أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياسية لحماية الاستقرار الوطني














المزيد.....

التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياسية لحماية الاستقرار الوطني


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تهديد مستمر في لحظة حاسمة
في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، واشتداد التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة، لم يعد من الممكن التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كجزء طبيعي من المشهد السياسي. فالتنظيم الذي لطالما تماهى مع أجندات خارجية، وتجنب الاندماج الحقيقي في المشروع الوطني، أصبح عبئًا على الدولة والمجتمع، بل عاملًا مهددًا للاستقرار العام، سواء عبر خطابه المزدوج أو تحركاته الرمادية في هذه اللحظات الحاسمة.

الإخوان والدولة علاقة ملتبسة منذ البداية
منذ نشأتها في أربعينيات القرن الماضي، حافظت الجماعة على علاقة مع الدولة الأردنية تتراوح بين التحالف الحذر والاختلاف المدروس. لكنها لم تقدم نفسها يومًا كمكوّن وطني مستقل، بل كفرع من تنظيم دولي يحمل طموحات أيديولوجية تتجاوز الحدود. هذا ما ظهر بوضوح في مواقفها أثناء الأزمات الوطنية، حيث قدّمت مصلحة التنظيم على مصلحة الدولة، وتجنبت اتخاذ مواقف حاسمة حين كانت اللحظة التاريخية تستدعي الوضوح.

بعد "تسونامي الربيع العربي"سقطت الأقنعة
مع صعود موجة “الربيع العربي”، حاول الإخوان في الأردن ركوب الموجة. بدوا كمن يتحيّن الفرص للانقضاض على الدولة، لا كمن يسعى للإصلاح. وتكررت تجاربهم التي أظهرت انفصالهم عن نبض الشارع الأردني الحقيقي، وانسجامهم التام مع خطاب جماعاتهم الأم في الخارج. وعندما بدأ العالم العربي يتجه نحو إنهاء هيمنة التنظيمات العابرة للحدود، ظل الإخوان في الأردن أسرى فكر قديم، وعزلة شعبية متزايدة.

ما بعد المخطط الإرهابي: الحاجة لقرار سيادي
المطالبة بإنهاء الوجود التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين لا تنبع من رغبة في الإقصاء، بل من حاجة وطنية لحماية هوية الدولة. فالمشروع الأردني اليوم يتجه نحو التحديث السياسي، وتوسيع المشاركة، وترسيخ مفاهيم الدولة المدنية، وهذه كلها مفاهيم تتعارض جذريًا مع الفكر الإخواني الذي يقوم على تنظيم طولي هرمي، لا يؤمن بالمواطنة المتساوية إلا شكليًا.

بين الفرد والتنظيم: لا تخلطوا الأوراق
من المهم التوضيح أن الحديث عن إنهاء الوجود التنظيمي لا يستهدف الأفراد المنتمين للجماعة كمواطنين أردنيين، لهم كامل الحقوق. بل يستهدف البنية التنظيمية والسياسية التي تعمل ككيان موازٍ، ويمارس أدوارًا تتجاوز القانون والمؤسسات، وتنتهج خطابًا مزدوجًا يضر بمفهوم الدولة الواحدة.

البديل: تفكيك ناعم أم استيعاب مشروط؟
ثمة من يرى أن المواجهة المباشرة مع الإخوان قد تكون ذات كلفة عالية، ويفضلون استراتيجية “التفكيك الناعم”، من خلال سحب الشرعية السياسية تدريجيًا، ومراقبة التمويل، وتشجيع الانشقاقات الداخلية. آخرون يقترحون نهجًا أكثر توافقية: استيعاب مشروط يسمح للجماعة بالبقاء ضمن النظام السياسي مقابل التزامها العلني بالثوابت الوطنية ورفضها القطعي لأي شكل من أشكال العنف أو الارتباطات الإقليمية المشبوهة.

تنظيم لا يعترف بالدولة إلا عند الحاجة
الإخوان لم يكونوا يومًا جزءًا من المشروع الوطني الأردني الحقيقي. لقد استخدموا مؤسسات الدولة منبرًا للوصول إلى الناس، لكنهم لم يندمجوا فعليًا في الدولة. تعاملوا معها كـ”مركبة” توصلهم لمآربهم، لا كهوية ينتمون إليها. وفي كل لحظة حاسمة، يظهر خطابهم الغامض، المتردد، المتواطئ أحيانًا، ليكشف أن ولاءهم للتنظيم يسبق الولاء للوطن.

لحظة القرار الوطني و اعادة البوصلة الوطنية
الأردن ليس في خصومة مع فكر أو تيار، لكنه اليوم أمام مفترق طريق وطني يتطلب الحسم. والاستمرار في السماح بوجود تنظيم سياسي ديني مرتبط بأجندات خارجية، ويحمل مشروعًا لا ينسجم مع تطلعات الدولة الحديثة، هو تجاهل لحجم التهديد الحقيقي.
إن “التفكيك الناعم”لتنظيم الإخوان المسلمين، أو إنهاء وجوده ككيان سياسي مؤسسي، لم يعد ترفًا سياسيًا، بل “ضرورة سيادية” لإعادة ضبط المشهد الوطني على أساس الولاء المطلق للدولة، لا للتنظيم.

إنهاء وجود الإخوان في الأردن ليس قرارًا أمنيًا فحسب، بل خطوة سياسية ضرورية لإعادة ضبط البوصلة الوطنية. لا يمكن بناء مستقبل مستقر في ظل وجود تنظيم يتغذى على الانقسام ويعيش على الشعارات. حان الوقت لأن يُغلق هذا الملف، إلى غير رجعة.
لقد حان الوقت لقرار تاريخي: إغلاق هذا الملف، لا كاستجابة لحظة، بل كخطوة تأسيسية نحو أردن جديد – دولة واحدة، بمرجعية واحدة، لا تقبل بتنظيمات داخل الدولة، ولا بولاءات تتقاطع مع خارطة الأمن القومي الأردني.



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال ...
- على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر ال ...
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب
- اسرائيل تفتح فوهة النار على حكم الملك عبد الثاني
- يسقط النظام و الدوار الرابع
- القاتل الاقتصادي ترامب يعلن حربا تبدأ من ورشة البحرين ..أدوا ...


المزيد.....




- نادت بـ-رحيل ترامب الآن-.. اندلاع مظاهرات حاشدة ضد ترامب في ...
- -إخفاقات مهنية-: هكذا وصف تحقيق عسكري إسرائيلي مقتل 15 مسعفا ...
- متحدث سابق باسم البنتاغون يشير إلى احتمال إقالة وزير الدفاع ...
- الخارجية الأمريكية: واشنطن تبقى ملتزمة بتحقيق وقف النار الشا ...
- مفرزة تابعة للأسطول الروسي ترسو بميناء الجزائر (صور)
- زوجته كانت على علم بخطط ضرب الحوثيين.. البنتاغون ينفي ضلوع ه ...
- الكويت توقف التبرعات مؤقتًا.. وجمعيات خيرية تسعى لاستئناف ال ...
- ترامب يتظاهر بالتخلّي عن أوكرانيا
- العم سام يتخلف عن التنين
- وزارة التجارة الصينية تؤكد أهمية حل الخلافات مع الولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياسية لحماية الاستقرار الوطني