عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 07:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال الاعوام الماضية، وعند حدوث مشاکل وأزمات بين النظام الإيراني وبين المجتمع الدولي، فقد کان هناك على الاغلب ثمة تباين في آراء ووجهات نظر المراقبين السياسيين بخصوص ذلك، ولاسيما من حيث إن للنظام قوته وتأثيره وإمتلاکه لأوراق ضغط يلعبها على طاولة التفاوض، ولکن الامر هذه المرة وفيما يرتبط بالازمة الجارية بين الولايات المتحدة وبين النظام الإيراني على خلفية البرنامج النووي الإيراني، لا تشبه مثيلاتها فيما سبق بل إنها حالة مختلفة تمام الاختلاف حيث إن هناك إتفاق يشبه الاجماع بين المراقبين السياسيين في إن الکرات معظمها في السلة الأمريكية!
في الازمات السابقة بين النظام الإيراني والمجتمع الدولي، وبشکل خاص عند إجراء مفاوضات بشأن ذلك، فقد کان النظام يحرص کثيرا على إطلاق تصريحات متضاربة توحي من خلالها أن هناك أکثر من رأي وموقف بهذا الصدد ولکن مع الاخذ بنظر الاعتبار الترکيز على الرأي والموقف الاکثر تشددا، غير إن الملاحظ في الازمة الحالية الجارية ومع کون النظام يمارس نفس الاسلوب من إطلاق التصريحات المتضاربة، فإن هناك حالة من الخوف والقلق تظهر بوضوح على معظم التصريحات حتى تلك التي يدعي فيها النظام بقوته وإقتداره.
غير إن الملاحظة الاهم والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وبصورة خاصة، هي إن القلق والخوف يزداد ويصل الى ذروته عند طرفين مهمين في النظام وهما الولي الفقيه علي خامنئي والحرس الثوري، ومن دون أدنى شك فإنهما محقان بذلك لکونهما المعنيان أساسا بما يجري وبما قد ينجم عنه.
الولي الفقيه وخلال الازمات السابقة، کان يحرص على التمسك بسياق واحد في إبداء الرأي والموقف في حين کان يسمح للجميع بأن يغيروا في آرائهم ومواقفهم بما يتناسب ويتفق مع مجريات الامور ومصلحة النظام، لکن هذه المرة، يبدو إن الولي الفقيه نفسه قد أصبح يغير في آرائه ومواقفه وهو ما يدل على إن أزمة النظام هذه المرة هي ورطة غير مسبوقة بل وحتى إنها أم ورطات النظام.
في تصريح يغلب عليه التناقض والتخبط والضبابية من حيث عدم وضوح الرٶية لما يجري، قال خامنئي يوم الثلاثاء الماضي بعد الجولة الأولى من المحادثات التي شهدتها سلطنة عمان، إنه ليس "متفائلا أو متشائما أكثر مما ينبغي" لکنه في نفس الوقت أشار إلى أنه لا يزال متشائما تجاه واشنطن، کما إنه حذر من ربط قضايا البلاد بهذه المفاوضات، قائلا "لا تكرروا الخطأ الذي ارتكب في الاتفاق النووي"، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرم بين طهران والدول الغربية عام 2015. في وقت يعلم خامنئي فيه جيدا إن المطلوب من النظام هو عين ما يقصده ويعنيه في تصريحه هذا.
وعلى نفس المنوال، وفي نفس اليوم، قال المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، أن"الأمن الوطني وقدراتنا الدفاعية خط أحمر لن يتم التفاوض بشأنها مطلقا"، لکن الحقيقة التي تفرض نفسها على خامنئي وعلى حرسه هو إن هذه المرة ليست کالمرات السابقة وإن ورطة النظام عويصة جدا الى الدرجة التي لا يمتلك فيها سوى خيار واحد وهو الرضوخ لتلك المطالب التي يعتبرها خطوطه الحمر!
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟