أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - بإيجاز: وهم الحقيقة المطلقة… فوضى اليقين المطلق/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري














المزيد.....

بإيجاز: وهم الحقيقة المطلقة… فوضى اليقين المطلق/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


مدخل تجريدي مبسط؛
يُعدّ الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة في سياق فوضوي ظاهرةً متكررة في التاريخ البشري. ففي خضمّ دوامة الشكّ والتشرذم وغياب المراجع الموثوقة، هناك دائمًا من يدّعون امتلاك الحقيقة المطلقة. هذه الحاجة إلى تثبيت اليقينيات المطلقة في خضمّ الفوضى ليست دافعًا معرفيًا فحسب، بل هي أيضًا آلية نفسية واجتماعية تكشف عن مشاعر عميقة من انعدام الأمن وتطلعات للسيطرة. بل إن التحدي الحقيقي للإنسان ليس في إيجاد حقيقة واحدة، بل في تعلم العيش مع تعدد وجهات النظر. التي يفرضها علينا أرتباط السياق. وسط تعقيد فناء وعي واقع الوجود. إن شئتم.

- الحاجة النفسية إلى الحقيقة المطلقة؛ البشر بطبيعتهم عرضة للشك. الشكّ يُولّد القلق، إذ يُزعزع الأنا ويُدمّر العالم الرمزي الذي يبنيه كل فرد لنفسه. في حالات الأزمات، عندما لا تعود الروايات القديمة تُقدّم تفسيرات مُرضية ويصبح الواقع فسيفساءً مُنفصلة، تشتد الرغبة في حقيقة مُوحّدة.

أشار نيتشه، في نقده للميتافيزيقا الغربية، إلى أن البحث عن الحقائق المطلقة غالبًا ما يكون انعكاسًا لضعف الإنسان أمام هاوية الوجود. فعندما مات الله، كما أعلن الفيلسوف، شعر الإنسان بفراغ لا يُطاق، ساعيًا لملء هذا الفراغ بأشكال جديدة من اليقين العقائدي، سواء في العلم أو الأيديولوجيا أو السياسة. المشكلة، وفقًا لنيتشه، ليست في طلب المعرفة، بل في تحويل المعتقدات الزائلة إلى حقائق لا تقبل الشك، مما يؤدي حتمًا إلى التعصب.

- الفوضى كحقل فرص للأنبياء الكذبة؛ الفوضى، لا تُولّد الضيق فحسب، بل تُهيئ أيضًا فرصًا لمن يرغبون في ممارسة السلطة. في لحظات عدم الاستقرار، يُصبح كل من يستطيع تقديم سردية واضحة، مهما كانت بسيطة، مرجعًا. التاريخ مليء بالقادة والأيديولوجيين، وحتى الدجالين، الذين يظهرون في أوقات الفوضى ويُقنعون الجماهير بأنهم يمتلكون الحل الأمثل للمعاناة والاضطراب العام.

يوضح إريك هوفر (1902-1983)()، في كتابه ("المؤمن الصادق". 1951)()، أن الحركات الجماهيرية غالبًا ما يقودها أفرادٌ غير واثقين بأنفسهم، راغبين في التشبث بالحقيقة المطلقة لسد ثغراتهم الوجودية. بالنسبة لهؤلاء، لا يُعدّ الانضمام إلى قضيةٍ تَعِدُ بالنظام والمعنى خيارًا فكريًا فحسب، بل ضرورةً نفسيةً أيضًا.

- وهم اليقين في عالمٍ مائع؛ تكمن مشكلة الحقيقة المطلقة في سياقٍ فوضويٍّ في أنها تتحول حتمًا إلى وهم. فالواقع ديناميكيٌّ ومعقدٌ ومتعدد الأوجه، وأي محاولةٍ لاختزاله في تفسيرٍ واحدٍ ستفشل حتمًا. تُبيّن فلسفة ما بعد الحداثة، وخاصةً عند مؤلفين مثل فوكو(1926-1984)() ودريدا (1930-2004)()، كيف أن الحقيقةَ كلها في نهاية المطاف بناءٌ خطابيٌّ، تتشكل من خلال علاقات القوة والمصلحة الاجتماعية.

يتجاهل أولئك الذين يؤمنون بالتمسك بالحقيقة المطلقة الطبيعةَ التفسيريةَ الجوهريةَ للواقع. فالعالم ليس مجموعةً من الحقائق والأهداف المنعزلة التي يمكن لعقلٍ واحدٍ أن يُسيطر عليها، بل هو نسيجٌ في حالةٍ من إعادة التشكيل المستمر. من ينغلق على يقين واحد، رافضًا الحوار مع المتناقضات، يكشف عن خوف عميق من هشاشته أكثر من التزامه بالحقيقة.

- الخلاصة: الحكيم الحقيقي لا يعرف شيئًا؛ يشير تاريخ الفكر البشري إلى أن الحكمة الحقيقية لا تكمن في امتلاك الحقائق المطلقة، بل في إدراك تعقيد الواقع. الحكيم ليس من يتمسك بشدة بالعقائد الجامدة، بل من يشق طريقه وسط الفوضى مدركًا أن جميع الحقائق مؤقتة ومرتبطة بالسياق.

وهكذا، في خضم الفوضى، يكون من يدّعون امتلاك الحقيقة المطلقة، في أحسن الأحوال، ساذجين؛ وفي أسوأها، خطرين. فاليقين القاطع هو أرض خصبة للتعصب والاستبداد وفناء التفكير النقدي. إن التحدي الحقيقي للإنسان ليس في إيجاد حقيقة واحدة، بل في تعلم العيش مع تعدد وجهات النظر. التي يفرضها علينا أرتباط السياق. وسط تعقيد فناء وعي واقع الوجود. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 04/17/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَرْويقَة: -الماء يخترق البلورات-* لخوسيه إيميليو باتشيكو -- ...
- بإيجاز: تَلَقَّبَ -ماريو فارغاس يوسا- بالخالِد/ إشبيليا الجب ...
- وفاة ماريو فارغاس يوسا/ إشبيليا الجبوري -- ت: من اليابانية أ ...
- إضاءة: موتسارت: أوبرا -قداس تيتوس- /إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- وفاة ماريو فارغاس يوسا/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أك ...
- بإيجاز:الوجودية الفردية والوجودية الاجتماعية/إشبيليا الجبوري ...
- تَرْويقَة: -مطر-* لخوان خَلمن - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- دروس الوراقة: إعلان موت المخطوطات/ شعوب الجبوري وإشبيليا الج ...
- قصة قصيرة: -صانع الأحذية الصغير-/ بقلم إيلينا غارو - ت: من ا ...
- تَرْويقَة: -إذا أردتَ الاقتراب من قلبي...-* لخورخي روخاس- ت: ...
- التأثير التكنولوجي: رأس مال الذكاء الاصطناعي: ميزات اليابان ...
- ثلاثة نصوص/بقلم إرنستو تشي غيفارا - ت: من الإسبانية أكد الجب ...
- إضاءة: موتسارت: -القداس الجنائزي الأخير- (3-3)/إشبيليا الجبو ...
- أصول الفلسفة الرواقية و الرواقية الرقمية؟/ شعوب الجبوري -- ت ...
- تَرْويقَة: -لا أريد نورًا أكثر … -* لميغيل هيرنانديز- ت: من ...
- أصول الفلسفة الرواقية و الرواقية الرقمية؟/ شعوب الجبوري - ت: ...
- الصراع الاستراتيجي: السيطرة الصينية بمواجهة الهيمنة الأمريكي ...
- مراجعة كتاب؛ -ثلاثية عصر المعلومات- لمانويل كاستيلز / شعوب ا ...
- تَرْويقَة: -خواطر حب-* لفرانسيسكو فياليسبيسا
- تَرْويقَة: -العزلة-* لإلينا مارتن فيفالدي - ت: من الإسبانية ...


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - بإيجاز: وهم الحقيقة المطلقة… فوضى اليقين المطلق/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري