|
مع الروائي سمير زكي
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 22:47
المحور:
الادب والفن
سمير زكى حصل علي ليسانس حقوق جامعة عين شمس ، و دبلومة الفنون (شعبة إخراج سينمائى) من الجامعة الامريكية بالقاهرة ، وعضو نقابة السينما المصرية ( شعبة اخراج سينمائى )، وعضو جمعية كتاب و نقاد السينما المصرية ، ومستشار و عضو اتحاد التحكيم الدولى لمنازعات حماية حقوق الملكية الفكرية .و مخرج فيلم ( غلطة واحدة تكفى) روائى قصيرو( صنع فى ..) تسجيلى ( الوسائل التعليمية بالأزهر الشريف) تسجيلى .. صدرت له العديد من الروايات معظمها يدور في أجواء تاريخية مثل "كلوت بك" و"رجل ضد الله" و"البنك العثماني"( الحاصلة على المركز الأول فى المبيعات بمعرض بيروت الدولى للكتاب عن دورته 59 لعام 2016 ) و"مدام خياط"، وتُعد رواية "الباشا" العمل الثاني له عن التاريخ الأرمني بعد عمله الأول البنك العثماني. - التاريخ يقود إلى الأدب والأدب يقود إلى التشويق وكسر الملل في طريقة البحث التاريخي.. و تعكس أعمالكِ شغفاً خاصاً بالبحث في التاريخ... هل قادكِ أو يقودكِ التاريخ للأدب؟ التاريخ كنز لا ينتهي وبئر عميق لا ينضب كلما بحثت فيه وتعمقت وجدت نفسك تدخل في أغوار لم تكن تتخيلها أو تتوقعها ،ولكن بما أن الكتابة التاريخية لها وزنها البحثي وقراءتها تتطلب قارئًا من نوع خاص ربما ندر وجوده الآن، لذا ألجأ إلى دمج الحكايات التاريخية التي عفا عليها الزمن في شكل روائي يجذب القارئ ويشده إلى عوالم لم يراها ،ويمكن أن لا يكون سمع عنها من قبل، وأحاول بقدر الإمكان أن أُزيل الرتابة والغبار عن النص التاريخي الجامد، محولًا إياه إلى شخوص تنبض بالحياة، التاريخ يقود إلى الأدب والأدب يقود إلى التشويق وكسر الملل في طريقة البحث التاريخي. - لماذا يشكل الأرمن حالة خاصة في إبداعاتك...؟ أنا شخصيًا أعتبر الأرمن الذين يعيشون في مصر مصريون بالفطرة، الأرمن في التاريخ المصري ليسوا من مائة عام فقط ،وإنما تواجدهم يرجع إلى عصر الدولة الفاطمية في شكل وزراء وقادة للجيش الاسلامي وقتها وتتابعت الدول والأرمن باقون، قل أو كثر تعدداهم ،وإنما متواجدون حتى حدوث النكبة العظمي، ألا وهي المجازر الحميدية التي استهدفت الأرمن بشكل شخصي عام 1896 وعام 1914، وهرب الكثير من الشعب الأرمني إلى مصر لكي تبدأ صفحة جديدة من المعايشة لها ما لها وعليها ما عليها .وبما أن جزءًا كبير منهم استقر في حي الظاهر بالقاهرة ،وبما أنني شخصيًا من أبناء حي الظاهر، لذا توطدت العلاقة منذ الصغر بالصديق الأرمني والزميل والأم والأب وإلى آخره، من علاقات اجتماعية تمتد من كنيسة الأرمن الأرثوذكس على شارع رمسيس التي أنشاها نوبار باشا وقصر باغوص باشا في منطقة الشرابية حتي بيتنا في منطقة الظاهر ،حيث كانت والدتي لها صديقات من بنات الأرمن اللاتي كم من مرة اجتمعن وتحاكين عن المجازر ووحشيتها، ومن هنا كان اهتمامي الذي ظل ينمو يومًا بعد يوم حتي جاء الوقت، ورأيت أن يعلم الجيل الحالي من هم الأرمن في التاريخ المصري ,وكانت رواية "كلوت بك" أولًا حيث البطل كان أرمنيًا يلازمه بطل مصري، وبعدها رواية "البنك العثماني" الصادرة في لبنان وقد احتلت المركز الأول في معرض بيروت الدولي للكتاب علم 2016 بشهادة النادي اللبناني للكتاب، ومن ثم رواية "الباشا" الصادرة عن الجمعية الأرمنية الخيرية العامة في القاهرة عام 2020 ،وأتشرف أنني أول روائي مصري تم طباعة رواية له ضمن فعاليات صندوق ستانينج شاكر للآداب والفنون. وأخيرًا وليس بآخر رواية " هيراتش صانع الأسلحة" الصادرة عن دار ذاتك للنشر 2025 . - لماذا تحتاج الرواية التاريخية إلي مجهود كبير من الكاتب..؟ الرواية التاريخية هي أم الروايات ـوأكثرها مجهودًا وبحثًا واستقصاءً للحقائق، لا يتخيله القارئ الذي في النهاية يجلس من أجل أن يطالع عمل روائي تاريخي بسهولة ويسر، وهو ليس لديه أدنى فكرة عن كم التعب الذهني الذي يعانية الكاتب في البحث عن الوقائع التاريخية، التي وللأسف الشديد داخل مراجعنا التاريخية العربية كثيرًا ما يشوبها التدليس والتشوية والنزاعات الشخصية القادمة من أفكار أصولية لا تمت لكتابة التاريخ بصلة ،والطامة الكبري إذا كان هناك تزوير وإخفاء للحقائق متعمد أو إنكارها من أجل مصالح مبتذلة. وهنا يجد الكاتب نفسه قد دخل إلى النفق المظلم ،الذي ربما يأخذ من وقته شهور أو سنوات في البحث داخل بطون الكتب، وكم من مرة لجأت أنا شخصيًا لمترجمين من أجل ترجمة أعمال تاريخية بلغات أخري، مما كلفني هذا كثيرًا من أجل أن أجد المعلومة الصحيحة. - عندما يوظف الروائي وقائع تاريخ بعينه، لا سيما في تاريخنا الشرق أوسطي المختلف عليه، كيف يكون واثقاً أنه استند إلى أكثر المصادر دقة واعتدالاً؟ الثقة المطلقة غير متواجدة بالمرة ،وبالأخص في الوقائع التاريخية التي عفا عليها الزمن ،ولا يوجد أحد يستطيع أن يحدد بدقة ماهية الواقعة التاريخية بسبب تضارب الكتابات أو نفيها بعضها لبعض، ولكن ما نحاول ممارسته هو استنباط الحقيقة بطريقة أو باخري من خلال مضاهاة ومقارنة الكثير من المراجع، للوقوف على صحة الوقائع من عدمها ،أو حتى حدوث تحريف. ويمكن الرجوع لرجال التاريخ لإفادتنا بما هو صحيح وما هو غير دقيق ،والبعد عن الأخطاء الشائكة التي لا أساس تاريخي لها. - وأنت توظف مقاطع من صفحات تاريخية.. كيف تتجنب أن تقع في تقريرية تُفقد السرد الروائي أدبيته؟ أعتمد ها هنا على قريحة الأديب الذي يمتلك طريقة فن السرد الروائي ،ولا مانع من تطعيمه ببعض مرادفات من الفن الدرامي حتي نخلق صورة حية للقارئ، يستطيع بها أن يقرأ الحدث، ويضع نفسه داخل المشهد التاريخي وكأنه واحدًا من ابطاله، الكتابة التاريخية لا تؤخذ من مراجعها الجامدة نقلًا، وإنما وحيًا ودمجها داخل بوتقة العمل الروائي ،مع وضع لمسة من الخيال بما لا يخل بالأحداث الرئيسية حتي لا يحدث إرباكًا لدي القارئ ،أو يقع الكاتب في فخ تزوير التاريخ. - بما أنك من العاملين في الحقل السينمائي.. عند الكتابة هل تراعي في النص الأدبي العمل إلي نص درامي..؟ الحقيقة لا ... العمل الأدبي أكثر عمقًا وأغني بتفاصيله عن العمل الدرامي، الأدب الروائي لا يحده شئ. أما العمل الدرامي فقير المعني مهما بلغت تكلفته الإنتاجية، والنص الأدبي حر ليس عليه قيود ،وإنما العمل الدرامي مقيد برقابة وإشغالات كثيرة يمكن أن تحد من جودته أو تعيقه عن الظهور بالوجه الأمثل .وكم لمست أيدينا هذا عند تحويل بعض الأعمال الأدبية إلى أعمال درامية، على سبيل المثال لا الحصر قصة "العجوز والبحر" التي لم تنل رضاء كاتبها إرنست هيمنجواي، عند رؤيتها على شاشة السينما وقتها. - إن العلاقة بين الأدب والإعلام غير شرعية تقوم على فرض ما تهواه وسائل الإعلام وليس ما يريده المشاهد.. ماذا يعني ذلك..؟ يعني ذلك ببساطة شديدة أن لكل عصر مرادافاته ، وبعد أن كانت تتهافت يومًا ما الدراما على اختطاف الأعمال الأدبية لكبار الكُتاب المصريين، أصبح الوضع الآن باهتًا بالمرة، لأن اتجاهات الدراما والإعلام أصبحت في منحني آخر، حيث تقوم بفرض نفسها بالإجبار داخل عقل المشاهد، لتبث بداخله سمومًا وأفكارًا غريبة لا تمت لواقعنا المصري بصلة ،وهذا مما دفع بعض العقول المنيرة إلي الوقوف أمام هذا المد التلوثي الذي أصاب عين وآذان ومشاعر المشاهد، وربما غدًا أفضل من اليوم بعد صحوة النظام السياسي مؤخرًا ،بفرض لجنة رقابية من أجل الوقوف على سلامة الأعمال الدرامية وصلاحيتها للعرض العام. - كنا قرأنا عن مشروع تحويل رواية الياشا إلي عمل درامي..ما سبب التراجع عن ذلك..؟ من أحب الجمل إلى قلبي" إن لكل شئ تحت السماء وقت"، بالفعل تشجعت جهة إنتاجية لتحويل رواية "الباشا" إلى مسلسل درامي من 15 حلقة تحت عنوان "قهوة نوبار" إلا أن العمل توقف بسبب الظروف الإنتاجية المتعثرة حتي إشعار آخر. - كتاباتكِ الساخرة - ما كل هذا التميز - وكيف تسطع أفكارها في مخيلتكِ ..وتتحول الي كتابات ..؟ طبيعتنا المصرية الضاربة في جذور التاريخ حتي أجدادنا القدماء تتميز بالسخرية والفكاهة اللاذعة في بعض الاحيان ،لذا كانت تلك المرادفات متواجدة في نشأتي الأدبية التي استمدتها من أجدادي الأوائل، الذين كانوا يتغلبون على شعورهم بالقهر والظلم والذل بالسخرية من الزمان والمكان وأيضًا أنفسهم، كل ذلك لم يكن بعيدًا عن وعيي الثقافي والانساني والوجداني ،مما شكل نوع من السخرية بسبب عبث القدر وتضارب المصالح مما يغير مصائر البشر، كل ذلك جعلني ألجا إلى العبثية في الكتابة بدلًا من التزمت الأدبي المتواجد في شكله المتجمد ،لعلني بهذا أصل بالقارئ إلى الرضا بالواقع الاليم. - أيهما الأقرب إلي سمير زكي..؟ الأديب سمير زكي أم المخرج سمير زكي.. ولماذا..؟ الإخراج السينمائي لم يكن سوي شغف تنامي معي بعد اختلاطي بالكثير من الفنانين في الوسط الفني ،وأيدته بالدراسة السينمائية وبعدها عضوية نقابة السينما .أما الكتابة فهي حياة، هل يمكن أن يعيش الإنسان بلا ماء أو طعام أو هواء. الكتابة بالنسبة لي هي الحياة على أمل أن ياتي اليوم الذي أقوم بإخراج الأعمال التي كتبتها ،ولكن يبقي للأديب مكانة خاصة في نفسي. - - ينتقد البعض المباشرة في العمل الأدبي ..هل هي منتقدة على الدوام أم أنها مطلوبة للصراخ أو البوح أحيانا؟ وما مدي انعكاس ذلك علي إبداعات سمير زكي..؟ المدرسة القديمة في الرواية كانت تميل إلى التورية والاستعارة والتشبيه، وكلما أمعن الأديب في ذلك داخل عمله كلما حاز على إعجاب غير عادي، والأمثلة كثيرة بلا عدد. وهذا كان نابعًا من قسوة المناخ السياسي وقتها وقلة منافذ الحرية ،وإن كانت متمثلة في أشكال قليلة .ولكن الآن في عهد السموات المفتوحة ومواقع التواصل الاجتماعي ،وكل هذا التطور والتحول المناخي السياسي، أصبح لا يمكن بأي شكل إخفاء الحقائق، نحن نرى الحروب الآن على الهواء مباشرة، ونسمع القرارات المصيرية المؤلمة في وقتها، انتهي عصر الاستعارة والتشبية والتورية من وجهة نظري. يجب أن نواجه حقيقتنا بأنفسنا ،وإلا سنظل كالنعام رؤوسنا في الطين. إن كل أعمالي موجهة ومباشرة ،ولا يوجد بها أي تورية ،وهذا واضح بداية من عنوان الرواية، وللقارئ حرية الاختيار في أن يقرا أو لا يقرا. - - هل تتقدم الرواية المصرية للأمام أم أنها تعود للوراء؟ ولماذا..؟ الرواية المصرية –للأسف- محصورة الآن في توجهات ونزوات أصحاب دور النشر الذين توجههم بعض المنافع الرديكالية أو التوجهات الأصولية، الروائي اليوم ليس سيد قرار روايته بل دار النشر التي تطلب اشكال معينة من الأدب الروائي مما يضع الكُتاب في إشكالية اختيار الفكرة واللغة وطريقة السرد، وذلك يعمل على إضعاف العمل في بعض الأحيان أو تشابه المضمون أغلبه، بعد أن كانت الرواية المصرية الأولي في الشرق الأوسط بجميع أدبائها. اليوم تراجعت نوعًا ما ،ولكن كلي أمل في الجيل القادم أن ينهض بمكانة الرواية الأدبية مرة أخري. - بم استفاد سمير زكي الروائي من سمير زكي المخرج.. والعكس..؟ خلق نوعًا من أنواع الُبعد التمثيلي داخل الرواية الأدبية، جعلت القارئ يمكن أن يشاهد العمل عن طريق المخرج ،وذلك واضح في كل ما كتبته .وقد لمسه النقاد وأشادوا بذلك من خلال تحويلى الكلمة المكتوبة إلى صورة مرئية ،وتلك وظيفة من وظائف المخرج. - - كيف كانت بداياتك الأدبية، وهل أثرت ثقافتك في اختيار توجهك الأدبي؟ البداية الأدبية كانت منذ عهد الدراسة ،عندما حصلت على جائزة المنطقة التعليمية عن قصة قصيرة في فترة الإعدادي .وبعدها أخذت أطالع الأعمال الأدبية بشغف ونهم حتي تبلورت لدي موهبة كتابة الرواية، واخترقت المجال الأدبي محاولًا أن اعتمد على الثقافة المصرية وتاريخها ،ومن بعدها التاريخ العربي أيضًا .ولم أقف عند هذا، بل انتقلت إلى أدب الخيال العلمي والجريمة. بالطبع كان لثقافتي التي اكتسبتها، ولازلت أكتسبها تاثير كبير على توجهي الأدبي والفني، وهذا ما يخلق من الكاتب مبدعًا. - - كيف تحقق إبداعك الروائي لدى الجمهور.؟ هل تتنازل عن قيم جمالية معينة من أجل إيصال إبداعك؟ دعنا نتفق أولًا أن القيم الجمالية تختلف من قارئ لآخر لأن آليات العصر تغيرت- للأسف- انتهي عهد القارئ الذي كان يقرأ لعميد الأدب العربي طه حسين، الذي اشتهر بقوة أسلوبه ومتانتها بلاغةً وفصاحةً .والان نري في توجهات كثير من دور النشر المصرية أن يكون السرد باللغة العربية الفصحي ،ولا مانع من أن يكون الحوار الداخلي بالعامية، أنا أعتمد في الإبداع الروائي على الحبكة الروائية التي تشد القارئ، وتجعله بقدر الإمكان لا يترك الرواية سوي بعد أن ينهيها مع حرصي على استخدام لغة بسيطة تناسب الجميع ذوقيًا وجماليًا. - - كيف تفكر في النص الروائي؟ هل هناك توازن بين لحظة الانفعال ولحظة الأداء؟ النص الروائي يعتمد في البداية على الفكرة الأدبية التي سيتناولها الكاتب ،ومن بعدها وضع خطة لكتابة العمل الروائي بما يناسب الفكرة المطروحة ،مع اختيار لغة حوارية مقبولة تناسب زمن الرواية، التوازن بين لحظة الانفعال ولحظة الأداء هو توازن نسبي. فكم من مرة يمكن أن ينفعل الكاتب ولكن لا تكتمل الفكرة مما يعيق الأداء الأدبي. - مصطلح "الأزمة" التصق بكل الاشكال الأدبية في وقتنا الحالي، فما هي أزمة الرواية؟ ازمة الرواية تكمن في ظهور الكثير من أصحاب دور النشر الباحثين عن الثراء بدون مضمون، لا يهمهم سوي المادة فقط غير عابئين بالتنوع الأدبي أو جودة الأسلوب أو حتي مراجعة ما إذا كان العمل مقتبسًا أو لا ،مما يضعنا في مواقف محرجة عندما تتقدم تلك الروايات إلى مسايقات خارجية ويتم اكتشاف الاقتباس، ومن ناحية أخري نجد الكثير من دور النشر التي تحصر الكاتب في تقديم نوعية معينة من الأدب الروائي مثل الرعب أو الفانتازيا ،وتحجر على أنواع اخري بحجة عدم اتفاق الأنواع الأخري مع خطة المبيعات الخاصه بهم، كل ذلك يضعنا أمام مأساة وليست أزمة. - كيف تتمخض كتابة وولادة الرواية لديك، وهل هي من خيالك، أم تعبر عن حالة خاصة مررت بها، أو تعبر عن معاناة صديق لك، وكم تستغرق من الوقت حتى إنجازها؟ نحن الآن داخل مطبخ الكاتب وللطبخ أسرار ،ويختلف السر من كاتب لآخر. الرواية تظهر فورًا بوادرها، وأنا أطالع حدثًا تاريخيًا أو أبحث عن معلومة ما ،فأجد نفسي وأقف أمام قصة مثيرة ،ولكن لا يكتمل كل هذا إلا مع وضع لمسة من الخيال الذي لا يغير من مجري الأحداث التاريخية .ويمكن أن تكون بعض الأحداث الداخلية للرواية من وحي ما مررت بهِ، أو رايته مما حولي في الحياة. أما بالنسبة للوقت، فهو يعود إلى الحالة العامة للعمل الأدبي والنفسي. - لماذا دائما ما تدخل بكتاباتك في مناطق شائكة...علي سبيل المثال:( البهائية- عبادة الشيطان-إبادة الأرمن) وغيرها..؟ تدخلك في صدام فكري ومجتمعي...؟ في وقتنا الراهن لم يعد هناك شئ شائك أو حتي ما يمكن أن نخشي من حكيه، العالم الآن بين يدي القارئ، يستطيع أن يعرف كل شئ عن أي شئ، الأدب ليس فيه مناطق محرمة أو شائكة، الأدب حر فيما لا يضر. أما عن الصدام الفكري والمجتمعي، يكفينا ما نعيشه من صدام نفسي نراه من كل ما يحدث حولنا في العالم من متغيرات جذرية تطيح بكل الثوابت الأخلاقية. - دائما ما تعطي الشخصيات في رواياتك حريةَ القولِ، والحركةِ، والفعل...فهل هذا يخدم الرواية.. أم هناك حدود لا يجب أن يتعداها الكاتب..؟ الحرية هي أساس الرواية المتينة، وأقصد هاهنا الحرية المطلقة، أطلق العنان لخيالك من أجل أن يحرك شخوصك ويجعلها تنبض بالحياة، لا تقيدها بجمل إنشائية أو صور بلاغية أو تعبيرات لا فائدة منها، الرواية الحقيقية التي تعيش ،هي التي تعتمد في مقوماتها على الحرية ،ولا حدود داخل عالم الرواية. - تتعدد صور المرأة في رواياتك ما بين (العاشقة- الضحية-الملهمة-الانتهازية..إلخ) و القدرة في تصوير نفسيتها وفهم دوافعها والتغلغل داخلها...ما السر في ذلك..؟ وتتعدد صور الذكور في رواياتي ما بين كل الصفات التي تم ذكرها، إن ما أثرته هو أنني أجعل المرأة مثل الرجل، لها ما لها وعليها ما عليها، مع الأخذ بالاعتبار أن دوافع المرأة أكثر جرأة وشراسة من الرجل، لما تتمتع بهِ من حس مرهف. - مواقع التواصل الاجتماعى هي نعمة أم نقمة؟. وما الرسالة التي تريد توصيلها للمتلقي في رواية " التغريدة القاتلة"..؟ مواقع التواصل الاجتماعي، من اسمها نعرف غايتها، إنها ليست سوي من أجل التواصل الاجتماعي، مجرد التواصل ،ولكن ما يحدث الآن جعل الأمر أشبه بالهزال الجماعي، الرسالة التي أردت توصيلها أنه يجب الحذر من كل هذه المواقع التي لن تؤدي في النهاية إلا إلى تردي أخلاقي مجتمعي ،وهذا ما يحدث الآن بعد كتابة تلك الرواية بعشر سنوات. - كيف تعاملت مع منع رواية "رجل ضد الله" في بعض الدول العربية..؟ شعرت براحة كبيرة، دعهم يمنعوها اليوم، ونري بعد أن يمتد الداء ماذا سيفعلون؟ - هل تؤمن بحرية الروائي في الإبداع أم أن هناك قواعد يجب الالتزام بها..؟ الحرية تنبع من المناخ الذي يعيش فيه الكاتب ،وإذا كان هذا المناخ ملوثًا وغير صحي، بالتاكيد لن يكون هناك إبداع روائي، إنما سيكون هناك توهج فقط وسرعان ما يخمد، لا يوجد قواعد في الإبداع ،وإنما يوجد أشكال جمالية للإبداع. - الدين من التابوهات التي يصعب الاقتراب منها في عالمنا العربي رغم ذلك فقد كسرت تلك القاعدة و جاءت عناوين مثل( رجل ضد الله- رجل ضد العالم – الناسك) تدو رحول الدين.. ألا تري في ذلك مغامرة المغامرة الشيقة أن تكتب لنفسك قبل أن تكتب للقارئ، الكاتب الكبير نجيب محفوظ كتب رواية ولاد حارتنا ولم يكن في حسبانه أن بعدها بحوالي ثلاثين عامًا ستكون سبب إصابته بطعنة.
#عطا_درغام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-بالأمس كنت ميتًا- لرضوي الأسود: صورة الكرد وأخوة روحية مع ا
...
-
نقد العقل السياسي التركي
-
مع الشاعرة الأرمينية المعاصرة روزان أساتريان
-
أربيار أربياريان مؤسس الواقعية في الأدب الأرمني
-
السينما المصرية في رمضان
-
في صباح بعيد من حياتي للشاعر الأرمني أريفشات أڨاكيان
-
الكرد في كتابات الجغرافيين المسلمين
-
الحب عند الشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
الأب الأخضر .. قصيدة للشاعر الأرمني شانت مكرتشيان-*-
-
-كل صباح- قصيدة للشاعر الأرمني هامو ساهيان
-
سبع حقائق عن الشعر والشعراء الأرمن
-
كيف من المفترض أن أستيقظ وأذهب؟- قصيدة للشاعر الأرمني هامو س
...
-
أفضل خمس قصائد عن الأم في الشعر الأرمني الحديث
-
قصائد أرمنية قديمة
-
من الشعر الأرمني الحديث : -الحب الأول-
-
موسيقى مليئة بالألم. قصة أسلاف 5 نجوم مشهورين وقعوا ضحايا لل
...
-
الإبادة الجماعية الأرمنية في الصحافة الدورية الجورجية، 1914-
...
-
الباشا بين رد الاعتبار والحقيقة التاريخية
-
نوبار باشا في الصحافة الفرنسية في مصر حتي قيام الثورة العراب
...
-
مع الكاتب الأرمني المعاصر ميسروب هاروتيونيان
المزيد.....
-
السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
-
مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح
...
-
تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط
...
-
3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
-
ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا
...
-
مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت
...
-
لحظة محرجة في البيت الأبيض.. مترجمة ميلوني تفقد السيطرة ورئي
...
-
فريد عبد العظيم: كيف تتحول القصة القصيرة إلى نواة لمشروع روا
...
-
جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
-
رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء
...
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|