أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - الرسم بالكلمات مع الحلم المصادر في -ديوان ما أراه الآن-














المزيد.....

الرسم بالكلمات مع الحلم المصادر في -ديوان ما أراه الآن-


نجية جنة

الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


للشاعر المغربي خليل الوافي
بقلم : الأستاذة نجية جنة
حينما تستوقفك قصائد بزخم الحياة، تحملك بعيدا، تشتت أحاسيسك، تعصر معك الآلام والغصات وتجعلك تشارك كاتبها وتثمن ما ينظم، فما عساك أن تقول وأنت تقرأ بعيون مشاعرك وتحكم بقلب شاعر، بعيدا عن القارئ العادي الذي قد لا يسعفه التأويل ليندمج مع ما تنضح به القصيدة. ذلك هو انطباعي وأنا أقرأ ديوان الشاعر خليل الوافي المعنون "ما أراه الآن " بأجزائه الأربعة وقصائده العشر.
جعلتني القصائد المحبوكة جيدا إحساسا وبناء أنفعل كليا معها، تخيلتني أشارك النظم بل أعيش الأحداث الذي حاول الشاعر تصويرها بأسلوب سهل سلس يعتمد فيه على التشكيل بالكلمات حيث يوظف الألفاظ الرومنسية الحالمة ليعبر عن وضع قاتم هارب، فتأتي الشمس و القمر والشجر و الظلال لتعطيك انطباعا بالإشراق الواضح لكن الصيغة تأخذك لعالم ملؤه الضجر و القلق والارتياب، كما تقول القصيدة الأولى ص:9
" لا أحلم كما أشاء"
!ملعونة أنت
ما الذي زرعته يداك
في حقل كفي؟
.....
أنت صفة الهارب من نفسي
فالشاعر يعترف بأنه يتعذر عليه الاختيار حتى في الأحلام لأنه يعيش حياة مفروضة عليه ، فالقصيدة عبارة عن بوح لامرأة بدون ملامح تشاركه خلجاته المكلومة وحظة العاثر . كما يمزج بين الأسطورة / التاريخ/ الشعر الجاهلي في تناص متماسك ليكثف بوحه فتأتي الإشارات إلى (سبإ – ابن ذي يزن – عنترة- وطارق ابن زياد) كرموز للقوة والهزيمة والعشق والحلم الشارد.
في ص: 15 قصيدة "في قرع الباب"
تأخذه النوستالجيا إلى الزمن الماضي حيث الطفولة والشباب فيتبخر الحلم ويتكرس الصمت والخيبة.
أقرع الباب...
يطل وجهي من الطابق العلوي
....
كل شيء يوحي أنني أعرف المكان
....
لا أحد يفتح بهو السماء
...
أرى البحر وحيدا في عزلته
... أسمع عذاب الصمت
وأنين الجياع وشما على خد القمر
....
كي لا يخطئ طريق المقدس.
الوصف الدقيق متن القصيدة يحيلنا على السرد الشعري أو النثر الشعري يصف الذكرى مقرونة بخيبة الحاضر و صمته المقصود ، فالشاعر يمزج أحداث واقعه وماضيه ومشاعره الذاتية بالأحداث الواقعية والهموم القومية التي يؤطرها العجز والصمت .
في الصفحة 23: "عندما تتكلم الأوراق" يلخص مراحل حياة الإنسان منذ الطفولة إلى الشيخوخة، بأجزائها الأربع تحمل تناصا مع القرآن الكريم، حيث يوظف مفردات منه: ( سبع سنبلات- صرخة أم – توارين سوءة ) فيوظف الألوان كدلالة على فترة معينة من الحياة ليأتي بتعبير يحمل رموزا قوية واضحة تعبر عن الزمن المبتغى وتأتي القصيدة عبارة عن حكي متواصل ترتله مفردات منتقاة، فالورقة البيضاء حيث الطفولة البريئة ، والشباب في الورقة الصفراء حيث الإحساس الجارف والورقة دونما لون تحكي الزمن الفارغ و البحث عن الذات ثم الورقة الرابعة التي يبحث فيها عن لون يصف به زمن الخطيئة ، ففي خضم الأرق و التعب لا يجد سوى المرأة ليستكين إليها . فيتماهى مع الطبيعة حيث الماء، النسمات، أغصان الزيتون، هذيل الحمام، الشجر والمطر، ثم فترة الشيخوخة حيث زمن الانكسار وعدم اللامبالاة والاعتراف بأخطاء الماضي، ثم مرحلة الصمت حيث همس الحجر والخشب والمطر، الحياة المصادرة تحث الثرى.
أحلم بالماء وردا
نسمات صبح
وحكايات جدتي...
تخجل الظلال من ضحكة المطر
أتشرب من صحوي...
أراك سيدتي
توارين سوءة أوراقي العارية مني..
على مواربة زمن الانكسار
يستعصي الكلام
....
أتلمس ظلي ...أحرسه
....
أعترف بأخطاء الأمس
وكباقي الشعراء العرب يختبئ الشاعر بين ألوان متفرقة وبين ظلال رموز الكلمات ليصف الهم المشترك: الوطن العربي ، الحلم الضائع و الجرح الذي لا اندمال له، في النظم يتحول إلى نداء ، إلى رجاء ، إلى وصف شائك وبوح أليم.
حيث يقول في ص33:
هو الحلم النازف في تساقط الحجر
آدم
....
وطنا يوزع تذاكر السفر
.... ينشق الصمت نصفين.
....
وأنا أتوسد أحلاما متعفنة
مرارة نلتمسها في هذا الوصف القاسي، فلا بيت ولا وطن ولا أمة تسع الشاعر وجراحاته.
ص 44: في قصيدة ما كان لي أن أكون:
احمليني بعيدا عن جسدي
ما كان البحر أن ينسحب
.....
ما كان لي أن أحمل نسائم الندى
وفي الصفحة 49 : أعاند نفسي عن إماطة اللسان
عما تراه عيني
...
تستوقفني حكاية الطفل الصغير

وفي الصفحة 57:
مسالك التيه
مررت على الديار
...
تحمل عنا عروبة المكان
....
أراك في الحلم نشيد وطن
..
تأتي المرايا معكوسة
في احتراق الصور

في الصفحة 65:
شيء من الحرب في زمن الحرب
....
ما أراه الآن
أوصيك يا بني بالصمت
يحتضر وجعي
...
أراك شامخة
في هزيمة ملوك الطوائف
تذكرت أستاذ الجغرافيا
وخريطة الوطن في الواجب المدرسي
الوطن أضحى حلما مستحيلا، انتظار قد يطول وقد يحترق الشاعر وتحتضر كلماته ولكنه لا يملك سوى الصمت، فبهزيمته يرسخ هزيمة الشعوب وخنوعها وضعفها.
في الصفحة 81:
أنا العربي الغاضب
أصرخ في وجه نفسي
...
أي شيء يغسل وجع عربستان
من وجع الأرض
أتعبني السفر .
أنا العربي الغاضب
أضع تاريخ أمتي جانبا
وأبحث عن وطن
يحمل إسمي .
صورة أليمة تصف ما أصبح عليه المواطن العربي، فالغضب الصامت يأكل في نفسه حسرة ، يحتقر وطنه وما وصل إليه و بالتالي يشعر بالنقص وقله الهمة فلا يملك إلا الهروب من ذاته .
يظل الشاعر ينادي، تتكرر النداءات فتكرس الغضب لدى القارئ وتجعله يندمج مع الوضع ويعيشه مرغما، إنه الإحساس المتشارك بين الشعوب العربية، إحساس بالخيبة والخذلان.



#نجية_جنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرعات
- لن آتي
- دار الزمان
- قراءة لقصيدة -أمي - للشاعرة نجية جنة بقلم الأستاذ عبد الله ل ...
- أمي
- البوح الساخر في - ماذا تحكي أيها البحر...؟- للكاتبة المغربية ...
- قراءة في ديوان بعد الرحيل ، للشاعرة المغربية رشيدة بورزيكي
- حكي بانورامي في المجموعة القصصية -وشم في السعير- للكاتب المغ ...
- ما رواء الحكي في المجموعة القصصية-وصمة زعفران- للكاتب المغرب ...
- أنفاس ليلي
- دثريني أمي
- الحلم العربي في رواية - الحلم لي- للروائية المغربية حليمة زي ...
- -نماذج من الشعر الرومانسي- في كتاب -شعراء فرنسيون من القرن ا ...
- قراءة في ديوان -أنزف مرتين- للأستاذة نجية جنة بقلم الأستاذ ع ...
- تأملات في تراجيديا الواقع في-خرير الوهم-للقاص والروائي العرا ...
- عيون باسمة رغما عنها
- ديوان - أنزف مرتين- للشاعرة المغربية نجية جنة
- لا عهد لك
- الحوارية الدرامية في - امرأة تخشى الحب - للروائي المغربي مصط ...
- ها العيد حل


المزيد.....




- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...
- آل الشيخ يقرر إشراك الفنان الراحل سليمان عيد في إحدى مسرحيات ...
- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...
- كيف كسر فيلم -سينرز- القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت ...
- سيمونيان تكشف تفاصيل مذكرة التفاهم بين RT ووزارة الإعلام الع ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - الرسم بالكلمات مع الحلم المصادر في -ديوان ما أراه الآن-