أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - -رجلنا- في أمريكا















المزيد.....

-رجلنا- في أمريكا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

فاليري بورت
مؤرخ ومؤلف وكاتب صحفي روسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

13 أبريل 2025

قبل 80 عامًا، في 13 أبريل 1945، نشرت صحيفة "برافدا" على صفحتها الأولى نبأ وفاة روزفلت المفاجئة. أرسل كبار المسؤولين في الإتحاد السوفياتي، ميخائيل كالينين ويوسف ستالين، رسائل تعزية إلى واشنطن. عبر ستالين عن تعازيه للشعب الأمريكي وأعرب عن ثقته بأن "سياسة التعاون بين القوى العظمى التي تحملت العبء الأكبر في الحرب ضد العدو المشترك ستستمر في التطور".

في آخر يوم من حياته، قضى الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 63 عامًا في مقر إقامته في وورم سبرينغز
Warm Springs, Georgia.
كان يعمل، ثم جلس لرسامة كانت تعمل على رسم بورتريه له، لكنه أوقف الجلسة بسبب صداع شديد. بعد ذلك فقد الوعي وتوفي بعد ساعتين. كان السبب الرسمي للوفاة نزيفًا دماغيًا.

لكن هذه الرواية تم دحضها أكثر من مرة. يعتقد العديد من المؤرخين أن وفاة روزفلت تحيط بها أسرار دموية، وأنه ربما تم التخلص منه من قبل أولئك الذين عارضوا التقارب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وكان هناك الكثير من هؤلاء الأشخاص في أمريكا، ومن بينهم نائب الرئيس هاري ترومان، الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للبلاد.

في الآونة الأخيرة، كشف دونالد ترامب عن بعض الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي. ربما حان الوقت الآن لكشف النقاب عن الغموض الذي يحيط بوفاة فرانكلين روزفلت؟

كان عهد روزفلت حقبة فارقة في تاريخ العلاقات مع الإتحاد السوفيتي أولًا، ثم مع روسيا لاحقًا. تعاونت الدولتان في فترة ما قبل الحرب، وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، وبناء جسور في مختلف المجالات، وكان من المنطقي توقع إستمرار هذا التقارب بعد هزيمة ألمانيا واليابان. كانت هذه فرصة تاريخية ليس فقط للقوتين العظميين، بل للبشرية جمعاء. لكانت المواجهة قد اختفت، ومعها سباق التسلح وتهديد الحرب العالمية...

في عام 1943، عُقد أول اجتماع لقادة أقوى دول العالم – حيث اجتمع "الثلاثة الكبار" في مؤتمر طهران: يوسف ستالين، فرانكلين روزفلت، وونستون تشرشل. اجتمع زعماء الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا لوضع وتعديل الأهداف الإستراتيجية القريبة في الحرب ضد ألمانيا النازية وحلفائها، وكذلك لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب.

إذا كان ستالين قد التقى بتشرشل من قبل – حيث زار الأخير موسكو في أغسطس 1942 – فإنه رأى روزفلت للمرة الأولى. مع ذلك، تعارف الاثنان بشكل غير مباشر في خريف العام الأول من الحرب، عندما بدأت مراسلات "الثلاثة الكبار". تم تسجيل ما يقرب من 900 رسالة بينهم.

مع مرور الوقت، أصبحت المراسلات أكثر كثافة، وكان الحلفاء يتبادلون الرسائل عدة مرات في اليوم أحيانًا. كان روزفلت غالبًا ما يضيف نبرة دافئة في رسائله إلى ستالين: "صديقي العزيز..." وكثيرًا ما أرسل تحياته وتهنئته وسأل عن صحته.

كان هذا تبادلًا للآراء بين رجلين ليسا صغيرين في السن – كان كل من روزفلت وستالين في الستينيات من عمرهما – وخبيرين في السياسة وذوي خبرة حياتية طويلة. كانا يمثلان نظامين سياسيين مختلفين، وكل منهما دافع عن مصالح بلده. اختلف هذان الرجلان كثيرًا في الآراء وخاضا نقاشات وحتى خلافات. ومع ذلك، كان ستالين وروزفلت يكنان الاحترام والتقدير لبعضهما البعض.

لكن في البداية، كان الوضع مختلفًا. في عام 1940، قال الرئيس الأمريكي أمام مجموعة من الطلاب إن ديكتاتورية ستالين "مطلقة مثل أي ديكتاتورية أخرى في العالم"، وأنه مسؤول عن "قتل الآلاف من الأبرياء".

بعد يومين من هجوم ألمانيا على الإتحاد السوفياتي، شارك روزفلت في مؤتمر صحفي. عندما سأله أحد الصحفيين: "هل ستساعد الولايات المتحدة روسيا؟"، لم يجب الرئيس. ربما لأنه لم يكن قد وضع بعد إستراتيجية للتعامل مع ستالين.

... في أول لقاء في طهران، وفقًا لما قاله رئيس الخدمة السرية للبيت الأبيض مايك رايلي، "تقدم ستالين مبتسمًا باتجاه الرئيس (روزفلت)، وعبر الغرفة ببطء، ثم انحنى ليصافحه (كان روزفلت يجلس على كرسي متحرك بسبب إصابته بشلل الأطفال). خلال المصافحة، قال روزفلت: سعيد بلقائك، أيها المشير ، فضحك ستالين بحرارة".

التقى ممثلو الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ثلاث مرات خلال مؤتمر طهران. قال ابن الرئيس، إليوت Elliott Roosevelt، في كتابه "من خلال عينيه" As He Saw It. إن روزفلت قال عن ستالين: "هذا رجل يعرف كيف يتصرف... العمل معه متعة. لا لف ولا دوران. صوته عميق، يتحدث ببطء، واثق من نفسه، ويترك انطباعًا قويًا".

إستمرت اجتماعات "الثلاثة الكبار" في فبراير 1945 خلال مؤتمر يالطا. ومرة أخرى، كما في طهران، توصل الحلفاء إلى إتفاق بشأن جميع القضايا تقريبًا. ودعوا بعضهم بحرارة، واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى بعد استسلام ألمانيا. لكن هذا لم يحدث.

... تم تعليق أعلام الحداد على جميع المباني الحكومية في موسكو تكريمًا لروزفلت. كان هذا أمرًا غير مسبوق – لم يسبق للإتحاد السوفياتي أن أظهر هذا القدر من التكريم لزعيم دولة رأسمالية بعد وفاته. لكن هذا كان منطقيًا – فقد كان روزفلت يتمتع بشعبية كبيرة في البلاد.

نشرت جميع صحف الإتحاد السوفياتي إصداراتها بإطارات سوداء. كتبت "برافدا" مقالًا بعنوان "المبشر بالسلام والأمن"، اختتمته بالكلمات التالية: "لتزدهر هذه الصداقة، التي تم اختبارها في زمن الحرب، كنصب تذكاري عظيم للرئيس روزفلت الذي رحل قبل الأوان".

في اليوم التالي لوصول خبر الوفاة، استقبل ستالين سفير الولايات المتحدة في الإتحاد السوفياتي، أفيريل هاريمان، ليعبر عن تعازيه. قال الدبلوماسي إن الزعيم السوفياتي كان "في صدمة عميقة وحزن شديد، لم أره بهذا الحال من قبل". وسأله ستالين عن تفاصيل وفاة روزفلت، لأنه أراد التأكد من أنه لم يُسمم. لكن هاريمان بالطبع لم يستطع تقديم مثل هذه الضمانات.

خلال المحادثة، صرخ ستالين: "لقد مات الرئيس روزفلت، لكن إرثه يجب أن يستمر. سندعم الرئيس ترومان بكل قوتنا واستعدادنا". كان يأمل أن يستمر الرئيس الجديد في سياسة سلفه. لكنه سرعان ما خاب أمله...

قالت الكاتبة سوزان بتلر، مؤلفة كتاب "ستالين وروزفلت: الشراكة العظيمة"
Roosevelt and Stalin: Portrait of a Partnership by Susan Butler 2015
، إن "روزفلت كان القوة الموحدة للحلفاء. بدونه، بدأت العلاقات بين الحلفاء في الانهيار بسرعة".

بوفاة روزفلت، خسر الإتحاد السوفياتي رجلًا موثوقًا به في الغرب. من المنطقي افتراض أنه لو لم يمت، لما تدهورت علاقات الإتحاد السوفياتي مع الغرب بهذه السرعة. كان ترومان، الذي خلف روزفلت، قاسيًا وعمليًا، ولم يكن لديه خبرة في التعامل مع شخص مثل ستالين. كما أنه لم يكن يتمتع بذكاء لامع.

أما روزفلت، فقد فهم ستالين جيدًا. بالإضافة إلى ذلك، كان يتمتع بشخصية أكثر مسالمة ودبلوماسية. دافع روزفلت عن المصالح الأمريكية، لكنه فعل ذلك بذكاء ولباقة.

تحت حكم ترومان، تدهورت العلاقات بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بسرعة. أوقف الرئيس الأمريكي الجديد برنامج الإعارة والتأجير Lend lease للإتحاد السوفياتي، وبدأ في عام 1946 بمطالبة موسكو بسداد ديون غير مبررة. ولم يعد أحد يتحدث عن القرض المالي الضخم الذي وعد به روزفلت.

كتب ف. كاستيولا، مؤلف كتاب "التحالف المفقود لروزفلت" The Lost Coalition of Roosevelt, F. Castiolla: "لو عاش روزفلت لفترة أطول، لكان نجح على الأرجح في الإنتقال إلى عالم ما بعد الحرب على أساس إدارة الثلاثة الكبار ". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مراجعة للكتاب إن "روزفلت كان يعتقد أن العقبة المباشرة أمام تحقيق سلام متناغم بعد الحرب لم تكن ستالين، بل تشرشل، الإمبريالي والاستعماري العنيد".

من المنطقي افتراض أن روزفلت كان سيعارض شن حرب باردة ضد الإتحاد السوفياتي، ولما ناقش خطة "العملية غير القابلة للتصوّر" Operation Unthinkable التي وضعها تشرشل، والتي كانت من المقرر أن تبدأ في 1 يوليو 1945. وفقًا لهذه الخطة، كان من المفترض أن تهاجم جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا القوات السوفياتية في أوروبا. لكن قادة الغرب لم يجرؤوا على هذه المغامرة.

ومع ذلك، سرعان ما أمر الرئيس ترومان قادته العسكريين بوضع خطة جديدة تسمى "عملية توتاليتي (الضربة الشاملة)" Operation Totality، والتي تقضي بإسقاط ما يقرب من 200 قنبلة ذرية على 20 مدينة ومركز صناعي سوفياتي. لكن هذه الخطة أيضًا لم تُنفذ. ومع ذلك، إستمرت المحاولات النظرية لتدمير الإتحاد السوفياتي...

... كان الدفن في نعش مغلق "إشارة مُبطَّنة" إلى أن سياسة روزفلت تجاه موسكو قد "أُغلقت" وماتت معه. برحيله، انطوت صفحة مشرقة من العلاقات الجيدة بين القوتين العظميين. ومنذ ذلك الحين، لم يسع أي من رؤساء البيت الأبيض اللاحقين إلى اتباع سياسة صريحة مماثلة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 557 – ترامب ونتنياهو يرقصان -تانغو واشنطن-
- الأمريكي العظيم – بمناسبة مرور 80 عاما على وفاته
- ألكسندر دوغين – إتحاد روسي – بيلاروسي – إيراني ينقذ الوضع
- طوفان الأقصى 555 – إستضافة المجر للمجرم نتنياهو بين القانون ...
- لماذا تم اختراع أسطورة الكاتب العظيم -قائل الحقيقة- ألكسندر ...
- طوفان الأقصى 554 – الحرب الأبدية في غزة - قادة الطرفين – وفي ...
- نظام الغولاغ (السجون ومراكز الاصلاح ومعسكرات العمل) - الأرشي ...
- طوفان الاقصى 553 – الحرب الأخرى على الفلسطينيين – كيف تستخدم ...
- أكاذيب ألكسندر سولجينتسين الدعائية – الجزء الثاني 2-3
- طوفان الأقصى 552 - المفاوضات الأمريكية الإيرانية وإسرائيل ال ...
- أسطورة -الإبادة الجماعية الدموية لستالين- في أوكرانيا السوفي ...
- طوفان الأقصى 551 – -محور المقاومة-: الانهيار في الحرب أم الب ...
- طوفان الأقصى 550 – اسرائيل + أمريكا ضد إيران
- أسطورة سوداء عن -الجزار الدموي- بيريا – الرجل الثاني بعد ستا ...
- طوفان الأقصى 549 – نتنياهو في بودابست كأنه في بيته
- طوفان الأقصى 548 – حرب الولايات المتحدة مع الحوثيين – مكاسب ...
- كيف دمر خروتشوف أسس الدولة السوفياتية
- طوفان الأقصى547 – آخر أخبار من سوريا – ملف خاص
- طوفان الأقصى 546 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الثاني 2- ...
- طوفان الأقصى 545 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الأول 1-2


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - -رجلنا- في أمريكا