أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - المهجرون وتخوفات مشروعة














المزيد.....

المهجرون وتخوفات مشروعة


ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال الرئيس اللبناني : " لبنان الذي يعاني من أزمةاقتصادية يتحمل تكاليف باهظة لوجود مهجرين سوريين فضلا عن البعدالأمني " ، ويبدو الوضع في مصر مماثلا من هذه الزاوية للوضع في لبنان ، وينطبق عليه نفس القول ؛ فمصر كلبنان ، تتعالي أصوات عديدة فيها الآن مطالبة الحكومة المصرية بضرورة " إعادة اللاجين إلي بلادهم " .

ويري كثيرون أن الشعب - نسبيا - كان يعيش في اكتفاء وبحبوحة ، إلى أن جاء المهجرون ، فانحدرت الأوضاع كلها جراء مزاحمتهم للمصريين في مواردهم المحدودة .

لكن الرؤية الأوسع ترجع انحدار الأوضاع المعيشية في جوهره إلي عدة أسباب متداخلة متضافرة ، أحدها التكلفة الباهظة لوجود المهجرين ، وأحدها كذلك عقم السياسات الاقتصادية والمالية المطبقة .

علي أن النظر لمشكلة اللاجئين يتطرق بالضرورة إلى النظام الحاكم ، الذي استقبل ملايين اللاجئين ، فتسبب في واحدة من أكبر الأزمات في تاريخ مصر الحديث علي الإطلاق ..

لقد تفاقمت المشكلات التي تواجهها مصر بسبب اللاجئين .. لأن وجودهم هو في حقيقته احتلال ناعم ، وتغيير ديموجغرافي وثقافي لمصر ..

اللاجئون وجه من أوجه الأحوال المنهارة الآن في مصر .. فكل مطعم افتتحه مهاجر كان في يوم ما مطعما مصريا .. المهاجرون لم يأتوا بمطاعمهم معهم من بلادهم .. هذه المطاعم كان أصحابها مصريين ، وكان العاملون بها مصريين ..
مئات الآلاف من العائلات المصرية كانت تعتمد علي عمل عائلها في هذه المطاعم .. ولكن بأرباح "الكبتاجون" والتمويلات الهائلة من الجمعيات الأصولية في دول الخليج وأوربا ، وتمويلات المنظمات المشبوهة ، امتلك المهجرون الأموال الطائلة التي مكنتهم من شراء المحلات والمطاعم والشركات المصرية ، والاستحواذ علي معظمها ، لتتحول تبعية هذه المحلات والمطاعم والشركات إلي جنسيات سورية أو عراقية أو يمنية أو سودانية أو فلسطينية ، ويتم تسريح العمالة المصرية بها واستبدالها بعمالة من الجنسيات المهاجرة .. وعلي سبيل المثال آلاف من السوريين كانوا يأتون مباشرة من المطار للعمل في هذه المحلات .. في الوقت الذي ينضم فيه الآلاف من العمال المصريين إلي طابور البطالة ، وتنضم عائلاتهم إلي طابور المعدمين .

كل مهاجر لمصر امتلك مكان أحد المصريين في العمل والسكن .. وكل مهاجر لمصر طرد مصريا من عمله وسكنه ليصبح المصري عاطلاً مشرداً ..

اليمنيون - ومؤخرا الفلسطينيون - يقومون بتكرار التجربة السورية بنجاح ساحق بتمويلات إخوانية وخليجية ومشبوهة ..

السودانيون - ومعهم الأفارقة - يسيرون علي نفس الخطي بفضل تمويلات جماعات الأفروسنتريك العالمية ..

جميعهم اتفقوا علي طرد المصري وتشريده وإفقاره ثم في النهاية استبداله .. ولو استمر الحال علي ماهو عليه سيكون مصير آلالف المصريين هو نفس مصير الهنود الحمر .. سوف يتحول المصري الفقير الساذج إلي عاطل جائع مشرد لاجئ في بلده .. ووقتها لايلومن إلا بلده ، والذين فعلوا ذلك ببلده ..

التاريخ لايرحم الأغبياء والسذج والمنبطحين والدونيين والنائمين علي بطونهم تاركين بلادهم لكل غريب ..

فماذا يفعل المصريون قبل أن يتحولوا إلي غرباء لاجئين في بلدهم ؟ أيطالبون المسئولين الذين بيدهم مقاليد الأمور أن يطردوا المطرودين قبل أن يطردوهم في بلدهم ؟

المهجرون بالفعل كل مكاسبهم المالية محولة ومهربة خارج مصر !!! لا يضع أحد منهم مدخراته أو أرباحه التي ربحها - بموجب المناخ المفتوح الآمن للاستثمار لهم داخل البلد - بالعملة المصرية في البنوك المصرية ، لأن كل أموالهم تخرج أولا بأول خارج مصر ..

وهل يتصور أحد ما يستهلكه أكثر من عشرة ملايين مهاجر داخل مصر حاليا من مواردها وثرواتها ؟
هل يتصور أحد ما يستهلكونه من كهرباء وغاز ومياه وبنزين وقطع غيار وخدمات وتعليم وصحة .. إلخ ، وما يحتلونه من أماكن في المدارس والجامعات والمستشفيات ، ويستهلكونه من مستلزمات للعلاج ؟ ثم يستورد المصريون السلع بالدولار ، الذي بلغ سعره رقما خياليا بالجنيه المصري ، فحط بقدر الجنيه إلي أسفل سافلين ؟ ثم يجأر المصريون بشكوي انقطاع الكهرباء والمياه .. والارتفاع الجنوني لأسعار السلع والبضائع والخدمات ، بل واختفاء سلع عديدة وأنواع دواء ؟ .. ناهيك عن الأدوية والسلع اللي يشترونها بالجنيه المصري ليهربونها ويبيعوها خارج مصر بالدولار ؟ .. حتي السجاير الإلكترونية اكتشفوا أن الخرطوشة في مصر سعرها 600 جنيه بينما في دبي ما يساوي حوالي 1500 جنيه فتختفي من السوق لأن الإخوة المهجرين سطوا عليها !!

إن أقل أسرة مهاجرة لديها من الأبناء خمسة ، وأحد جيراني لديه ثمانية من الأبناء .. وتكاثر المهجرين يتم بكثافة وسرعة تفوق معدلات مواليد المصريين ، ما ينذر بخطر ديموجرافي كبير بعد بضعة سنوات فقط !!

دعنا نعطي مثالا بسيطا من تجارة الشاورما .. فنحن نعرف مكاسبها ، ولكن هل يوجد محل شاورما مصري استطاع أن يفتتح خمسين فرعا في أغلي الأماكن بعد ثلاث أو أربع سنوات من الشغل والمكسب ؟

ومن ذا الذي يقبل باستيطان ملايين علي أرضه بدعوي شيوع الأرض - من منطلق وحدة العقيدة - لأن الوطن بمقتضاها غير موجود وليس إلا "حفنة تراب عفن" ؟؟؟

أعداد كبيرة من المهجرين لهم خلفيات مرعبة .. وكتاباتهم في مجموعاتهم علي السوشيال ميديا تقول : "هانطلب حكم ذاتي" ، "هانطلب حماية دولية" ، "هانطلب ندخل الجيش والشرطة و "يكون لنا تمثيل نيابي في مجلس النواب" .. إلخ إلخ .. وكلها سيناريوهات خطرة ..
ولذلك يرفع مصريون كثيرون أصواتهم الآن لحكومتهم : "يتفضلوا يرجعوا لبلادهم .. بلادهم أولي بهم" .



#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)       Maher_Aziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكون الدين علما؟
- علمانية الدولة.. درس من تونس الخضراء
- الخطر الذى يحدق بمصر
- التغيير الجذري ومسئولية الرئيس
- الجمال والقبح في مصر المحروسة
- الطاقة الخضراء وجيوسياسيات التحول الطاقى
- التخلص من النفايات النووية
- كوب 28 يدعم قادة الاتحاد الأوروبى فى ندائهم للعودة إلى القوى ...
- أهمية الطاقة النووية فى حل مشكلات المناخ
- الطريق إلى دبى
- المخاطر العالمية تهدد البقاء
- 28 سبتمبر/ الجبل الذي هوي- وفاة الرئيس عبد الناصر
- الطريق إلى شرم الشيخ 4 - تحدى القضايا الملتهبة
- الطريق إلى شرم الشيخ 3 - تحدى التفاوضات العَسِرَة
- الطريق الى شرم الشيخ 2 - فجوة التمويل
- الطريق إلى شرم الشيخ 1 - فجوة الابتعاثات
- صفحات من سيرتى الذاتية-لغة الهندسة
- صفحات من سيرتي الذاتية: ذيس إذ آ شيم
- أمنحك الدكتوراه
- صفحات من سيرتي الذاتية: الريس مبسوط من شغلك


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - المهجرون وتخوفات مشروعة