أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - المحور الثنائي الذي هز أمريكا!!














المزيد.....

المحور الثنائي الذي هز أمريكا!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتألف هذا المحور الثنائي من طرفين لا يجمعهما أي جامع سوى العداء لأمريكا. أحد الطرفين هو الرئيس الفنزويلي شافيز الذي يقدم نفسه لشعبه وأمريكا اللاتينية كخليفة كاسترو. إنه منذ ترؤسه لفنزويلا لم يأتِ لشعبه بغير قاموس من الشتائم المتكررة للولايات المتحدة ورئيسها، وغير التحامل على كل الغرب ووصمه بمعاداة الثقافات الأخرى. أما مشروعه الاقتصادي ـ الاجتماعي فهو استنساخ التجارب الفاشلة للمركزية المفرطة ومحاربة قوانين السوق. إنه كما يقول المثل "عاد ليلبس البرانيط البالية، التي تركها أصحابها منذ أكثر من عقدين من الزمن." وقد حاول الرئيس الفنزويلي أن يستغل نجاح اليسار المتطرف في دول كبوليفيا والأكوادور، [الأخيرة لها علاقات اقتصادية وتجارية مع الولايات المتحدة]، وقد زار في العام المنصرم سلسلة من الدول المعادية للولايات المتحدة ومنها كوريا الشمالية بأمل تشكيل أممية جديدة للحرب الباردة، بمباركة ضمنية غير مباشرة من الصين وروسيا، اللتين تشاكسان السياسة الغربية في مسائل مهمة، ولكنهما مرتبطتان باتفاقيات دولية وبعلاقات مع الولايات المتحدة، وتراعيان موازين القوى؛ وهذا ما حدث مثلا مع القرار الدولي حول المشروع النووي العسكري الإيراني رغم كونه كان ضعيفا، ورغم أن الموافقة جاءت بعد مناورات لتعطيل اتخاذ قرارات حازمة؛ كما أنهما ترفضان اتخاذ أي إجراء حقيقي لنجدة شعب جنوب السودان من الإبادة الجماعية واغتصاب النساء يوميا وبالجملة.
أكثر شافيز حملاته على الوجود الأمريكي في العراق، داعيا لانسحاب فوري، وهو أيضا ما ردده رئيس زامبيا موغابي، الذي قاد بنفسه عصابات الغوغاء لنهب والتنكيل بالأقلية البيضاء في البلد، مع أنها لم تتحرك ضد البلد، بل قبلت ورحبت بالوضع الجديد بسقوط نظام الفصل العنصري.
أما الطرف الثاني في المحور الثنائي فهو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فمن لا يعرفه؟! إنه هو الآخر غوغائي لا منطق له غير التحامل على واشنطن، ولا موقف له غير رفض الجهود والمفاوضات الغربية لوقف المشروع النووي الخطير، الذي لن يهدد، لا أمريكا ولا أوروبا ولا إسرائيل، بل سيكون ورقة ابتزاز وضغط على دول الخليج وعلى العراق، في سياق الخطط الاستراتيجية الإيرانية للتوسع والامتداد سياسيا واقتصاديا ووضع هذه الدول تحت رحمة إيران. هذا كله هو ما يجمع الرجلين، وأحلامهما في قيادة العالم "الثوري" ودحر "الإمبريالية الأمريكية."
استقبل الرئيس الإيراني بالأحضان والورود، ورفعت صوره على ثياب الناس، فتوهم أنه قادر على مواصلة تهديده النووي، والتدخل الواسع النطاق في العراق، الذي بات محطة لرجال المخابرات والحرس الثوري الإيرانيين، و جنوبا وكردستانَ ومرورا ببغداد، وهو ما لا يمكن ستره بأية تصريحات عراقية متكررة عن حسن نوايا إيران، وعدم تدخلها في شؤون العراق!
ترى هل سينجح هذا المحور الثنائي لتحقيق مراميها؟ بالطبع كلا، لأنه محور ضعيف رغم صخبه الكلامي، وهذه إيران تعاني من اشتداد نقد رئيسها، ومن وجود الضغوط الدولية المستمرة التي اضطرت كل من الصين وروسيا إلى المشاركة الملطفة فيها.
شافيز بعيد عن أي تأثير على الوضع الإيراني؛ أما أحمدي نجاد، فربما في يديه أوراق قوية وخصوصا حزب الله وجيش المهدي وحماس، وهو يقوم بالعمل لتدمير القضية الفلسطينية والعراق ولبنان، إلا أن إيران لن تستطيع مواصلة تحدي المجتمع الدولي للأبد وهي من حين لآخر تبدي بعض الإشارات لترميم العلاقات مع واشنطن كما أن لإيران رجالات عاقلة وبعيدة النظر، وقطاعات واسعة من الشعب التي قد لا تتحرك اليوم بسبب العنف والقهر، ولكن لكل ظالم يومه! الوضع الدولي تغير جذريا منذ انتهاء الحرب الباردة، وسقوط الأنظمة الشمولية ذات الاقتصاد "المخطط"؛ فهل إن محورا جديدا كهذا قادر على تغيير موازين القوى وقيادة تيار جديد للحرب الباردة؟ بالطبع لا وكلا!
يذكرني التغطرس الكلامي لهذا الثنائي، شافيز وأحمدي نجاد، ودورهما لتغيير السياسة الأمريكية بالغطرسة التي تحدث عنها الكاتب السوري الساخر المرحوم مصباح الغفري؛ غطرسة الرئيس الشمولي الدموي الفردي الذي باركته وسائل الإعلام المحلية، كيوم تاريخي فاصل لتحقيق الانتصارات المدوية، وإذ عقد المجلس القومي الأمريكي بسببها جلسة استثنائية فورية لدراسة أبعاد الغطرسة على مصالح الأمن القومي الأمريكي. وهذا من هذا !!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خطة بوش وفرص نجاحها
- حريق العراق وتحليل الأوضاع..
- القضية هي الحدث نفسه لا تسجيله!
- عندما تنتصر العدالة وأرواح الضحايا..
- خواطر متناثرة في عيد الميلاد..
- العدالة لا تتجزأ وهي ليست انتقائية..
- أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟
- العراق الذي يحترق..
- الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..
- بين إرهاب -المهدويين- والإرهاب الصدامي – القاعدي..
- نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!
- مرة أخرى عن البرلمان وحرية الصحافة...
- كلمة عن حرية الصحافة في العراق..
- مع الحروب الأهلية الفرنسية - 2
- عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -
- الإسلاميون العراقيون وديمقراطية الحذاء!!
- مغزى وعواقب 11 سبتمبر
- خواطر وتداعيات في رحيل نجيب محفوظ
- تفجيرات تركيا إساءة وتشويه للنضال الكردي..
- من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - المحور الثنائي الذي هز أمريكا!!