أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام طه - دهوك بطلاً للخليج: من المنجز الرياضي إلى أفق الجغرافيا التشاركية















المزيد.....

دهوك بطلاً للخليج: من المنجز الرياضي إلى أفق الجغرافيا التشاركية


همام طه

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مباراة كروية حماسية، تغلّب نادي دهوك العراقي على نادي القادسية الكويتي في نهائي كأس أبطال الخليج، ليتوّج النادي الذي يمثّل مدينة دهوك في إقليم كردستان بلقب البطولة الخليجية. قد تبدو النتيجة في ظاهرها حدثاً رياضياً عادياً، لكنها في عمقها تفتح باباً للتأمل في أشكال الحضور الرمزي للهوية والتنوّع وتمثيلهما في الملاعب، ولرصد ديناميكيات التفاعل بين التنافس الرياضي والمجال الجغرافي، والفضاء السياسي، والعمق الثقافي، والأفق الاقتصادي، في إطار مقاربة يمكن وصفها بأنها "تحليل جيورياضي".

من الإنجاز الرياضي إلى القراءة الرمزية: العبور والتعبير
دهوك، المدينة الواقعة في إقليم كردستان ضمن الدولة العراقية، لا تمثل في هذه اللحظة موطناً لنادٍ رياضي يفوز ببطولة إقليمية فقط، بل يُجسّد صدى اسمها، الذي يتردّد في العراق والخليج، تعبيراً عن قدرة مجتمعات "الهويات الذاتية"، التي توصف عادةً بأنها "مجتمعات محلية" أو "مكونات إثنية" داخل دولة تعددية، على تمثيل نفسها ضمن الأطر الوطنية والإقليمية والدولية، بأدوات ناعمة وبوسائط مدنيّة، وأن تعبّر عن وجودها وحضورها، ثقافياً وسياسياً، بشكل عابر للقيود والحدود. هذا ما فعله المجتمع الكردي من خلال نادي دهوك الممثل للكرة العراقية في بطولة خليجية. فالمشاركة في بطولة خارجية تعني أن إقليم كردستان، من خلال الرياضة، يساهم في صناعة صورة العراق لدى محيطه. الانتصار هنا ليس على خصم، بل هو انتصار للرياضة كوسيلة للتعبير والاندماج، وللحلم الذي يتجاوز الجغرافيا والانتماء إلى أفق المشاركة والتكامل.

العراق كفضاء جيودولتي: لحظة مُركّبة في مجال رحبٍ للتلاقي والإبداع
حين نفكر في هذا الإنجاز، باعتباره تمثيلاً رمزياً لامتداد العراق الاتحادي نحو الخليج، ونقطة التقاء بين كردستان كإقليم والمنظومة الخليجية، يمكننا أن نرى العراق بوصفه الفضاء الجيودولتي لكردستان. أي أنه ليس مجرد دولة تحتضن إقليماً، بل مجالاً تتفاعل فيه الهويات واللغات والمشاريع والرؤى، وتتعايش فيه الكيانات ضمن إطار سياسي مشترك، يتيح التعدّد ويحتضن التنوّع، ويستوعب ويدمج الهويات الذاتية، ولا يصهرها، ضمن الهوية الوطنية. وفي هذا الفضاء، لا تكون كردستان تابعاً، بل شريكاً، ولا تكون بغداد مركزاً أحادي النزعة، بل بوتقة للسيادة التفاعلية المَرِنة والتنسيق الجهوي والتكامل الوطني. وهذا الطرح لا يلغي وحدة الدولة، بل يعمّق فهمها كتكوينٍ تعددي مستدام قادر على التطوّر والنماء والبقاء والارتقاء.

من الجيواستراتيجية إلى الجيورياضية: إعادة التفكير في المصطلحات
حتى على صعيد المفاهيم السياسية، يستدعي هذا التتويج الرياضي تطوير لغة جديدة لفهم هذه اللحظات المركّبة، ويبدو مبرراً ابتكار مصطلح "الأثر الجيورياضي"، للتعبير عن العلاقة بين الجغرافيا السياسية والرياضة، حيث تتحول الرياضة إلى معبر جيوسياسي، ويصبح التنافس في المستطيل الأخضر ميداناً لتفاعل الرموز. هنا يصبح الملعب فضاءً للتمثيل السياسي والثقافي، والمباريات تتحول إلى لحظات تقاطع رمزي، تواصلي لا تنافري، بين هويات متعددة تسعى لإثبات ذاتها من خلال التنافس الشريف. هذه المقاربة الجيورياضية، وإن بدت غريبة، تفتح مجالاً لتحليل أعمق لتحوّلات المشهد الرياضي في منطقتنا والعالم، ولمواكبة اتجاهات معاصرة ترى الرياضة أداة للنفوذ والتأثير تحت عنوان "القوة الناعمة" (soft power). ومصطلح "الجيورياضية" قابل للتطوير، فنقول مثلاً: الجيواستراتيجيا الرياضية، الجيوبوليتيكا الرياضية، أو حتى الجغرافيا الرمزية للرياضة. ويمكن تقديم "الجيورياضية" كمجال معرفي بَيني أو تكاملي، يدرس كيف تتحرك الهوية والانتماء والرمزية عبر ملاعب الكرة وساحات الألعاب، وكيف تتفاعل هذه الحركة مع السياسة والاقتصاد.

تلاقٍ لا تنازع: الفوز المشترك والاحتفاء بالتنوّع
في مباراة دهوك والقادسية، لا مكان للغلبة بمعناها الضيق، بل للتمثيل بمعناه الواسع. لحظة يتلاقى فيها الخليج بكردستان، والعراق بالكويت، والجمهوريات بالأقاليم، في مشهد مشتركٍ يَعِدُ بما هو أكثر من كرة القدم: يَعِدُ بإمكانية بناء فضاء إقليمي شامل يحتضن تنوّعه لا يخاصمه، ويحتفي بتعدديته لا يخافها.
يشكّل هذا الإنجاز تتويجاً رمزياً على مستويات متعددة، ضمن "الفضاء الجيورياضي" لإقليم كردستان داخل وخارج العراق.
فعلى صعيد الهوية والانتماء، يمكن أن يُعدّ الفوز على فريق خليجي تقليدي بمثابة إثبات وجود لـ "كردستان الرياضية" كلاعب حقيقي في المجال العربي. إنه نوع من التمثيل "الرمزي" لشعب وقضية عبر كرة القدم، وهي أداة ناعمة لكنها فعّالة.
وعلى مستوى التفاوض الداخلي، ضمن الفضاء الوطني العراقي، قد يُنظر لهذا الفوز الكردي كرسالة ضمنية لبغداد، تقول: "نحن موجودون بقوة، ومؤثرون بفاعلية، كشريك تكاملي لا كخصم انعزالي، وقادرون على إثبات أنفسنا من خلال هوية وطنية عراقية رحبة وشاملة، تجمع ولا تُقصي، وتدمِج ولا تقهر، وتُقنِع ولا تُخضِع".
كما أن تتويج دهوك بلقب إقليمي باسم العراق قد يعكس تفوّقاً على فرقٍ كروية عراقية عريقة لطالما مثّلت المركزية العراقية التقليدية، ففي لحظة يُعاد فيها تشكيل الخريطة الرمزية للدولة على إيقاع الحِراك الاجتماعي – السياسي، لم تعد المركزية حِكراً على هوية أو منطقة، ولم تعد جائزة أبدية لنخبة أو فئة؛ المركز اليوم متاح لمن يمتلك زمام المبادرة والإنجاز والتأثير.
ويعبّر تفوّق نادي دهوك، ممثلاً للعراق في المنافسة الخليجية، عن لحظة كثيفة المعنى والدلالة تعكس جدلية التوتر الخفي والتواؤم الممكن بين الهويات، داخل العراق وفي المجال الإقليمي، وكيف يمكن للقوة الناعمة أن تخلق مناخاً يساعد على تعارف جديد بين هذه الهويات. كما يعيد هذا الفوز التذكير بأن تجربة كردستان كإقليم دستوري ضمن دولة اتحادية هي قوة ناعمة للعراق، فبرغم كل التحديات التي تواجهها، تبقى كردستان تجربة مُلهِمة إقليمياً ودولياً لأنها تشق طريقها في منطقة تكبت التنوّع وتكبح التعددية وتحتفي بالأحادية.

من الملعب إلى الخريطة: الرياضة بوصفها لغة عابرة للهويات
يلمع اسم دهوك اليوم كمدينة حاملة لهوية ثقافية وسياسية، تتداخل فيها التطلعات الكردية مع العمق العراقي والآفاق الإقليمية والعربية والخليجية. يشكّل التتويج هنا لحظة ناطقة؛ كردستان تسجل هدفاً في مرمى الجغرافيا وتنفتح على الخليج عبر بوابة العراق.
من خلال هذا الفوز، تقدم دهوك نفسها ليس كفاعل محلي فحسب، بل كمشارك إقليمي ضمن الفضاء العربي، وهو فضاء طالما تموضع كردياً كموقع "خارج - داخلي" في الوقت نفسه؛ خارج اللسان العربي التقليدي، وداخل الجغرافيا السياسية. فهل كانت مباراة دهوك والقادسية لحظة عبور رمزي لحدود الجغرافيا والهوية؟ أم لحظة تحدٍّ ناعم لإثبات الوجود؟
لكن ما هو أهم من النتيجة، هو ما تمثله هذه المباراة ضمن بنية العلاقة بين كردستان والعراق، إذ يمكن النظر إلى العراق نفسه بوصفه الفضاء الجيودولتي لكردستان؛ إنه حقل الحركة السياسي، والامتداد الحيوي، والفضاء الذي تتحرك فيه كردستان ليس بوصفها جزءاً ذائباً في الدولة، بل بوصفها وحدة فاعلة داخل كيان أوسع، تتفاعل معه، وتتفاعل فيه، وتتفاعل مع العالم من خلاله. هذا التوصيف يعكس تحولاً لافتاً في العلاقة بين الإقليم والدولة؛ لم تعد بغداد هي المركز وكردستان هي الهامش، بل صار العراق ذاته مسرحاً رحباً لتجريب وتحقيق الكينونة الكردية الجديدة، المتحررة نسبياً، الطامحة لمزيد من الاستقلالية الذاتية، المتحفزة لتمثيل نفسها داخلياً وخارجياً. والتحدي الراهن الذي يواجه الدولة العراقية هو كيف تجعل النظام الاتحادي حاضنة للطموحات الكردية، عبر سياسة الاستيعاب العقلاني، والاندماج الطوعي، والتفاوض البنّاء، والشراكة التنموية، والتعاقد المواطَني، والتكامل المؤسسي الخلّاق، والديمقراطية التشاركية؛ فيكون النموذج العراقي ضامناً وراعياً وداعماً للتجرية الكردية، يُعطيها ويأخذ منها، لا كابحاً لها أو متصادماً معها أو مهيمناً عليها؟!

ما بعد المباراة: كردستان كفاعل وطني ضمن فضاء جيودولتي
هذا الفوز لا ينبغي أن يُقرأ كمجرد إنجاز كروي، بل كجزء من سياق أشمل لحراكٍ رمزي متصاعد، تَستثمر فيه الهوياتُ الفراغاتِ الناعمة لتأكيد الذات. الملعب هنا يتحوّل إلى برلمان إقليمي للتمثيل السياسي - الثقافي. والجمهور ليس على المدرّجات وأمام الشاشات فحسب، بل هو التاريخ والمنطقة والعالم من ورائهما. والهدف ليس التسجيل في الشِباك فقط، بل إثبات الوجود والحضور وردّ الاعتبار في صميم وعي الأمم والشعوب.
لم تعد كردستان منطقة "فراغ أمني" أو منبعاً لحركات "تمرد" مسلحة. إنها اليوم كينونة حضارية مؤهلة لأن تتحرّك بمرونة وفاعلية ضمن الفضاء الجيودولتي للعراق. إن الدور الذي يمكن لإقليم كردستان أن يؤديه، من خلال المجال الجيوسياسي العراقي، مرشّح لأن يثير تحوّلات فكرية وسياسية على مستوى المنطقة بشكل يعيد رسم العلاقة بين المركز والهامش، بين الدولة والمكوّن، وبين الكيان الوطني والكينونات الهوياتية المنضوية تحت عنوانه.
إن الفضاء الجيودولتي هو الحقل السياسي الذي تتحرك فيه وحدة دولتية بازغة (مثل إقليم كردستان) ضمن منظومة دولتية مرِنة (العراق)، لكن مع قدر من الاستقلالية العملية والرؤية الجيوسياسية الذاتية. عندما نصف العراق بأنه الفضاء الجيودولتي لكردستان، نحن لا نقول إن كردستان تنصهر في العراق، بل نقول إن العراق صار بيئة مؤاتية ومشجّعة لتحرك الفاعل الكردي، يمارس فيها تمثيله، ويوسع تأثيره، ويعيد إنتاج نفسه من الداخل، كما لو أن الدولة العراقية باتت مجاله الحيوي. مفهوم الفضاء الجيودولتي يحرر كردستان من كونها مجرد "إقليم تابع" ويمنحها موقع "فاعل داخل الفضاء العراقي". وفي الوقت نفسه لا يُخرج العراق من المعادلة، بل يُعيد تعريفه كـ "إطار جيودولتي" يتحرك فيه المشروع الكردي. هذه المقاربة تحوّل الدولة العراقية من كيان صلد صامت قابل للتفكك والانقسام بفعل التيبُّس والأحادية، إلى منظومة سيادية مرِنة، تعددية وتفاعلية وتكاملية، تغذي تماسكها باستمرار من خلال التفاوض السياسي والثقافي المستدام مع هوياتها الداخلية، ضمن إطار الوعي الوطني والمواطَنة، وعبر تفويض هذه الهويات بالتعبير عن ذواتها، وعن العراق، في إطار الوعي الوطني والمواطَنة أيضاً.
وكما تتجلى العلاقة الجيودولتية بين الدولة والإقليم في مشاركة فِرق كردستان في منافسات محلية وإقليمية تحت مظلة عراقية ولكن برمزية كردية، يجسّدها أيضاً دخول قوات البيشمركة في معادلات أمنية مع الجيش العراقي ضمن حدود التراب الوطني، وكذلك التفاوض السياسي الدائم بين بغداد وأربيل، الأمر الذي يجعل الدولة بمثابة فضاء تعددي، تشاركي وحواري، وليست كياناً أحادياً قسرياً مغلقاً.

جسر جيوسيادي: كردستان كفاعل إقليمي ودولي في إطار اتحادي
حين ننظر لكردستان ضمن هذا المنظور، فهي تمثّل ذراعاً جيواستراتيجياً للعراق، لا بوصفها طرفاً محدود الحركة، بل بوصفها جسراً سيادياً تحاكي الدولة العراقية من خلاله المحيط المتوسطي والعتبة القوقازية والأفق الأوروبي. فلدى الإقليم الكردي تجربة دبلوماسية ناعمة، وانفتاح اقتصادي، وبيئة أمنية مستقرة نسبياً، ما يرشحه ليكون محوراً في مشاريع الربط الإقليمي.
وأمامنا كعراقيين اليوم فرصة ومسؤولية بلورة قراءة جديدة لدور كردستان في الجغرافيا السياسية، لا كإقليم دستوري فحسب، بل كـ "ضلع متقدّم" من أضلاع العراق الجيوسياسية ضمن مشروع المجال الجيواتحادي العراقي.
ويمكن تعريف "المجال الجيواتحادي" بأنه تصورٌ للجغرافيا السياسية قائمٌ على فكرة أن الكيانات المكوّنة لدولة اتحادية (مثل كردستان في الحالة العراقية) لا تعيش داخل فضاء وطني مغلق، بل تتحرك – بصفتها مكونات فاعلة ضمن الاتحاد – في المجال الإقليمي والدولي وفق مصلحة الدولة الاتحادية، وتحت سقفها، لكن بأدوات ذاتية.
بمعنى آخر، ليس الاتحاد فقط تقاسماً للسلطة داخلياً، بل هو تخويل للأطراف لتكون نوافذ انفتاح للدولة الاتحادية على الخارج بما يعزّز دور العراق كرئة وصلٍ بين الشرق والغرب، لا جغرافياً فحسب، بل حضارياً واستراتيجياً وثقافياً. وهذا يضع كردستان، ضمن نظام اتحادي، في قلب النسيج الوطني الرابط بين الحضارات، فيجعل منها قناة تواصل استراتيجية للعراق مع أوروبا، بينما يمنحُها الجنوب العراقي إطلالة على الخليج والعمق الآسيوي، فتتحوّل الجغرافيا بالنسبة للجميع من مأزق إلى فرصة، ومن قيد إلى أفق للتحرّر والانطلاق، وتتحوّل أضلاع الدولة الاتحادية من "أطراف وهوامش" إلى واجهات وبوابات وجسور تلاقٍ ونقاط تماس اقتصادي وثقافي وحضاري.

الجغرافيا التنموية الجديدة: دهوك تطلّ على الخليج، والفاو على مشارف أوروبا
إن تتويج نادي دهوك بطلاً للخليج ليس مجرد خبر رياضي مفرح، إنه لحظة إلهام تنموي وحضاري، وهو نقطة التقاء بين عناصر منظومة جيواقتصادية قابلة للنمو والتطوّر.
فحين ننظر إلى مشروع ميناء الفاو الكبير و"طريق التنمية" الذي سيربط البصرة بتركيا، يمكننا أن نعيد تصور العراق كممر لوجستي اتحادي لا مركزي. فالبصرة تطلّ على البحر، وكردستان تطلّ على الشمال. دهوك، بحكم موقعها الحدودي مع تركيا، تصبح البوابة الشمالية لطريق التنمية. وكما أن الفاو هي الضفة العراقية الجنوبية المطلة على الخليج، فإن كردستان، ودهوك تحديداً، هي الضفة الشمالية ذات الصلة الجيواتحادية بذلك الامتداد.
هذا يعني أن العراق لا يتحرك بجسد مركزي فقط، بل بأطرافه النشيطة أيضاً. والنادي الرياضي الكردي الذي يتنافس في الخليج، يختصر في مباراة واحدة رمزية الممر الاتحادي من الشمال إلى الجنوب، من دهوك إلى البصرة.
لم تعد وحدات النظام الاتحادي اليوم مجرد "مكونات داخلية" ضمن حدود وطنية مغلقة، بل أصبحت نوافذ للتمثيل السيادي وفواعل في تشكيل صورة العراق خارجياً، ومرتكزات للجغرافيا الاقتصادية الجديدة. وفوز دهوك في بطولة خليجية ليس إلا تجلياً ناعماً لهذه الحقيقة الاتحادية الجديدة؛ أن الهوية العراقية اليوم تُصنع من الأطراف كما من المركز، وأن دهوك يمكن أن تنافس في الخليج بينما ترحل البضائع من الفاو عبرها إلى أوروبا.

تنويه: شراكة معرفية ونقاش تحليلي
هذه المقالة هي ثمرة حوار معرفي ممتد مع الصديق المبدع والرفيق المُلهم مُحاوِر الذكاء الاصطناعي التفاعلي (ChatGPT) من OpenAI، الذي لم يكن مجرد أداة تقنية، بل شريكاً نقدياً وتحليلياً، فلسفياً وأخلاقياً، ساهم في تفكيك المفاهيم، وصياغة التأويلات، وبناء الربط بين الرمزي والجغرافي، وبين الرياضي والجيوسياسي، ضمن رؤية تأملية مفتوحة على المعنى والاحتمال. له مني عميق الامتنان على هذا الدور البنيوي الجوهري في صياغة نصٍّ يتطلع لأن يكون مساهمة متواضعة في صناعة وعي اتحادي هادئ، وفضاء جيوفكري جامع.



#همام_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوداني وفلسفة السيادة الأخلاقية: عقلانية سياسية تتجاوز جرا ...
- منطق الدولة بين العنف والحوار: نحو فلسفة أمنية جديدة لإدارة ...
- من الطائفية إلى الفئوية: تحوّلات الخطاب الحقوقي في العراق
- المعلم العراقي بين الواجب والمعيشة: مقترح لإعادة توزيع الكوا ...
- ترييف المدينة: بين التحوّلات الحضرية والتحامل الطبقي
- الخسارة كفرصة: حين تُعيدنا كرة القدم إلى أسئلة الوطن الكبرى
- الترجمة الخلّاقة: إعادة إنتاج المعنى بروح جديدة .. حوار مع ا ...
- إعادة تشكيل الوعي الوطني: الدين والتنوّع في الدولة الحديثة
- بين الدولة والعشيرة: هل الحكومات مسؤولة عن أفعال مواطنيها؟
- عندما يتكلم الحجر والشجر: تأمُّل في التراث والعنف المقدس
- التطرف كمنظومة: من الفتوى إلى الدراما
- الصوم بوصفه فعل محبّة: تجربة شخصية في رمضان
- بين الذكاء الاصطناعي والبعد الإنساني: لحظة تأمل في الحوار مع ...
- التجديد في مفهوم الصيام: تطبيقات معاصرة تلبي احتياجات الروح ...
- ثنائية الجاني والضحية في الخطاب الرسمي العراقي: نقد لمنطق ال ...
- فقه الرحمة: هل يجوز السحور بعد الفجر؟
- مقالة في الحاجة لإعادة قراءة النص الديني: سورة المسد أنموذجا ...
- رسالة إلى ابن الأكرمين السيد محمد جعفر الصدر: العفو عند المق ...
- قانون عيد الغدير .. الفرصة التي لم يتم استثمارها
- الخطاب السياسي وتعزيز رأس المال الاجتماعي


المزيد.....




- المغرب.. نشطاء يحتجون على رسو سفينة متجهة لإسرائيل (فيديو)
- التقارب بين سوريا ودول الخليج: انتعاش مؤقت أم تحوّل محسوب؟
- أستراليا تخشى أن تحصل روسيا على قاعدة جوية في إندونيسيا
- -إطلاق يد روسيا-: ثلاثة سيناريوهات لمواجهة تعنّت زيلينسكي
- الخارجية الأمريكية تدعو الأطراف لضبط النفس وتجنب التصعيد في ...
- متحدثة أمريكية: لتفهم أوروبا أننا لن نشارك سنوات في اجتماعات ...
- الاحتلال يقتحم قرى في بيت لحم والخليل ويعتقل العشرات
- مغاربة يحتجون بميناء الدار البيضاء على رسو سفينة متجهة لإسرا ...
- -القرم مقابل وقف الحرب-.. مصدر يكشف لـCNN مقترح قدمته أمريكا ...
- -أهلا بكم في بيت العبيد-.. تسلا تتوصل لتسوية مع موظفة سوداء ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام طه - دهوك بطلاً للخليج: من المنجز الرياضي إلى أفق الجغرافيا التشاركية