أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهين شيخاني - الوجود الكوردي في كوردستان وعلاقة القبائل العربية الأصيلة بالمكون الكوردي














المزيد.....

الوجود الكوردي في كوردستان وعلاقة القبائل العربية الأصيلة بالمكون الكوردي


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُمثل القضية الكوردية إحدى أقدم وأعمق قضايا الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، حيث يرتكز الصراع الكوردي على حق تقرير المصير والحفاظ على الهوية القومية والثقافية. في هذا البحث، نسلط الضوء على العلاقة التاريخية بين الكورد والقبائل العربية الأصيلة، ونناقش محاولات الإنكار والإقصاء، لا سيما في سياق الحرب السورية الحديثة، مع إبراز الدور المركزي للثقافة والأدب الكوردي في مقاومة محاولات الطمس والاضطهاد.
1. تمهيد تاريخي
منذ أقدم العصور، كانت كوردستان موطنًا للشعب الكوردي، حيث تعود جذور الكورد إلى شعوب جبال زاغروس وطوروس، مثل الميديين والكاردوخيين. وبتعاقب القرون، حافظ الكورد على وجودهم الجغرافي والسكاني في هذه المنطقة، وشكلوا ثقافة متميزة وهوية قومية متجذرة في الأرض.
2. القبائل العربية الأصيلة ومعرفتها بالتاريخ الكوردي
لطالما كانت القبائل العربية الأصيلة، خاصة تلك التي هاجرت إلى كردستان بقصد الرعي أو التجارة، تدرك جيدًا تاريخ الأرض وأصحابها. مشايخ القبائل وشخصياتها البارزة اعترفوا دومًا بالوجود الكوردي العميق، وكانوا يعتبرون الكورد شعبًا أصيلًا ذا تاريخ عريق. هذه المعرفة المتبادلة أسست لعلاقات احترام بين الطرفين، عمادها الاعتراف بالحقوق والأرض.
3. ظاهرة إنكار الوجود الكوردي: العبيد والحثالة والقومجيون
في المقابل، ظهرت فئات مهمشة ثقافيًا وفكريًا - من عبيد وحثالة اجتماعية وقومجيين متطرفين - سعت إلى إنكار وجود الشعب الكوردي أو التشكيك بحقوقه التاريخية. هؤلاء، بدافع الجهل والتعصب، استخدموا خطاب الإقصاء والعنصرية، منكرين آلاف السنين من الحضور الكوردي في كردستان، لا سيما في سوريا، حيث يمتد الوجود الكوردي إلى عصور ما قبل الدولة الحديثة.
ظاهرة الإنكار هذه لم تكن نابعة من قوة فكرية أو حجة تاريخية، بل من شعور بالنقص ورغبة في التوسع على حساب شعب أعزل إلا من إرادته وثقافته.
4. الكورد ومعاناة أربعة عشر عامًا من الحرب في سوريا
على مدار أكثر من أربعة عشر عامًا من الحرب السورية، تعرض الكورد في سوريا إلى أشكال متعددة من الإقصاء والتهميش والظلم. ورغم مشاركتهم النشطة في حماية مناطقهم ومقارعتهم للإرهاب، ظلَّ الفكر الشوفيني لدى بعض العرب متمسكًا بمفاهيمه الإقصائية القديمة.
لم تتغير الذهنية التي تنكر على الكرد حقوقهم، بل تعمقت لدى البعض مع تصاعد الخطابات العنصرية والقومية المتطرفة. ما يؤكد أن الأزمة لم تكن أزمة سلطة فحسب، بل أزمة وعي وثقافة بحاجة إلى تغيير جذري نحو الاعتراف الحقيقي بالتعددية والحق في الوجود.
5. صبر الكورد وتمسكهم بالتعايش رغم الرفض والتهديد
رغم موجات الإنكار والعداء، ظل الشعب الكوردي متمسكًا بقيم التعايش والإنسانية. قابل الكورد محاولات التهجير والتهديد بمزيد من الانفتاح، مؤمنين أن الأرض تسع الجميع إذا احتُرمت الحقوق.
ومع أن أطرافًا قومجية متطرفة أعلنت الحرب المفتوحة على الوجود الكوردي، أصر الكورد على حماية النسيج الاجتماعي المشترك، معتبرين أن الكرامة لا تتجزأ، وأن التعددية الحقيقية لا تقوم على إنكار الآخر.
6. الثقافة الكوردية: درع الهوية وسلاح النضال
لم تكن الثقافة الكوردية مجرد موروث شعبي، بل كانت سلاحًا روحيًا حافظ على هوية الأمة. عبر الأدب والشعر والموسيقى، عبّر الكورد عن معاناتهم وأحلامهم.
دور الأدباء والشعراء الكورد
- ملاي جزيري1567 – 1631 يأتي في مقدمة الشعراء الكلاسيكيين الكورد ، و يعتبر قمة شاهقة من قمم الأدب الكردي .
- أحمد خاني ولد سنة 1650 في هكاري، وتوفي سنة 1707 في دوغبايزيد. كان خاني كاتبًا وشاعرًا وفيلسوفً
- جكرخوين (1903–1984): شاعر قومي كوردي كبير، رمز للثورة الثقافية، حثَّ في أشعاره على الحرية والعدالة.
- شيركو بيكه س (1940–2013): شاعر كوردي معاصر، عُرف برومانسيته القومية ودفاعه عن قضايا الحرية.
- بيره ميرد (1867–1950): شاعر وصحفي ومفكر، دافع عن الثقافة الكوردية ضد حملات التتريك والتعريب.
- هجار (1921–1993): شاعر قومي وثوري، أشعاره كانت وقودًا للنضال الكوردي في القرن العشرين.
هؤلاء الأدباء وغيرهم جسدوا بأقلامهم مقاومة ثقافية حية ضد محاولات الطمس والاستلاب.

7. خاتمة: دروس من التاريخ ورسالة إلى المستقبل

إن فهم الواقع الكوردي يتطلب العودة إلى التاريخ بعيدًا عن الضغائن والأحقاد المصطنعة.
القبائل العربية الأصيلة لا تزال شاهدة على العلاقة الأخوية مع الكورد، بينما الأصوات الشاذة التي تنكر هذه الحقيقة تفضح نفسها قبل أن تسيء للآخرين.
سيبقى الكورد أوفياء لأرضهم، متمسكين بحقهم في الوجود، مؤمنين أن الحرية والكرامة لا تُمنح، بل تنتزع بثبات وعقلانية.
كما قال الشاعر الكوردي الكبير جكرخوين:
"نموت واقفين على أرضنا، ولا نعيش منحنين في ظلال غيرنا."
إن الطريق إلى المستقبل لا يكون بالإنكار والإقصاء، بل بالاعتراف والاحترام، فالشعوب التي تتآلف وتحترم بعضها تُبني الأوطان بينها قويةً، حرةً، مزدهرةً.
• ماهين شيخاني .



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -راية فوق بئر مهجور -
- بطاقة يانصيب
- عينا روزا..؟.
- انسحاب المجلس من الائتلاف
- التنوع الثقافي في الجزيرة السورية...؟.
- لعبة الأقدار - الإعلامي وإخلاف الوعد
- - كرامة الجبلي -
- الإقليم والإدارة وجمهوريتي عنق الزجاجة
- - الطريق الى برده ره ش - لعبة الأقدار ..ج4.
- ظاهرة - العشائرية -
- بصيص أمل - من لعبة الأقدار (ج 3) - قصة قصيرة
- اسمها والعيون / قصة قصيرة...
- مناضلون على الصفحة الزرقاء
- رئيس دفن الموتى
- المرتزقة والولاء لمن يدفع أكثر والاتفاقية الدولية لمناهضة ال ...
- المبدع يلماز كونيه ... الحياة القصيرة لفنان شامخ الرأس...؟.
- الشروع في مشروع
- لوحة آناهيتا
- شيطانة.. بجلباب محامية..؟.
- بمناسبة يوم الصحافة الكردية


المزيد.....




- ما قصة هذا الشيف السوري الذي حقق العالمية بمطعم في دبي؟
- ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي ش ...
- هددوا باستخدام -الطريقة الصعبة-.. ضباط يحطمون نافذة سيارة رج ...
- أول تعليق من السعودية على إحباط الأمن الأردني مخططا لـ-إثارة ...
- هدنة 1949: وثيقة منسية تعود إلى واجهة الاهتمام اللبناني... ف ...
- حماس وحلفاؤها يرفضون مقترح هدنة بغزة وإسرائيل تضبط تهريب أسل ...
- روسيا تنشر وثائق سرية عن أحداث دارت في ألمانيا عشية اجتياح ا ...
- كم طفلا ابتلع -المتوسط- خلال رحلة العبور إلى أوروبا على مدى ...
- ترامب قد لا يكون أفضل للاتحاد الأوروبي من -غاز بروم-
- أنظمة الليزر.. هل تدخلها الصين في معارك طائرات الجيل السادس؟ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهين شيخاني - الوجود الكوردي في كوردستان وعلاقة القبائل العربية الأصيلة بالمكون الكوردي