أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي
(Ahmed Shekho)
الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 02:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل ترتيبات المشهد الجيوستراتيجي، وصراعات وتنافسات القوى الإقليمية ومراكز القوى في المنطقة والعالم، يظهر نداء السلام والمجتمع الديمقراطي كرؤية للحل الديمقراطي بريادة المرأة، وسبيلاً لإعادة العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة، باحترام الهويات، وحرية الفكر والتنظيم الديمقراطي، والبناء الاجتماعي-الاقتصادي والسياسي.
يشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات مهمة في الأبعاد الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والثقافية، ستكون لها تداعيات على النظام الإقليمي والعالمي وعلى وضع الشعوب والنظم والبنى الاجتماعية الموجودة منذ حوالي مئة عام.
نستطيع أن نعتبر أن انهيار النظام في سوريا نقطة مفصلية في حياة شعوب ودول المنطقة، وهو انهيار للاتفاقية الدولية "سايكس بيكو - سزانوف"، وهو بمثابة حدث تاريخي ويأتي كامتداد لجملة من التغيرات التي بدأت منذ الحرب الخليجية الثانية، ثم سقوط صدام حسين وصولاً إلى العقد والسنة الأخير من الأحداث الحالية.
تحاول منظومة الهيمنة والنهب العالمية أن ترتب أدواتها من جديد وتستدرك الانطلاقات المجتمعية والتحركات الشعبية أمام قوى الاستبداد للدولة القومية العلمانية والدينية، لكي لا تظهر بدائل مجتمعية ديمقراطية تجذب الشعوب وتكون بديلة للأدوات الدولتية السلطوية الأحادية التي تحاول ترتيبها من جديد.
ما من شك أن ما تعانيه شعوبنا ومجتمعاتنا اليوم هو حصيلة ونتيجة لتراكم منظومات الفساد والنهب وغياب الديمقراطية، ووجود العقليات الأحادية والممارسات السلطوية الاستبدادية لما صدره لنا النظام العالمي لتثبيت أركانه في العالم، إضافة إلى تبلور المدنية المركزية المتجذرة في الشرق الأوسط في حياتنا السلوكية والعقائدية والروحية بشكل يخدم عملية العقم والأبتعاد عن التقاليد والقيم الديمقراطية والمجتمعية.
من أسقط النظام السوري (بريطانيا، إسرائيل، وأمريكا) يريد ويعلم أن تداعياتها ستكون ملموسة في الصراعات والتنافسات التي ستنتج بين القوى الإقليمية التي ستتنافس وتتصارع على الفراغ المراد حدوثه، ولكنهم ربما أرادوا خلق ظروف وشروط يستطيعون بها الذهاب إلى مستويات من التوتر والفوضى للبدء ببناء مشهد إقليمي وعالمي جديد. ولعل ما حدث في أوكرانيا وغرب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا يعطي مؤشرات لذلك التحليل والرصد.
رغم الدور التركي الحالي في سوريا والشرق الأوسط، إلا أنه دور أداتي وخادم للقوى الأساسية الثلاثة التي ترغب في بناء أوضاع جيوسياسية جديدة. ونعتقد أن ما حدث في سوريا يكمل الاتفاقات الإبراهيمية التي تمت بين الدول العربية وإسرائيل، وهي الاتفاقات التي تعتبر بداية لترسيخ نموذج جديد للشرق الأوسط، وبقوى إقليمية جديدة، إضافة إلى التحركات المضافة مثل "ممر بايدن" من الهند إلى أوروبا وكذلك الاتفاقات والمنتديات الخاصة بموضوع الطاقة في شرق المتوسط، وما حصل ويحصل في غزة ولبنان وسوريا وعموم المنطقة.
تعتقد تركيا، ومعها إيران إلى حد كب
#أحمد_شيخو (هاشتاغ)
Ahmed_Shekho#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟