أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة اللعبة..














المزيد.....

دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة اللعبة..


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة مواصي خانيونس ليلة ١٧/ابريل٢٢٥

ليلة السابع عشر من نيسان/أبريل ٢٠٢٥ لم تكتف آلة القتل الإجرامية الصهيونية بتنفيذ مجرد مجزرة في مواصي غرب خانيونس، بل تجاوزت كل حدود المعقول والمسموح، حين ارتكبت مجزرة بشعة، تفحمت فيها جثث الشهداء لدرجة أن الدخان ما زال يتصاعد منها حتى بعد نقلها ووضعها في ثلاجات الموتى.

مشهد مرعب لوجه الإنسانية، اختلطت فيه رائحة اللحم والدخان الذي لا زال يتصاعد من الجثامين، وكأنها لا تزال تصرخ من داخل الثلاجات، تطالب بحقيقة وعدالة وإنسانية ضاعت جميعها على قارعة صمت العالم.
ما حصل في المواصي ليلة أمس ليس مجرد محطة، بل علامة فارقة في انحدار النظام الدولي نحو اللامبالاة التامة. وفي كل مرة تُرتكب فيها مجزرة ويُغضّ الطرف عنها، تُكتب شهادة وفاة جديدة لمنظومة القيم العالمية.

هذه المجزرة، في جوهرها، ليست سوى جزء من سياسة واضحة تتمثل في إبادة الفلسطيني، جسدا وصوتا وذاكرة.
غير أنها هذه المرة وقعت في ما يُسمى بـ "المنطقة الآمنة"، التي لجأ إليها النازحون بعدما طُردوا من منازلهم شمالا، بناء على تعليمات مباشرة من عصابات الجيش الصهيوني. اختاروا الموت في خيمة على أن يُقصفوا في بيت، لكنهم لم ينجوا من الجريمة، بل أصبحوا هدفا أسهل.

والمثير للغثيان أن هذه المجازر تمر بغطاء مزدوج، غطاء ديني زائف، يُستدعى من نصوص توراتهم المحرفة، وغطاء سياسي مخجل، توفره "أنظمة عربية" تقيم سلاما مع العدو المجرم وتتبادل معه المصالح. فأي شرف تبقى للقمم والمؤتمرات التي تقيمها تلك الأنظمة الخائنة حين تُحرق أجساد الأطفال وتُشوى؟
وأقول هنا.. إن دور هذه الأنظمة قادم وأجسادها ستشوى لأنها لا شيء في نظر هذا العدو سوى أنها دمى ماريونيت حقيرة، بمجرد انتهاء دورها على مسرح إقامة "إسرائيل الكبرى" ستُشوى بذات النار التي شوت أطفال غزة.

إن ما جرى في المواصي ليس فقط مجزرة عسكرية، بل انهيار شامل للأخلاق السياسية العربية. حيث تحوّلت العواصم من مراكز دعم إلى منصات صمت، ومن منابر تضامن إلى بوابات تطبيع. وفي قلب هذا التواطئ، يتكرر المشهد ذاته... الفلسطينيون وحدهم، وجثامينهم المحترقة وحدها، والدخان وحده يروي للعالم ما لم يعد أحد يجرؤ على قوله.

لكن، حتى النصوص المتواجدة في إصحاحاتهم وكتبهم التي يُفترض أن يتغنى بها الاحتلال تدين هذا الفعل. "لا تقتل النفس البريئة والبارة، لأني لا أبرر الشرير" "الخروج ٢٣:٧".
و"ملعون من يأخذ رشوة ليقتل دم بريء" "التثنية ٢٧:٢٥".
فهل يا ترى "الأنظمة العربية" التي تنسق وتهادن وتصمت وتتواطأ هي خارج هذه اللعنة؟

مشهد الجثامين المتفحمة في ثلاجات الموتى لن تُمحى بسهولة. هي ليست مجرد آثار قصف، بل أدلة على خيانة متعددة المستويات...من القاتل؟ من الصامت؟ ومن الذي اكتفى بالمشاهدة؟

حتى ثلاجات الموتى، التي من المفترض أن تحفظ الكرامة الأخيرة للميت لم تقوَ على حبس دخان أجساد اشتعلت ظلما، ليبقى هذا الدخان شاهدا ضد كل من خان.

في هذا الزمن العربي المبتذل، لا يحق لأحد أن يتحدث عن "الكرامة" إذا لم يقف أمام مرآة المواصي. وإن كان العالم قد فقد إنسانيته، فما الذي يبرر أن تفقدها أوطان تدّعي أنها "شقيقة"؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة اللعبة..