أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العراق ليس بلداً فاشلاً …-














المزيد.....

رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العراق ليس بلداً فاشلاً …-


علي طبله
مهندس معماري، بروفيسور في الهندسة المعمارية، باحث، كاتب وأديب

(Ali Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصلني من السيد " ملهم الملائكة " تعقيب على ردي على د. لبيب سلطان يقول فيه:
"جاء في ردكم/ مقالكم/ أعلاه التالي:(هيكل سياسي وأمني واقتصادي وضعت أسسه واشنطن ولندن وتل أبيب منذ عام 2003. إيران وميليشياتها، وتركيا عبر احتلال الشمال، ودول الخليج عبر تصدير الانتحاريين، كلها شركاء في الجريمة)...هل نفهم من هذا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وإيران وإسرائيل ودول الخليج وإسرائيل متفقة رغم اختلافاتها المعروفة التي لا تخفى على أحد، على تمزيق العراق؟؟ كيف لنا ان نقبل وجود اتفاق مثل هذا؟ وما قيمة العراق امام هذه الدول القوية الغنية، حتى لو ملك نفط قارون كله؟ العالم ليس اسود وأبيض، ولا تحركه الشائعات والاحتمالات، ونظرية المؤامرة التي يعيش عليها أغلب مثقفي اليسار، وكثير من مثقفي اليمين ايضاً، نظرية قائمة على الوهم. اسمح لي أن اعبر عن رأيي بما أنك فتحت الباب للتعليقات."

اسمحوا لي ان استعمل حقي في الرد وان أتناول طروحات شائعة ولأغراض معروفة. واليكم ما اقول:
رد على سؤال بشأن توافق القوى الكبرى والإقليمية على تمزيق العراق
نشكر القارئ الكريم على طرحه المهم وتساؤله المشروع، ونسجّل بداية احترامنا الكامل لأي رأي يُعبّر عن وعي ومسؤولية، وهو ما يساعدنا جميعًا على تطوير النقاش العام حول قضايا مصيرية. ولعل أبرز ما يميز المداخلة هو تفكيكها لشبه "تناقض" في المشهد، والمتمثل في السؤال الجوهري: هل يعقل أن تتفق قوى كبرى وإقليمية متباينة المصالح والتوجهات على تمزيق العراق؟ والجواب من منظور علم السياسة والاقتصاد السياسي والتاريخ الإمبريالي هو: نعم، ليس فقط ممكنًا، بل حصل فعلاً، ولكن ليس من موقع "التحالف الصريح"، بل من موقع "التقاطع المصلحي" المؤقت والمشروط.

أولاً: التناقض لا ينفي التنسيق
من الخطأ المنهجي أن نفترض بأن التناقض بين الدول الكبرى والإقليمية يؤدي حتمًا إلى غياب أي تقاطع مصلحي بينها في ملفات بعينها. الصراع بين الدول لا يلغي وجود هندسات جزئية للتفاهم المرحلي، خاصة في ملفات حساسة مثل العراق وسوريا ولبنان، والتي تُدار ضمن ما يسمى "منطقة الفوضى المنضبطة". فالولايات المتحدة تختلف بشدة مع إيران في الملف النووي، لكنها احتاجت إلى ميليشيات إيران لمحاربة داعش (وهو ما اعترف به قاسم سليماني وقادة أمريكيون)، وسمحت لميليشياتها بالتمدد بعد 2014 ضمن "حدود مرسومة". وإسرائيل من جهتها تعلن عداءها لإيران، لكنها لم تحرّك ساكنًا أمام تحوّل الجنوب العراقي إلى منطقة نفوذ شيعي مسلّح، ما دامت تلك القوى لا تهدد أمنها مباشرة.

إذن، نحن لا نتحدث عن تحالف صريح ومعلن بل عن شبكة مصالح متقاطعة تعمل تحت مظلة غياب السيادة العراقية وانهيار الدولة المركزية، وهو ما أتاح لكل قوة أن تنفذ مخططها بأقل كلفة وبما لا يتعارض مع المصالح الكبرى للولايات المتحدة في النهاية.

ثانيًا: من منظور الاقتصاد السياسي: العراق ليس "قليل الأهمية"
يجب ألا يُستهان بموقع العراق لا جغرافيًا ولا اقتصاديًا. فالعراق ليس فقط "بلد نفط" بل:
1. يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي مثبت بعد السعودية (إلى جانب نفط غير مكتشف هائل في الصحراء الغربية).
2. يقع عند مفصل استراتيجي يربط الخليج بإيران بسوريا بتركيا، أي طريق كل من الصين وروسيا وتركيا وإيران نحو البحر المتوسط.
3. منصة جيوسياسية لإعادة تشكيل المنطقة ما بعد اتفاق سايكس بيكو (العراق الموحد عائق دائم أمام مشاريع التجزئة).
4. مخزون بشري شاب ومتعلّم في حال تم تحريره من الطائفية والتبعية قد يُشكل منافسًا مستقبليًا في المنطقة.

بكلمات أوضح، العراق ليس "غنيمة"، بل قاعدة جيوسياسية واستراتيجية حيوية لكل القوى المتصارعة. لذلك تتقاطع مصالحهم على إبقائه ضعيفًا، مديونًا، مفتتًا، ومقسوم الولاءات. ولنا أن نتأمل كيف أن الولايات المتحدة أصرّت على كتابة دستور طائفي عام 2005 يشبه "دساتير ما بعد الحروب الأهلية"، وهو أمر لا يفعله محتل يريد الاستقرار، بل محتل يريد تفكيك البنية الاجتماعية نفسها.

ثالثًا: ليست "نظرية مؤامرة" بل تحليل بنيوي لإستراتيجية التفكيك
وصف كل محاولة لشرح هذه التداخلات المعقدة بأنها "نظرية مؤامرة" هو في ذاته تبسيط مخل وتحويل النقاش من أدوات الإمبريالية إلى قوالب إيديولوجية مبتذلة. ما نعرضه هنا لا علاقة له بالخرافات أو الاستيهامات، بل هو مبني على:
- وثائق ويكيليكس
- تقارير البنك الدولي
- إفادات ضباط أمريكيين
- تصريحات رسمية لقادة عراقيين وأمريكيين وإيرانيين
- تحليل شبكات العقود (مثل دور "هاليبرتون" و"كي بي آر" و"بلاك ووتر") في تدمير البنية الاقتصادية العراقية

منهجنا ليس عاطفيًا، بل بنيوي. فنحن نحلل البنية الطبقية والسياسية والنفطية التي نشأت بعد 2003، ونفهم من خلالها كيف ولماذا تتقاطع القوى على أرض العراق.

الخلاصة:
نعم، العالم ليس أبيض وأسود، لكن العراق تحول فعلاً إلى ساحة تقاطع مصلحي معقّد، لا يُفكك إلا إذا استعاد العراقيون سيادتهم، لا فقط من "أمريكا"، بل من كل الأطراف التي اعتبرت العراق مجرد ممر أو خزان. والأمل كل الأمل معقود على وعي الشعب العراقي وقواه التقدمية التي ما زالت ترفع شعار التحرير من كل وصاية، لا انتقاءً.

وللقراء الكرام الحكم على محتوى تعقيب " ملهم الملائكة " وردي عليه. لنرتفع إلى مستوى نقاشات مسؤولة علمية بناءة.
شكراً.



#علي_طبله (هاشتاغ)       Ali_Tabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على تعليق الدكتور لبيب سلطان حول مقالة: “العراق ليس دولة ...
- العصبيات والطائفية في العراق – تفكيك الأعداء وصناعة الصراع ا ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً.. والشعب وحده ...
- -العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً.. والشعب وحده ...
- دفاعاً عن اللينينية في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: تحل ...
- معلقة الرفيق فهد
- رثاءٌ في ظِلّ الشُّهُود
- جيرةُ القَلبِ لا تُهدَمُ بالجُدرانِ
- العصبيات والطائفية في العراق – تفكيك الأعداء وصناعة الصراع ا ...
- مرثية من بغداد
- التغيير و ...
- العراق: قصة موت معلن!
- العراق: قص&# ...
- تموز يأبى &# ...
- رسالة الى الدكتور حيدر العبادي اخر العيد
- رسالة الى الدكتور حيدر العبادي بداية العيد
- عندما تُسَخرُ النبوءات الدينية الموضوعة في خدمة طغم المال
- داعش الاب ...
- ذكريات أيام مضت


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العراق ليس بلداً فاشلاً …-