أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟














المزيد.....

هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الانسحاب الامريكي من بلدنا استمرت الحكومات العراقية في الاعتماد على غرف العمليات لضمان امن البلد كما تشيع. وبينما كان مفهوما الاعتماد على هذه الغرف خلال فترة الاحتلال الامريكي واستمرار الامر خلال المد الارهابي الذي تبع انسحابها. إلا ان الاوضاع العامة قد اختلفت الآن مع تلاشي الارهاب حيث لم تعد بالتالي من ضرورة لها. وحيث قد صرنا نعتقد منذ فترة ليست بالقصيرة بان الغرض من استمرار التمسك بها هو لاجل ادامة السيطرة السياسية على البلاد والعاصمة على الاخص. للتوضيح فإن رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة هو من يقوم بتعيين قائد غرفة العمليات لكل منطقة.

يجري استخدام غرفة العمليات في بغداد عند التجاوز على النوادي وفي إغلاق مخازن بيع المشروبات الكحولية وقاعات ونواد ليلية. والحجة المستخدمة هي تجاوزها على القانون او غياب اجازة العمل. ولم نجد في الاخبار اي توضيح بشأن السند القانوني الذي تستند عليه غرفة العمليات في إغلاقها لتلك الاماكن. والعام الماضي تدخلت غرفة العمليات مرة اخرى في شأن ليس من اختصاصها حيث قامت باغلاق المقر العام للجمعيات الفلاحية في العراق الكائن في بغداد من دون اوامر قضائية. وهو ما ادى الى قيام تظاهرة فلاحية كبيرة في العاصمة احتجاجا على هذا التصرف. كل هذه الاعمال كان يجب ان تؤطر باوامر يصدرها قاض مختص. إن كل ما تقوم به غرفة عمليات بغداد من اعمال حفظ الامن هو مما كان يجب ان يترك للشرطة المحلية مثلما جرى في محافظات في جنوب العراق. ومنذ بداية هذه السنة صار السوداني يستخدم هذه القوات في اعمال البلدية مثل رفع التجاوزات في الشوارع وأغلاق المعامل المتسببة بالروائح الكريهة ! إن هذه هي اعمال يشم منها غايات انتخابية خاصة يتوضح الآن لماذا امتنع السوداني عن القيام بها منذ ظهور اسبابها العام الماضي. وهي تمثل تصرفات سياسية تخالف الدستور في المادة (9).

هكذا نرى كيف ان غرف العمليات قد صارت تستخدم من قبل الحكومات العراقية لاغراض بعيدة عن الدفاع عن البلد من الاخطار الخارجية. فهذا الاستخدام وبحجة محاربة داعش هو ليس إلا لفرض قيادة البلاد بواسطتها. وسبب استمرار استخدامها هو ربما لعدم حاجتها الى المذكرة القضائية التي لم تذكر الاخبار عن حيازتها لها في اي من عملياتها. ولم ستحتاجها عندما لا تقوم إلا بتنفيذ اوامر رئيس الوزراء لا القاضي. وعدا عن كون هذا ارساءاً للاستبداد فان استخدام قطعات الدفاع يحيل ايضا الى عسكرة البلد من قبل رئيس الحكومة. وهو ما كان يفعله النظام السابق عندما لجأ الى حكم البلد بالقوات العسكرية والامنية والمخابراتية بعدما فقد ثقة شعبه. حتى الشرطة وقتها قد جرت عسكرتها مع إلباسها زيا عسكريا. نرى هذه الايام تكرار الشيء نفسه مع تحول نظامنا الى دكتاتورية عسكرية تستند عليها الحكومة للتجاوز والدوس على الديمقراطية التي تكرهها كونها تشرع الحريات العامة والمساءلة الشعبية. هذه التي تحولت الى عنوان فارغ من فرط التجاوز عليها. إن عسكرة البلد وحكمه بطريق غرف العمليات هو زج للجيش بالسياسة ويخالف الدستور. ومع ابعاد قيادات العمليات عن التطفل على عمل الشرطة نريد ايضا ابعاد قيادات عمليات الحشد لذات السبب. فهو اداة ايران لحكم العراق. نلاحظ هنا صمت الحقوقيون واهل القضاء والمنظمات المدنية عن تجاوزات رئاسة الوزراء بطريق غرف العمليات على القانون والدستور.

لقد كان يتوجب مساءلة رئيس الوزراء في مجلس النواب بشأن استخدام الجيش والحشد في اعمال من اختصاص الشرطة والتجاوز بهما على الدستور. ويكون عدم حصول هذه المساءلة تواطؤا نيابيا.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكتتاب وطرح اسهم الشركات العامة للبيع
- نطالب بانشاء شركة حكومية حقيقية لا شكلية للهاتف النقال
- قانون الحشد الجديد الذي يراد تمريره في مجلس النواب
- النفاق الدولي بشأن احداث غزة الاخيرة
- بلينكات
- المزاعم الامريكية بشأن الرحلات الى القمر كاذبة
- اهداف ترامب في التهديد بملف اموال المساعدات للعراق
- هكذا يكون الرد على التهديدات الامريكية بفرض العقوبات على الع ...
- اليكم إحدى طرق ايقاف تمرير القوانين خلافا للدستور
- رئيس الجمهورية وراتبه
- رئيس الجمهورية والالتزام بالدستور
- نطالب باحالة وزير النفط ورئيسه الى القضاء لحنثهم باليمين وخر ...
- لخرقه الدستور واستغلاله لبلدنا بالضد من مصلحته نطالب بحل الح ...
- لابد من طرد السوداني ورهطه الاسلامي الفاسد المتخلف
- عقد الطائرات الكورية يمهد للتطبيع مع الكيان الصهيوني
- ما حقيقة مزاعم الغالبية الشيعية في العراق ؟
- واجبات مظلوم عبدي العراقي الجنسية
- نطالب بعدم التعامل مع المجرم الارهابي اسعد الشيباني
- لكيلها بمكيالين نطالب حكومتنا بالتوقف عن الالتزام بقرارات ال ...
- مثل بايدن ونتنياهو ترامب هو ايضا مجرم حرب


المزيد.....




- نادت بـ-رحيل ترامب الآن-.. اندلاع مظاهرات حاشدة ضد ترامب في ...
- -إخفاقات مهنية-: هكذا وصف تحقيق عسكري إسرائيلي مقتل 15 مسعفا ...
- متحدث سابق باسم البنتاغون يشير إلى احتمال إقالة وزير الدفاع ...
- الخارجية الأمريكية: واشنطن تبقى ملتزمة بتحقيق وقف النار الشا ...
- مفرزة تابعة للأسطول الروسي ترسو بميناء الجزائر (صور)
- زوجته كانت على علم بخطط ضرب الحوثيين.. البنتاغون ينفي ضلوع ه ...
- الكويت توقف التبرعات مؤقتًا.. وجمعيات خيرية تسعى لاستئناف ال ...
- ترامب يتظاهر بالتخلّي عن أوكرانيا
- العم سام يتخلف عن التنين
- وزارة التجارة الصينية تؤكد أهمية حل الخلافات مع الولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟