍ
في حضرةِ الدم
والحب الذي مثل بخار القهوة
لا يدفئ لكنه يشوش صورة. الأحذية التي ظلت وحيدة بعد القصف.
الباب الذي لم يعد يطرقه أحد لكنه يئن
الألم الذي تترجمه الأصابع المرتجفة الى لغة خرساء.
الأجسادُ التي تحوّلت إلى غرافيتي
على جدارِ المدرسة،
أو لطخاتٍ من الجلدِ على جدارِ السوق.
مستقبلُ العلاقةِ معَ العالم، حيث الحب رأسٌ مقطوعة
تحتَ إبطِك،
وقلمَ الروجِ...
قنبلة على شفتي السيدة.
يدَك لا تعرفُ الفرقَ بينَ الجلد
وشيزوفرينيا الأعضاء،
أو قراءةَ الرعشة.
يدك التي تُقلّبُ جسدي
كمن يبحثُ عن اسمِه في قوائمِ المعونات،
وتبحثُ في جلدي عن إجابةٍ لسؤال:
أيهما أسوأ؟
الحبُّ أم الحرب؟
جلدي المصابُ بالهلع،
بالهلوسةِ نتيجةَ الخوف،
بالتسمّمِ من المعلّباتِ والموروث،
بالحرمانِ من رؤيةِ الشمس،
وبالبحثِ عن عدالةٍ
في توزيعِ حصصِ المياهِ للاستحمام.
والموت،
جلدي الذي لم يعرفْ كيف يُخبّئُ
لا القشعريرة ولا الشعر،
ولا البثورَ أو الخدوش،
ولا أعراض تحوّلي إلى خفّاش،
أو اختلاطَ العطرِ في ذاكرته برائحةِ التراب،
أو قماشَته التي تبهت،
أو محاولاتِه محوَ الذاكرة،
أو تحوّله إلى تابوت
منذ أن فقدَ قدرتَه على التماهي معك.
أُفكّرُ بهذا،
حينَ أتذكّرُ النصوص
التي ماتت بينَ الشفاهِ والورق.



#نداء_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفاء بصدور أنطولوجيا شعر المرأة الفلسطينية المعاصر بالفرنس ...
- أحوّل الاحتراق إلى شفاء
- يربكني الضّجيج
- أتبه رغبتي
- أكتب كي أنسى الحرب
- وجوه
- نحن نهرب إلى تاريخ أسود
- كلّهم طغاة يا صديقي
- أَدرينَالِين- لخليل المزين...الشعر الذي ليس صنعة الشاعر
- سجائر في منفضة
- لا يحتاج إلى تبرير
- عليّ أن أعترف
- أخطر ممّا يمكنك تخيّله
- الحب، الحرب، الحياة، سوء تفاهم، سيرة ناقصة تمامًا
- الثابت والمتحوّل في الخطاب الفلسطيني قراءة في رواية-أخبار نص ...
- لي جسدان
- مغامرة
- الزمن الإعلامي الجديد
- أنت الكمال كله
- كي نعيد كتابة الهوامش


المزيد.....




- واسيني الأعرج: المثقفون السوريون وضعوا اللبنة التي فضحت المظ ...
- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - أُفكّرُ بهذا